الثلاثاء 23-04-2024 23:09:01 م : 14 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

برنامج الغذاء العالمي يفتح ملفات اختلاسات الحوثيين للمساعدات الإنسانية

الأربعاء 19 يونيو-حزيران 2019 الساعة 12 مساءً / الاصلاح نت - متابعات

 

 

فتحت إفادة المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي أمام مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، ملفات الفساد والتلاعب في المساعدات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية، وطرحت تساؤلات عن مصير ملايين اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في حال نفّذ البرنامج تهديده بوقف أعماله بنهاية الأسبوع الحالي.

وكان ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حذّر أمام مجلس الأمن من أنه «في حال لم يتلق البرنامج ضمانات (من الحوثيين)، سيبدأ في تعليق المساعدات الغذائية تدريجياً بنهاية الأسبوع الحالي». وتابع: «الطعام يؤخذ من أفواه الأطفال اليمنيين الصغار، الذين يحتاجونه فقط للبقاء على قيد الحياة».

وأضاف: «في صنعاء، أخبرنا عدد من المستفيدين بأنهم لم يتسلموا أي مساعدات غذائية، بينما قائمة التوزيع ضمت بصمات أيديهم بأنهم أخذوا (مساعدات)». وتابع: «أجرينا مقابلات في 7 مراكز بصنعاء، 60 في المائة أكدوا أنهم لم يستلموا أي مساعدات».

وأشار بيزلي إلى أنه «خلال الستين يوماً الأخيرة، سجلنا أكثر من 30 حالة تلاعب واختلاس للطعام في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء وحدها».

وحملت كلمة ديفيد بيزلي أبعاداً أخرى، تتمثل في مخاوف برنامج الغذاء العالمي على سلامة موظفيه العاملين في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية. وقال لـ«الشرق الأوسط» مصدر في الأمم المتحدة: «نحن قلقون جداً على سلامة موظفي البرنامج بعد إفادة بيزلي، لقد أعطيناهم بعض الإرشادات، لكن المخاوف عليهم قائمة».

ويعمل في اليمن ضمن برنامج الغذاء العالمي أكثر من 640 موظفاً من جنسيات كثيرة، وبينهم يمنيون، في مناطق خاضعة للحكومة الشرعية، وكذلك في مناطق خاضعة للميليشيات الحوثية.

وتحذير البرنامج للحوثيين لم يكن الأول، فقد هدد في مايو (أيار) 2019 بتعليق المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، بسبب الدور المعرقل وغير المتعاون من جانب بعض قادة الميليشيات.

ولفت المدير التنفيذي إلى أنه «لا يسمح للبرنامج بالعمل بشكل مستقل، وتوزيع المساعدات بغرض تحقيق فوائد وأغراض أخرى». وأشار إلى أن الحوثيين «منعوا إجمالي 79 في المائة من زيارات الرصد التابعة لأطراف ثالثة، و66 في المائة من زيارات الرصد التابعة لموظفي برنامج الأغذية العالمية في صعدة».

إلى ذلك، أوضح راجح بادي، المتحدث باسم الحكومة اليمنية، أن العالم يكتشف يوماً بعد آخر «قبح الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من النظام الإيراني». وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «قواميس الإنسانية والسياسة تعجز عن أن تصف كل ما تقوم به هذه الميليشيات أمام ما يحدث وما كشف عنه برنامج الغذاء العالمي من متاجرة بالمساعدات الإنسانية، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة لملايين اليمنيين».

وتابع: «العالم يكتشف يوماً بعد آخر قبح هذه الميليشيات، كما أن التلاعب بالمساعدات يكشف أننا أمام ميليشيات منزوعة الآدمية».