السبت 20-04-2024 04:56:18 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

المليشيات الغير شرعية.. تحالفات مشبوهة وطعنات غادرة في خاصرة تعز

الأربعاء 09 أكتوبر-تشرين الأول 2019 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص - عامر دعكم

بعد انقلاب مليشيات مايسمى بالمجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا على الحكومة الشرعية في عدن، اتجهت الأنظار صوب مدينة تعز، حيث كثفت جماعة أبي العباس الخارجة عن القانون من تحركاتها المشبوهة في أرياف تعز بالتنسيق مع قوات طارق صالح، الذي لا يعترف بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ويتحرك وفق اجندات خارجية مشبوهة.

وشهدت مناطق في أرياف تعز المحررة، مؤخرا، حملات استقطاب مكثفة وشراء ولاءات ينفذها موالون لأبي العباس وطارق صالح، سعيًا لإحداث شرخٍ مجتمعي داخل تعز، وإضعاف قوة الشرعية وزعزعة استقرار المدينة وفق النموذج العدني.

سكان محليون في التربة جنوبي تعز أفادوا بأن المئات من الأفراد التابعين لطارق صالح وصلوا مدينة التربة خلال الأشهر الأخيرة، وسكنوا فيها، حتى إنهم تسببوا بارتفاع جنوني في إيجارات الشقق والغرف.

وأفادت المصادر بأن أغلب أفراد طارق الذين سكنوا في التربة مؤخرا ينحدرون من محافظات صنعاء وعمران وذمار.

وتواصل جماعة "أبو العباس" قطع خط القريشة - التربة ( الطريق البديل عن هيجة العبد الرابط بين تعز وعدن)، وتمنع عبور المركبات والشاحنات التجارية المحملة بالمواد الغذائية والمشتقات النفطية إلى مدينة تعز.
وكانت جماعة "أبو العباس" قد قطعت الشريان الوحيد لمدينة تعز في منطقة البيرين مرات عديدة، آخرها في منتصف أغسطس الماضي.

 

- علاقة تخادم

الصحفي محمد اللطيفي قال للإصلاح نت إن العلاقة بين كتائب أبو العباس وقوات طارق علاقة تخادم بين مليشيات، فكلا الكيانين صنعا بصيغة مليشاوية محلية لتحقيق أجندات تخدم طرفا خارجيا هو الإمارات.

وأضاف بأن كتائب أبو العباس وقوات طارق لا تتمتعان بأي استقلالية، وما يجمع بينهما ولاؤهما ل(الإمارات) التي باتت مصنفة من قبل الشرعية كعامل تقويض لاستقرار اليمن، والفارق هو وضوح الولاء بشكل تام من قبل مليشيات طارق.

 

- تفجير الوضع في الحجرية

ولفت اللطيفي إلى أن (أبو العباس) وطارق صالح يتحالفان حاليا في مخطط لتفجير الوضع بريف تعز، بهدف فصل الحجرية تماما عن جغرافيا الشرعية، وضمها لجغرافيا الإمارات، حيث الساحل الغربي، والملفت للنظر أن هذا التخادم بين الطرفين يتم رغم أن مليشيات الحوثي تشكل فاصلا جغرافيا بين طارق صالح وكتائب أبو العباس.

ويرى بأن هناك الكثير من المخاوف من تفجر الوضع في الحجرية خصوصا وأن كتائب أبو العباس تتحرك بحرية في نطاق اللواء 35 مدرع، وتشكل الكدحة، التي تتمركز فيها كتائب أبو العباس، منطقة اتصال بين الساحل الغربي والحجرية. والمثير للاستغراب أن الأسلحة والأموال لا تزال تتدفق إلى الكتائب من عدن مارة من النقاط العسكرية التي تتبع قوات اللواء 35 مدرع، التي من المفترض أنها جزء من قوات الجيش الوطني.!!

 

- توزيع أفراد أبو العباس

ويعتقد اللطيفي بأن المفترض من الرئاسة والحكومة حسم وضع كتائب أبو العباس في الجيش، ولا بد من صدور قرار جمهوري بتوزيع أفراد الكتائب على ألوية الجيش بشكل عشوائي، باستثناء المطلوبين منهم أمنيا، واعتبارهم متمردين حال رفضهم الاندماج.
وتابع بأنه يجب فصل أبو العباس من الجيش وتقديمه للمحاكمة بتهم التآمر وارتكاب الجرائم، فضلا عن كونه مصنف دوليا وإقليميا ضمن قوائم الإرهاب، ومن الخطأ القاتل بقاءه ضمن نطاق الجيش ولو اسميا.

كما يجب أن ينسق محور تعز تفاهما واضحا مع قيادة اللواء 35 مدرع، في تقدير اللطيفي، حول وضع الكتائب، كونها تندرج تحت إطاره، وكون اللواء يتبع عسكريا قيادة المحور، أو يتحمل اللواء 35 مدرع كامل المسؤولية عن كل النتائج السلبية لسلوك وتصرفات كتائب أبو العباس.

 

- معركة خاسرة

مصادر خاصة أفادت بأن موالين لطارق صالح وأبو العباس نفذوا خلال الأشهر الأخيرة في مناطق الوازعية وراسن والعلقمة وجرداد المتاخمة لمديريات الساحل الغربي، حملات استقطاب لشباب وتسجيلهم كجنود براتب ألف ريال سعودي، بالإضافة إلى دعم بعضهم بالسلاح.

وعن التحركات التي نشطت مؤخرا في أرياف الحجرية، أكد الناشط السياسي وعضو الحزب الاشتراكي، صلاح أحمد غالب، بأن "هناك استقطابات بالمال والموقف السياسي".
ويعتقد بأن تلك الاستقطابات التي تتم بالمال "ستقود إلى صراع جانبي لا يخدم أحدا سوى مليشيات الحوثي وهي الخصم المتربص بالجميع".

ويرى صلاح بأن من سيتوجه لخوض صراع من هذا القبيل في تعز سيحاصر نفسه وسيحكم على نفسه بالموت لأنه قرر خوض معركة خاسرة، معركة ضد مصلحة اليمن واليمنيين.
واستدرك بالقول: "من يعتقد أنه بهذه المعارك سيحقق شيئا فهو واهم ولا يعرف أبناء تعز وحساسيتهم من مسألة إلهائهم عن معركتهم الوطنية بمعارك جانبية".

وتمكنت الأجهزة الأمنية، مطلع أغسطس الماضي، من إخماد التمرد الذي قاده العقيد عبد الكريم السامعي، المدير السابق لأمن الشمايتين، اعتراضًا على قرار تغييره.

ويرى مراقبون بأن الهدف من التحركات الأخيرة لأدوات الإمارات تهدف فقط لإشغال تعز وتحييدها لمنع أي تحرك للجيش الوطني في تعز من التحرك تحت مظلة الشرعية للتصدي للانقلاب في عدن.

القيادي في إصلاح تعز، ضياء الحق الأهدل، قال للإصلاح نت: "كشف انقلاب الانتقالي في عدن عن حقيقة ما تسعى إليه بعض الأطراف المعادية للمشروع الوطني، وباتت مواقفها اكثر وضوحاً، وبالتالي فكل تحرك لتلك الأجندة، المدعومة خارجيا، لا شك يمثل استكمالا لما قد وضح من تمزيق لليمن وضرب لمراكز قوة الشرعية، وتعز هي أحد أهم مراكز قوة الشرعية والمشروع الوطني الجامع، فهذه التحركات إن لم تكن انقلابا جديدا فهي حماية لانقلاب الانتقالي وتوسيع لسيطرة داعم الانقلاب، الممول الخارجي.

وعن كيفية تغلب تعز على المشاريع التآمرية، قال الأهدل بأن ذلك يتأتى من استمرار وحدة مكوناتها الحيّة واصطفاف قواها الوطنية وتمسكها بالمشروع الوطني الجامع المتمثل بمخرجات الحوار الوطني وبناء يمن اتحادي قويّ.

 

- انشقاقات داخل الكتائب

تعصف بكتائب أبو العباس العباس انشقاقات متواصلة رفضا للأجندة التخريبية التي تكلف بها الكتائب.

الناطق باسم محور تعز، العقيد عبد الباسط البحر، أكد للإصلاح نت أن القيادي في كتائب أبي العباس نجيب السماوي وصل مدينة تعز السبت الماضي، بعد انشقاقه عن الكتائب.

وأضاف البحر بأن هذا الانضمام جاء رفضا للأجندة الفوضوية والممارسات التي ينفذها خارجون عن القانون في كتائب أبو العباس، جنوبي تعز.

وبلغ عدد الذين غادروا صف أبو العباس عائدين إلى محور تعز قرابة 1300 جندي بينهم قادة بارزون، ولم يتبقّ لدى أبو العباس سوى 400 فرد، حسب الإحصائية لدى محور تعز.

 

- الدولة خيارنا

المواطن عبد الرحمن أحمد قال للإصلاح نت: "لن نسمح لأعداء تعز أن يحققوا مرادهم، لن نفرط بالمكتسبات الوطنية، ولن نسمح أن يحدث في تعز ما حدث في عدن، فالدولة خيارنا، سنقف إلى جانب جيشنا الوطني والمؤسسة الأمنية ضد المليشيات والخارجين عن القانون".

عانت تعز كثيرا من جرائم المليشيات المسلحة الخارجية عن القانون والتي تعمل لحساب اجندات خارجية مفضوحة، حيث عملت جماعة أبو العباس على إقلاق السكينة العامة للمواطنين داخل المدينة، بالإضافة إلى أنها كانت حاضنة للمتهمين بجرائم الاغتيالات بحق جنود في الجيش وقيادات أمنية وخطباء وكوادر في حزب الإصلاح.

وكانت الجماعة تقف في وجه الدولة كلما نفذت أجهزة الأمن في تعز حملات أمنية ضد خلايا الاغتيالات والمطلوبين أمنيا.

وعثرت الأجهزة الأمنية على عشرات الجثث في مقابر جماعية، وكذا مصانع متفجرات في مناطق كان يسيطر عليها مسلحون تابعون لجماعة أبي العباس.

ويكفي المتابع أن يدرك أن "أبو العباس" متمرد على الدولة وحاضن للقتَلة، وأن طارق صالح الذي يقود آلاف المسلحين في الساحل الغربي لا يعترف بالشرعية اليمنية المعترف بها دوليا، ولا يتلقى أوامره منها، فهو كعيدروس الزبيدي وهاني بن بريك، مجرد أداة مدعومة بالمال والسلاح.

يدرك أبناء تعز جيدا أن جماعة "أبو العباس" وقوات طارق صالح إنما تم إنشاؤهما لنخر تعز وتخريبها وإشغالها عن المعركة الوطنية، تنفيذا لأجندة مدمرة للسيادة ومعادية لإرادة اليمنيين.

ويراهن أبناء تعز على الجيش الوطني والأجهزة الأمنية، فالأبطال الذين قاوموا الجائحة الحوثية من داخل شارع ضيق وسط المدينة، بالكلاشينكوف، حتى حرروا مناطق شاسعة قادرون- بعون الله- على إفشال كل الأجندات الهادفة للإضرار بتعز أو النيل من سيادة الدولة وشرعيتها وجيشها الوطني.