الجمعة 29-03-2024 09:28:08 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

المتاجرون بدم الشهيد الحمادي.. كاد المريب أن يقول خذوني

الأحد 08 ديسمبر-كانون الأول 2019 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ عامر دعكم

  

هزت حادثة استشهاد العميد عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع، تعز وكل اليمن، إذ فقدت المؤسسة العسكرية قائدا جسورا كان في صدارة من تصدوا للانقلاب الحوثي ومشروع الإمامة.

استشهد العميد الركن الحمادي في منزله بمنطقة "بني حماد"، يوم الاثنين الماضي، ونقل بعدها إلى عدن، وما تزال جثته هناك، ولم تتضح ملابسات استشهاده، كون التحقيقات لم تبدأ بعد.

بعد دقائق من حادثة استشهاد العميد الحمادي، تفاجأ أبناء تعز واليمن بأن هناك من يحاول استغلال الحادثة والإتجار بدم الشهيد من خلال توزيع اتهامات جُزافية مبنية على الأحقاد، في محاولة لإثارة الفوضى وخلق شرخ اجتماعي يقود تعز إلى مستنقعات سوداء لطالما نجت منها مرات عدة.

وطالب أبناء تعز وأحزابها بضرورة بدء تحقيقات شفافة لإظهار الحقيقة للرأي العام، ولقطع الطريق أمام كل محاولات الإتجار بدم الشهيد الحمادي، إذْ إن تأخر التحقيقات يعني المضي في استغلال القضية وتوظيفها لتحقيق أجندة خادشة للجدار التعزي ومهددة للنسيج الاجتماعي، لاسيما أن هناك جهات معادية تضمر لتعز شرًا وتعاديها جهارا.

وصدرت توجيهات رئاسية، أمس الجمعة، قضت بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات استشهاد العميد الركن الحمادي، برئاسة النائب العام الدكتور علي الأعوش، وعضوية كلٍّ من رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء الركن أحمد محسن اليافعي، ورئيس عمليات محور تعز العميد عدنان رزيق، والعميد مطهر الشعيبي.

الأستاذ أحمد عثمان، رئيس الدائرة الإعلامية لإصلاح تعز، وصف حادثة استشهاد العميد عدنان الحمادي بالفاجعة والمؤسفة، وأنها خسارة لتعز.

وقال عثمان للإصلاح نت بأن "الحقيقة ستظهر ولن يضيع دم الشهيد الذي قتل مظلوما"، مضيفًا أن "الرصاصة التي أصابت العميد الحمادي استهدفت صدر تعز".

وعن محاولات استغلال قضية استشهاد الحمادي، قال عثمان: "الذين يوزعون الاتهامات بين جاهل وآخر شغال في جوقة الإعلام المعادي الذي يستهدف تعز والجيش الوطني وتمزيق تعز مناطقيا واجتماعيا وسياسيا، وهم يعملون منذ زمن على كل الجهات وبدعم كبير وفشلوا فشلا ذريعا بفضل وعي أبناء تعز ودور قادتهم وعلى رأسهم الشهيد عدنان الحمادي الذي تحرك باحترافية بين الأشواك وتحرك في إطار الشرعية وعجزوا عن تنفيذ أجندتهم البائسة من خلاله وفشلت كل رهاناتهم.. هم نسوا من هو الحمادي ولهذا في الأخير اعتبروه عقبة وغير نافع بل خطر على مشروع التقسيم في تعز وتقويض الجيش والشرعية، هذه حقيقة يعرفونها ويعرفون أن الخاسر الأول هي تعز والسلطة الشرعية والجيش الوطني بتعز".

وأضاف: "توزيع الاتهامات بهذه الصورة هو عمل هستيري لا يريد الحقيقة ويخاف منها، ويريدون توظيف الحادثة الموجعة لإثارة الفتنة داخل تعز وهو ما عجزوا عنه في حياة الحمادي ويريدون تحويل دمه وسيلة لإثارة الفتنة وتنفيذ أجندة تخريبية عن طريق التحريض وتوزيع التهم عن طريق الإعلام الموجه".

وتابع: "بالمناسبة، الحمادي تعرض لعملية اغتيال شهيرة قبل سنوات وقبض على الجناة، وللحمادي تسجيل متداول في هذه الحادثة يثبت عن طريق اعترافات الجناة وجود إعلام داخل صفوف الشرعية يعمل لصالح العدو مهمته تحميل العملية أطرافا أخرى داخل الشرعية بهدف الفتنة، الهدف الذهبي لهذا الإعلام، ولم تمر خمس دقائق -بحسب الحمادي نفسه- إلا وهذا الإعلام يوزع الاتهام للإصلاح وأبو العباس، والكلام هنا للعميد الركن الحمادي".

ومضى بالقول: "ما أشبه الليلة بالبارحة! هذا الإعلام نفسه هو الذي يوزع الاتهامات اليوم ويحرض المجتمع ويدعو للخراب وبدأ بعد دقائق من عملية الاغتيال الآثمة وإلى الآن يثير الدخان الأسود وينشر الاتهامات بشكل مفضوح".

وأكد عثمان أن "تعز بإذن الله قادرة على إفشال كل المحاولات التآمرية.. تعز أكبر من المؤامرات".

واختتم عثمان: "الأحزاب طالبت بالتحقيق لإظهار الحقيقة والجميع يضغط بتحقيق شفاف، هذا التحقيق سيكون محاكمة للمجرمين الذين قتلوا الحمادي ومحاكمة لهؤلاء الذين يمارسون قتل تعز ليل نهار عن طريق بث الشائعات وصناعة الخراب، وسيسقطون سقطة مدوية على قدر الجرم الذي يرتكبونه، والانحطاط الأخلاقي الذي يمارسونه، كمهنة لبث السموم في المحافظة".

الناشط السياسي عبد الحميد المجيدي قال للإصلاح نت: "هزت حادثة اغتيال العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع -رحمة ربي تغشاه- تعز قاطبة، بل إن كل أحرار اليمن تأثروا بهذه الحادثة الجبانة والغادرة، ذلك أن الحمادي مع رفاقه الضباط وإخوانه المقاومين كانوا هم حائط الصد الأمامي ضد مليشيات الانقلاب وضد المشاريع التي كانت تسعى فيها بعض القوى الداخلية والخارجية لجر محافظة تعز للفوضى والاقتتال الداخلي بين رفقاء السلاح".

كان يُنظر للحمادى من بعض القوى الداخلية والخارجية على أنه سيوافق على أي فوضى واختلالات داخل تعز، يقول المجيدي، لتنفيذ مشاريع خارجية تآمرية ضد تعز وأبناء تعز، لكنه وقف كالطود شامخا ضد هذه المشاريع وضد أي عبث وفوضى تجر تعز إليها، لذا ربما كان موقفه الوطني هذا هو الذي دفع ثمنه روحه كبطل لا ينكر دوره ولا يجحده إلا أعمى البصر والبصيرة.

وأضاف المجيدي أن "العميد الحمادي وقف في المكان والزمان الذي يخلد التاريخ مكانه بين الأبطال وكان ابنا بارا بتعز محسنا إليها رغم الترغيب والترهيب الذي لاقاه من قوى الشر التي كانت تبحث عن ثغرة ضد تعز وللدخول لتعز تحت أي مسمى، لكن الله أحبط كل مخططاتهم وكان لشهيدنا البطل دورا بارزا في إحباط هذا المخطط الدنيء والخبيث ضد تعز".

وأشار المجيدي إلى أنه ربما أراد القتلة من اغتيالهم للعميد إحداث شرخ سياسي واجتماعي بين أبناء تعز، خاصة أن هناك تعبئة تمارس في هذا الاتجاه للتعصب الحزبي والمناطقي والاجتماعي فمثلت لهم عملية الاغتيال أرضية خصبة لهذا الاستغلال القذر الذي يخدم مشاريع الأعداء فقط لا غير.

أما الصحفي صدام الحريبي فيرى أن هناك من يبحث عن أية قشة أو قضية ليستخدمها ويستغلها من أجل استهداف تعز وجرها للفوضى ومن ثم إسقاطها، وقد رأوا أن استغلال قضية العميد الحمادي فرصة لن تُعوَّض للوصول إلى هدفهم، لكنهم غفلوا عن دور الشارع التعزي في تنقيح الحقيقة بعد البحث عنها.

بتكاتف أبناء تعز وتجاوزهم للخلافات وسفاسف الأمور والتركيز نحو هدف واحد متمثل في إيصال المحافظة إلى بر الأمان، سيكون أكبر ضامن لتجاوز هذه المحاولات المتساقطة، يؤكد الحريبي.

حاول خصوم تعز والشرعية جرّ تعز إلى بؤر الفوضى، مرات عديدة، لكن الوعي التعزي كان دومًا بالمرصاد، تصدى لكل ما من شأنه الإضرار بتعز، وأفشل كل الأجندة المعادية.

انتصرت تعز على الخارجين عن القانون، الممولين من جهات معادية والمدعومين بغطاء إعلامي، الذين كانوا يؤدون دورا تخريبيا في تعز، ويغتالون أبطال الجيش الوطني، وتمكنت المؤسسات الأمنية من القبض على المطلوبين أمنيا، وطاردت البقية من المدينة.

كما استطاعت تعز، بوعي ودراية أبنائها، أن تمنع تشكيل حزام أمني على غرار الحزام الأمني في عدن الذي انتهى به المطاف رأس حربة في الانقلاب على الشرعية بعدن.

كما أفشلت تعز مخططا كان يراد منه جرّها إلى صراع مناطقي يخلق شرخا اجتماعيا وجغرافيا، بالإضافة إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إفشال محاولة تمرد في التربة في منتصف أغسطس الماضي.

يدرك أبناء تعز جيدا أن محاولات استغلال حادثة استشهاد القائد الحمادي، الذي لم تتضح ملابسات استشهاده بعد، إنما تأتي ضمن مخطط النيل من تعز بتمويل ودفع من جهات معادية لطالما استهدفت تعز، سعيا لإفراغها من الشرعية ومصادرة تضحياتها ومكتسباتها.

ويؤكد أبناء تعز أن مدينتهم عـصيّة على كل المؤامرات، وأنها قادرة وبجدارة على إفشال كل ما من شأنه النيل من مكتسباتها، وأنه لا خيار لتعز سوى المضي في معركة التحرير والحفاظ على مشروع الدولة، ولا مكان فيها للانقلابات والمليشيات.

كلمات دالّة

#اليمن