الخميس 25-04-2024 12:23:07 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

حقوق الإنسان في مأرب.. جهود حكومية متميزة وجرائم حوثية متعددة

الأربعاء 10 إبريل-نيسان 2019 الساعة 02 مساءً / الإصلاح نت- خاص- عبدالسلام الغباري
 

  

شهدت محافظة مأرب تقدماً ًملموساً في مجال حقوق الإنسان خلال الأعوام الأربعة الماضية، وصار المواطنون يقصدون المحافظة هربا من مليشيا الحوثي الانقلابية حفاظا على حياتهم وكرامتهم.

جاء هذا التطور بعد أن نجحت السلطة المحلية، ممثلة باللواء سلطان العرادة، في بناء وتفعيل مؤسسات الدولة ومنها القضاء والنيابات والمؤسسة الأمنية والعسكرية.

كما عملت السلطة المحلية على تسهيل عمل المنظمات المحلية والدولية، وشجعت على إنشاء المنظمات المهتمة بحقوق الأطفال، ومنع تجنيدهم في الحرب، ونجحت -وبمساعدة من التحالف العربي- في إعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم مليشيا الحوثي في الحرب.

على العكس من ذلك، كشفت تقارير حقوقية عن حجم جرائم مليشيا الحوثي الانقلابية بحق محافظة مأرب، كان من أبرزها قتل الأطفال والنساء وهدم المنازل بصواريخها البالستية.

 

مأرب ملاذ آمن

استقبلت محافظة مأرب أكثر من مليوني نازح بعد أن نجح الجيش في طرد مليشيا الحوثي الانقلابية من المحافظة، ووفرت السلطة المحلية عددا من الأراضي لإقامة مخيمات النزوح وبناء مساكن للنازحين.

وقال وكيل المحافظة عبد الله الباكري إن مأرب أضحت الحاضنة والملاذ الآمن لجميع أبناء اليمن الذين شردتهم المليشيا الانقلابية. وأكد في تصريحات صحفية أن محافظة مأرب حققت إنجازات في العمل الإنساني والحقوقي ابتداءً من إشهار العديد من المنظمات والائتلافات الحقوقية والإنسانية، وما يقام فيها من دورات توعوية وتأهيلية للعاملين في مختلف المنظمات.

وأضاف أن السلطة المحلية تتجاوب بشكل إيجابي وجاد مع ما تقدمه منظمات حقوق الإنسان والمجتمع، مؤكدا استعداد السلطة المحلية تقديم مزيد من التسهيلات للمنظمات العاملة في الجانب الإنساني بما يسهم في تعزيز حقوق الإنسان ورفع مستوى الوعي الحقوقي لدى المواطنين من أبناء المحافظة والنازحين إليها.

 

858 قضية في النيابة

قال رئيس نيابة استئناف محافظة مأرب القاضي عارف عبد الغني سيف إن عدد القضايا الواردة إلى النيابة العامة في المحافظة خلال العام الماضي 2018، التي بلغت 858 قضية، تم الفصل في 407 قضايا منها.

وأضاف في تصريح صحفي أن إجمالي عدد السجناء على خلفية قضايا منظورة أمام النيابات بلغ 758 سجيناً، منهم 558 سجيناً تم الإفراج عنهم، بينما لا يزال 58 سجينا موقوفين رهن النظر في قضاياهم.

 

لا سجون سرية

وفي وقت سابق، نفى محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة كل ما يشاع عن وجود سجون سرية في محافظة مأرب. وقال في تصريح صحفي "أعلنها للعالم أجمع إن وجد سجن سري في محافظة مأرب فإن سلطان العرادة هو المسؤول عنه، وهو من يجب أن يحاسب ويحاكم أمام المحاكم الدولية".

وأكد المحافظ العرادة أن النيابات المتخصصة والمنظمات الدولية جاءت إلى مأرب وزارت السجون واطلعت على الأوضاع، ورأت أن ما يثار عن سجون سرية في مأرب مجرد أقاويل.

 

- إعادة تأهيل الأطفال

نجح مشروع إعادة تأهيل الأطفال بمحافظة مأرب، والذي يموله مركز الملك سلمان للإغاثة، في تأهيل 341 طفلا جندهم الحوثيون في الحرب.

وفي فبراير الماضي، بدأ المشروع بتنفيذ المرحلتين التاسعة والعاشرة، ويستهدف 80 طفلاً مجنداً ومتأثراً بالحرب من مختلف المحافظات اليمنية، وتنتهي المرحلتان في يوليو القادم.

ويهدف المشروع، الذي تنفذه مؤسسة وثاق للتوجه المدني، إلى إعادة تأهيل 2000 طفل يمني.

 

منظمات مختلفة

وشهدت المحافظة أيضا افتتاح عدد من المنظمات والمبادرات التي تهدف إلى حماية حقوق الصحفيين ودعم النازحين وحماية حقوق الأطفال، منها مبادرة "صانعات السلام"، وهي مبادرة نسائية تسلط جهدها لمنع تجنيد الأطفال. ودشن ناشطون عمل منظمة "صوت الطفل" والتي تهتم بشؤون الأطفال في المحافظة، وتعمل على التوعية بأهمية رعايتهم وتعليمهم.

وأنشأ صحفيون وإعلاميون بالمحافظة منظمة "صدى الإعلامية" المتخصصة في متابعة الإعلام وأوضاع الصحفيين المختطفين.

وتمارس منظمات محلية ودولية أنشطتها، بتعاون كبير من قبل السلطة المحلية بالمحافظة، أبرز تلك المنظمات: منظمة استجابة، والمنظمة اليمنية للحقوق والحريات، و"اليونيسف"، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وشبكة النماء اليمنية للمنظمات الأهلية.

وفي فبراير الماضي، ناشدت (65) منظمة وجمعية ومؤسسة محلية وخارجية -تعمل في المجال الإنساني والحقوقي بمحافظة مأرب- الأمم المتحدة بالإسراع في إنشاء مركز إنساني بإقليم سبأ للوقوف على حقيقة احتياجات النازحين والمهجرين والمتضررين من الحرب.

استمرار عمل الأحزاب بالمحافظة

تميزت محافظة مأرب في وحدة صف الأحزاب السياسية فيها والتي وقفت بوجه مليشيا الحوثي الانقلابية، واليوم تحتضن كافة الأحزاب السياسية وتمارس أنشطتها بدعم من السلطة المحلية.

واستقبلت محافظة مأرب العديد من قادة الأحزاب، كان آخر تلك الزيارات نهاية ديسمبر، حيث استقبل محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة زعيم الحزب الناصري عبد الله نعمان.

ويرى مراقبون أن الاستقرار والأمن الذي تعيشه محافظة مأرب بعد طرد الحوثيين ضاعف العمل السياسي، وأوجد بيئة خصبة للأحزاب السياسية.

جرائم حوثية

على العكس من ذلك، كشفت تقارير حقوقية عن جرائم متعددة ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية بحق المواطنين في مأرب خلال الأربعة الأعوام الماضية، وكان أبرزها: قتل الأطفال والنساء، وهدم المنازل، وتفجير المؤسسات الحكومية.

 

استهداف المدنيين

وقال تقرير حقوقي نشره مكتب حقوق الإنسان بالمحافظة، السبت الماضي، إن 428 قتيلاً من المدنيين نصفهم من الأطفال والنساء سقطوا قتلى بسبب صواريخ وألغام مليشيا الحوثي التي استهدفت وزرعت في المناطق المدنية والسكنية الآمنة.

ووفق التقرير فإن عدد الأطفال الذين قتلوا بسبب الصواريخ والألغام 117 طفلاً، أما النساء فقد قتلت 49 امرأة، بينما قتل 19 مسناً، حيث تمثل نسبة الأطفال والنساء والمسنين من بين القتلى 52%.

 

صواريخ محرمة دوليا

وبحسب التقرير، فقد بلغ عدد الصواريخ المحرمة دولياً (بالستي) التي استهدفت محافظة مأرب 147 صاروخاً حتى أغسطس الماضي، من بين 893 صاروخا وقذيفة استهدفت المدنيين في مأرب خلال أربع سنوات.

وتسببت صواريخ وألغام المليشيا الحوثية في إصابة 1066 مدنياً، 255 منهم تحولوا إلى معاقين، ومن بين المعاقين 75 طفلاً و36 إمرأة. وبلغ إجمالي الانتهاكات الجسيمة والخروق لأحكام القانون الدولي الإنساني التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق السكان في مأرب 10 آلاف و473 انتهاكاً.

 

تدمير المنازل

دمرت المليشيا الحوثية 1541 منزلاً في مأرب، بينها 432 منزلاً تم تدميرها بشكل كلي، و200 مزرعة بينها 64 تم تدميرها بشكل كلي، فضلاً عن تدمير مئات الممتلكات الخاصة جزئياً وكلياً.

وأظهر التقرير قيام مليشيا الحوثي بتدمير وتفجير واحتلال 219 مبنى ومنشأة حكومية، 20 مبنى توزعت على المدارس ومنشآت صحية ومشاريع مياه، ومنشآت أخرى تم تدميرها تدميرا كليا، بينما تم تدمير 76 منشأة حكومية معظمها من المدارس تدميراً جزئياً.