الثلاثاء 16-04-2024 23:14:52 م : 7 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

ضبط سبعة أطنان خلال عام ونصف بمأرب والجوف..

المخدرات.. شريان الحوثيين الاقتصادي وسلاحهم الفتاك لإغواء الشباب

السبت 27 يوليو-تموز 2019 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت -تقرير خاص / علي العقبي

 

لم تكتفِ مليشيا الحوثي الانقلابية باستهداف فئة الشباب والتغرير بهم واقتياد العديد منهم إلى جبهات القتال بعد غسل أدمغتهم بدورات طائفية وعسكرية مكثفة، بل فهناك وسيلة جديدة تظهر في مناطق سيطرة الحوثي تتمثل في الترويج للمخدرات بين الشباب بهدف جرهم إلى الضياع والدمار.

وتشهد مناطق سيطرة المليشيات الحوثية انتشارا مخيفا لتجارة المخدرات، بينما تصدرت محافظتا مأرب والجوف الأكثر ضبطاً لشحنات المخدرات المهربة.

في هذا التقرير سنستعرض إحصائية بعدد المضبوطات من المخدرات التي أحبطتها الأجهزة الأمنية في محافظتي مأرب والجوف.

 

• مأرب والجوف الأكثر ضبطاً

أحبطت الأجهزة الأمنية في محافظتي مأرب والجوف عدة عمليات تهريب رغم استخدام المهربين الحوثيين طرقا ووسائل تمويه خطيرة ومعقدة يصعب اكتشافها
في شاحنات نقل كبيرة وديانات وخزانات الوقود وبين الخضروات والمواد الغذائية.

وأورد تقرير أمني صادر عن وزارة الداخلية بعضا من الأرقام والإحصاءات المتعلقة بإحباط تهريب المخدرات في عدد من النقاط الأمنية، والتي كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة المليشيات الحوثية. وبحسب التقرير، جاءت محافظة مأرب في المرتبة الأولى من بين المحافظات الأكثر ضبطا للمواد المخدرة التي تُهرب من قبل ميليشيا الحوثي، تلتها محافظة الجوف والتي تمكنت الأجهزة الأمنية فيها من ضبط كميات كبيرة من الحشيش والمخدرات.

 

• إجراءات المكافحة

في عمليات ضبط متفرقة لعصابات التهريب، تعمل الأجهزة الأمنية على إحالة مهربي المخدرات إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية.

ففي 18 يوليو الجاري، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة حكما بالسجن 25 عاما لمدان بتجارة المخدرات يدعى محمد خالد علي نصر أبو عوض، بعد ثبوت تهمة حيازته وتجارته للمخدرات، وقضى منطوق الحكم -في الجلسة العلنية التي عقدت في مقر المحكمة بمحافظة مأرب برئاسة رئيس المحكمة القاضي أبو بكر محسن الخليفي وحضور وكيل النيابة الجزائية المتخصصة مروان النسي- بمصادرة المواد المخدرة المضبوطة وهي 36 كيلوجراما وإتلافها، ومصادرة السيارة المضبوطة المستخدمة في نقل المواد المخدرة أثناء عملية الضبط.

وفي نهاية أبريل من العام الماضي 2018م، أتلفت الأجهزة الأمنية العديد من المواد المخدرة بناء على حكم قضائي صادر من محكمة الجوف بعد إحالة المهربين إلى الجهات المختصة.

 

• التهريب بالأرقام ‬

تمكنت الأجهزة الأمنية في محافظتي مأرب والجوف من إحباط العديد من محاولات تهريب مادتي "الحشيش" و"المخدرات".

وبحسب تصريحات شرطة مأرب، فإن عدد المضبوطات وإجمالي ما تم ضبطه من مواد مخدرة في عمليات مختلفة خلال النصف الأول من العام الجاري 2019م، بلغت نحو 1545 كيلوجراما من الحشيش المخدر (حوالي طن ونصف)، كانت في طريقها إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية. وبلغت كمية المضبوطات لعام ٢٠١٨ حوالي ٣٤١٨ كيلوجراما و٣٦٣ قرصا و ١١٠ جرامات و٥ مليجرامات (تقدر بثلاثة أطنان).

وبحسب إحصائية لمركز الإعلام الأمني في الجوف، فإن عدد ما تم ضبطه وإتلافه خلال العام 2018م بلغ طنين من الحشيش والمخدرات، ضبطتها الأجهزة الأمنية، كانت في طريقها لمليشيا الحوثي في أكثر من خمس عمليات أمنية.

وفي 16 يوليو 2019م، قال تقرير أمني صادر عن وزارة الداخلية إن محافظة مأرب جاءت في المرتبة الأولى من بين المحافظات الأكثر ضبطاً للمواد المخدرة التي يتم تهريبها عبر عصابات إلى مليشيا الحوثي الانقلابية في صنعاء.

 

• استهداف الشباب

ويقول مراقبون في مناطق سيطرة الحوثي إن هناك انتشارا غير مسبوق للمخدرات، وتعمل مليشيا الحوثي في تجارتها واستخدامها لمقاتليها، في حين صارت المخدرات مصدرا لجني أموال طائلة.

وفي تصريحات خاصة، قال الصحفي عبد الباسط الشاجع إن "مليشيا الحوثي الانقلابية ‏تسعى من خلال فتح الأسواق أمام المخدرات والحشيش في مناطق سيطرتها إلى تدجين الشعب اليمني والوصول به إلى مرحلة الإدمان، وهذه منهجية قذرة ضمن خطواتها لتقويض المجتمع واستهداف قيمه ومبادئه وهويته، وكذلك السيطرة على الشباب وزجهم إلى الجبهات".

ويضيف الشاجع بأن "المخدرات والحشيش باتت على قائمة مصادر تمويل مليشيا الحوثي، حيث تجني ملايين الدولارات من أنشطة تهريب وتجارة المحظورات في اليمن".

ووصل قادة المليشيا الحوثية إلى مرحلة الثراء الفاحش والسريع من تجارة المخدرات، على حساب تدمير اقتصاد اليمن ونهب مقدراته ودفع اليمنيين إلى حافة المجاعة.

كما أن معظم قيادات الحوثيين ومشرفيها هم أنفسهم جماعة من الحشاشين ومدمني المخدرات والمجرمين ووجدوا في جماعة الحوثي المقصد والمكان الذي يناسبهم.

وبحسب مصادر إعلامية في العاصمة صنعاء، فإن مليشيات الحوثي تعمل على الإيقاع بالشباب في ظل غياب الدولة وانتشار بيع الحشيش المخدر علناً في أحياء صنعاء.

 

• المخدرات لتمويل الإرهاب

في ديسمبر من العام الماضي، كشف المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي، أن مليشيات الحوثي الموالية لإيران تتاجر بالمخدرات لتمويل عملياتها الإرهابية.

وأوضح المالكي حينها -خلال مؤتمر صحفي- أنه تم ضبط مئات الكيلوجرامات من المخدرات التي تم تسهيل دخولها إلى بعض المناطق التي يشرف عليها الحوثيون، مضيفا أن هذه المليشيات تتاجر في المخدرات لتمويل عملياتها.

وبحسب تقرير أمني لوزارة الداخلية نشر في موقعها الرسمي، في شهر يوليو الجاري، فقد تم ضبط مئات الكيلوجرامات من المواد المخدرة التي كانت -بحسب اعترافات بعض المهربين المضبوطين- تتبع قيادات حوثية في صنعاء.

وأكد التقرير وجود ارتباط وثيق بين المليشيا الحوثية وبين عصابات ومافيا تهريب وتجارة المخدرات تابعة لإيران و"حزب الله" اللبناني.

وفي يونيو 2019م، وخلال زيارته لمقر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات التابعة لوزارة الداخلية، قال محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة إن "مكافحة المخدرات واحدة من الجبهات التي تخوضها الشرعية ضد مليشيا الحوثي في إطار الحرب العبثية والظالمة التي تشنها على الشعب، بهدف إخضاعه والزج بأطفاله وشبابه إلى محارق الموت خدمة للأجندة الإيرانية".

وأضاف أن "مليشيا الانقلاب وثقت ارتباطاتها بعصابات ومافيا تجارة وتهريب هذه الآفة، وتمكن رجال الأمن والشرطة في العديد من محافظات الجمهورية المحررة من ضبط كميات وشحنات متعددة ومتلاحقة من هذه المادة المخدرة والسامة، والتي كانت في طريقها إلى مليشيا الانقلاب بصنعاء".