الخميس 28-03-2024 12:08:21 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

ثورة 26 سبتمبر في ذكراها الـ57.. ملهمة التحرر الوطني في وجه الكهنوت الإمامي

الأربعاء 25 سبتمبر-أيلول 2019 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت – خاص

 

تعود ذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة في وجدان اليمنيين، فيستقبلها الشعب بفرحة غامرة، كونها الثورة الأم والفجر الجديد لليمن، الذي حرر الشعب من ربقة الكهنوت الإمامي وطغيانه واستبداده.

وتأتي الذكرى الـ57 لعيد ثورة 26 سبتمبر، بينما لا يزال اليمنيون وفي الطليعة جيشهم الوطني، يواجهون الموجة الارتدادية للإمامة، في وجهها البشع، الذي تمثله المليشيات الحوثية الانقلابية، ومن خلفها نظام إيران، وهو ما يعطي الذكرى دلالة أكبر، ويمنح الشباب اليمني شغفاً أعظم في الاحتفال بثورة الآباء والأجداد التحررية.

وفيما تستعد المحافظات المحررة والسلطات فيها لإيقاد شعلة الثورة التي لا تنطفئ، فإن أبناء الشعب في مناطق سيطرة المليشيات السلالية لا يتأخرون في الاحتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر العظيمة، رغم أساليب القمع والبطش الإمامية، التي أرادت طعن سبتمبر بنكبة تسبق فرحة اليمنيين الكبرى.

ويعبر اليمنيون في هذه المناسبة الوطنية الكبيرة عن اعتزازهم بفرسان النضال الوطني الذين أشعلوا الثورة، وأطلقوا ماردها في العام 1962، ومن سبقهم من الثوار الأحرار الذين قدموا التضحيات من أجل الخلاص من الإمامة البغيضة، وإعلان النظام الجمهوري، الذي حقق مكتسبات وطنية لليمنيين، ولعل أول المكتسبات كانت انطلاق ثورة 14 أكتوبر المجيدة في العام التالي لقيام ثورة سبتمبر، وصولاً إلى تحقيق أهم أهداف الثورتين المتمثل في توحيد اليمن أرضاً وإنساناً.

ثورة مستمرة

يؤكد الكاتب والصحفي رشاد الشرعبي، أن الثورة فعل مستمر ولا يتوقف إلا بتحقيق كامل الأهداف المعلنة وترسيخ الوعي وتحول ثقافة الثورة وقيمها إلى سلوك على الأرض وفي إطار المجتمع وأداء الأفراد.
ويعتقد أن ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ كانت انطلاقة يمنية لمحو العار الذي لحق باليمن واليمنيين لأكثر من ألف عام منذ دخول هذه الفكرة العنصرية الخبيثة (أنا خير منه) وادعاء الحق الإلهي في الحكم واستعباد اليمنيين، مشيراً إلى ما حدث لثورة سبتمبر من انتكاسات بعد حصار السبعين وأن 11 فبراير 2011 كانت محاولة لإحيائها، بمعنى أنها ستستمر ليس فقط حتى إنهاء الانقلاب الحوثي وعودة الدولة ولكنها ستستمر حتى اجتثاث فكرة إبليس ذاتها والقضاء على أكذوبة الاصطفاء والحق الإلهي في الحكم وتدمير التوزيع الطبقي الذي عززته الإمامة لتكون دولة المواطنة المتساوية والحرية والديمقراطية والحقوق والنظام والقانون والمؤسسات وتتحول كل هذه القيم إلى سلوكيات للدولة والمجتمع.

الهوية اليمنية

ويعتبر رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة ذمار أحمد حالة، أن ثورة 26 سبتمبر تمثل اليوم بقعة ضوء في سماء ملبدة بالغيوم وأن اليمنيين يتطلعون إلى أن تتوسع هذه البقعة حتى ينتشر ضوءها لترسم طريق الخلاص من براثن القهر والاستبداد السلالي المقيت الذي رفضه الأحرار الأوائل، الذين آمنوا يقيناً بأن تغيير النظام الإمامي هو الطريق الأمثل نحو العدالة والحرية والمواطنة المتساوية وحكم الشعب لنفسه بالوسائل الديمقراطية المشروعة.

ويضيف حالة: "لم تكن ثورة 26 سبتمبر ثورة عابرة أو ناتجة عن ردود فعل، بل كانت ثورة شاملة لإعادة رسم الهوية اليمنية من منطلق المساواة بين أفراد الشعب ودحض فرية الحق الإلهي السلالية المنزهة، وتمكين الشعب من حكم نفسه عبر الآليات الديمقراطية".

ويجزم رئيس سياسية الإصلاح بذمار أن الثورة بأهدافها الستة أصبحت خياراً إستراتيجياً لكل اليمنيين، وكانت ولا زالت تشكل قيمة إنسانية وحضارية ووطنية، بعد أن حررت اليمني من الأوهام والخرافات الإمامية.

وأشار إلى أن ما حدث من ارتداد اليوم على ثورة سبتمبر وأهدافها النبيلة كان نتيجة لفشل النظام السابق وانحرافه عن المسار الديمقراطي، واختزال الثورة في شخصية وتكريس حكم الفرد، وهو ما أعاد أطماع الإمامة في العودة إلى حكم اليمن بمزاعم الحق الإلهي.

ونوه إلى أبطال الجيش ورجال اليمن الذين ينافحون اليوم عن ثورة 26 سبتمبر وأهدافها العظيمة، في وجه الانتفاشة الإمامية، ليحرروا اليمن، وصولاً إلى بناء الدولة وفق قاعدة يمن ديمقراطي موحد يتسع لجميع أبنائه.

وحمل القوى السياسية المسؤولية الأخلاقية والوطنية في توحيد كلمتها والوقوف إلى جانب الشرعية، كونها الطريق الآمن لاستعادة الدولة والحفاظ على وحدة اليمن الاتحادي، محذراً من التساهل في مواجهة المشاريع الصغيرة التي تضر باليمن وأمنه واستقراره، وتهدد مستقبله السياسي والاقتصادي.

ذكرى ملهمة

رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح في محافظة عدن خالد حيدان، أكد أن 26 سبتمبر تمثل محطة تحول مهمة في التاريخ اليمني، لأنها وضعت اليمن في مكانه الطبيعي بعدما تحرر من الحكم السلالي والإمامي الذي كان يشبه السجن الكبير.

وقال حيدان إن هذه الذكرى لا تزال تلهم اليمنيين في هذه المرحلة وهم يناضلون لاستعادة الدولة والقضاء على الانقلاب الحوثي الذي تصور أنه سيعيد عقارب الزمن إلى الوراء وأنه سيقضي على مكتسبات الثورة اليمنية الخالدة.

وشدد على أن هذا يجعل القوى الوطنية أكثر إصرارا على تحقيق أهداف سبتمبر وأكتوبر وطموحات الأجيال اليمنية في بناء دولة النظام والقانون وإرساء دعائم العدل والمساواة وليس سلطة الفرد المستبد كما كان وضع اليمن قبل ثورة سبتمبر، أو كما تحاول مليشيات الانقلاب الحوثي في مشروعها العنصري والسلالي المتخلف.

وتابع رئيس إعلامية الإصلاح في عدن قائلاً: "ستبقى ثورة سبتمبر كما هي ثورة أكتوبر معبرة عن هوية اليمن تجسد نضال أبنائه في كل أرجاء الوطن من أجل الحرية والكرامة ومقاومة الظلم والاستبداد والفساد".

وأضاف: "ومثلما انتصر ثوار سبتمبر على الحكم الإمامي سينتصر الشعب اليمني اليوم بكافة قواه ومكوناته لثورة سبتمبر ويحافظ على أهدافها السامية في وجه المشروع الكهنوتي الحوثي وسيبقى وهج الثورة أقوى من كل المشاريع العصبية والعنصرية لأن الثورة قدر ومصير الشعب اليمني ولن يتراجع عنها".

هوية وطنية

يرى رئيس الدائرة الإعلامية لحزب السلم والتنمية أحمد الصباحي، أن ثورة 26 سبتمبر تمثل علامة فارقة في تاريخ الشعب اليمني، وذكراها السنوية تعيد لهم الأمجاد التي صنعها الأبطال من ثوار سبتمبر الذين أسقطوا حكم الإمامة الكهنوتية وداسوا بأقدامهم على أسبالها البالية إلى الأبد.

ويضيف الصباحي: "مما لا شك فيه أن الثورة التي بموجبها أعلنت الجمهورية اليمنية أصبحت تمثل هوية وطنية للشعب اليمني، رغم كل الارتدادات التي يحاول الإماميون أن يعودوا فيها بأثواب كسرى أو بأثواب فارس، إلا أن يقظة الشعب اليمني لا تزال حاضرة بقوة في مواجهة هذه الموجة من الارتداد كما يفعل الآن أحفاد الإمامة من الحوثيين ومن أتباع السلالة".

ويشدد رئيس إعلامية السلم والتنمية على كل أطياف المجتمع اليمني لإحياء هذه الذكرى في نفوس المواطنين، وإعادة قراءة التاريخ وعرض ما عانته اليمن خلال حكم الأئمة، والإعلاء من قيم الثورة والجمهورية، والتذكير بمحاولة الحوثيين إعادة اليمن إلى الماضي، وعودته إلى الفقر والكوليرا والجهل والانقسام والعبودية والإذلال.

محطة نضال تأبى الانكسار

ويعتقد رئيس إعلامية الإصلاح بمحافظة ريمة مصلح الأحمدي أنه كلما مرت علينا ذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة تجسدت لدينا عظمة أولئك الثوار الأحرار الذين أدركوا خطورة الحكم السلالي البغيض فقدموا أرواحهم الزكية الطاهرة في سبيل إنقاذ الشعب والحفاظ على هويته، كما تتجسد خطورة المشروع الإمامي من خلال الممارسات الإجرامية التي تنفذها مليشيا الانقلاب الحوثي السلالي.

ويوضح أن ثورة 26 سبتمبر 1962م كانت -وما زالت- تمثل هوية الشعب اليمني وحاملة تطلعاته وآماله ومنها استلهم الثوار في كل محطات النضال الوطني الروح الثورية التي تأبى الذل والانكسار.

ولفت الأحمدي إلى أن كل المعطيات والوقائع والأحداث تفرض على كافة مكونات المجتمع اليمني وقواه الحية والمؤثرة أن تبذل قصارى جهدها لتحقيق أهداف الثورة اليمنية ومجابهة القوى الإمامية الرجعية التي تستهدف ألق الثورة ووهجها من وجدان الشعب اليمني العظيم في وجه المشاريع الظلامية.

نضال يأبى الانكسار

ويذّكر الأمين العام المساعد لحركة النهضة علي الأحمدي أن ذكرى سبتمبر المجيد تحل اليوم والبلاد تتنازعها المليشيات ويتلاعب بها المنتفعون، ويقول: "وكأن نفس الأيادي التي ثار عليها الشعب قبل أكثر من نصف قرن قد عادت لتسحب الشعب للوراء من جديد ولتحطم وتدمر كل منجز تحقق".

ويؤكد أن القوى الحية في المجتمع اليمني تدرك أنه لا يمكن أن تكون المليشيا السلالية بديلا للجمهورية ولا الاستبداد وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح بديلاً عن التعددية ولا التقسيم والشرذمة بديلاً يحقق العدالة بعد الوصول للتوافق على الدولة الاتحادية.

وأشاد الأحمدي بالأبطال الذين نهضوا ليقاوموا هذه المشاريع الظلامية الاستبدادية، داعياً الشعب بمختلف مكوناته إلى الوقوف مع أبطال الجمهورية للحفاظ على الشرعية وإيقاف كل العبث الحاصل بمكتسبات الشعب اليمني.

كلمات دالّة

#اليمن+