الخميس 02-05-2024 17:18:00 م : 23 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

4 سنوات على اغتيال حسن اليعري.. المناضل الجسور والملهم للحرية والكرامة

الخميس 23 إبريل-نيسان 2020 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

 

لم يكن يوماً اعتيادياً ذلك اليوم الذي اختبأ فيه القتلة المأجورون بين منزل الشهيد والمسجد المجاور للمنزل، فقد كان يوماً معتماً على المدينة التي عرف أهلها الشهيد القائد حسن اليعري محباً للجميع، وشخصية وطنية واجتماعية نذر حياته لخدمة مجتمعه.

تلفعت مدينة ذمار بالحزن في 23 أبريل 2016، وخرجت عن بكرة أبيها لتودع الإنسان الذي وقف إلى جانب الجميع، وهم يدركون أن القتلة يرقبون بأسى وحسرة، إذ إن حسن لم يمت في قلوب أبناء محافظته، الذين احتشدوا ليودعوا مناضلاً جسوراً.

كان قد مضى عامٌ كامل منذ أن اختطفت مليشيات الحوثي الانقلابية المناضل حسن اليعري وعددا من قيادات التجمع اليمني للإصلاح في المحافظة، وأمضوا ما يزيد عن أسبوع في الإخفاء القسري، قبل أن يتم إطلاق سراحهم بضغوط مجتمعية وقبلية، وطوال هذا العام شهدت المحافظة، ولا سيما مركزها، عهدا غير مسبوق من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات إيران التي عشعشت في المدينة وحولتها إلى وكر للجريمة المنظمة، فأعداد كبيرة من شبابها تم اختطافهم وإخفاؤهم.

منذ ثمانينيات القرن الماضي، كان حسن اليعري أبرز شخصيات العمل السياسي في المحافظة، وهو التربوي القدير والشخصية الاجتماعية الفذة التي نالت محبة الجميع وحتى المختلفين معه، ومع مطلع التسعينيات كان اليعري أحد مؤسسي التجمع اليمني للإصلاح ورئيساً لمكتبه التنفيذي في المحافظة حتى العام 2007، حينما أصبح رئيساً لهيئة الشورى للحزب بالمحافظة، وهو مع كل ذلك محل احترام وتقدير مختلف المكونات الحزبية والسياسية والاجتماعية وصديق الشباب والصحفيين.

أسهم حسن اليعري طوال مسيرته المعطاءة بترسيخ مفاهيم الحرية والعدالة والنضال السلمي، والتعايش والمواطنة المتساوية، ودافع عن الحقوق والحريات، وكان ملهماً لآلاف الشباب الذين رأوا فيه أحد طلائع التغيير.

ومنذ أن بدأت أدوات إيران تعبث بالوطن كان الشهيد يبذل كل جهوده في تجنيب المحافظة هذا العبث، ولأنه كان جمهورياً صلباً ووطنياً من الطراز الأول، ومناضلاً جسوراً، فقد رأت فيه هذه الأدوات القذرة حجر عثرة في طريق مشروعها الانقلابي الدموي، فقررت تصفيته على طريقتها الإرهابية.

عدها البعض جريمة سياسية مكتملة الأركان، حين أطلق القتلة رصاصات الغدر إلى صدر حمل هموم وتطلعات أبناء الوطن، بينما اعتبرها البعض أكبر من جريمة اغتيال، فهي إرهاب ممنهج، التقت فيه رغبات المشروع الإمامي الكهنوتي، وحقد جماعات الإرهاب والعنف والتطرف.

لقد كانت جريمة اغتيال التربوي حسن اليعري أكثر الأعمال خسة ودناءة، وأبشعها في التعبير عن مكنون القوى الحاقدة على الشعب اليمني وسلامه الاجتماعي، والفاقدة القدرة على ممارسة العمل السياسي في وضح النهار، وتلك العصابات التي تعشق العيش في ظلمات الكهنوت والجهالة، والتي انتهجت الصراع الدموي وجعلته وسيلتها في الوصول إلى غاياتها التي تتصادم مع إرادة اليمنيين.

لقد كانت الجموع الهادرة التي خرجت في وداع الشهيد اليعري تعبر بصراحة عن إرادة شعبية ترفض مشاريع الإمامة والقهر، وتطمح إلى الحرية والكرامة التي كان الشهيد اليعري حادي السير على طريقها.

لقد أكد التجمع اليمني للإصلاح حينها أن الجريمة لم تكن جريمة عابرة بل كانت مدبرة وتأتي في إطار تصفية كل النخب السياسية والجماهيرية والقبلية المناهضة للانقلاب على الشرعية والجمهورية، فاغتيال الأستاذ حسن اليعري لم يكن حدثا عابرا بقدر ما هو تنفيذ للقوائم التي أعدت للتصفيات في المراحل اللاحقة استكمالا لمشروع الإجهاز على النخب السياسية اليمنية، وهو ما تأكد في وقت لاحق باغتيال أربعة من قيادات الإصلاح بالمحافظة، آخرهم رئيس الإصلاح بمديرية الحداء عبد الرزاق الصراري، وما تلا ذلك من اغتيالات لقيادات إصلاحية في شمال الوطن وجنوبه.

وبدا واضحاً أن مليشيات الحوثي سلكت نفس الأسلوب الذي اتخذه نظام الملالي في طهران وما ارتكبه من تصفيات لتصفية قوى الشعب، فهذه المشاريع الظلامية لا تقبل الساسة والتعايش.

كما أدركت القوى السياسية اليمنية أن اغتيال قيادات الإصلاح وعلى رأسهم الشهيد اليعري، هو أن اليمنيين كلهم في خطر ما دامت هذه الحركة السيئة الذكر تمسك بالسلاح، ولا تؤمن بالحوار الذي تراه نهاية لمشروعها الظلامي، فكان أن لجأت إلى الأساليب القذرة في اغتيال الطليعة الوطنية.