الجمعة 29-03-2024 01:40:48 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

الجمهورية اليمنية في الذكرى 29 للوحدة.. الصراع من أجل البقاء

الخميس 23 مايو 2019 الساعة 12 صباحاً / الاصلاح نت - خاص / محمد عبدالكريم

 

الزمان الثاني والعشرين من مايو (أيار ) سنة 1990
المكان : عدن
المناسبة : الاحتفال بإعادة توحيد الأرض اليمنية
وإعلان ميلاد الجمهورية اليمنية

بصوتها الإذاعي الرائع استهلت المذيعة اللندنية
مديحة رشيد المدفعي حلقة خاصة من برنامج
استديو 35 بعنوان بانوراما اليمن السعيد 30 يونيو 1990

واقتتاحية صحيفة أمريكية:
اليوم ولد في الشرق مولود عملاق.
وأخرى وصفته بمولود من سلالة عملاقة.
الاعجب أن الذين صنعوا الحدث لم يكونوا
على وعي بما يفعلون، ولم يوفروا له البيئة الصحية ليتعملق بل احاطوه بأمراض شتى، ولا يزال في المهد فنشأ مصابا بالعلل التي
كبرت معه حتى صار حاله اليوم هكذا.

تهنئة للجمهورية اليمنية بالذكرى التاسعة والعشرين لميلادها وببقائها على قيد الحياة على الرغم من معاول القتل التي تعمل فيها.

تظافرت عوامل داخلية وخارجية لجعل الوحدة اليمنية ممكنة والإعلان عن ميلاد الجمهورية اليمنية الدولة الواحدة التي تجسد الوحدة وتعبر عنها وحدة الدولة التي تعكس وحدة الأرض اليمنية والشعب اليمني، ولا ريب أن ذلك يعد عملا متقدما يحسب لصانعيه كما يحسب عليهم سؤ ماصنعوا بالمولود الجديد.

أبتلي الشطران سابقا بقيادات دون مستوى اليمن الأض والشعب ولذلك لم تكن هناك دولة في أي منهما بمفهوم الدولة المتعارف عليه، بل كانت هناك سلطة الشخص وسلطة الحزب وكل منهما فوق الدولة.
انتفل المرض المزمن الى الدولة الجديدة ، ونقل الصراع من بين شطرين وسلطتين الى الدولة الجديدة وعرضها لمخاطر السقوط عبر أزمات عكست نقاط ضعف رافقت عملية الإعداد لإعلان الجمهورية اليمنية.

الأصل أن الوحدة وقيام الدولة الواحدة يعني اتحاد عناصر القوة التي تتمتع بها الأرض اليمنية والشعب اليمني والتي كانت مشتتة في التشطير، فكانت عنصر القوة مهدورة في الشطرين، وكانت نقاط الضعف سائدة في الصراع بينهما.

أسس الوحدة متينة وتتمثل في الأرض والشعب ، ليس هناك أقليات عرقية إنما أقلية زيدية طائفية يمكن التعافي منها وفق برنامج شامل.

إجراءات الوحدة كانت ضعيفة

1- أبقت على مؤسسات سيادية مشطرة
2- التقاسم بين صالح والحزب الإشتراكي دليل ظاهر على أن الوحدة تمت بين الطرفين أولا وليس بين دولتين إذ لم تكن هناك دولة في أي من الشطرين سابقا
3- تخلف القائمين بالعملية إذ لم يكونوا بمستوى البلاد بل كانت مستوياتهم متدنية، تبين من الإبقاء على الجيش والعملة مشطران أن الطرفين لايفهمان ماذا تعني دولة ومؤسسات.
4- لذلك نشبت الأزمات في وقت مبكر وانتهت بحرب.
5- سلوك صالح بعد 1994 كان مؤسسا لتشطير من نوع آخر أشد مما كان قبل الوحدة، تمثل في التعامل مع المحافظات الجنوبية كطرف منهزم.
6- ظهور الحوثيين جماعة تمرد وانفصال شمال البلاد وسعيها لإعادة الإمامة، كل ذلك تحت سمع وبصر نظام صالح ورعاية مباشرة منه.
7- تأجيج دوافع الإنفصال لدى بعض المستثمرين وقيام الحراك الجنوبي وكان هذا الإسم يعني تشطيرا واضحا، ساهم سلوك النظام في توفير الأرضية له على مفترق طرق.

تتعرض الجمهورية اليمنية بعد سيطرة الأقلية الحوثية على العاصمة اليمنية وبتحالف من صالح ، تتعرض لأخطار غير مسبوقة:
1- جماعة الحوثيين الطائفية الإقصائية غير المقبولة في جميع مناطق البلد وسيطرتها بقوة صالح وغطاء إقليمي دولي.
2- جماعة الزبيدي الإنتقالية جماعة من المتمردين على الشرعية بمساعدة وعون واسعين من أطراف خارجية على خط التجزأة.
3- وجود رغبة لدى قوى دولية بإعادة التشطير وتستخدم الأمم المتحدة لخدمة الحوثيين باعتبارهم أهم عامل تشطيري إنفصالي
للمستقبل.

على الرغم من كل عناصر القوة الداعمة للتشطير إلا أنه يبدو غير قابل للتحقق، لأسباب تتصل بقوة الوحدة الذاتية، وعناصر ضعف المشطرين الذاتية، حيث أن البيئة السياسية وعلى الرغم من كل جهود إعدادها لم تستوي ، وحيث أن الذين يحملون مشاريع التشطير غارقون في التخلف والصراعات، وغير مقنعين، ويمارسون كل صنوف الإجرام ، إنهم عصابات لايختلفون عن القاعدة وداعش ، ومن ثم لن يستطيعوا تحقيق أهداف أسيادهم في طهران و...

صحيح أن الدولة في حالة ضعف وأن الجمهورية اليمنية في عين العاصفة لكنها قادرة على البقاء ، وستكون سالمة حين يهزم الحوثي والإنتقالي
وإن طال البلاء .

كلمات دالّة

#الوحدة_اليمنية