الجمعة 29-03-2024 16:47:26 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

تجارة المليشيات الحوثية في المخدرات.. إثراء للقتلة وتدمير لليمنيين

الثلاثاء 18 يونيو-حزيران 2019 الساعة 03 مساءً / الإصلاح نت – خاص

 

 

لا تفتأ مليشيات الحوثي الإيرانية تمارس كل الوسائل غير المشروعة لتمويل حروبها ضد اليمنيين، بدءًا من نهب الأموال العامة ومصادرتها لصالحها، مروراً بنهب أبناء الشعب اليمني وتجاره ورجال الأعمال، وصولاً إلى المتاجرة في المواد المحرمة.

ولم يعد جديداً ضبط كميات من المواد المخدرة وهي في طريقها إلى مناطق خاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، كما لم يعد خافياً على أحد أن هذه المليشيات تمارس تجارة المخدرات والترويج لها، وتعتبرها مصدراً هاماً من مصادر تمويلها.

وقد انتعشت تجارة المخدرات في اليمن بإشراف مباشر من قيادات كبيرة في الجماعة الحوثية الممولة من إيران، بعد أن نقلت الجماعة الحوثية التي خرجت من كهوف مران تجربة تجارة المخدرات من حزب الله اللبناني الذي اعتمد بشكل كبير على تجارة المخدرات والترويج لها، شأنه كشأن الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية.

ولأن الجيش الوطني والأجهزة الأمنية تدرك جيداً جنوح المليشيات الحوثية نحو تجارة المخدرات لتمويل حربها ضد أبناء الشعب اليمني، وتدمير شباب اليمن، فقد عملت بيقظة عالية على ضبط عشرات الشحنات من المواد المخدرة التي تتبع المليشيات الحوثية، وألقت القبض على المهربين الذين يعملون لصالح المليشيات خلال الثلاث السنوات الماضية، وأعلنت ذلك أمام الرأي العام المحلي والدولي.

 

آخر المضبوطات

بالأمس فقط ضبطت الأجهزة الأمنية في محافظة مأرب شحنة جديدة من مادة الحشيش المخدر، تقدر بـ99 كيلوجراما، كانت مخفية على متن سيارة نوع "شاص" بطريقة احترافية.

وأوضحت إدارة شرطة المحافظة لموقع وزارة الداخلية على الإنترنت بأن الشحنة ضبطت في نقطة "الفلج" الواقعة على الطريق الرابط بين صنعاء ومأرب وعلى متنها شخصان أحدهما طفل (16 عاما) والآخر شقيقه (24 عاما) وهي في طريقها إلى مليشيا الحوثي بصنعاء.

قبلها بيومين فقط، ضبطت قوات الأمن الخاصة فرع رداع بمحافظة البيضاء كمية من مادة الحشيش المخدر كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة جماعة الحوثي الانقلابية.

وذكرت مصادر أمنية أن أفرادا من فرع قوات الأمن الخاصة فرع رداع في نقطة "مخابي القردعي" بمحور قانية تمكنوا من ضبط سيارة نوع برادو رصاصية اللون وهي تحمل 114 كيلوجراما من الحشيش المخدر كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية، وقالت إن هذه العملية ليست الأولى وسبقتها عمليات متعددة تم فيها ضبط مئات الكيلوات من الحشيش المخدر، في حين باشرت قيادة الفرع بتحرير محاضر الضبط والتوثيق ثم قامت بإرسال المتهمين وجميع المضبوطات إلى إدارة شرطة محافظة مأرب لاستكمال الإجراءات القانونية.

 

كميات مهولة

يشيد مدير عام شرطة مأرب العميد عبد الملك المداني باليقظة العالية التي يتمتع بها الأفراد المتواجدون في النقاط الأمنية على مداخل ومخارج المحافظة، وما يحققونه من نجاحات مستمرة في ضبط الممنوعات وتحقيق الأمن والاستقرار والسكينة العامة.

ويؤكد العميد المداني في تصريحات صحفية أن الأجهزة الأمنية بمأرب باتت تتمتع بقدرات وإمكانيات عالية في أداء مهامها وستقف بالمرصاد لكل العصابات الإجرامية الخارجة عن النظام والقانون والمتورطة في عمليات التهريب والتعاون مع مليشيا الحوثي الانقلابية، مضيفا أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالة المضبوطات مع المتهمين إلى النيابة العامة.

لا يمكن هنا إحصاء عمليات ضبط كميات المخدرات المهربة في نقاط أمنية بمحافظات مأرب والجوف والبيضاء، والتي كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة المليشيات الانقلابية، فقد ضبطت أجهزة الأمن والجيش الوطني عشرات الشحنات، التي كشفت أن تجارة المخدرات في اليمن، وبخاصة الحشيش، شهدت ازدهارا غير مألوف خلال السنوات الأربع الماضية، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الإيرانية، حيث تسمح مليشيات الحوثي لتجار المخدرات بالبيع في الأسواق المفتوحة وتحت حماية أمنية من عناصرهم، في حين يعتبر حزب الله اللبناني التابع لإيران الممول الرئيسي لمليشيات الحوثي حيث يمدها بالحشيش ويهربه لها بكميات مهولة دون مقابل.

 

مهنة وغسيل أموال

لقد باتت تجارة المخدرات مهنة رائجة للكثير من قيادات الجماعة الحوثية ومشرفيها في المحافظات والمناطق، فضلاً عن أن هذه التجارة ارتبطت بجرائم غسيل الأموال، فأصبحت مليشيات الحوثي تمارس الإرهاب ضد اليمنيين بأموال المخدرات، علاوة على استهدافها للشباب الذين تسعى لأن يصبحوا مدمنين على المخدرات.

ومع قدم ممارسة المليشيات الحوثية لتجارة المخدرات منذ سنوات عديدة في محافظة صعدة، فقد ازدهرت تجارة المخدرات والحشيش تحديداً في مناطق سيطرتها، وكانت سبباً مباشراً في الثراء الفاحش لقيادات ومشرفين في الجماعة، وكل ذلك على حساب معيشة اليمنيين الذين وصلوا إلى حافة المجاعة، والاقتصاد اليمني الذي أوشك على الانهيار.

وقد كشفت العديد من التحقيقات التي قامت بها أجهزة الأمن اليمنية، حول سبب تهريب إيران وحزب الله لشحنات المخدرات إلى الحوثيين في اليمن، أن الهدف الأساسي هو كسب الأموال الكبيرة وتمويل العمليات العسكرية للمليشيات الانقلابية، وكذا استخدام هذه المخدرة وخلطها مع التنباك (الشمة) لتتعاطاها عناصر المليشيات في جبهات القتال، وإغراء شباب آخرين في الذهاب إلى الجبهات لسد العجز في صفوف المتمردين الحوثيين.