الخميس 02-05-2024 22:42:21 م : 23 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

جرائم منظمة.. من المسؤول عن قتل الجنود بتعز ودفنهم في مقابر سرية؟

الجمعة 28 يونيو-حزيران 2019 الساعة 10 مساءً / الاصلاح نت-خاص/ احلام الصنعاني
 

 

من وقت لآخر، يجري الحديث بتعز عن العثور على جثث جنود من الجيش الوطني، اختفوا خلال وقت سابق، لكن لم يُعرف مصير الكثير منهم بعد.

لا يتم التعرف على هوية جثث أولئك الجنود، لكن الأمر يبدو بالنسبة للتعزيين ولمتابعي هذه المحافظة غاية في الخطورة، نتيجة لأن الضحايا من أفراد الجيش الوطني، ويضع علامات استفهام كثيرة حول من يقف وراء تلك الممارسات.

 

بداية تشكل الجيش

عقب دخول مليشيات الحوثي تعز في مارس 2015، تشكلت المقاومة الشعبية من المواطنين وبعض العسكريين، لمواجهة تمدد تلك الجماعة.

عقبها توجهت الحكومة الشرعية لعملية دمج المقاومة بالجيش، واختفى مصطلح مقاومة وبات الجميع تحت مظلة الجيش.

لكن تلك العملية لم تتم على أكمل وجه، فقد بقيت كتائب أبو العباس، بقيادة العقيد عادل عبده فارع، تنتمي فقط بالكشوفات للواء 35 مدرع، بينما تتلقى أوامرها من قائدها.

 

تحقيقات لم تكتمل

ما إن بدأ العثور على جثث وحتى اليوم، صدرت مجرد تصريحات من قِيل السلطة المحلية بتعز، التي اكتفت بذلك وبقيت التوجيهات التي صدرت منها مجرد حبر على ورق، وتم تنفيذ أجزاء منها فقط، إذ لم يتم القبض على كل المتهمين بعد.

فعلى سبيل المثال، وجه محافظ تعز السابق أمين محمود، أواخر العام 2018، بتشكيل لجنة تحقيق واستكشاف مشتركة، تتحدد مهام تلك اللجنة بالمسح الميداني لكافة أحياء المدينة التي دارت فيها المواجهات مع الحوثيين، خصوصا المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية، للبحث عن مقابر مجهولة والتحقيق العلمي والجنائي فيها، لتحديد هوية الضحايا وزمن الواقعة وملابساتها، سواء كانوا من أفراد الجيش الوطني أو المدنيين أو من مسلحي الحوثي.

تم تنفيذ مسح ميداني في بعض المناطق بالفعل، وتم العثور على مقابر جماعية عديدة، لكن هوية القاتل لم يتم تحديدها بدقة، برغم وجود بعض الدلائل، نظرا لأن المدينة مقسمة إلى مربعات أمنية يخضع كل مربع فيها -منذ بدء الحرب- لسيطرة جهة معينة.

وتم عقبها وحتى اليوم تنفيذ حملات أمنية لم تتم على أكمل وجه، بسبب إيقافها عدة مرات، لكن تم خلالها القبض على مطلوبين أمنيا ومقتل عدد منهم بينهم متطرفون.

 

أماكن مختلفة

تعددت أماكن العثور على جثث الجنود، لكنها كانت في مربع واحد، وتمت عمليات الكشف بموجب معلومات توصلت إليها الأجهزة الأمنية من خلال أفراد مطلوبين أمنيا تم القبض عليهم، بحسب إدارة التوجيه المعنوي والعلاقات العامة في شرطة تعز.

في الثامن عشر من ديسمبر 2018، عثرت الأجهزة الأمنية في مدينة تعز على ثلاث جثث تابعة لجنود من الجيش الوطني في حوش أحد المنازل في منطقة العرضي شرقي المدينة، وبلغ عدد الجثث التي تم العثور عليها في هذه المنطقة 6 جثث.

عقبها بيوم واحد فقط، عثرت الأجهزة الأمنية بتعز على خمس جثث جديدة لجنود في الجيش في مقبرة جماعية في منطقة سوق الصميل داخل حوش، جوار المقبرة التي تم العثور فيها اليوم السابق على ثلاث جثث شرقي مدينة تعز.

بعدها بيوم (20 ديسمبر 2018)، أثناء البحث عن مزيد من الضحايا، عثرت الأجهزة الأمنية كذلك على جثتين جديدتين في سوق الصميل أيضا.

ثم توقف تكرار سماع مثل تلك الأخبار التي تثير رعب التعزيين. لكن خلال الشهر الجاري (24 يونيو) استطاعت الأجهزة الأمنية العثور على رفات جثتين متحللتين في حوش أحد المنازل في سوق الصميل.

 

المتهم بعمليات الإعدام

وبذلك بلغ عدد الجثث 13 جثة أثارت الكثير من التساؤلات حول ما يجري، ومن يقف وراء تلك العمليات، خاصة أن استهداف الجنود كان أغلبه لجنود في اللواء 22 ميكا.

في وقت سابق، تحدث موقع "الجند بوست" -نقلا عن مصادر استخباراتية- عن قيام عصابات خارجة عن القانون باختطاف ستة جنود وإعدامهم في الأول من يونيو 2018، وتم دفنهم بطريقة سرية.

من خلال تتبع المراقبين لأماكن العثور على جثث الجنود، فقد تركز وجودها في مربع معروف بخضوعه لسيطرة عصابات الملثمين، وهي جماعات مسلحة غير منضبطة وترفض الخضوع لسلطة الدولة، وقد اجبرتها قوات الأمن على الانسحاب مؤخرا من المدينة بعد مواجهات عنيفة معها، فسوق الصميل ومنطقة العرضي تم مداهمتهما في أواخر العام 2018، وبسطت الأجهزة الأمنية سيطرتها بعد تنامي الحديث عن وجود مطلوبين أمنيا فيها.

ويطالب ناشطون وكتاب وصحفيون بضرورة تقديم الدعم اللازم للأجهزة الأمنية بتعز، للقيام بدورها وبشكل جدي على أكمل وجه، من أجل استعادة الأمن بالمناطق المحررة وتطبيع الحياة فيها بشكل أكبر.

ويرون أن الجهود الحالية من أجل تعزيز الأمن بالمحافظة ما زالت غير كافية، نظرا لتكرار سيناريو الاغتيالات من وقت لآخر، والذي يطال مواطنين ورجال أمن وغيرهم، مطالبين بضرورة استكمال تحرير تعز الذي سيعود معه حضور الدولة واستعادتها في مختلف المحافظات اليمنية.