الجمعة 29-03-2024 00:41:25 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحملة الأمنية في تعز والكيد السياسي..

الاصلاح في مرمى مناهضي الدولة ودعاة الفوضى والتخريب

الأربعاء 27 مارس - آذار 2019 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ عامر دعكم

 

شهدت مدينة تعز خلال الأيام القليلة الماضية حملة أمنية عملت على مطاردة جماعات العنف والخلايا الخارجة عن النظام والقانون من العناصر المطلوبة أمنيًا على ذمة قضايا إرهابية مختلفة.

وشرعت الحملة الأمنية، التي باشرت مهامها بأوامر من رئيس اللجنة الأمنية، محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، ليلة الأربعاء الماضي، بملاحقة مطلوبين أمنيا في حارات المدينة القديمة التي يتخذ منها الخارجون عن القانون وكرًا لهم، رغم اكتضاضها بالساكنين، وذلك بعد ثلاثة أيام من أغتيال تلك العصابات الإجرامية المسلحة للعقيد عبدالله مقبل، القيادي في اللواء 22 ميكا .

ورغم النداءات التي أطلقتها الحملة الأمنية للخارجين عن القانون بتسليم أنفسهم وعدم مواجهة الدولة ومنعًا للإضرار بالمدنيين، عمد المطلوبون أمنيًا الى الاستمرار في تمردهم وأصروا على مواجهة الحملة الأمنية، لتتحول المدينة القديمة إلى ساحة مواجهات شرسة، استخدم فيها الخارجون عن القانون أسلحة خفيفة ومتوسطة وأنواع من الصواريخ المحمولة كــ "الصواريخ الحرارية"، ضد الحملة الأمنية.

وبالتزامن مع أدائها لمهامها في مطاردة المطلوبين من العصابات المسلحة، تعرضت الحملة الأمنية الحكومية لحملات شيطنة شعواء وتشويه شرسة، شنّها ناشطون وإعلاميون أعلنوا وقوفهم إلى جانب الخارجين عن القانون من الجماعات المسلحة، رغم إدراكهم أن تلك الخلايا مطلوبة أمنيا وبعضها متهم بالعمل لصالح الحوثيين، إذْ يتحدث أبناء تعز عن هروب أحد عناصر تلك الجماعات الارهابية المطلوب أمنيا "حارث العزي" إلى مناطق سيطرة الحوثيين.!!

ويمعن الناشطون المدافعون عن تلك الخلايا المطلوبة أمنيا، في وصف الحملة الأمنية الرسمية التي انطلقت بأوامر من محافظ تعز، بأنها ميليشيا تتبع الإصلاح، في حين يطلقون على العصابات الإجرامية الخارجة عن القانون والمطلوبة للعدالة صفة "جيش وطني".!!

وأدان التجمع اليمني للإصلاح في تعز، في بلاغ صحفي الثلاثاء، الحملات الإعلامية الشرسة والممنهجة التي تستهدفه بمزاعم كاذبة و افتراءات ملفقة تلصقها به بهدف التشهير والتشويه، خدمة لأجندات مشبوهة ومقاصد خبيثة، حيث ذهبت بعض القنوات الفضائية وبعض مواقع التواصل الاجتماعي الى تلفيق مسميات خادعة ومضللة ضد الحملة الحكومية واتهامها بأنها مليشيا اصلاحية، في محاولة لتشويه الحملة الأمنية وصرفها عن واجبها الوطني في حماية أمن تعز وتأمين مواطنيها من عصابات القتل والاجرام، التي عاثت في المدينة فسادا وإرهابا وقتلا.

ونفى الاصلاح نفيا قاطعا " أن يكون له أية مليشيا أو تكوينات عسكرية يحاول البعض إلصاقها به بشكل متكرر تحت أسماء مخترعة من خيال مريض، يتنافى مع شرف الكلمة، ويجافي المصداقية والمهنية بما يمثل سقوطا مهنيا وأخلاقيا".

ويذهب مراقبون الى أن وصف الجيش الوطني والحملات الأمنية بأنها "مليشيا تابعة للإصلاح" يعيد للأذهان المواقف اللاوطنية لأحزاب وناشطين وسياسيين وقنوات إعلامية في الأسابيع التي سبقت ورافقت الغزو الحوثي لتعز، حين تحولت،حينها، إلى غطاء سياسي للميليشيا الحوثية، إذ وصفوها بالقوى الوطنية الصاعدة، في حين ذهبوا يشيطنون الشرعية والدولة والاصلاح تحت مبرر الحفاظ على أمن واستقرار مدينة تعز وعدم الزج بها في الفوضى، متجاهلين عن قصد ان الفوضى الأمنية هي صناعة جماعات العنف المسلحة التي ترفض وجود الدولة وحكم القانون.

الناشط السياسي، عبدالحميد المجيدي، قال للإصلاح نت إن "الحملة الأمنية ضد الخارجين عن القانون أمر كان في غاية الأهمية، ويمثل ضرورة تستدعيها المرحلة، فالعبث الحاصل بسببهم في مدينة تعز تجاوز كل الخطوط ولم تعد هناك وسيلة للحوار معهم غير استخدام القوة، في ردعهم، وكان هذا الوقت المناسب لهذه الحملة مع قدوم المحافظ الجديد وقائد المحور الذين أعطوا شرعية للحملة الامنية فكان لابد لهما من عمل إيجابي ليرفع من رصيدهما النضالي وقد كانت هذه البداية وعلى الرغم من الضغط عليهما من كثير من الإتجاهات والكيانات إلا أنهما حققا نجاحا كبيرا في كسر عصابات الخارجين عن القانون وإلحاق الهزيمة بهم والوصول إلى معقلهم".

وعن التشويه والشيطنة التي شنها ناشطون وقنوات إعلامية ضد الحملة الأمنية اعتبر المجيدي أن ذلك أمر متوقع وليس بجديد وأن "هناك جهات وكيانات تعمل على تغذية الصراع بهذا الشكل خوفا من استقرار محافظة تعز، وللأسف الشديد وقع بعض الناشطين في هذا الفخ من العداء لهذه الحملة وإظهارها بأنها ضد المدنيين وأغفلوا الهدف الأساسي من خروج الحملة المتمثل في ملاحقة الخارجين عن القانون، وأرادوا الإسترزاق في مثل هذا الظرف، مع ابتذال في الطرح دون مراعاة لظروف المدينة وحصارها".

وعن تهديد المدعو محمد نجيب، وهو أحد العناصر المطلوبة أمنيا، بإحراق تعز بالصواريخ الحرارية، اعتبر المجيدي أن ذلك "سلوك يوضح العقل المليشاوي الذي لا يعمل أي اعتبار ولا يحترم الوحدة العسكرية التابعة للواء 35 مدرع، التابع لمحور تعز، حتى ولو كان انضواء تلك الوحدة لدى اللواء 35 صوريًا باعتبار أبو العباس رفض ابتداء الإنضباط العسكري" مضيفًا أن "تصريح كهذا على أقل تقدير كفيل بأن يصدر في حقه أمر فصل من الكتائب وإحالته إلى النيابة العسكرية والقضاء العسكري" .

وأردف المجيدي أن "الصواريخ الحرارية سلاح نوعي ولست متأكد من أين حصلت عليه الكتائب وهو يدينها، ويؤكد ما ذهبت إليه تقارير دولية عن بعض الأسلحة النوعية التي تسربت إلى بعض الفصائل المسلحة".

واستطرد المجيدي "ما يعنينا اليوم هو سحب هذه الأسلحة النوعية من هؤلاء الموتورين بصراع يحمل بعدًا عقائديا كامنا في نفوسهم ومخيلاتهم، وقد يؤدي هذا السلاح إلى كوارث لا سمح الله، وتوقيف هذا العنصر الذي صرح بأنه سيحرق تعز بهذه الصواريخ وإحالته إلى القضاء لئلا تتكرر أفعال لامسئولة كهذه من أشخاص يهددون السلم الإجتماعي".

وتداول ناشطون مقطع فيديو لأحد قيادات تلك الجماعات المسلحة المنفلته، يدعى"محمد نجيب"، حيث ظهر يهدد قائلًا: "سأحرق تعز بالصواريخ الحرارية"، كما ظهر بالفيديو أحد عناصر الجماعة وهو يحمل صاروخين حراريين .

الإعلامية آفاق الحاج، كتبت على صفحتها بالفيسبوك "الصواريخ الحرارية التي لم تحضر في مواجهة الحوثي
تحضر اليوم في مواجهة الدولة "

وأضافت " لم توجّه تلك الصواريخ، التي ظهرت مكدسة في حي سكني، لإحراق أعداء تعز وعتادهم العسكري الذي يقتلون ويحاصرون به المدينة منذ أربع سنوات، لكنها ستوجه لإحراق تعز نفسها"
واختتمت منشورها "هكذا توعد أحد قاداتهم في مشهد يعبر عن عقلية جنونية , وتفكير اجرامي لا مسؤول" .

وخلال المواجهات بين الحملة الأمنية من جهة والخلايا المطلوبة أمنيا من جهة أخرى، عمدت الأخيرة إلى قصف مستشفى المظفر واستهداف مدنيين، وحملت الحملة الأمنية مسؤولية ذلك، بهدف التضليل على الرأي العام التعزي، مستعينة بغطاء إعلامي من بعض جهات وشخصيات سياسية واعلامية باتت مفضوحة امام الرأي العام اليمني، ويتأكد يوميا مدى علاقتها بالانقلابيين.

كما حاول الخارجون عن القانون، مساء الخميس الماضي، اغتيال مدير عام شرطة تعز العميد منصور الأكحلي، عند مروره بالقرب من الباب الكبير وسط مدينة تعز، أثناء توجهه إلى مكان اجتماع اللجنة الأمنية المشكلة من قبل محافظ تعز، الذي وجّه بتعليق عمل الحملة الأمنية وإتاحة فرصة لتسليم العناصر المطلوبة نفسها طواعية.

وشهدت تعز خلال ثلاث سنوات ونيف العديد من الاغتيالات التي طالت قرابة ثلاثمئة من أبطال الجيش الوطني والمقاومة، نفذها مسلحون خارجون عن القانون.

وكانت الأجهزة الأمنية في تعز عثرت على جثث في مقابر جماعية، في منتصف ديسبمر 2018، داخل أحواش منازل كانت تسيطر عليها جماعات مسلحة خارجة عن القانون، حيث قالت الأجهزة الأمنية انها جثث لأفراد يتبعون الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، اختطفتهم تلك الجماعات وأعدمتهم بدم بارد، ثم دفنتهم في مقابر جماعية.

كما عثرت الأجهزة الأمنية في ديسمبر 2018 على مصانع متفجرات وعبوات ناسفة في مناطق كانت تسيطر عليها خلايا مطلوبة أمنيا، كانت تجهزها من أجل تنفيذ عمليات إرهابية داخل مدينة تعز، وتمكنت الأجهزة الأمنية كذلك من إلقاء القبض على عدد من المتهمين بتنفيذ اغتيالات بحق أفراد الجيش الوطني، وبحق أعضاء وقيادات في حزب الإصلاح .

ويأمل مواطنوا تعز أن تواصل الحملة الأمنية ملاحقتها للعناصر الارهابية الخارجة عن القانون وإلقاء القبض عليها وإحالتها إلى المحاكمة لتنال العقاب العادل، وتأمن المدينة من التآمر والنخر من الداخل، وتتفرغ لدحر المليشيات الحوثية واستكمال التحرير .