الثلاثاء 16-04-2024 22:51:38 م : 7 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحوثيون.. مافيا أيديولوجية

الإثنين 17 يونيو-حزيران 2019 الساعة 02 مساءً / الاصلاح نت - متابعات

 

 

دعا مركز دراسات يمني للنظر إلى ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران بكونها ميليشيا أقرب إلى مافيا أيديولوجية، ولفت إلى أنها تقوم بغسيل عقائدي جماعي منطلقة من ذُعر أيديولوجي، تعتبر التقدم الفكري لأفراد المجتمع اليمني تهديداً لتماسك عقيدتها الشمولية ومصالحها المترسخة.

وقال تقرير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية -وهو مركز أبحاث مستقل- إن ميليشيات الحوثي تنفذ حملة شرسة لإعادة تشكيل عقول السكان الخاضعين لسيطرتها ضمن حملتها لإعادة اليمن إلى عصور الظلام الفكري منذ استيلائها على العاصمة اليمنية صنعاء في العام 2014م.

وأوضح أن الحوثيين ينظرون إلى ملايين الناس الذين يعيشون تحت سيطرتهم كرهائن ويعتبرونهم الورقة الأربح، مشيراً إلى أن الميليشيا تعلمت بسرعة خلال الحرب كيف تبتز المجتمع الدولي وتربّي طموحاتها الخاصة، وتمثل إعادة هيكلة التعليم إحدى أبرز الوسائل التي يمهّد من خلالها الحوثيون لفرض «الديستوبيا» خاصتهم.

وبيّن المركز في تقرير تحت عنوان «الحوثيون كميليشيا مظلِمة» أن المتعصبين الدينيين يشغلون الآن معظم الوزارات في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، ولا سيما وزارة التربية والتعليم، التي يقودها يحيى الحوثي، الأخ الأكبر لزعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي. كما أصبح تاجر أسلحة مدرج على قائمة الأمم المتحدة وزير دولة في حكومة الحوثيين. ولفت التقرير إلى أن الميليشيات في الآونة الأخيرة قامت بإعادة صياغة مناهج المدارس الابتدائية لتوسيع الدراسات الدينية والتي في الواقع لا تدرّس ديناً على الإطلاق بل تعلّم اليافعين أن هناك تفسيراً واحداً للدين، هو تفسير الميليشيا الحوثية، وأن جميع التفسيرات الأخرى مجرد هرطقة وفقاً للتقرير.

وأكد تقرير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أن التقدم التعليمي يعني بالنسبة لقادة الحوثيين أخذ الأطفال من دور الأيتام، ومنحهم السلاح، وإرسالهم إلى الجبهات لتعلم القتل أو الموت. وفي الوقت الذي منعت فيه الميليشيات حملات تطعيم مئات آلاف الأطفال في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، كانت تقوم بنهب المساعدات من أفواه الجياع حتى خلال شهر رمضان المبارك. وتطرق التقرير إلى أن زعيم ميليشيا الحوثيين يخشى من التقدم التعليمي كما أعتبر أن الخطر الأكبر عليه وعلى قادة ميليشياته هو أن ينتبه أتباعهم يوماً ما إلى أن هناك في الحياة ما هو أكثر من الحرب. متسائلاً كيف يمكن لعبدالملك الحوثي، أن يحتفظ بقشرة من السلطة المطلقة التي يمتلكها اليوم في حال تمكن القابعون تحت قبضته من التعبير عن أفكار أفضل من أفكاره؟ مردفاً «بدلاً من اعتبارهم فرصة للنهوض بالصالح العام، يُعتبر هؤلاء المفكرون الأحرار تهديداً لمصالح الحوثيين المترسخة».

وعلى خطى تنظيم داعش الإرهابي يشير مركز صنعاء إلى أن الميليشيا فجرت منازل خصومها ونشرت بكل فخر مقاطع مصورة لذلك على موقع اليوتيوب. كما أصبحت الميليشيا النسائية والمعروفة باسم الزينبيات نموذجا لتمكين المرأة عند الحوثيين. وبعد أن ألغت العمل بالدستور وفرضت قوانين الطوارئ في فبراير 2015، أصبحت الميليشيا تعتقل بانتظام أئمة المساجد وقادة المجتمع المدني والصحافيين والناشطين، وحكمت بالإعدام على أبناء الأقليات الدينية في محاكمات هزلية بحسب التقرير. وقال تقرير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية: إن ميليشيا الحوثي زرعت ملايين الألغام الأرضية في المناطق المدنية في جميع أنحاء البلاد. كما كشف أن أحد زعماء الحوثيين تباهى ذات مرة أمام أحد الناشطين الحقوقيين البارزين بأن إنتاج الألغام الأرضية يصنعه الحوثيون محلياً، وأردف أن تصنيع وإنتاج الألغام هو مثال التقدم التكنولوجي لدى الميليشيا.