الخميس 18-04-2024 19:44:10 م : 9 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

نازحو إب.. بين سندان النزوح ومطرقة الإهمال

السبت 28 ديسمبر-كانون الأول 2019 الساعة 08 مساءً / الاصلاح نت-خاص-عبد الرحمن أمين

 

من لم يمت بالقصف عاش مشردا
تعددت الأسباب والبوس واحد

هكذا يبدو حال الكثير من اليمنيين في محافظات شتى وهم يجترون مآسيهم وأحزانهم جراء حروب طاحنة، أجمل ما فيها هو النجاة من الموت، لا يلوون على شيء سوى وجهة أو مكان لا تطاله نيران المعارك الدائرة، يحطون فيه رحالهم، غير آبهين بتبعات هذا النزوح.

محافظة إب لم تكن بمنأى عن هذا الصراع ومخلفاته من الويلات والنكبات، ولم تشفع لها سلميتها أن تعيش بسلام رغم محاولات أبنائها المتكررة تجنيبها ويلات الحروب، فقد أبت مليشيا الحوثي الانقلابية إلا أن توزع حصص الموت والدمار على كل محافظة طالتها أيديها، لتشهد البلد أسوأ موجة نزوح عرفها اليمن الحديث، ولسان الحال قبل المقال «في كل واد بنو سعد».

إنه النزوح إذن والهجرة والتشرد والتشتت والغربة والفراق، مفردات حلت قلوب عشرات الآلاف من الأسر من مناطق المحافظة، وتجسدت في حياتها، وحولت واقعها إلى عذاب أليم يصعب تخيله، ناهيك عن معايشته لأعوام.

لا شيء في الحياة أشق على النفس من الفراق قسرا للأحبة والأهل والمأوى والأرض والهواء والتربة والماء، تاركة كل ذلك وراءها في اتجاه المجهول لتبدأ رحلة المعاناة في وطن مثخن بالجراح عاجز عن تقديم أبسط متطلبات العيش لأبنائه.

أرقام متجددة مخيفة ترصدها المنظمات ومراكز الإيواء ويتكتم البعض عنها في آن واحد، لكننا استعطنا الحصول على أرقام شبه دقيقة من مصادر أخرى موثوقة كشفت حجم المأساة.

إذ أظهرت إحصاءات قامت بها إحدى المؤسسات الإغاثية شملت بعض مديريات المحافظة أن عدد الأسر النازحة وصل إلى عشرات الآلاف، بينما وصل عدد الأفراد النازحين قرابة المئتي ألف نازح.

وأوضحت تلك المصادر أنه تم نزوح (171194) فردا، وأن عدد الأسر النازحة هو (30622) أسرة، بينما بلغ عدد المنازل المتضررة (288) منزلا منها (146) منزلا تضررت بشكل كلي، أما من تم تهجيرهم فقد وصل عددهم إلى (1124) أسرة.

عملية النزوح هذه شملت عددا من مناطق ومديريات المحافظة من بينها الرضمة والعدين والمخادر ويريم والقفر وحبيش والمشنة والظهار وبعدان، إلا أن مناطق العود كانت أكثرها سوءا وأكثرها أعدادا من النازحين حيث تصدرت القائمة في النزوح بسبب تركز المواجهات هناك واستمرار الحرب لسنوات.

لم يسمح الوضع الأمني للكثير من الأسر النازحة بالاستقرار في المحافظة نفسها بل اضطرها إلى ترك المحافظة والتوجه إلى محافظات أخرى خوفا من أن تطالها يد الإجرام الحوثي، فقد توزعت تلك الأسر إلى محافظات عدة من بينها مأرب والجوف وتعز وعدن والضالع.

حياة النازحين في مخيمات النزوح تعكس صورة أكثر قتامة، إذ يكابدون مرارة العيش، وتتضاعف معاناتهم لتشمل مختلف الجوانب بما فيها الصحية والاقتصادية، في ظل إهمال المنظمات والمؤسسات الإغاثية، حيث تفتقر هذه المخيمات للدعم في ظل عدم الالتفات إليها من قبل المنظمات الإنسانية العاملة، ما يجعل هذه المخيمات تعيش وضعا مأساويا حقيقيا وانقطاعا تاما لسبل الحياة فيها.

تأتي موجة النزوح هذه في الوقت الذي تستقبل فيه المحافظة مئات الآلاف من النازحين الذين لجؤوا إليها من مختلف المحافظات أبرزها تعز والحديدة وحجة والضالع، ليزيد ذلك الطين بلة، وتتفاقم المأساة أكثر وأكثر، إذ شهدت المحافظة أزمة حادة في السكن وارتفاع إيجارات الشقق بشكل ملحوظ وصل بعضها إلى (100) ألف للشقة الواحدة دون رقيب ولا حسيب.

كلمات دالّة

#اليمن