الجمعة 29-03-2024 08:09:31 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

الانكسار الحوثي على أبواب تعز.. والحصاد المر لخمس سنوات من الحرب والحصار

الثلاثاء 24 مارس - آذار 2020 الساعة 11 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ عامر دعكم

  

بعد خمس سنوات من اجتياح مليشيا الحوثي وصالح لمحافظة تعز, تواصل المليشيا انكسارها على أسوار المدينة, في حين يواصل أبطال الجيش الوطني والمقاومة الدفاع عن مدينتهم, دونما ضنى ولا فتور.

في 22 مارس 2015, اجتاحت مليشيات الحوثي وقوات صالح مدينة تعز, وزعم الانقلابيون أنهم لن يحتاجوا لأكثر من ثلاثة أطقم عسكرية (عربات) وبضعة عشر من مليشياتهم لإخضاع تعز, لكن الواقع كان صادمًا خلافا لزعمهم, وبعيدًا عن توقعهم, إذْ وجدوا تعز مدينة تلقف ما يأفكون, وتلتهم أرتالا وألوية عسكرية, ورأوا في تعز "ثقبًا أسود" أحال الآلاف منهم إلى جُثث.

تبلغ عدد الجبهات في تعز أكثر من 30 جبهة قتال, الواحدة منها تحوي أكثر من نقطة تماس لقتال مليشيا الحوثي, أهم هذه الجبهات: جبهة حذران, جبل هان, المطار القديم, الدفاع الجوي, الزنوج وجبل الوعش, عصيفرة, الأربعين, كلابة, التشريفات والقصر, لوزم والكريفات, أبعر والصرمين, الشقب, الأقروض, الصلو, الأحكوم, وجبهات مقبنة, وغيرها.

خسائر المليشيا

تكبدت المليشيا الانقلابية, منذ عدوانها على تعز, خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

بلغ عدد قتلى المليشيا خلال أربع سنوات, من 2016 إلى نهاية 2019, أكثر من 9.603 قتلى, بينهم 286 قياديا ميدانيا, ممن تصفهم المليشيا بــ"القناديل", لقوا مصرعهم بنيران أبطال الحيش الوطني في تعز, بحسب إحصائية لمحور تعز، كما بلغ عدد جرحى المليشيا 12,469 جريحا.

وخلال ذات الفترة, خسرت المليشيا الانقلابية الكثير من العتاد العسكري، وهو كالتالي: تدمير وإعطاب 586 طقما عسكريا, 46 دبابة, 97 مدفعا, 164 رشاشا, 46 مخزن سلاح, 17 منصة كاتيوشا, 27 مدرعة, وفقًا لإحصائيات المحور

ومنذ مطلع العام الجاري 2020، قُتل أكثر من 129 من عناصر مليشيا الحوثي, بينهم 4 قيادات حوثية وهم: قائد ما يسمى باللواء 17 مشاة علي عبد الرزاق الشرعي الملقب بـ"أبو زيد", والقيادي أبو تراب, وقائد القطاع الغربي أبو عبد العزيز, والقيادي أبو مجاهد, في حين أصيب ما يزيد عن 180 حوثيا, وكذلك تمكن أبطال الجيش خلال الثلاثة أشهر الماضية من إعطاب 6 أطقم عسكرية وتدمير مدفَعين و3 رشاشات, وإسقاط 3 طائرات مسيرة, بالإضافة إلى تدمير مركز تدريبي تابع للمليشيا.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإحصائيات والأرقام, ليس بينها إحصائيات بخسائر المليشيا خلال أكثر من سبعة أشهر من المواجهات بين أبطال المقاومة ومليشيا الحوثي قبل 2016, حيث قتل المئات من مليشيا الحوثي خلال تلك الأشهر.

مساحة المناطق المحررة

تعتبر محافظة تعز شبه محررة, حيث إن أكثر من 75% من مساحتها الإجمالية محررة والأماكن الهامة والحيوية والإسترتيجية فيها محررة سواء مديريات المدينة ومركز المحافظة أو الساحل الغربي (المخا وذوباب وباب المندب وموزع والوازعية) وغيرها, لكنها تعاني من الحصار شبه الدائري الذي تفرضه مليشيا الحوثي منذ خمس سنوات.

ويبلغ إجمالي المديريات المحررة كليًا 12 مديرية, بالإضافة إلى 6 مديريات محررة جزئيا وتجري فيها أعمال قتالية بشكل مستمر, بينما تسيطر مليشيا الحوثي على 5 مديريات بشكل كامل.

أسباب تأخر استكمال التحرير

المتحدث باسم محور تعز العقيد عبد الباسط البحر قال لـ"الإصلاح نت" إن "الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يواجهان مليشيا الحوثي بمحيط دائرة 193 كيلومترا, من أقصى الجنوب الشرقي إلى أقصى الجنوب الغربي, وهي دائرة شبه مغلقة, حيث لم يتبق لتعز سوى منفذ وحيد (منفذ الضباب غربي المدينة) يربطها بالمحافظات الجنوبية".

وذكر البحر أن "الجبهات الغربية (حذران, جبل هان جبهات مقبنة, محيط المطار القديم وغيرها) هي أكثر جبهات القتال بتعز اشتعالا والتهاما لمليشيا الحوثي, حيث تحاول المليشيا إحداث اختراق في هذه الجبهات, كونها تشرف على المنفذ الغربي الوحيد للمدينة, وذلك لكي تقطعه"، مضيفًا "لكن بعزيمة الأبطال ويقظتهم تتلقى المليشيا كل يوم ضربات موجعة وقوية, وتتكبد خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد, في تلك الجبهات (الغربية) وفي غيرها".

وعن أسباب تأخر معركة تحرير المحافظة, قال المتحدث باسم محور تعز إن "شحة الإمكانيات من الأسباب الرئيسية لتأخر معركة التحرير بالإضافة إلى عدم وجود القرار السياسي والعسكري, والإمكانيات المقصودة عسكرية ومادية, فالجيش بحاجة لأسلحة ثقيلة ونوعية, لأن رقعة الموجهات توسعت ودخلنا في مناطق مفتوحة".

ولفت العقيد البحر إلى أنه "لا مجال لمقارنة ما يمتلكه الجيش الوطني من سلاح بسيط وشخصي بما يمتلكه العدو الحوثي, فالعدو يمتلك مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة, يمتلك كل أسلحة الدولة السابقة"، مضيفًا أن "إيران تدعم المليشيا الحوثية بمختلف أنواع الأسلحة, من الطلقة إلى الطائرة المسيرة إلى الصاروخ الباليستي, وهناك جهات متهمة بتهريب الأسلحة وإيصالها لمليشيا الحوثي".

نجاحات رغم الحصار

لا يخفى على أحد أن تعز ترزح منذ خمس سنوات تحت القصف والحصار الذي تفرضه المليشيا الانقلابية, لكنها -تعز- رغم الظروف المعقدة والواقع المأساوي أحرزت نجاحات كبيرة أبهرت الناظرين وسرّت المواطنين وأذهلت المعتدين.

استطاع أبطال تعز, وبأسلحة شخصية, تحرير أجزاء واسعة من المحافظة واستعادة مواقع إستراتيجية, كقلعة القاهرة وموقع العروس وجبل هان وغيرها الكثير, كما تمكنوا من التوسع في خوض المعارك من أحياء المدينة إلى التلال والفضاءات الواسعة على امتداد المدينة وريفها, وهو إجراء أدى إلى توسيع مسرح العمليات العسكرية.

عمل محور تعز العسكري, رغم ظروف الحرب وشحة الإمكانات, على دمج فصائل المقاومة وبناء مؤسسة عسكرية مثّلت نواة لكامل الجيش الوطني, تحوي المؤسسة العسكرية أكثر من 30 ألف فرد جرى تجنيدهم وترقيمهم واعتماد رواتبهم وانتظام صرفها وفق آلية نظامية, موزعين بين 7 ألوية عسكرية.

جيش قوي وأمن يقظ

حاولت المليشيا الانقلابية وبشتى الطرق أن تتقدم في تعز, لكن أبطال تعز كانوا دومًا في المرصاد كجدار لا ينهار ولا يُدقّ, كسروا كل هجوم للمليشيا, ولم يحدث أن سيطر الانقلابيون على موقع حرره أبطال الجيش.

بعد خمس سنوات من الصمود التعزيّ, يئست المليشيا من إحراز أي تقدم في الجبهات, فلجأت إلى حِيلة أخرى من حِيل الحرب, وطريقة أكثر خطورة, تمثلت بمحاولتها الاختراق والتسلل إلى داخل المدينة مستغلةً ظروفًا عدة.

عملت المليشيا على تسريب خلايا نائمة إلى داخل تعز, لكن اليقظة التعزية كانت حاضرة دومًا وبجدارة, إذْ تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على العديد من الخلايا النائمة وفرضت انتشارا أمنيا مكثفا, وهي خطوة وصفها مراقبون بــ"ضربة معلم", كونها أحبطت مخططا كان يهدف لزعزعة أمن تعز وإحداث فوضى تستغلها المليشيا الحوثية لاقتحام تعز, أو هكذا كان يخطط الانقلابيون, قبل أن تحيل الأجهزة الأمنية خططهم إلى هباء منثور.

تبدو المليشيا الحوثية عاجزة عن إحداث أي تقدم أو اختراق في تعز, في حين يتوسع أبطال الجيش الوطني وتزداد مساحة المناطق المحررة, لذلك لا قلق على تعز, هكذا تقول الوقائع والشواهد, فلديها من المناعة والمضادات الفعالة الناجعة ما هو كفيل بمقاومة "وباء الحوثية" والانتصار عليه.

كلمات دالّة

#اليمن #تعز