الجمعة 19-04-2024 17:50:00 م : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحشيش والمخدرات.. سلاح الحوثيين لتدمير شباب اليمن

الإثنين 19 أغسطس-آب 2019 الساعة 09 مساءً / الاصلاح نت- تقرير خاص/ زهور اليمني

 

الشباب أمل أي أمة، فحاضرها ومستقبلها يرتكز عليهم، لذا تسعى الدول إلى تفعيل دورهم وصقل مهاراتهم وفتح الأندية الرياضية لهم، من أجل تجنيبهم الوقوع فريسة سهلة لتعاطي المنشطات والمخدرات والمسكرات، وكذلك تناول القات وتدخين السيجارة والشيشة.

لكن الملاحظ أنه منذ انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية برزت عادات وظواهر خطيرة تروج لها هذه المليشيات لإفساد الشباب، وبدأت ظاهرة انتشار الحشيش المخدر تطفو على السطح بشكل مرعب وغير متصور في أحياء وأزقة العاصمة صنعاء.

هذا السلوك العدواني الذي تنتهجه هذه الجماعة، لا يخرج عن الإطار التدميري الذي جاءت من أجله، وليس تدمير الشباب إلا ضمن سياق تدمير الوطن بأكمله.

انتشار هذه الآفة ليس محض صدفة، أو من تقوم بترويجه عصابات من المروجين ليس لها أي أهداف إلا جني الأموال، فانتشار هذه الظاهرة بهذه السرعة، وسهولة وصول هذه الآفة للشباب بأرخص الأثمان، تجرنا للتفكير بأن من يروج للحشيش ليس هدفه الربح والكسب المادي من هذا المخدر، وإلا لما روج له في بلد فقير اقتصاديا مثل اليمن.

الأمر أخطر مما يتوقع البعض، فانتشار تعاطي المخدرات والإتجار بها بين أوساط الشباب خطر يهدد الحياة والمجتمع والأسرة ويدمر الأوطان، ويهدم كل القيم والأخلاق، وسيؤدي إلى انهيار وسقوط شبابنا في وحل المستنقع الذي يصعب علينا الخروج منه بسهولة.

- "المهم أن أظل بمزاج حالي"

تختلف أسباب ودوافع الشباب المتعاطي للحشيش والمخدرات بشكل عام، فلكل منهم هدفه من ابتلاع هذا المخدر.

 أحدهم يتعاطاه "لتعديل المزاج والشعور بنشوة"، ثانيهم "لمحاولة النوم الذي هجر جفني"، وثالثهم "للهروب من واقع مرير أو لظروف اجتماعية سيئة". يضاف لذلك، طلبة يلجؤون إلى تعاطيه لمنحهم تركيزاً إضافيا في أيام الاختبارات، كل ذلك يتم مجاهرة من قبل الشباب ودون خوف بسبب غياب الرقابة والانفلات الأمني.

في أحد المقاهي في العاصمة صنعاء لفت نظري إقبال الفتيات على تدخين الشيشة، وعند تركيزي على إحداهن وجدتها في حالة غريبة، حيث إنها قامت برفع قدميها على الكرسي المقابل لها وهي تخاطب الشاب الذي يعد لها الشيشة، وسمعتها تطلب منه بغضب زيادة شيء معين للشيشة، وعندما أخبرها إن هذه المادة أو النوع ليس موجودا حاليا، وإنه سيقوم بتوفيره غدا، قامت بشتمه بصوت عالٍ لفت نظر جميع الحاضرات.

غادر الشاب بعد أن أعد لها الشيشة فقمت من مكاني واقتربت منها مستأذنة بالجلوس معها بضع دقائق.
سألتها: هل تأتي إلى المقهى باستمرار؟ أجابت: نعم، عندما أريد تعديل مزاجي. سألتها: ولماذا المقهى، لماذا لا تتعاطين الشيشة في مكان آخر؟ أجابتني: الشيشة في هذا المقهى مميزة. سألتها: ما الذي يميزها؟ أجابت: الشيشة هنا "تبسطني" (تريحني) جدا، وتجعلني أنسى الهموم وأنسى الدراسة والاختبارات الجامعية. وأضافت: بصراحه أنسي نفسي.

سألتها: ما السر في أن الشيشة هنا تختلف عن الشيشة في أي مكان آخر؟ أجابتني: لا أدري ولا يهمني معرفة السبب. سألتها: ألا تخافين أن تكون في الشيشة مادة حشيش؟ ضحكت بصوت عالٍ وقالت: "عادك خبلا" (ما زلتِ لا تفهمين).

ارتسمت على وجهي علامات التعجب من ردها، وأضافت: "لا يهم حشيش أو مخدر، المهم أنني لا أدمن عليها ووقت ما أريد أكيّف أجي أشرب بوري أو اثنين وأروح البيت، أو أرجع للجامعة بمزاج حالي".

- "عامر الرازحي" أحد الممولين الرئيسيين للحشيش

رقية وسعاد فتاتان إثيوبيتان متهمتان بفتح مطعم "مركاتو" في شارع الزبيري مقابل سوبر ماركت الهدى، بغرض الترويج للحشيش وبيعه.

بعد القبض عليهما اعترفتا بأن من يمولهما بالحشيش والمخدرات هو "عامر الرازحي" المورد الرئيسي للحشيش للسعودية واليمن الذي تم سجنه لمدة أسبوع، ثم تم الإفراج عنه بدون أي تهمة، وألصقت التهم برقية وسعاد وأكثر من 19 شابا إثيوبيا كانوا يعملون في المطعم.

وهكذا في كل مرة تكتشف خلايا أو أشخاص يقومون ببيع الحشيش والمخدرات، تلصق التهمة بهم ويتم الإفراج عن المدعو "عامر الرازحي".

- أسباب تنامي الظاهرة

هناك أسباب كثيرة لانتشار ظاهرة تعاطي الحشيش والمخدرات لعل أهمها ارتفاع مستويات البطالة والشعور المتزايد بالعدمية بين الشباب والفتيات واليأس من الوضع الاقتصادي المتدهور وضآلة الأمل في المستقبل المجهول لهم.

الفراغ وعدم وجود أي معنى أو هدف في حياة الشاب يسعى إليه قد يكون من أسباب انحرافه، كما أن التمزّق الاجتماعي الناتج عن الحرب، والفقر والعوز والظروف النفسية التي يعيشها اليمنيون اليوم، زادت من حالات الاكتئاب لديهم، ولذا يندفع الكثير من مرضى الاكتئاب إلى تعاطي المخدرات والحشيش.

هذا ما تؤكده الدكتورة النفسية سعاد المقبلي، والتي أضافت أن "عدم الوعي بأخطار المخدرات وآثارها السلبية، حيث يبدأ المدمن باستخدام المخدرات بنصيحة من أحد أصحابه لتجربة المادة المحظورة لمرة واحدة، للحصول على النشوة أو لزيادة التركيز أو للحصول على نوم هانئ مريح، وتكون تلك أولى خطواته للإدمان، فالمتعاطين لهذه المواد المخدرة يظنون أنها السبيل الأنجع لإهدار الوقت والهروب من الواقع، والبعض منهم ممن يتناولون دواء المؤثرات العقلية لم يعرف أنهم أصبحوا مدمنين، فهناك من يتناوله بطريقة غير مباشرة مع مشروبات يصنعها البعض أمام أسواق القات بعد أن يضيف إليها بعض الأدوية التي تصنف ضمن المؤثرات العقلية".

وتضيف: "المخدرات يتعاطاها الفقراء والأغنياء على حد سواء، ولكن هناك من لديه القدرة على الحصول على الهروين والحشيش والكبتاجون، وهناك من لا يحصل إلا على مشروب يخلط معه الحبوب وتصبح مادة مخدرة في أسواق القات التي تباع فيها هذه الخلطة المخدرة كما أسلفت".

وتابعت: "إن الفراغ وعدم وجود أي معنى أو هدف في حياة الإنسان يسعى إليه، بالإضافة للضعف النفسي في مواجهة المشكلات، قد يكون من أسباب انحرافه ومحاولة الهروب من واقعه باللجوء إما إلى تناول العقاقير المخدرة أو تعاطي الحشيش، وهذا بحد ذاته ينهي حياة الإنسان نتيجة عدم الوعي الذي يتصرف به مع هذه الآفة التي تحطم كل شيء أمامه".

- الحوثيون يستدرجون الشباب لمستنقع المخدرات

مليشيات الحوثي لم تنهب الخزينة العامة للدولة، ولم تدمّر المدن، ولم تقتل اليمنيين بالنار فقط، ولكنها سعت وتسعى إلى تدمير أهم شريحة في المجتمع، وهي شريحة الشباب الذين يعول عليهم الجميع بالنهوض بالمجتمع وإحدات تغيير.

تحدثني سميرة قائلة: "الشباب يريدون الهروب من الواقع المرير الذي يعيشونه، لذا استخدمت مليشيات الحوثي أساليب قذرة لاستدراج الشباب العاطلين والمحبطين نفسيا إلى إدمان المخدرات كما حدث مع أخي البالغ من العمر 17 عاما، إذ تم استدراجه من قبل عناصر حوثية في حارتنا، وتوريطه في تعاطي الحشيش والمخدرات، ومن ثم تم دفعه للقتال معهم حتى أصبح قرار عودته للمنزل بيدهم لأنه وبكل بساطة لم يعد قادرا على اتخاذ أي قرار يخص حياته".

وتضيف: "تعطلت أحاسيسه ومشاعره تجاهنا نحن أفراد أسرته، لدرجة أنه هدد بقتل أخي".

- مات بسبب جرعة كبيرة من الحبوب المخدرة

لم تعد المخدرات المعروف بأثمانها الباهظة وحدها مهوى المدمنين، فهناك بعض الفقراء من مختلف الأعمار يقبلون على أدوية تصنف ضمن "المؤثرات العقلية" والتي تستخدم دوليا في الأغراض الطبية كمهدئات ومنومات لتخفيف التوتر العصبي، وهي مواد مدرجة في اتفاقية المؤثرات العقلية للأمم المتحدة لسنة 1971 وعددها 12 نوعا.

ينظم قانون المخدرات اليمني لعام 1993 استيراد المؤثرات العقلية، ولم يفصل القانون بين الهروين أو الحشيش أو الكبتاجون الذي يعد ضمن أبرز أسماء المخدرات في العالم، وبين الديزبام والريستيل والبلتن والفاليوم التي تباع في الصيدليات كمخدر وعلاج، والتي البعض منها منتشر بين الشباب يتناولونه مع القات.

يحدثنا ياسر بقصة أحد أقاربه الذي أدمن على أحد هذه الأدوية قائلا: "كان يعمل في بسطة وسط العاصمة صنعاء وكانت مصدر رزقه هو وعائلته، تعرف على أحد الشباب الذين يتعاطون المخدرات وشكا له أنه يعاني من الأرق ولا يستطيع النوم، فأعطاه حبوبا مخدرة ليتناولها مع القات، وبعد بضعة أيام أصبح قريبي أشبه بالمجنون، يبحث عن صديقه ليوفر له هذه الحبوب".

وأضاف: "تدهورت حياته إذ كان يترك عمله معظم الوقت، ولم يعد يهتم بحياة أسرته، حتى باع كل ما يملك في سبيل الحصول على الحبوب المخدرة، ولم يعد يكتفي بالقدر الذي كان يتناوله من تلك الحبوب، بل ضاعف الكمية ثم ضاعفها مما أدى إلى وفاته".

- الصيدليات أحد أماكن بيع المخدرات

الصيدليات من الأماكن التي تباع فيها الأقراص المهدئة (المخدّرة)، حيث أكد لنا أحد الأطباء أن عددا من المدمنين للأقراص المخدرة يتردّدون على الصيدليات، لافتا أن العاملين في هذه الصيدليات يسهلون بيع هذه الأقراص، بهدف الربح، بدون روشتة من الطبيب أو أدنى مسؤولية وضمير إنساني، في ظل غياب الرقابة من قبل وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ورغم أن وزارة الصحة تقول إن هذا النوع من الأدوية مراقب، إلا أنني تمكنت أثناء النزول الميداني من شراء بعض أنواعها (الديزبام والريستيل والفاليوم)، وبعض الصيادلة رفض رفضا قاطعا صرفها لي إلا بوصفة طبية من طبيب، والبعض منهم كان يخبرني بأنها ممنوعة، والبعض يكتفي بنظرة احتقار وازدراء، والبعض الآخر دلني على صيدليات معينة أصحابها "معهم ظهر يحميهم ويبيعونها بعلم وزارة الصحة"، حسب ما أخبروني.

يخبرني أحد الصيادلة الذي يرفض بيع الحبوب المخدرة إنه يتعرض للتهديدات باستمرار، وأن بعض المدمنين يصطحبون معهم مرضى نفسيين إلى الصيدلية ويسعون بكل الوسائل للحصول على الحبوب المخدر، وهناك أطباء يقومون بكتابة وصفات طبية لمدمنين وليسوا مرضى. 

يقول أحد الصيادلة: "كان يأتي إلي أحد الشباب لتعاطي حقنة من المهدئات تعطى للمصابين بأمراض نفسية، ثم أصبح يأتي برفقة آخرين وكنت أحصل على مبالغ مالية كبيرة، وحين رفضت في إحدى المرات إعطاءهم الحقنة هددوني بالقتل وحاولوا الاعتداء علي".

وأضاف: "أتمنى أن تكون أجهزة الضبط قوية وتستطيع حمايتي حتى أقوم بالتبليغ عنهم، فأنا أخاف أُقتل بعدها كما قتل أحد زملائي الصيادلة عندما امتنع من بيعها لأحد المدمنين".

- المخلوع صالح وازدهار تجارة المخدرات

على مدى سنوات عديدة ظلّ اليمن بلدًا معذبًا وفقيرًا، نتيجة تفاقم مشاكله في شتى المجالات، إضافة إلى ظهور نشاطات ممنوعة أسهم النظام في بقائها، وأبرزها تجارة المخدرات وتهريبها من وإلى اليمن، واتّضح أن تجار المخدرات ومهربيها تتم حمايتهم من قبل قادة أمنيين وضباط في جهازي الأمن القومي والسياسي، وسرعان ما كان يتم إطلاق سراحهم من السجون في حال تمّ القبض عليهم في النقاط الأمنية.

لم يعد خافيًا على أحد أن تجارة المخدرات في اليمن ظاهرة توسّعت على أيدي رجال سلطة المخلوع صالح، والذين ما زالوا إلى اليوم ينشطون في هذا السوق الذي انتعش بعد انقلاب الحوثيين.

يعتبر الكاتب الصحافي حمود هزاع -في حديث له لأحد المواقع الإخبارية- أن تجارة المخدرات في اليمن مرتبطة بنظام صالح منذ السبعينيات، وتكاد تجارة المخدّرات تكون محصورة عليه، مضيفًا: "لعل الجميع يعرفون قصّة الشهيد اللواء عبد الرّب الشدادي الذي فصله الرئيس المخلوع صالح بداية الثمانينيات من الجيش، على خلفية إقدامه على إتلاف كميات كبيرة من الخمور والمخدّرات كُلّف بإيصالها إلى صنعاء على اعتبار أنها شحنة أسلحة، ذلك الرفض الذي أبداه الشدادي ومعظم اليمنيين، استغله الحوثيون للتقرّب من صالح وأصبحوا يعملون معه بعدها، حتى باتت أسماؤهم مرتبطة بقضايا المخدرات في اليمن، حيث كانوا يستغلّون أجهزة الدولة في حماية تجارتهم، إلى أن أصبحوا شركاء لصالح.

- المخدرات في معسكراتهم

منذ أن أشعلت مليشيات الحوثي الحرب الدموية على اليمنيين، أنعشت معها سوق المخدرات للحصول على عوائد مالية توفر لها مصدر تمويل لحربها وعملياتها الإجرامية عبر الإتجار والتهريب بطرق وآليات متعددة، وكذا تقديمها لعناصرها لتغطية احتياجاتهم ورفع معنوياتهم المنهارة، وتحفيزهم للقتال وجعلهم يندفعون للانتحار في المعارك تحت تأثير المخدرات.

حيث يؤكد عسكريون أنه وعلى مرّ سنوات مليشيات الحوثي وتاريخ حروبها ضد اليمن، ظل مقاتلو الجماعة يعتمدون على تعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة، توزعها عليهم القيادات الميدانية، كونها تشكل إحدى أكثر وسائل تجريد أفرادها من مشاعرهم وأحاسيسهم ودفعهم نحو خوض المعارك، ومن هذه العقاقير المخدرة والخطيرة والتي يتعاطونها على نطاق واسع ما يعرف بـ"الكرستال ميث"، وهو من النوع الذي ينبه الجهاز العصبي ويبقيهم مستيقظين لأيام.

هذا العقار يدمن عليه المتعاطي من المرة الأولى، وتسيطر عليه أوهام العظمة ويمنحه شعوراً زائفاً بالقوة الخارقة وحالة من الهلوسة والتخيلات التي لا وجود لها،
علاوة على منحه قابلية أكثر لاستخدام العنف وارتكاب جرائم القتل وميول انتحارية.

كما أن المليشيات تتيح لعناصرها استعمال أنواع من المخدرات التي تسبب هستيريا وعدوانية قد تدفعهم لقتل أحد المقربين، وهو ما يفسر تفشي جرائم القتل التي يرتكبها مقاتلون حوثيون ضد أقاربهم فور عودتهم من جبهات القتال، أبرزها كانت قتل مسلح حوثي ستة من أقاربه بينهم امرأتان في منطقة بلاد الطعام بمحافظة ريمة.

وفي أواخر العام المنصرم، قام مسلح حوثي يدعى "عامر الرازحي"، أحد أبرز عناصر تهريب وترويج المخدرات، بقتل والده، وبعدها بأيام أقدم مسلح آخر يدعى وائل صبر على قتل والده فور عودته من القتال مع المليشيات في جبهة الساحل الغربي بمحافظة الحديدة، سبقها قيام القيادي الحوثي المعروف سلطان الدوادي، المكنى أبو عزرائيل، بقتل والده وإفراغ 30 رصاصة من سلاحه الكلاشنكوف على رأسه، بعد تكبيله وتقييد يديه ورجليه.

لقد عملت عصابة الحوثي على تكييف المخدرات ومنحها طابعاً يمنياً من خلال وضعها أو خلطها مع "الشمّة" والتي تتحول إلى إدمان فور تعاطيها في معسكرات وجبهات المليشيات، وبات استعمال البردقان المخلوط بالمخدرات أمراً مألوفاً في أوساط المقاتلين الحوثيين.

كلمات دالّة

#اليمن