الخميس 18-04-2024 23:29:39 م : 9 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

مصير مجهول لإسماعيل الرمادي.. أقدم مخفي منذ انقلاب الحوثيين على الدولة

الثلاثاء 21 يناير-كانون الثاني 2020 الساعة 07 صباحاً / الإصلاح نت – خاص / علي محمد

  

منذ اجتياح مليشيات الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء وانقلابها على الدولة بقوة السلاح في العام 2014، عمدت وبشكل ممنهج إلى ممارسة عدد من الانتهاكات والجرائم منها جريمة الإخفاء القسري والتي تعتبر جريمة ضد الإنسانية بحسب الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص، لكن أدوات إيران انتهكت كل القوانين الدولية والإنسانية، وتمارس عنفها ضد كل أبناء المجتمع بدون ردع أو استنكار أمام مرأى ومسمع العالم.

وفي محافظة صنعاء للعام الخامس على التوالي تخفي المليشيات قسرياً الطالب الجامعي إسماعيل الرمادي بدون أي تهم، وكل هذه الأعوام وما يزال مصيره مجهولا، وإخفاؤه ضاعف من معاناة أسرته في مختلف الجوانب.

من هو أقدم مخفي قسرياً بعد انقلاب الحوثي؟

إسماعيل صالح مبارك الرمادي من قرية بيت مران أرحب (شمالي صنعاء) يبلغ من العمر 29 عاما، أب لطفلة لا يعرفها، ولدت بعد أسابيع من اختطافه من قبل الحوثيين، وتوفيت ولم يسمح الحوثيون له بالخروج من الزنزانة عند موتها رغم أن أسرته أبلغت مليشيات الحوثي الانقلابية بنبأ الوفاة وطالبتهم بالإفراج عنه لتشييع ودفن ابنته.

إسماعيل وقصة إخفائه

وفي يوم الخميس الموافق 25 ديسمبر 2014، وبعد مرور أسبوعين على اجتياح الحوثيين لمديرية أرحب، اختطفه الحوثيون من أمام منزله في قريته بيت مران.

وبحسب مصادر حقوقية، فإن المليشيات اختطفته أمام أسرته بشكل استفزازي واقتادته إلى أحد المنازل التي سطت عليها بالقوة في المنطقة وأخفته لمدة يومين، ومن ثم نقلته إلى مدرسة بمنطقة مذبح بصنعاء جوار الفرقة الأولى مدرع، والتي حولتها مليشيا الحوثي إلى سجن لإخفاء المناهضين لها واحتجزت المليشيات إسماعيل الرمادي هناك لمدة شهرين.

وبحسب رواية أحد أقاربه، فقد تعرض الرمادي لأشد أنواع التعذيب، وبعد مرور شهرين على سجنه في المدرسة نقلته المليشيا إلى جهة مجهولة، ومنذ ذلك الحين لم تعلم عنه أسرته شيئا حتى اليوم.

ويقول أحد أقاربه إن السؤال عن مصير إسماعيل الرمادي يؤرق أسرته أكثر، وخلال المتابعة التي تقوم بها أسرته في البحث عنه تعرض اثنان من أشقائه للاختطاف لعدة أيام.

ويتحدث شقيقه بأنهم ذهبوا إلى عدة نافدين ومشايخ لمعرفة مصير أخيه المخفي لكنهم لا يلقون إلا الوعود والأكاذيب من الحوثيين، وقال إن جرم أخيه وإخفاءه كل هذه الفترة الطويلة هو أنه ينتمي لحزب سياسي معترف به قانونيا من الدولة.

معاناة أسرته

وكان إسماعيل الرمادي يعمل في الزراعة ليعيل أسرته، بالإضافة إلى أنه طالب يواصل دراسته في الجامعة.

وبحسب تقرير لمنظمة شهود لحقوق الإنسان، فإن أسرته تعاني معاناة شديدة، فوالده المسن صالح الرمادي الذي طرق أبواب مشرفي الحوثي في المديرية ومحافظة صنعاء حتى وصل إلى أعلى هرم للجماعة وذهب إلى صعدة -تحديداً منطقة ضحيان- بحثا عن نجله المخفي ظلماً من قبل الحوثيين، لكنه لم يجد جوابا من مليشيات لا تكترث لحزن وفقد اليمنيين.

وأثر غيابه على والده صحيا ونفسيا، حيث تأثر من القهر والتعب والتنقل بحثا عن ولده وأصيب بصمام القلب وحالياً حالته الصحية في خطر.

أما والدته فهي لا تجف دموعها من البكاء ليلا ونهارا،
وزوجته التي تركت دراستها الجامعية تتألم بشدة لأنها لا تعرف شيئا عن مصير زوجها وهل ما زال على قيد الحياة أم أنه فارقها، والمؤلم معاناة زوجته من إخفائه طوال هذه الفترة ووفاة طفلتها بينما والدها في غياهب السجون الحوثية.

جرائم حرب

وكانت منظمة شهود لحقوق الإنسان قد أشهرت تقريرا في 12 يناير الجاري وثقت فيه حادثة اختطاف وإخفاء "إسماعيل الرمادي" قسريا منذ 5 سنوات.

وقال رئيس المنظمة فايز صالح الظرف إن إسماعيل يعد أقدم مخفي قسريا منذ انقلاب جماعة الحوثي على الدولة في 21 سبتمبر 2014، مضيفا أن أسرة إسماعيل وأهالي المخفيين قسرياً تُركوا وحدهم للبحث عن أقاربهم، وأن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية خذلتهم وهم يكافحون منذ سنوات لمعرفة ما إذا كان أبناؤهم أحياءً أم أمواتاً.

وأكد رئيس منظمة "شهود" أنه في كثير من الحالات وصلت انتهاكات الحوثيين إلى حد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وأن مسلحي الجماعة استهدفوا الأشخاص الذين اعتبروهم معارضين لهم أو غير موالين لجماعتهم، بمن فيهم النشطاء السياسيون والمدافعون عن حقوق الإنسان والصحافيون والمحامون وغيرهم.

وقال رئيس منظمة "شهود" إن اليمن وقعت في يونيو 2013 على الانضمام إلى الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، إلا أنه وبعد عامين من التوقيع أصبحت جرائم الاختفاء القسري في اليمن واقعا يوميا معاشا منذ شرع الحوثيون في السيطرة على أجهزة الدولة والانقلاب على شرعية الرئيس المنتخب، ورافقت حملة مسيرتهم انتهاكات مختلفة ضد المواطنين المناوئين لهم طيلة السنوات الخمس الماضية، ومارست جماعة الحوثي الاحتجاز التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة والإخفاء القسري بحق الآلاف من اليمنيين المناهضين لها.

كلمات دالّة

#اليمن