الأربعاء 24-04-2024 20:19:31 م : 15 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الإرياني: اتفاق الرياض يؤسس لمرحلة جديدة من وجود الدولة ومواجهة المشروع الإيراني

السبت 16 نوفمبر-تشرين الثاني 2019 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت – الرياض

 

 

جدد وزير الإعلام تأكيد الحكومة اليمنية على المضي في تنفيذ اتفاق الرياض بكل جدية ومصداقية وفاءً بالتزامها أمام الشعب والأشقاء في المملكة العربية السعودية، وتنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي لكل أجهزة الدولة والحكومة بالبدء في تنفيذ الاتفاق.

وأوضح -في حوار أجرته معه صحيفة "سبق" السعودية- أنه جرت بعض الترتيبات الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن استعدادًا لعودة دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، وعدد من أعضاء الحكومة المرتبطة مهامهم بالخدمات والشروع في تفعيل مؤسسات الدولة وتثبيت الأمن والاستقرار وعودة دفع رواتب الموظفين.

واعتبر أن الاتفاق يؤسس لمرحلة جديدة من وجود الدولة واستقرار الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، ومواجهة المشروع الإيراني وأداته الحوثية، وينهي حالة الفرقة والانقسام التي شغلت اليمنيين في معارك جانبية.

كما اعتبر الحملات السياسية والإعلامية التي شنتها الميليشيا على الاتفاق تكشف رهانها على خلافات اليمنيين للاستمرار في سيطرتها على العاصمة المختطفة صنعاء.

وأضاف: "لا منتصر ولا مهزوم، لا رابح ولا خاسر في اتفاق الرياض، الذي أسس له ورعاه أشقاؤنا في المملكة، والرابح الوحيد هو اليمن الذي حفظ الاتفاق أمنه واستقراره ووحدته وسيادته وسلامة أراضيه، والشعب اليمني الذي يعاني الويلات منذ انقلاب الميليشيا الحوثية، ويتوق لإحلال السلام وإنهاء دورات العنف والصراع، وتوحيد الجهود الوطنية في معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب".

ونوه الإرياني بأن حضور الدولة وتفعيل مؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن سيوجه رسائل إيجابية في أكثر من اتجاه.

وكشف الإرياني عن ارتباط الميليشيا الحوثية بالتنظيمات الإرهابية ارتباطاً عضوياً برعاية وتخطيط وتمويل إيراني، وظهرت مؤشراته بوضوح في الأحداث التي شهدتها العراق وسوريا، بالإضافة إلى أن الانقلاب الحوثي وما ترتب عليه من تراجع حضور مؤسسات الدولة، وبسط سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية.

وقال الإرياني إن الميليشيا الحوثية ومنذ انطلاق العمليات العسكرية تعرضت لضربات قاسية وفقدت المئات من قيادات الصف الأول والثاني بضربات الجيش الوطني مدعومًا من التحالف بقيادة السعودية.

وتطرق الإرياني إلى التقارير الميدانية التي تحصل عليها الحكومة من مناطق سيطرة الميليشيا وتلك التي تنشرها جهات دولية ذات صلة بالملف تؤكد ذهاب تلك المساعدات الإنسانية لجيوب نافذين في ميليشيا الحوثي، وتمويل ما يسمى المجهود الحربي، ومنها التقارير الصادرة أخيرًا عن منظمة الغذاء العالمي التي اتهمت قيادات الميليشيا بسرقة الغذاء من أفواه الجوعى.

وتابع: "وخاطبنا الأمم المتحدة ومنظمة الغذاء العالمي في أكثر من مناسبة بإعادة النظر في آلية عملها في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية والتنسيق مع الحكومة الشرعية لضمان توجيه تلك المساعدات الإنسانية لمستحقيها الذين قدرت الأمم المتحدة أعدادهم بـ80% من المواطنين ووقف عمليات الفساد والضغط والابتزاز الذي تمارسه الميليشيا على العاملين في تلك المنظمات".

وحذر وزير الإعلام من محاولات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران القيام بعمليات تجريف للوعي وغسل لأدمغة المواطنين وعقولهم والتعبئة المذهبية المتطرفة بأفكار مستوردة من إيران، مؤكداً أن اليمنيين لديهم حصانة ضد هذه الأفكار الهدامة ووسطيتهم وتعايشهم منذ آلاف السنين.

وأكد أن الميليشيا الحوثية منذ نشأتها تستغل الحوار لتحقيق أهدافها في التوسع والإرهاب، وتجارب اليمنيين معها تؤكد أن السلام الذي تتحدث عنه وتسوق له أطراف دولية وإقليمية مجرد "استراحة محارب" لامتصاص الخسائر والتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الصفوف والتوسع من جديد، فيما مرجعيتها الإيرانية تحيك خيوط المؤامرة للوصول إلى الهدف المنشود.

ولفت إلى ارتكاب ميليشيا الحوثي أبشع الجرائم والانتهاكات بحق اليمنيين منذ انقلابها على السلطة، راح ضحيتها عشرات الآلاف بين قتيل وجريح في جرائم إرهابية لن تسقط بالتقادم وسيُقدم المسؤولون عنها للمحاكمة لينالوا جزاءهم العادل والرادع.

وأكد وزير الإعلام أن الميليشيا الحوثية تتلقى دعمًا ماليًا وسياسيًا وإعلاميًا وعسكريًا مباشرًا من نظام إيران وحزب الله اللبناني، عبر تهريب شحنات الأسلحة النوعية والصواريخ البالستية والطائرات المسيرة إيرانية الصنع، ومشاركة خبراء حزب الله وإيران، في الإشراف على تركيبها وإطلاقها لاستهداف المناطق المحررة والجارة السعودية.

وأشاد الإرياني بالدعم السعودي لليمن سياسيًا واقتصاديًا وتنمويًا وإنسانيًا وعسكريًا في معركة استعادة الدولة وإسقاط انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران ووصفه بأنه "الدور الأبرز".

وأشار إلى أن حجم المساعدات التي قدمتها المملكة لليمن منذ 2015م بلغ 14 مليارًا ونصف المليار دولار أمريكي صبت في دعم البنك المركزي واستقرار العملة الوطنية، ومنحة المشتقات النفطية في قطاع الطاقة، ومشروعات البنى التحتية والتنمية والإعمار وبناء السلام التي ينفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، وأنشطة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمشروع السعودي لنزع الألغام (مسام)، ومشروعات الأطراف الصناعية وإعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم الميليشيات الحوثية وغيرها من المساعدات الإنسانية.

وأعرب عن الامتنان للدور التاريخي للمملكة في دعم اليمن في محنته، مؤكداً أن هذا الدعم والمواقف الأخوية ستكون علامة فارقة في العلاقات بين البلدين والشعبين الجارين والشقيقين.

وقال وزير الإعلام معمر الإرياني إن الجهاز الإعلامي لميليشيا الحوثي ينطلق من الضاحية الجنوبية بلبنان بدعم وتمويل إيراني وإشراف وإدارة مباشرة من خبراء في حزب الله اللبناني.

وأشار الإرياني إلى أن الحكومة ووزارة الإعلام خاطبت الجانب اللبناني في أكثر من مناسبة لوقف هذه الأنشطة المضرة بالأمن القومي اليمني والتي تنطلق من الأراضي اللبنانية وطالبنا بوقفها باعتبارها عملاً عدائيًا يضر بأمن واستقرار اليمن والمنطقة والعلاقات بين البلدين الشقيقين، اليمن ولبنان.

وعبر عن أسفه لعدم وجود أي تجاوب بفعل نفوذ حزب الله داخل الحكومة وسطوة سلاحه وتعقيدات الوضع اللبناني التي لا تخفى على أحد.

وفيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها وزارة الإعلام، أكد الوزير الإرياني بأنها تحركت على مسارين، إداري وقانوني، الأول لاستعادة أجهزة الإعلام الحكومي وإعادة بث جزء منها من الرياض باستضافة كريمة من الأشقاء بالمملكة والبقية من المحافظات المحررة، والمسار القانوني عبر تحرير مذكرات رسمية وتحريك دعاوى قضائية للأقمار الصناعية والشركات الوسيطة المستضيفة، ومطالبتها بوقف بث تلك القنوات؛ نظرًا لأنشطتها التحريضية، وباعتبارها واقعة تحت ميليشيا انقلابية سيطرت عليها بقوة السلاح.