الجمعة 26-04-2024 02:18:22 ص : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

أساليب الحرب الناعمة على الإصلاح ..(2)

الخميس 18 إبريل-نيسان 2019 الساعة 02 مساءً / الاصلاح نت-اليمني الجديد


 
المتتبع لأهداف الحرب الناعمة ضد الإصلاح، يدرك أنها ليست حربًا عشوائية بقدر ما هي منهجية مرتبة لها دوافعها التي تتجاوز مجرد تشويه الحزب، إلى حاولات حثيثة لإقصاءه وتبرير ذلك الإقصاء وربما لاحقًا تنتقل الحرب لخطة استهداف عملية ولا تكتفي بمجرد الحرب الإعلامية عليه، علمًا أن الاستهداف العملي موجود أيضًا ولو بصورة متقطعة وفي أماكن محددة، ولا يستبعد أن يتطور الأمر أكثر في مراحل لاحقة، وتلك منهجية عبثية تشتغل بخفة ولا تضع أي اعتبار لمصلحة البلاد والمخاطر الناتجة عن خطة كهذه، سوف تتسبب بحالة اضطراب وتعيق أي عملية استقرار في كامل البلاد.
 
* أساليب الحرب
 
تتنوع طرق التحريض التي يشنها خصوم الإصلاح عليه، وهي طرق لا علاقة لها بأي منطق نقدي معتبر بقدر ما هي حملات تحريضية رخيصة ومنطق تعميمي يفتقد للحجة والمعلومة التفصيلية، وتستخدم أساليب متنوعة، كالشائعة وتكرارها وقلب الحقائق المتعمد، والتشكيك بكل سياسات الحزب، والتقليل من تضحياته ودوره الإيجابي مقابل تكثيف الحرب النفسية عليه وهكذا تشتغل الماكينة الإعلامية بكل الطرق لاستهداف الحزب وعناصرة في كل شاردة وواردة.
 
أولى أساليب الحرب النفسية المكثفة محاولة تصوير الحزب بأنه شيطان رجيم وتحميله كل المصائب وحشره في كل القضايا والسعي لتفسير كل قصور هنا وهناك داخل الشرعية أو خارجها بأنه عائد لحزب الإصلاح، فالإصلاح هو المسؤول عن تأخير التحرير وهو المسؤول عن الفوضى في تعز وهو المسؤول عن سقوط حجور وهو المسؤول عن الإغتيالات حتى لو كان الأشخاص المغتالين من كوادره، وهكذا يعتمد الخصوم على شن حملات مكثفة عبر تحميل الحزب الشيء ونقيضه فهم يحملونه مسؤولية ليست من اختصاصه كما لو كان هو الدولة وليس مجرد مكون من مكوناتها.
 
* قلب الحقائق، وتكرار الشائعات
 
من وسائل الحرب الناعمة مثلًا، ضد حزب الإصلاح، هو ترديد شائعات تتعلق بحجم تواجده داخل الدولة وجهازها المدني والعسكري، وهذا المنطق خطير يتبعه نسبة كل شيء للحزب وتحمليه المسؤولية، ومع أن الواقع يؤكد زيف هذه الفكرة، إلا أنهم مستمرين بترديدها بدون تقديم أي أدلة تثبت مصداقية قولهم، ولا يقدمون أي بيانات تفصيلية عن نسبة تمثيله الحقيقي داخل الشرعية.
 
وهذا هو منطق الشائعة التي لا تعتمد على منهج الحجة والمعلومة بقدر ما تتعمد إطلاق كلام عمومي وتكراره كما لو أنه حقيقة وذلك بهدف ضرب عصفورين بحجر، أولًا تصويره كحزب فاشل، وثانيًا بث فكرة مغلوطة تقول للناس بأن الحزب مسيطر على كل شيء، أو كما يقال"أخونة الدولة" هذه الفكرة التي يؤكد الواقع أنها خاطئة تمامًا، بل العكس ما هو حاصل، والنموذج التالي إحدى الحقائق التي تثبت ذلك.
 
* نموذج عام للكذب
 
بالنظر لما يقدمه الإصلاح، مقابل ما يجنيه من مكاسب يتأكد لنا، أنه يضحي بأكثر مما يحصد، ليس في الفترة الحالية بل طيلة تأريخ عمله السياسي، ولعل أقرب الشواهد ما حدث في السنوات الأخيرة، وفي مواقف تأريخية كثيرة، بداية من تضحياته في الثورة، مقابل ما حصده في المرحلة الإنتقالية من مكاسب لا تكاد تذكر سواء في حصته بحكومة الوفاق4 وزارات وهي أقل بكثير من استحقاقه ثم لاحقًا احتشاده في المقاومة الوطنية منذ لحظاتها الأولى، ومقابل هذا لم يمنح ما يليق بعطاءه ولا يكاد يملك حقيبة وزارية واحدة في الحكومة الحالية، وهكذا دائما ما نجد تمثيله الإداري أقل من حجمه بكثير، ومع هذا فالحزب مستمر في تقديم التضحيات دون تبرم ولا حنق .
 
إلا أن حديثهم عن سيطرة الحزب، صادم جدا، وهو ليس حديث عشوائي بقدر ما هو مقصود ولدوافع معروفة، أولها، هو أن حديثهم عن أن الحزب استحوذ على كل شيء، يتبعه حديث عن إقصاء الحزب لخصومه، ومع أنها فكرة مقلوبة تماما، فالإصلاح هو أكثر الأحزاب تعرضًا للإقصاء، إلا أنهم يتحدثون عن إقصائية الحزب؛ ليبرروا اقصاءهم له وهو ما يحدث في واقع الأمر.
 
* تناقض منطق الخصوم..قضية تعز نموذحًا
 
(حشر الحزب في مسؤولية الدولة)
 
من أخطر التهم التي تردد ضد الحزب، هو تحميله مسؤولية الدولة، وهي مسؤولية تحمل طابع مزدوج، فهم في بداية الأمر يحملون الدولة مسؤولية الاغتيالات وهو أمر طبيعي، لكنهم مجرد ما تتحرك الدولة للقيام بمسؤليتها، يصطفون للوقوف مع العناصر التي تفتعل الفوضى، ويتهمون الدولة بأنها تنفذ أجندة الحزب. حدث هذا مؤخرا في تعز، وهو موقف متناقص وصريح وله أهداف خطيرة.

فهم بهكذا شائعة يسعون لحشر الحزب في أدوار لا علاقة له بها، وهي من مهمة الدولة، ثم بالمقابل يسعون لنزع الشرعية عن الدولة بتصويرها كأداة في يد حزب، وبين هذا وذاك يجندون أنفسهم للدفاع عن الجماعات التي تثير الفوضى؛ كي يواصلون استخدامها كأدوات تهديد للدولة وتوفر لهم مداخل للهجوم عليها ومواصلة استهداف الحزب بشكل دائم، وبمقابل ذلك لا يكفون عن مطالبة الدولة بالقيام بواجبها.
 
أخيرًا:
 
مشكلة غالبية القوى التي تعارض الإصلاح وتشن عليه حملات دائمة، هو أنها تسعى بمناهضتها له؛ كي تنتزع مكاسب على حسابه، فهي لا تنطلق في معارضتها من منهجية عملية مضادة للحزب تسعى بها لتكثيف حضورها وبالتالي الوصول لما تريد؛ بل تكتفي في معارضتها له بالوقوف ضدّ كل ما يقوم به، أي أنها لا تنطلق من فكرة خاصة بها؛ بل تقف ضد فكرة فحسب.
 
هذا الأمر يفسر سبب العداء المفتوح والمنفلت تجاه كل شيء يقوم به الإصلاح، فإذا انتهج سياسة معينة عارضوها، وفي نفس الوفت لو انتهج نقيض تلك السياسة، سيعارضوها، وهذه هي نهاية الأحزاب التي اكتفت بتجنيد نفسها للوقوف ضد الأخر، بدلًا من اتباع منهج تشق به طريقها لمنافسته.

كلمات دالّة

#الاصلاح #اليمن