الجمعة 29-03-2024 03:24:21 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

المختطفون في معتقلات الحوثيين.. قصص مروعة ومأساة انسانية

الإثنين 11 نوفمبر-تشرين الثاني 2019 الساعة 12 مساءً / الاصلاح نت - متابعات

 

 

يعيش المختطفون أقسى الأيام في سجون المليشيا الحوثية ، وتزداد هذه المعاناة بدخول فصل الشتاء حيث تدهور صحتهم ويعانون من بعض التعسفات والممارسات والمعاملات الانسانية ومنع الملابس والبطانيات التي تقدم لهم من أقرباهم ومنعهم من حقهم من الحصول على الرعاية الصحية والدواء والغذاء..

 

(المختطفون في خطر)

المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين(صدى) قالت في بيان لها صدر مؤخراً إن حياة الصحفيين المختطفين لدى الحوثي في خطر نتيجة منعهم من الحصول على رعاية صحيه لهم.. وفي تقرير حقوقي - لتحالف رصد ، ذكر أن حالات الوفاة تحت التعذيب في سجون المليشيا الحوثي بلغت أكثر من 170 حالة

اخرها توفي مختطف في احد سجون المليشيا الحوثية الانقلابية بسجن الأمن السياسي بمحافظة البيضاء بسبب التعذيب بعد ثلاث سنوات من اختطافه .

 

قصص وآلام يعيشها الأحرار خلف القضبان

معاناة يرويها العديد ممن خرجوا من سجون معتقلات المليشيا الحوثية ويسردون تفاصيل معاناتهم طيلة الاعوام التي خلت .. يصف الصحفي أحمد حوذان الذي اعتقلته مليشيا الحوثي بتاريخ 10 / 2018م وأفرج عنه قبل شهر ، تفاصيل قضائه هذه الفترة من بداية يوم اختطافة صباح يوم السبت أثناء خروجه من منزله لتغطية مسيرة في أحد شوارع صنعاء ، ويقول حوذان خرجت لتغطية مسيرة « ثورة الجياع» التي تداعى لها ناشطون على التواصل الاجتماعي على ارتفاع اسعار السلع الاساسية جراء تدهور سعر صرف العملة الوطنية، التي أصبح الدولار الواحد يساوي800ريال حينها. وأضاف حوذان: وعند وصولي اطراف الميدان كنت اشاهد الانتشار كبير, مسلحو الحوثي في الميدان والشوراع المحطية به, فجعلت المليشيا من ميدان التحرير رقص وبرع شعبي لصالحهم ومن يريد الدخول يتم اعتقاله قبل وصوله للميدان.

 

(حادث الاعتقال)

وعن حادث الاعتقال تحدث الصحفي حوذان: كان تركيزهم على الشباب الذين يرتدون بنطلون وشميز عندما كان يتحدثون أثناء القبض علي قمت بتصريف الكاميرا في الارض مع زحمة الشباب المتواجدين اثناء القبض علي وكان الحوثيون اثناء القبض يبحثون عن تلفوني وبدون أي مقدمات اعتقلوني مع آخرين من المارة، واقتادونا إلى قسم شرطة العلفي.. انتهاك وتعذيب لي, صادر الحوثيون كل ما بحوزتي من فلوس، وثلاثة هواتف وخازن للشحن بدأت أمن الحوثي واستخباراته التحقيقات معي في القسم وتم نقلي الى بحث الامانة في شارع العدل, من هنا بدأت كوابيس التعذيب وهواجس الحوثيين وكيل التهم ..

واضاف حوذان : تم نقلي من قسم شرطة العلفي بصنعاء.. من هذا السجن بدأت معاناتي وتعذيبي من قبل الاستخبارات الحوثية، قاموا بالتحقيق وكيل عشرات التهم الكيدية ضدي، اول تحقيق بدأ معي في الـ 8 من اكتوبر 2018 من الساعة الثالثة عصرا وحتى فجر اليوم التالي من قبل ثلاثة محققين وبإشراف المشرف الحوثي ابو فاطمة, كنت مكبل اليدين ومربوط العينين وعندما كنت أنكر أي تهمة ضدي يقومون بضربي وصفعي في وجهي وظهري والضغط على الكلبشات الحديد، وبعد أكثر 13 ساعة تحقيق وتعذيب ، لم يعد جسمي قادراً على حملي ، وطلبت منهم ان يعطوني ماء لكنهم رفضوا وشتموني وبعد إلحاحي لهم وما ان احضروا لي قارورة ماء وشربت بدون احساس دخلت في غيبوبة ولم أصحُ الا عندما تم سحبي وسماعي لأذان الفجر واخذوا اصبعي وبصموني.

وفي اليوم الثاني تفاجأت بمصور امامي مع عدد من المسلحين وطلبوا مني قراءة كل ما تم في الليلة السابقة معي وعندما رفضت هددوني بالإخفاء والضرب ان لم اتحدث فخفت ان اتعرض للتعذيب أكثر وتحدثت عن اعترافات باطلة وتحقيق مجحف.

واضاف حوذان: وبعد أن ادخلوني إلى سجن الأمن السياسي مكبل اليدين ومغمض العينين تم تغيير ملابسنا بزي ازرق رغم قساوة برد الشتاء حينها، اخذوا ملابسنا بما فيها دبلة الزواج وأدخلونا الى أسفل بدروم كنا نسمع صراخ وانات مساجين يعذبون».. زاد قلقي عندما كنت اسمع الكثير من القصص حول حالات التعذيب في سجن الأمن السياسي، وزعونا إلى الغرف في البدروم وعندما وصلت إلى بوابة احدى الزنزانات الصغيرة فتحوا عيوني والكلبشات.

ادخلوني الى الغرفة وكان فيها أحد السجناء المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة، استقبلني وكان خائفا يسألني أسئلة كثيرة.

كان يتوجس مني ويظن أنني مخبر عليه، او مرسل لمراقبته, طالب بالنقل وتم نقله بعد مرور شهر، مرت الفترة ثقيلة وطويلة، واستمرت التحقيقات.

في الأمن السياسي كان يحقق معي خمسة محققين أصواتهم مرعبة تصاحبها تهديدات وسب وضرب. ويؤكد « تعرضت لصنوف من التعذيب بسبب انكاري للتهم التي وجهت لي، وكانوا يسألونني عن معلومات في تلفوني ومحادثاتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمراسلات والصحفيين والشخصيات التي يسمونها بالخونة والمرتزقة لدى دول العدوان.

 طرق متعددة من التعذيب في مراحل مختلفة واماكن مختلفة.

في يوم الرابع والعشرين من سبتمبر الماضي جاء أحد الحوثيين إلى في السجن وطلب مني ان ابصم على اوراق تعهد ومن ثم اعادوني الى الزنزانة، وفي اليوم التالي ربطوا عيوني ونقلوني على باص حتى أدخلوني بدروم في عمارة مكونة من ثلاثة أدوار وتولى عملية النقل مشرف حوثي يسمى « أبو تراب « وهناك وجدت 30 معتقلا.

 

(الشهيد أخو المعتقل)

 كان الشهيد محمود اخي يتابع عن كثب كل يوم ويتواصل مع امي واخواني وزوجتي ويطمئنهم علي وكان يبذل كل الجهد رغم انشغاله بالجبهة إلا أنه أخي بطلي الوحيد وصديقي الذي يكافح لإخراجي من سجون الحوثيين» حتى وجد الفرصة في صفقة تبادل مع الحوثيين, عمل محمود الليل والنهار وتواصل مع قيادات الجيش والتنسيق كي يتم التبادل بي.. محمود كان يقول لأمي آخر قطرة من دمي سأبذلها كي يخرج اخي أحمد, كانت أمي تلح عليه أن يزفوا له العروسه ولكنه كان يجيب على أمي انا اريد أن يكون الفرح فرحين افرح بزفافي وبأخي احمد.. محمود حوذان اربعة اعوام ونصف منذ أن خرج من صنعاء استقر به الحال في الجوف .. محمود حوذان التحق بالجيش قوات الحرس الجمهوري عام ٢٠٠٦ معسكر السواد ..

حصل على عدد من الدورات العسكرية منها دورتين في الإنزال المضلي بمعسكر السواد .. انضم لحماية ثورة الشباب ٢٠١١ وقاتل في عدد من الجبهات ضد مليشيات الانقلاب الحوثيين في جبهة جبل ضين عمران متنقلا الى خوض المعارك في ضلاع همدان.. انتقل ٢٠١٥ الى مأرب مقاتلا في عدد من الجبهات في مأرب والجوف حتى نال الشهادة وهو يدافع عن الدين والوطن.

 

(محمود يصعد للسماء وأحمد يخرج للحرية)

 وقص الصحفي حوذان عن اللحظات الأخيرة بتواصله مع اخيه : اتصل بي الساعة السابعة صباحا وهو فرحان يضحك قال لي: كيفك يا غالي عاش من سمع صوتك»، وسألني: هل صدق خرجوك الحوثيين؟ وبدا فرحاً وضحك بصوت مرتفع. وقال له منهياً المكالمة: «سأكون في استقبالك وسنتحدث كثير».. عند وصولي مع المختطفين إلى محافظة الجوف لم يكن «محمود» موجوداً وبدأت نبضات قلبي تتسارع وسقطت دموعي تلقائياً بلا ارادة وشعرت بضيق شديد.

حاول زملاء شقيقي تطميني، وقالوا لي «أخوك محمود مشغول»، لكنهم اعترفوا له بعد ساعات «ان اخي مصاب ويرقد في المستشفى»، وفزعت من مكاني إلى المستشفى لأرى شقيقي بوضع صحي حرج في غيبوبة يتنفس عبر أجهزة صناعية.

 

(سراج يفتح الضوء بأسماء مُعذبين المختطفين)

يصف علي سراج - 40 عاماً الذي اعتقل يوم الاحد من الشارع 16/4 /2017 م تفاصيل سنتان ونص خلف القضبان.. حيث قال سراج : اوصلوني الى سجن الأمن السياسي بصنعاء وبعد أخذ فلوسي وتلفوني أودعوني في زنزانة انفرادية ضيقة للغايى حيث يتواجد فيها ثلاثة سجناء وهذا نوع من التضييق والتعذيب النفسي, وكان يمر أغلب الوقت ونحن عايشين في ظلام, حتى الأكل كانوا يعطونا ولم نبصر الاكل من شدة الظلام.

وأكثر من ذلك منعوا عنا كل شيء بل وأشد من هذا كله لم يعطونا الحرية الكاملة في خروجنا الى الحمامات بل كان ممنوع الخروج الى الحمامات سوى مرتين الى ثلاث مرات في اليوم والليلة وبعض الأوقات تمر علينا ثلاثين ساعة ولم نخرج إلا مرة واحدة فقط.

واضاف سراج : أصابتنا الأمراض مثل الجرب والحكة بسبب البطانيات والفرش وعدم تواجد الماء إلا نادرا والاسهال بسبب سوء التغذية وعدم النظافة.

وبعد اخذ النفس واصل حديثه وهو يسترجع معاملتهم القاسية من المستلمين.. قال سراج: كانوا يعاملوننا بالسب والشتم والضرب ومن هؤلاء المستلمين ابو بدر وابو هاشم وكان يسموه الحراري وعثمان وأشد ما كنا نلاقي من الاهانة من مدير السجن المدعو/ يحيى سريع أما المحققين فحدث ولاحرج, كل ماعندهم من وسائل التعذيب كانوا يستخدموها الضرب, التعليق, قلع الاظافر, ربط الخصيتين, جلسات كهربائية..

بالنسبة لي استخدموا معي الضرب باليد، التعليق حتى أغمي علي، صعق كهربائي يدوي، تمارين شديدة بعدها ما أستطيع الحركة، وبعد هذه الاساليب من التعذيب يلفقوا عليك تهم كاذبة لكي يرفع المحقق أنه استطاع أن يستخرج من السجين معلومات وكله كذب تحت مرارة التعذيب.

 

(رحلات من الظلمات)

 واضاف سراج : جلست في زنزانة إنفرادية ثلاثة اشهر بعدها نقلوني الى البدروم جلست سنة ونص بعدها تم نقلي الى معسكر الأمن السياسي بشملان جلست فيه ثلاثة اشهر بعد ذلك ارجعوني الى الأمن السياسي ثم اخرجوني الى بيت مخفي جلست شهرين وتم الافراج عني عبر وساطة تبادل الاسرى.

 

(معاناة الأهالي)

يكشف احد اهالي المختطفين التقاسم بينهم وبين المختطفين والمخفيين قسرياً الأوجاع والمأساة منذ اللحظة الأولى للاختطاف.

وقال وضاح محمد: هناك خلف القضبان يتعرض المختطفون للتعذيب بأساليب وحشية ومرعبة، وفي الخارج تعيش أسر المختطفين حياة مليئة بالأحزان والمعاناة تبدأ من قصة البحث عن ابنها في السجون والعثور على مكان اختطافه، والوقوف أمام بوابة السجون وأماكن الاختطاف التي تستخدمها المليشيات الحوثية بعد أن امتلأت السجون بالمدنيين، خلال فترة البحث هذه تتعرض الأسرة للإهانة والمعاملة السيئة من مشرفي وحراس السجون، وقد تتعرض الأسرة للاعتداء والسب والشتم والتهديد من الجلادين على أبواب السجن.. وأضاف وضاح محمد: تتضاعف معاناة أهالي المختطفين يوماً بعد يوم من شتى النواحي الإنسانية، فبالإضافة إلى التعذيب الجسدي والنفسي الذي يتلقاه المختطف تمارس المليشيات أعمال ابتزاز وسرقة لما تقدمه له أسرته بين الفينة والأخرى وتمنع عنه أي تواصل مع أهله في الخارج.

وأوضح وضاح: تستخدم المليشيات الحوثية أساليب قذرة وغير إنسانية في التعامل مع أهالي المختطفين والمخفيين قسرياً كنوع من التعذيب النفسي للمختطفين وإمعاناً منها في تكريس الأوجاع والاضطهاد للشعب الرافض لأفكارها الإمامية.

* صحيفة أخبار اليوم