الجمعة 19-04-2024 06:41:05 ص : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

مأرب.. من التصدي للانقلاب إلى تجذير مؤسسات الدولة

السبت 13 يوليو-تموز 2019 الساعة 07 مساءً / (تقرير خاص) الإصلاح نت - مأرب - علي العقبي
 

 

عندما أسقط الحوثيون معظم المحافظات اليمنية، وقفت مأرب التاريخ بمقاومتها عصية على مشروع إيران في موقف تاريخي جنب أبناءها ويلات ما صنعته المليشيا في المناطق التي سيطرت عليها.

وأبت مأرب بمقاومتها إلا أن تكون نواة الجمهورية الثانية، فاحتشد السبئيون ومعهم كل الأحرار من أبناء الجمهورية الذين فروا إليها واحتموا بها وشاركوا في حمايتها، في معركة مصيرية لمقاومة الانقلاب، فانتصرت مأرب لليمن واليمنيين وصدت مشروع إيران.

وفي قبلة التاريخ تشكلت المقاومة الشعبية التي ساهمت بشكل رئيسي في الدفاع عن الدولة. فقبل سقوط العاصمة صنعاء في العام 2014م، تداعت قبائل مأرب من كل صوب إلى "المطارح" وانضم إليها الشرفاء من كل محافظات اليمن الذين رفضوا الانقلاب الكهنوتي على الدولة ودعموا الشرعية ونظام الدولة ممثلة برئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي.

ومن مأرب انطلقت شرارة مقاومة الانقلاب وتحطمت مشاريعهم، وتحولت إلى أرض صلبة للشرعية وواجهة لليمن، وأصبحت اليوم نموذجاً لدولة النظام والقانون التي ينشدها كل اليمنيين.

دور مقاومة مأرب في إسناد الدولة

لقد كان لمقاومة مأرب الدور الكبير في معركة استعادة الشرعية، ووقفت يداً واحدةً وصفاً واحداً للتصدي للانقلاب الحوثي، وحافظت على ثروات البلاد الموجودة في المحافظة، وتمسكت بوصول الغاز المنزلي والمشتقات النفطية إلى المواطنين في كل المحافظات، وكان لها سمات كثيرة تميزت بها في التصدي للانقلاب وتفعيل مؤسسات الدولة.

وعن دور المقاومة الشعبية في مأرب في إسناد الدولة وأبرز مواقف المقاومة، يتحدث وليد الراجحي، مدير مركز سبأ الإعلامي، ويقول: "استشعرت قبائل مأرب خطر مليشيات الحوثي في وقت مبكر، وكانت على قدر كبير من الإدراك لخطورة المليشيات وأهمية بقاء الدولة ومؤسساتها مهما كانت هشة، كون الدولة تمثل سياجا من السقوط في الفوضى".

وقال مدير مركز سبأ الإعلامي إن قبائل مأرب خاضت حربا ضروسا ضد مليشيات الحوثي في جولات متفرقة خلال عامي ٢٠١٣ و٢٠١٤م لوقف زحوفها للسيطرة على المديريات الشمالية من المحافظة ومحاولتها التقدم باتجاه عاصمة المحافظة، وقدمت القبائل تضحيات جسيمة، وقد شكلت تلك المواجهات نواة لمقاومة المليشيات ودفاعاً عن الجمهورية.

وأضاف: "اجتمعت مأرب منذ سبتمبر ٢٠١٤م قبيل الانقلاب في مطارح نخلا والسحيل لحماية المحافظة من اجتياح مليشيات الحوثي، وكانت المطارح شرارة لتحشيد قبائل مأرب لمقاومة الحوثي، وتشكلت بعد مطارح نخلا مطارح الوشحا ونجد المجمعة وغيرها مما عرف بمطارح مأرب".

وقال مدير مركز سبأ الإعلامي إن وقوف محافظة مأرب بسلطاتها المحلية وحفاظها على مؤسسات الدولة جنبا إلى جنب مع بدايات تشكل مطارح المقاومة من جميع القبائل، ساعدت في تحول المحافظة إلى محضن مهم للشرعية وللجيش الوطني وتواجد قوات التحالف العربي ومنطلقا لعمليات التحرير وملاذا للأحرار اليمنيين الذين نزحوا من مختلف المحافظات وانخرطوا في صفوف مواجهة الانقلاب.

وأشار إلى أن تلك المقومات والمواقف شكلت جدارا صلبا لحماية الثروات الوطنية والمنشآت الحيوية ومنع وصول المليشيات إليها، لتبقى مصالح الشعب واحتياجاته اليومية من النفط والغاز المنزلي والكهرباء تتدفق إلى مختلف المحافظات اليمنية، وفق إرادة الشرعية ممثلة برئيس الجمهورية والحكومة.

وأضاف أن مأرب شكلت حائطا صلبا لمنع تمدد المليشيات الحوثية للمناطق الشرقية والجنوبية، وشارك أبناء مأرب في معارك الدفاع عن الوطن في الجوف وعمران وغيرها من المعارك الوطنية.

ويؤكد الصحفي الراجحي، وهو صحفي شاهد على الأحداث في مأرب، أن مأرب ومقاومتها حافظت على مؤسسات الدولة وعززت الجانب الأمني مما جعلها نموذجا مشرقاً في جبين الشرعية، وجسدت اللحمة الوطنية المجتمعية والسياسية، وأعلنت مبكرا فك الارتباط عن صنعاء، وحافظت سلطتها على إيرادات الحكومة والبنك المركزي الذي ظل القوة المالية التي استندت عليها الشرعية في نفقات الحكومة وخوض المعركة الوطنية، وحمت الجمهورية والهوية الوطنية من خلال الحفاظ على النسيج الاجتماعي وتغييب مشروع الحوثي الفكري ومواجهته تعليمياً من خلال رفضها للكتاب المدرسي المحشو بالأفكار الطائفية والتي تمس صلب ديننا الإسلامي.

وفي تصريحات خاصة، يقول الراجحي: "حينما نتحدث عن دور مقاومة مأرب في الدفاع عن الجمهورية لا بد أن ندرك أنها الصوت الأول الذي ارتفع رافضا للانقلاب منذ الوهلة الأولى من إعلان المليشيا الانقلاب، وما شكلته من تحد للانقلاب كان واضحا من خلال الوساطات التي بعثتها المليشيات الانقلابية للالتفاف بطريقة أو بأخرى كما صنعت في مناطق أخرى".

من التصدي للانقلاب إلى تجذير مؤسسات الدولة

في اصطفاف استثنائي نادر على مستوى البلاد، تمسكت مأرب بالدولة، وانطلقت مقاومة مأرب منذ وقت مبكر، ووقفت جداراً صلباً أمام الانقلاب.

فبعد سقوط صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، احتشد المأربيون نحو مطارح مأرب، التي جمعت كل القبائل والأحزاب، وتشكلت المقاومة الشعبية، ومن ثم انطلق المقاومون إلى الجبهات بروح وطنية ومعنوية عالية، وقدموا تضحيات ثمارها الانتصار للشرعية ولمشروع اليمن الاتحادي الجديد.

في تصريح خاص قال الصحفي راجي عمار: "تشكلت المقاومة وتداعت قبائل مأرب من كل صوب إلى مطارح نخلا وانضم إليها الشرفاء من كل محافظات اليمن الذين رفضوا الانقلاب الكهنوتي على الدولة ودعموا الشرعية ونظام الدولة ممثلة برئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي".

وتابع: "انتقلت مأرب من ثقافة الثورة والمقاومة إلى ثقافة الدولة وتحت شعار (يدٌ تبني ويدٌ تقاوم).. بدأت السلطة المحلية في المحافظة برئاسة اللواء سلطان العرادة رويداً بتفعيل جميع المكاتب التفيذية بالمحافظة، وكان أكثر اهتمامها بناء حائط أمني صلب ممثلاً بإدارة أمن المحافظة. وفي فترة وجيزة اصبحت مأرب نموذجاً يحتذى به وتميزت عن كل محافظات اليمن من حيث استتباب الأمن".

ويضيف راجي عمار: "بأقل الإمكانات استطاعت أن تعيد عجلة البناء والتنمية، لاسيما وقد أصبحت المحافظة قبلةً لكل أبناء اليمن يتوافدون إليها أفواجاً بحثاً عن بيئة آمنة يستطيعون من خلالها مزاولة أعمالهم، وخلال خمسة أعوام أحدثت مأرب مفارقات خيالية في التنمية والبناء ومكاناً خصباً لاستقبال الاستثمارات والمستثمرين، فقد تجاوز عدد السكان والقاطنين فيها حوالي ثلاثة ملايين نسمة".

دور الأمن في تكريس سلطة الدولة

لتحقيق الأمن والاستقرار بالمحافظة، قامت السلطة المحلية بجهود كبيرة ومتابعة من قبل محافظ المحافظة اللواء سلطان العرادة بتشكيل أجهزة أمنية عالية الكفاءة (قوات أمن خاصة، أمن منشآت) والتي حققت نجاحا أمنيا كبيرا، وأصبحت مأرب نموذجا متميزا بما حققته في التعافي وتفعيل مؤسسات الدولة والتعايش، وأصبحت قبلة لكل أحرار اليمن الذين يفرون من بطش وجرائم الحوثي، هذا الاستقرار أعطى المواطنين الشُعور بالطمأنينة وسيادة القانون في هذهِ المحافظة التي تشكل ردعاً للمجرمين والعابثين.

وحول دور الأمن في تكريس سلطة الدولة بمأرب الذي جعلها نموذجا متميزا عن المحافظات المحررة، يعلق الأكاديمي اليمني د. يحيى الأحمدي، المقيم في مأرب، بالقول: "‏مأرب تشكل اليوم نواة الدولة برغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وتنجح في أهم المجالات وأساسها المتمثل في الجهاز الأمني الذي يشهد تطورا نوعيا من يوم لآخر".

وقال د. الأحمدي في تصريح خاص: "تفوقت الدولة في مأرب في المجال الأمني بشكل كبير، حيث قدم هذا الجهاز أداء متميزا وعكس في تنفيذ مهامه مدى الحس الأمني الذي يتمتع به، فضلا عن اليقظة العالية والمهنية القانونية والالتزام الأخلاقي ومراعاة الحق الإنساني".

وأضاف: "لم يكن التحدي الذي تواجهه الأجهزةالأمنية في مأرب عاديا ولكنه تحدي اللحظة التاريخية والوضع الحرج حيث مليشيات الحوثي تضع المحافظة في مقدمة خصومها كونها المحافظة التي كسرت هيبتها وتصدت لمشروعها الاستبدادي، وتحاول بين حين وآخر النيل منها، ولكن سرعان ما تقع خلاياها في قبضة الأجهزة الأمنية ".

ويؤكد الأحمدي أن "هذه البيئة الآمنة شجعت اليمنيين على النزوح إلى مأرب من مختلف الأطياف الذين وجدوا فيها حضور الدولة التي تكفل للمواطنين الحقوق التي كفلها الدستور والقانون، كما شجعت هذه البيئة المستثمرين الذين افتتحوا المراكز التجارية العملاقة وانخرطوا في المشاريع الاستثمارية التي تشهد تطورا كبيرا".

وأشار إلى الجهاز القضائي الذي يتمتع باستقلالية مطلقة ودوره الكبير في البت في القضايا المدنية والجنائية وفقا لأحكام الدستور والقانون.


مأرب واجهة اليمنيين

بعد أن نجحت محافظة مأرب في دحر المليشيات الحوثية والعناصر التخريبية، استطاعت السلطة المحلية في المحافظة، بقيادة وجهود اللواء سلطان العرادة، أن تجعل المحافظة نموذجاً استثنائياً للدولة، بتحسين الخدمات والبنية التحتية، واستقرار الوضع الأمني، الأمر الذي جعلها محافظة متميزة، ونموذجا للمناطق المحررة، وأصبحت مأرب اليوم لوحة وواجهة اليمن.

يقول القيادي في حزب المؤتمر الصحفي كامل الخوداني في تصريح خاص: "‏زرت مأرب قبل عدة أشهر ومكثت فيها ما يقارب الأسبوع، وكصحفي يزورها لأول مرة منذ تحريرها من عصابة مليشيا الحوثي رأيت فيها ملامح الدولة التي سلبت منا ودمرها الحوثيون بمؤسساتها وهيئاتها، والخدمات المقدمة للمواطنين في مأرب دولة مكتملة الأركان بمؤسساتها المدنية والأمنية.. في تجوالي بشوارعها وجدت بها اليمن بكل تنوعاته واختلافاته السكانية والحزبية من كافة مناطق اليمن".

وقال القيادي المؤتمري: "وجد المواطنون في مأرب الملاذ الآمن بعد فقدانه بمحافظاتهم ومدنهم".

وأضاف: "يؤسفني أن هناك من يسعى لتشويه هذه المحافظة ويحاول زعزعة أمنها واستقرارها، بل ويؤسفني أكثر أن أجد بعض الأصوات تتحدث عن مأرب بتجييرها لحزب أو لطرف نكاية وقصور فهم وتكرار أخطاء لما حدث قبل احتلال الحوثيين لصنعاء، ولهذا قلتها مأرب أكبر من حزب وأكبر من محافظة.. مأرب اليمن الكبير، وعلينا جميعا حمايتها والحفاظ عليها والوقوف مع سلطتها الأمنية والمحليه ضد أي محاولات استهداف تستهدف أمنها واستقرارها حتى لا نكرر أخطاء الماضي والتي لا يستفيد منها إلا عدونا الأخبث والأخطر: عصابة مليشيا الحوثي".

كلمات دالّة

#مارب