السبت 20-04-2024 19:31:44 م : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

على خطى "داعش".. انتهاكات الحوثيين تطال مختلف فئات المجتمع

الثلاثاء 21 يناير-كانون الثاني 2020 الساعة 04 مساءً / الاصلاح نت-خاص-عبد السلام الغضباني
 

  

تتعدد الانتهاكات التي تمارسها مليشيات الحوثي الانقلابية ضد مختلف فئات المجتمع اليمني في المحافظات التي تسيطر عليها، وبعضها تسببت في اضطراب وقلق المجتمع، كون بعض تلك الانتهاكات تمس الشرف وتطال الأعراض، مثل ظاهرة اختطاف النساء والفتيات من الشوارع والحدائق العامة ومن أمام الجامعات والمعاهد وتشويه سمعتهن وسمعة أهاليهن، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى يشبه معظمها الانتهاكات التي مارسها تنظيم "داعش" خلال سيطرته على مساحات كبيرة في العراق وسوريا قبل دحره منها.

وخلال الأيام الأخيرة، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يظهر فيها أفراد من المليشيات الحوثية وهم يحلقون رؤوس عدد من الشباب وصغار السن في شوارع العاصمة صنعاء وبشكل مشوه، بذريعة أنهم يجلسون أمام مدارس البنات، وقد أثارت هذه التبريرات السخرية، كون ذلك تم بالتزامن مع عطلة نصف العام الدراسي، إلا أنها الرغبة في التضييق على الآخرين وتشويه سمعتهم، ومحاولة المليشيات تجميل قبحها بإظهار الحرص على قيم الفضيلة، رغم علم الجميع بأنها مجردة من كل فضيلة، وتمارس العنف والإرهاب بأبشع صوره.

- إرهاب مدروس وممنهج

تمارس المليشيات الحوثية، منذ انقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014، إرهابا مدروسا وممنهجا ضد المجتمع اليمني بمختلف فئاته، لاعتقادها بأن العنف والإرهاب هما الوسيلة الوحيدة لفرض سيطرتها بالقوة وتكريس حكمها السلالي العنصري، وإخضاع المجتمع لمعتقداتها وأفكارها المتخلفة والمناقضة للدين والعادات والأخلاق والقيم، ووصل هذا الإرهاب لدرجة تحديد ما الذي يجب أن تلبسه النساء وما هي قصة الشعر التي يجب على الحلاقين العمل بها، ولذا فقد أحرقت المليشيات أربطة العبايات النسائية في بعض محلات الملابس بالعاصمة صنعاء، وحلقت رؤوس بعض الشباب وصغار السن في الشوارع بعد تعميم وزعته على ملاك صوالين الحلاقة يتضمن تحديد نوع قصة الشعر التي يجب عليهم العمل بها.

بدأ إرهاب مليشيات الحوثيين الممنهج والمدروس ضد المجتمع اليمني من الأعلى إلى الأسفل، حيث طال في البداية مؤسسات الدولة والمعسكرات والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني وتفجير المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، بعدها طال الإرهاب الشركات والمؤسسات الاقتصادية ورجال المال والأعمال وكبار مشايخ القبائل وتفكيك القبائل وإضعافها، وتدمير التعليم وحوثنته ومحاولة طمس الهوية اليمنية واستبدالها بهوية دخيلة على المجتمع اليمني مناقضة لتاريخه وعروبته ومعتقداته.

وبعد إفراغ مناطق سيطرة المليشيات الحوثية من معالم الدولة ومعالم المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات وغير ذلك، اتجه الإرهاب الحوثي ليطال خصوصيات أفراد المجتمع وانتهاك الأعراض والعادات والتقاليد، مما تسبب بحدوث اضطرابات اجتماعية، وكانت البداية من الاختطافات العشوائية التي طالت أفرادا أبرياء من الأسر ميسورة الحال، ثم المساومة على إخراجهم من السجون بواسطة سماسرة حوثيين مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة بحسب قدرات كل أسرة.

ومثلت تلك الظاهرة إحدى وسائل تمويل الحوثيين لحروبهم من أموال المواطنين المغلوبين على أمرهم، ثم اتسعت الظاهرة لتشمل اختطاف النساء والأطفال، وكشفت منظمة مكافحة الإتجار بالبشر في سلسلة تقارير حقوقية صادرة عنها عن أرقام وممارسات مرعبة بخصوص عدد النساء المختطفات وما يتعرضن له من تعذيب واستغلال غير أخلاقي في سجون المليشيات الحوثية، ويتصدر القيادي الحوثي المدعو "سلطان زابن" قائمة القيادات الحوثية التي تختطف النساء في العاصمة صنعاء وسجنهن وتعذيبهن وابتزاز أهاليهن وتعرضهن للاستغلال غير الأخلاقي.

- التضييق على الحريات

يعد التضييق على الحريات من الممارسات الأكثر بروزا في المحافظات والمناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية، فبعد القضاء التام على حرية الرأي والتعبير من خلال إيقاف مختلف وسائل الإعلام ومطاردة الإعلاميين وحجب المواقع الإخبارية على الإنترنت، اتجهت مليشيات الحوثيين للقضاء على الحريات الدينية، وكانت طائفة "البهرة" الأكثر تعرضا لقمع واضطهاد المليشيات الحوثية.

كما سيطرت المليشيات على معظم المساجد، إن لم يكن كلها، في مناطق سيطرتها، وفرضت خطباء من بين صفوفها ومن الموالين لها، وتعمم عليهم خطب الجمعة التي عادة ما تكون تحريضية وتخون الطرف الآخر وتتهمه بمختلف التهم، وفرضت مناهج إلزامية تروج لفكرها العنصري والسلالي على المدارس والجامعات العامة والخاصة.

ومؤخرا، اتجهت المليشيات الحوثية للتضييق على حرية النساء في اختيار الملابس بحسب رغبتهن، حيث داهم بعض أفراد المليشيات عددا من محلات بيع الملابس النسائية في العاصمة صنعاء وأحرقوا أربطة العبايات والفساتين بذريعة الحرص على الفضيلة، بعدها وزعت المليشيات تعميما في بعض مناطق سيطرتها على صوالين الحلاقة يتضمن تعليمات حول قصة الشعر التي يجب العمل بها، وبعدها بدؤوا بمطاردة بعض الشباب وصغار السن في الشوارع وحلق رؤوسهم بشكل مشوه بذريعة أنهم يجلسون أمام مدارس البنات، رغم أن ذلك تم بالتزامن مع عطلة نصف العام الدراسي، حيث لا دراسة ولا فتيات يذهبن للمدارس.

- السقوط الأخلاقي

تعكس كل ممارسات الحوثيين سقوطهم الأخلاقي وتجردهم من كل فضيلة، وحتى تلك الممارسات التي يحاولون الظهور من خلالها بمظهر الحراس على الفضيلة، فإنها تعني شيئا واحدا وهو الإيغال في السقوط الأخلاقي، كنتيجة طبيعية لنشأتهم المليشياوية القائمة على العنف والإرهاب والقتل وانتهاك الحقوق والحريات، وحقدهم على المجتمع اليمني وثقافته ومعتقداته وعاداته وتقاليده، كونهم مليشيات دخيلة على هذا المجتمع ودخيلة على تاريخه وجغرافيته.

وفي ظل هكذا وضع، فإن تأخر الحسم العسكري ضد هذه المليشيات يعني منحها مزيدا من الوقت والفرص للتضييق على المجتمع وتعزيز نفوذها وفرض معتقداتها العنصرية والسلالية، وتفخيخ مستقبل اليمن ودول الجوار بجيل جديد معبأ بأفكار طائفية وعنصرية تحث على الكراهية والقتل والعنف والإرهاب، ويعمل لخدمة المشروع الإيراني التخريبي في المنطقة.