الجمعة 19-04-2024 17:52:14 م : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

49 قتيلاً و48 جريحاً بهجوم على مسجدين بنيوزيلندا وتنديد دولي بالعمل الإرهابي

الجمعة 15 مارس - آذار 2019 الساعة 03 مساءً / الإصلاح نت - متابعات

 

 

ارتفعت حصيلة الاعتداءين المسلحين على مسجدين في منطقة كرايست تشيرش النيوزيلندية، الجمعة، إلى 49 قتيلاً على الأقل، و48 جريحاً، بينهم أطفال، بحسب آخر أرقام أعلنتها الشرطة في نيوزيلندا، مشيرة إلى توجيه تهمة القتل إلى رجل.

وقال مفوض الشرطة في البلاد، مايك بوش: "وجهت تهمة القتل إلى رجل في أواخر العشرينات من عمره، ومن المفترض أن يمثل أمام محكمة كرايست تشيرش غداً صباحاً".

يذكر أن 41 ضحية من القتلى وقعوا في أحد المسجدين و8 آخرين بالمسجد الثاني.

وأكدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أرديرن، أن الشرطة ألقت القبض على أربعة (3 رجال وامرأة) لهم آراء متطرفة، لكنهم لم يكونوا على أي قائمة من قوائم المراقبة، مضيفة أنه تقرر رفع درجة التهديد الأمني لأعلى مستوى.

وقالت: "رفعنا مستوى الإنذار من متدنٍ إلى عالٍ (...) وعززنا رد وكالاتنا على الحدود وفي المطارات"، مؤكدة: "لدينا مستوى رد مشدد على جميع المستويات".

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، أن منفذ أحد الهجومين على مسجدين في نيوزيلندا متطرف يميني أسترالي.

وقد عرّف المنفذ نفسه باسم "برينتون تارانت"، وبث فيديو على الهواء أثناء ارتكابه المجزرة داخل المسجد.

وقال مفوض الشرطة إن القتلى سقطوا "على حد علمنا في موقعين، في مسجد بشارع دينز وفي مسجد آخر بشارع لينوود". ولم يتأكد المحققون من عدد مُطلقي النار.

كما لفت بوش إلى أن الجيش فكك عبوات ناسفة عثر عليها في مركبات المشتبه فيهم.

وأضاف أن الشرطة تطلب في يوم الصلاة هذا، من جميع المسلمين تجنب التوجه إلى المساجد "في كل أنحاء نيوزيلندا".

وتابع: "ندعو الجميع في وسط كرايست تشيرش إلى عدم النزول إلى الشارع، والإبلاغ عن أي تصرف مشبوه".

وطوقت قوات الأمن مساحة كبيرة من المدينة. وقالت الشرطة في بيان إنها "تستجيب بكامل قدرتها" مع ما يحدث، "لكن المخاطر ما زالت مرتفعة للغاية".

وأثناء إطلاق النار، كان مسجد النور في شارع دينز يعج بالمصلين، بمن فيهم أعضاء فريق بنغلاديش الوطني للكريكيت، الذين لم يصابوا بأذى.

شهادات

ونقلت صحيفة "نيوزيلاند هيرالد New Zealand Herald " عن مجموعة من الناجين من الهجوم الإرهابي الذي تعرض له مسجد النور في منطقة كرايست تشرش في نيوزيلندا، والذي أودى بحياة العشرات بين قتيل وجريح.

نور حمزة (54 عاماً)، مهاجر من ماليزيا قدم ليدرس ويستقر في نيوزيلندا في الثمانينيات، قال للصحيفة إنه استطاع أن يجري بمجرد بدء العملية الإرهابية، بصحبة آخرين، مضيفاً أنهم اختبأوا خلف السيارات المصطفة إلى جانب مسجد النور. وأضاف أن إطلاق النار استمر لقرابة 15 دقيقة، قبل أن يصل رجال الشرطة لموقع الحادث.

وأضاف أنه بعد توقف إطلاق النار، ذهب لينظر من النافذة التي تطل على داخل المسجد، ففوجئ بأعداد كبيرة من الجثث. ووصف الحادث بأنه بمثابة "يوم أسود لنيوزيلندا".

وقال إنه مازال لا يمكنه استيعاب ما حدث، وإنه على الأغلب سيدخل في حالة صدمة بالأيام القادمة، معرباً عن أمله في أن يستطيع الصمود.

أما موهان إبراهيم، الذي كان يؤدي الصلاة وقت الهجوم الإرهابي، فنقلت عنه الصحيفة قوله إنه لم ير المهاجم لأنه كان في الغرفة الأخرى للمسجد، إلا أن الجميع بدأوا يهربون وهذا ما فعله هو أيضاً، مضيفاً أنه مازال يشعر بصدمة.

وقال إنه تلقى بعض الاتصالات من أصدقائه الذين كانوا يؤدون الصلاة في المسجد الآخر الذي تعرض لإطلاق نار أيضاً في نفس الوقت تقريباً. وأضاف: "كنا نعتقد أن نيوزيلندا هي أكثر مكان آمن بالعالم.. ما حدث لم يكن متوقعاً".

أما صوفي نيرز، التي تبلغ 19 عاماً من العمر، فقالت إنها تلقت اتصالاً من صديقها، الذي أخبرها أنه كان يؤدي الصلاة حين أصيب بطلق ناري في قدمه، وهو لا يعرف ماذا يفعل.

وأضافت أنه أغلق الهاتف بعدها وهي لم تستطع الوصول إليه مرة أخرى. وقالت: "كانت أول مرة أسمعه وهو يصرخ ويبكي.. قال لي إن الجثث تحيط به من كل مكان".

 

تنديد

وقد لاقت العمليتين الارهابيتين ضد المصلين بمسجدي نيوزيلندا ادانات واسعة على المستوى العربي والإسلامي والدولي حيث عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات إطلاق النار، الذي استهدف مسجدين خلال صلاة الجمعة في مدينة كرايست تشيرش جنوب نيوزيلندا، وأدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى.

وجدد المصدر التأكيد على إدانة المملكة العربية السعودية للإرهاب بكل أشكاله وصوره، وأياً كان مصدره، وعلى أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، مشدداً على موقف المملكة الداعي إلى ضرورة احترام الأديان، مقدماً العزاء والمواساة لذوي الضحايا وللحكومة والشعب النيوزيلندي الصديق مع الأمنيات للجرحى بالشفاء العاجل.

وعبر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عن صدمته الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، وقال" "وهذا العمل يؤكد مجددا ما نردده على الدوام، من أن الإرهاب ليس له دين". وأضاف: "ألقي باللوم على الموجة الحالية من الإسلاموفوبيا التي تصاعدت بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) كسبب لتزايد هذه الهجمات الإرهابية. أُلقيَ اللوم على 1.3 مليار مسلم بشكل جماعي بالتسبب في أي هجوم إرهابي يقوم به شخص مسلم". وأضاف أن "إن هذا الاتجاه تم المضي فيه بشكل متعمّد أيضا لشيطنة النضال السياسي الإسلامي المشروع".

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان: "أندد بشدة بالاعتداء الإرهابي الذي نُفذ ضد مسلمين كانوا يصلّون في نيوزيلندا"، ورأى فيما حصل "مثالا جديدا على تصاعد العنصرية والعداء للإسلام".

وفي أبو ظبي، أعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن "تضامنها الكامل مع دولة نيوزيلندا في مواجهة التطرف والإرهاب ووقوفها إلى جانبها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها". وجددت "موقف الإمارات الثابت والرافض للإرهاب بكل أشكاله".

ونددت الكويت بحادث مسجدي نيوزيلندا الإرهابي داعية المجتمع الدولي إلى وأد العنف والإرهاب.

واعتبر الأردن أن "الاستهداف الغاشم والمتكرر للأبرياء يعد من أبشع صور الإرهاب"، بحسب المتحدثة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات. ودعا وزير الأوقاف الأردني عبد الناصر أبو البصل، إلى "ضرورة إيقاف خطاب الكراهية ضد الإسلام والمسلمين".

وقالت القاهرة إن استهداف مسجدي نيوزيلندا عمل إرهابي خسيس يتنافى مع المبادئ الإنسانية، فيما حذر الأزهر في بيانٍ، من أن الهجوم "يشكل مؤشراً خطيراً على النتائج الوخيمة التي قد تترتب على تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في العديد من بلدان أوروبا".

واعتبرت البحرين استهداف مسجدين بنيوزيلندا "إرهاب يتنافى مع القيم الإنسانية"، بحسب بيان لخارجيتها.

وفي إندونيسيا، قالت وزيرة الخارجية ريتنو مرسودي في بيان، إن بلادها "تدين بشدة عملية إطلاق النار هذه، خاصة في مكان للعبادة، وأثناء صلاة الجمعة". وكانت وسائل إعلام قد أكدت في وقت سابق أن ستة إندونيسيين كانوا داخل أحد مسجدي كريستشيرش المستهدفين حينما وقع الهجوم، وتمكن ثلاثة من الفرار، فيما لا يعرف مصير الثلاثة الآخرين.

وفي ماليزيا، قال أنور إبراهيم، زعيم أكبر حزب في الائتلاف الحاكم، إن مواطناً ماليزياً أصيب في الهجوم الذي وصفه بأنه "مأساة سوداء تواجه الإنسانية والسلام العالمي".

وفي موسكو، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم بأنه "مقزز ووحشي وصادم".

وقال بوتين: "إن الهجوم الذي استهدف مدنيين اجتمعوا من أجل الدعاء، مقزز ووحشي وصادم. آمل أن ينال كل شخص متورط في هذا الهجوم عقابه".

بدوره، دان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، الهجوم الإرهابي المسلح بنيوزيلندا، فيما قدم الاتحاد الأوروبي "التعازي للذين فقدوا أرواحهم"، معتبراً أن "الهجوم على المعابد يعد هجوماً علينا جميعاً، ويزيد عزمنا إلى جانب المجتمع الدولي بأسره، على مكافحة الإرهاب والتطرف والكراهية التي هي مشاكل عالمية".

وكتب المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفان سيبرت، على حسابه في "تويتر"، نقلاً عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "أشعر بحزن عميق من أجل الضحايا الذين سقطوا بسبب العنصرية والكراهية. نقف جنباً إلى جنب ضد هذا النوع من الإرهاب".

وفي لندن، أعلن عمدة المدينة عن نشر قوات من الرد المسلح في إطار تكثيف الوجود الأمني حول المساجد أثناء صلاة الجمعة على خلفية هجوم نيوزيلندا.