الأربعاء 24-04-2024 01:47:51 ص : 15 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

انتهاك الطفولة.. قصص مؤلمة تكشف أساليب تجنيد الحوثيين للأطفال

الثلاثاء 16 إبريل-نيسان 2019 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت -خاص / زهور اليمني

 

لم يسمع توسلاتي، لم يرحم دموعي، بل قام بدفعي بعيدا عنه وغادر إلى جبهات الحوثيين غير آبه بما سيحل بي وبوالده، لم يكن ذاك ابني الذي نشأ بين أحضاني.

لم أعد أعرفه، أصبحت كل أمنياته أن ينفذ كل ما يأمر به سيده عبد الملك الحوثي، بل أصبح مستعدا بأن يوهبه حياته.

لم أعد أهنأ النوم، أترقب في أي لحظة يأتيني خبر مقتله، تحولت حياتي إلى كوابيس لا تفارقني، لا أدري ما الذي حدث لابني، وكيف استطاعوا التأثير عليه، وكيف أصبح بهذه القسوة وهذا التعطش للدماء، أصبحت أخاف منه.

ليست الأم الوحيدة التي تترقب خبر مقتل ولدها، بل هذا حال كل أم اختطف ابنها من قبل الحوثيين، وزج به في محرقتهم.

الترقب، والخوف، إنه هاجس كل أم اختطف منها ابنها، وإحساس الأم لا يكذب، فغالبا يعود إليها ابنها إما في تابوت أو صورة سيتم تعليقها على جدار منزله.

 

البداية واحدة

عادة ما يتم نقل المجندين الأطفال أولاً إلى ما يطلق عليها "المراكز الثقافية" لحضور الدورات التي تكون غالبا لمدة شهر.

وأثناء الدورة يقوم المشرف بقراءة محاضرات حسين بدر الدين الحوثي على الأطفال، ثم يتم تعميمها وتوزيعها بملازمم وأشرطة فيديو.

في المحاضرات التي يحضرها المجندون الأطفال يقومون بتغذية غضبهم بروايات هجمات قوات التحالف التي قتلت مدنيين، ويخبرونهم أنهم ينضمون إلى حرب مقدسة ضد اليهود والمسيحيين والدول العربية التي استسلمت للنفوذ الغربي، وأنهم إذا ما استشهدوا في الجبهات فسوف يذهبون إلى الجنة.

معظم الذين التقينا بهم يجمعون على أنهم بعد أن تنتهي الدورات في المراكز الثقافية لا يريدون العودة إلى منازلهم، بل يصبحون لديهم الرغبة الشديدة بالذهاب إلى جبهات القتال.

وهذا ما يتم فعلا، حيث يتم إرسال الأطفال إلى معسكرات التدريب في الجبال، وفقًا لشهادة العديد من الأطفال الذين فروا من قبضتهم، وتعليمهم كيف يستخدمون الأسلحة ويزرعون المتفجرات.

وبعد أقل من شهر يتم إرسالهم إلى الجبهات، كل واحد منهم يلبس في معصمه الأسورة الحديدية (صك دخولهم الجنة)، وبحسب كلام الأطفال الذين التقينا بهم، فإن هذه الأسورة جعلتهم يشعرون بالقوة أثناء وصولهم إلى مناطق القتال، بينما شعر القليل منهم بالخوف.

 

استغلال للحالة المعيشية المتردية

هي حملة عدوانية تستهدف الأطفال، وليست دائماً طوعية بشكل تام، حيث يستخدم المشرفون الحوثيون سيطرتهم على هيئة السجل المدني، وسجلات الدولة الأخرى، لجمع البيانات التي تسمح لهم بتضييق نطاق قائمتهم المستهدفة من الأسر الأكثر احتياجا في القرى ومعسكرات النازحين، وهم الأكثر احتمالا لقبول العروض النقدية مقابل أخذ المجندين.

تقول إحدى الأمهات: "استغل الحوثيون حالتنا المعيشية المتردية وقاموا باختطاف أخي البالغ من العمر 15 عاما، هم يرددون أنه ذهب للجبهات بإرادته، ونحن متأكدون بأنهم قاموا باختطافه، فأخي لا شأن له بما يحدث حوله، همه الحصول على معدل في الثانوية العامة يؤهله للالتحاق بكلية الطب".

وتضيف: "كان هذا حلمه الذي تخلى عنه بحجة أن هناك ما هو أهم من الدراسة ودخول كلية الطب، إنه قتال الكفرة والمرتزقة والدواعش الذين أصبحنا منهم".

وتتابع حديثها قائلة: "عندما أتى لزيارتنا، والتي لم تتجاوز بضعة ساعات، تأكدنا بأن الحوثيين يجرون للأطفال غسيل مخ أعظم من السحر، فهو لم يأت لأنه اشتاق لرؤيتنا، بل أتى يستعرض بطولاته، غير مهتم بدموع أمي وهي تترجاه بأن لا يذهب إلى الجبهات ويظل عندنا بضعة أيام".

لم تؤثر دموعها فيه، ولم يسمع صراخها وهو يغادر، ولا أدري هل سيأتي مرة أخرى، أم كانت تلك هي زيارته الأخيرة.

 

أثر التجنيد النفسي على الأطفال

يقول الاستشاري النفسي والمتخصص في إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب، الدكتور مهيوب المخلافي: "ما تمارسه مليشيات الحوثي في حق الأطفال هو انتهاك لحقوق الطفولة، إذ يسلبهم حقهم في ممارسة طفولتهم، ومواصلة التعليم، ويعرضهم للموت والإعاقة، أما من يسلم منهم من الموت أو الإصابة، فيصاب بصدمات نفسية متفاوتة، كالعدوانية والانطواء والشرود الذهني والخوف، والآثار النفسية الأخرى التي ترافقهم لفترات متفاوتة قد تطول إذا لم يتم إعادة تأهيلهم التأهيل النفسي العلمي السليم".

وأشار الدكتور المخلافي إلى أن مركز تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب في مأرب يقوم بدور إنساني كبير، فهو يساهم في إعادة تأهيل أعداد كبيرة من الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب، ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي.

ودعا المخلافي الآباء والأمهات إلى المحافظة على أبنائهم، وتحمل أمانة التربية الحسنة، وتجنيبهم أي مخاطر، وعدم تركهم فريسة للتغرير والزج بهم في المعارك، فهم أمل المستقبل ويعول عليهم في صنع المنجزات والغد المنشود.

 

المدارس أحد أماكن استهداف الأطفال

في تغريدة للمحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان على حسابه بموقع تويتر كشف عن مقتل 50 طفلاً من مدرسة "العلم والإيمان" بمديرية بني حشيش بعد أن جندهم الحوثيون، وأرسلوهم إلى جبهات القتال، ونشر برمان كشفاً بأسماء الأطفال الذين قتلوا جميعا من هذه المدرسة وحدها.

يقول أحد الآباء: "كان ابني البالغ من العمر 13 عاما يدرس في إحدى مدارس أمانة العاصمة، وكان الحوثيون يترددون على مدرسته بحجة الإشراف على مستوى أداء التدريس، وأثناء زيارتهم يقومون بإلقاء المحاضرات الطائفية على الطلاب، وتوزيع ملازم للتعريف بحسين الحوثي".

ويضيف: "تطور الأمر وأصبحوا يأخذون الطلاب إلى دورات خارج المدرسة، مع وعد منهم بأن من يحضر هذه الدورات فإنه سيضمن نجاحه نهاية السنة".

وتابع حديثه بالقول: "لم يخبرني ابني بداية بذهابه لتلك الدورات خوفا من أن أمنعه من الذهاب، وعندما كنت أقلب في دفاتره وجدت ملازم لتلك الدورات، صدمت بما وجدت فيها، فهم يغذون فيهم كره الصحابة، ويعدونهم بدخول الجنة، ويغرسون في عقولهم مفهوما بأن الحرب على اليمن عدوان صهيوني، الغرض منها طمس الهوية الإسلامية ومحوها من الأرض".

ومضى يقول: "عندما واجهت ابني بما رأيت، أخبرني بأنهم يقومون بإخراجهم من المدرسة والذهاب بهم أسبوعيا لهذه الدورات، ويعدونهم بترقيات للمتفوقين في هذه الدورات ومنحهم وظيفة مشرف في الحارة، أو مسؤول على نقاط تفتيش".

وختم حديثه بالقول: "لم يكن أمامي من خيار غير الانتقال بعائلتي كاملة، بمن فيهم ابني، إلى محافظة لا يسيطر عليها الحوثيون، بعد أن وجدت ابني متأثرا بأفكارهم وأحمد الله أن ألهمني لعمل ذلك".

لم تكن هذه القصة الوحيدة التي تشير إلى استهداف الحوثيين للمدارس، بل هناك قصص كثيرة مؤلمة يرويها ذوو الأطفال الضحايا، تكشف عن عمق هذه المأساة.

فها هو أنس يستعد لحفل تخرجه من الثانوية العامة، لكن الحوثيين لم يتركونه يستمتع بنجاحة، فقد أتى يوم التخرج وأنس أصبح صورة معلقة على جدران حارته.

تتحدث أم أنس والدموع تملأ عينيها قائلة: "في البداية لاحظت تغيب ابني عن المدرسة، وعندما كنت أساله لماذا لا يذهب إلى المدرسة، كان يقول بأن المدرسين لا يحضرون للتدريس، ويطمئنني بأن مشرف الحوثيين في حارتنا قد وعده بالنجاح. لم أكن أدري ما سر هذا النجاح الذي يأتي بدون أن يذهب للمدرسة، فأنا امرأة أمية".

وتضيف: "كان أنس يخرج في الصباح، ولا يعود إلا بعد منتصف الليل، لم أستطع السيطرة عليه أو منعه، فوالده متوفٍ وأنا لم يكن لي القدرة على ملاحقته ومعرفة أين يذهب ومع من؟".

ومضت تقول: "في يوم جاء ليخبرني بأنه لديه رحلة مدرسية لمدة عشرة أيام إلى الحديدة، لم أكذبه فهو لم يكن كاذبا معي أبدا، هذا ما كنت أعتقده، وبعد مرور خمسة أيام علمت أن المدرسة لم تقم برحلة للطلاب، وبعد السؤال والتحري علمت أن جارنا الحوثي الذي وعده بالنجاح أخذه للجبهة".

وتابعت حديثها قائلة: "جن جنوني، وذهبت إليه وأشهدت عليه عاقل الحارة الذي لم يستطع إنصافي خوفا من بطش الحوثيين، وبعد توسلات مني وعدني بأن أنس سيعود للمنزل نهاية الأسبوع".

وتفيد قائلة: "انتظرت أسبوعا وأنس لم يعد، وحفل تخرجه سيكون بعد يومين، ذهبت مرة أخرى إلى المشرف الحوثي وأخبرته أن حفل تخرج أنس بعد يومين ولا بد أن يحضر، أخبرني أن أنس سيعود إليَّ، وقد نال الشهادة التي افتخر بها".

وقالت: "لم أكن أعلم ما الذي كان يقصده بالشهادة التي سأفتخر بها، وفي يوم تخرجه عاد أنس إليَّ، نعم عاد أنس في تابوت منعوني من فتحه".

وختمت حديثها قائلة: "حرموني من توديعه، من النظر إليه النظرة الأخيرة، منحوني صورة فقط، كتب عليها: استشهد في إحدى جبهات الكرامة بغارة جوية".

 

أربعة معسكرات لتدريب الأطفال المختطفين

أفادت مصادر حكومية بأن المليشيات الحوثية أنشأت أربعة معسكرات لتدريب الأطفال والمختطفين من محافظات الحديدة، وريمة، والمحويت، وصنعاء، وذمار.

ونقلت قناة العربية، في 22 مارس 2019، عن تلك المصادر قولها إن المعسكرات التي أنشئت تخضع لإشراف خبراء من إيران ومليشيات حزب الله اللبناني، موضحة أنها من المعسكرات الحديثة السرية التي نقلت إليها أسلحة متطورة وقواعد إطلاق صواريخ.

يقع المعسكر الأول في مزارع منطقة العرج بمديرية الضحى شمال الحديدة، ويجري فيه تدريب قوات بحرية يطلق عليها الضفادع، مهمتها تفخيخ الممرات البحرية والسواحل وصناعة الزوارق المفخخة، كما توجد في المزارع مخازن للصواريخ البحرية وصواريخ سكود مع قواعدها التي نهبتها من مخازن الجيش عقب الانقلاب.

ويقع المعسكر الثاني في مزارع منطقة عبال بمديرية باجل، وهو معسكر مشاة لتدريب الأطفال القادمين من المحويت وذمار وصنعاء وريمة، ويضم مخازن أسلحة وقاعدة إطلاق صواريخ، ويشرف عليه رئيس جهاز الاستخبارات أبو علي الحاكم.

ويحوي المعسكر على غرفة عمليات وجمع معلومات، إلى جانب خبراء حزب الله. ويقع المعسكر الثالث في محمية برع، وهو من المعسكرات الجديدة التي أنشأها الحوثيون عقب إطلاق معركة الساحل الغربي، ويجري فيه تدريب الأطفال من مختلف مديريات الحديدة، وبه قاعدة إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة وصواريخ جرى نقلها من معسكرات الحديدة، تخوفاً من أي تقدم للجيش الوطني العام الماضي.

في حين يقع المعسكر الرابع في شارع المواصلات، الذي استحدث فيه الأحواش والهناجر التابعة للمواصلات الممتدة من خلف المبنى وحتى جوار مستشفى العلفي وسط الأحياء، حيث أشارت المصادر العسكرية بأنه معسكر متقدم، يجري نقل الأطفال والمسلحين إليه من معسكرات أخرى، لتعزيز الجبهات في الداخل.

وتهدف المليشيات الحوثية من إنشاء المعسكرات إلى تدريب الأطفال على عمليات التفخيخ والقتال، حسب نفس الصادر.

 

غادرت قريتنا فرارا بابني

يؤمن الحوثي بأن تدريب الأطفال على السلاح أمر واجب، فهم مجاهدون كما يزعم، أفكاره لاقت استجابة لدى فئة المراهقين، مما أودى بحياة الكثير منهم وخاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاما، مستخدما طرقا كثيرة للزج بأي إنسان في المواجهات سواء كان طفلاً أو شيخاً، أهمها الدجل والتضليل عبر الادعاء بأن ذلك واجب وطني وديني ومن باب الحمية والقبيلة، عن طريق مدراء المديريات والوجهاء، لذا فأغلب المقاتلين من أبناء الريف.

أحمد أحد الأطفال المجندين سابقا، والمتواجد حاليا في إحدى مخيمات النازحين في مأرب، وهو أحد الأطفال الذين تم أسرهم من المقاومة.

تحدثني والدة أحمد بقصة التحاقه بجبهات الحوثيين قائلة: "اقتحموا منزلنا وقاموا بأخذ أحمد بالقوة من المنزل، الذي لم يكن متواجدا فيه سوى أحمد وإخوانه فقط، فقد كنت أنا ووالده خارج المنزل".

وتضيف: "ذهب والد أحمد مرارا إلى المشرف الذي أخذ ابني، وتوسل إليه بأن يتركوا أحمد يعود إلى المنزل، فهو لا زال صغيرا لا يقوى على حمل السلاح، فكان رده بأن قام بضرب زوجي وتهديده بالقتل إن عاد مطالبا بابنه".

وذكرت أنه "بعد مرور عدة أشهر أخبرنا أحدهم بأن أحمد موجود في نقطة للتفتيش على مداخل صنعاء، خطط زوجي لأخذه من هناك لكن خطته فشلت، وكان العقاب الذي أنزل بنا أنهم أخذوا أحمد إلى الجبهات ليقاتل".

وبصوت ملؤه الحزن تتابع حديثها قائلة: "إن العقاب الذي أنزله الحوثيون بنا كان رمي أحمد في الصفوف الأولى للقتال دون أي تدريب على استخدام السلاح، وقد نجا من الموت عدة مرات كما أخبرنا أحمد حتى وقع أسيرا في يد المقاومة.. أحمد الله أن ابني لم يقتل وأنه نجا وأصبح بين أيادٍ أمينة".

قصص كثيرة لا يتسع لها هذا التقرير، فقدد أخبرني أحد المعلمين في مدينة ذمار، بأن ما لا يقل عن 14 تلميذا من مدرسته تم تجنيدهم، ثم لقوا حتفهم جميعا في المعارك وتم وضع صورهم على مقاعد الصفوف الفارغة خلال أسبوع الشهيد الذي يحتفل به الحوثيون كل عام في فبراير، وقال إن معظمهم كانوا من طلاب الصف الخامس والسادس.

 

قرار حوثي بمنع نشر صور القتلى من الطفال

كشفت وثيقة مسربة موقعة من رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا محمد الحوثي، وموجهة إلى مؤسسة مختصة بطباعة صور قتلى الحوثيين، بمنع طباعة صور قتلاهم الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما، بحسب توجيهات زعيم المتمردين.

لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد الأطفال القتلى، من الذين زج بهم الحوثيون في جبهات القتال، غير أن الصور التي كانت تنشرها المليشيات في السابق تشير إلى أن أعدادهم كبيرة.

فقد أشارت تقارير أممية، في وقت سابق، إلى تجنيد المليشيات الحوثية نحو تسعة آلاف طفل يمني في حربها على السلطة الشرعية خلال السنوات الثلاث الأولى من الحرب التي أشعلتها المليشيات، وانقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014.

غير أن تقارير منظمات الرصد المحلية في اليمن تشير إلى أضعاف هذا الرقم، وتؤكد أن عدد الأطفال الذين جندتهم مليشيا الحوثي يناهز 25 ألف طفل على أقل تقدير.

وفي تقرير حديث أجرته منظمة وثاق للحقوق والحريات في اليمن، كشفت فيه عن تجنيد مليشيا الحوثي نحو 25000 طفل دون سن الـ15، خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2018، وتوزيعهم على الجبهات المشتعلة، للمشاركة بشكل مباشر في العمليات القتالية، معظمهم من صنعاء، وذمار، وعمران، والمحويت، وحجة، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية وقوانين حماية حقوق الطفل.

كلمات دالّة

#اليمن