الخميس 25-04-2024 22:35:36 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

طائرات الحوثي المُسيّرة.. سلاح إيران لتقويض فرص السلام وتغذية جماعات الإرهاب

الأربعاء 06 مارس - آذار 2019 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

تمكنت قوات الجيش الوطني اليمني الاثنين الماضي من إحباط هجوم إرهابي لمليشيا الحوثي الإيرانية، كان يستهدف سوقا مزدحمة في مديرية حيران بمحافظة حجة، بواسطة طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات.

وخلال ما يقرب من عامين كثفت مليشيا الحوثي هجماتها الإرهابية بالطائرات المسيرة، إيرانية الصنع، بهدف اغتيال كل فرص السلام، واستهدفت مليشيات الحوثي خلال ما يقرب من عامين أهدافاً مدنية في اليمن والسعودية، في محاولة منها لتغيير سير المعركة وإعاقة التحرير.

تحوّل خطير

ومثّل استخدام المليشيات الحوثية للطائرات الإيرانية المُسيرة تحولاً خطيراً على مستقبل السلام في اليمن، حيث تسعى طهران لتعزيز مجموعاتها المسلحة وشن الهجمات الإرهابية الانتحارية على الجيش اليمني، وكذا على دول الجوار وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يعقد الوضع في المنطقة ويزيد المسافات أمام تحقيق أي سلام أو حل سياسي، ولعل ما يؤكد هذا هو استخدام المليشيات الحوثية الإيرانية تقنية الطائرات بدون طيار في هجومها الإرهابي على قاعدة العند واستهداف قيادات الجيش اليمني ومحاولة اغتيال ممثلي الحكومة في اللجنة الأممية.

وتسعى المليشيات الحوثية الإيرانية باستخدامها لهذه التقنية المستوردة إلى رفع الروح المعنوية في أوساط مسلحيها، بعد الانتكاسات الكبيرة التي منيت بها على يد قوات الجيش اليمني ودول التحالف في مختلف الجبهات، لا سيما في محافظة صعدة معقل الجماعة الانقلابية، والساحل الغربي لليمن.

نهاية يناير الماضي نفذت قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي عملية تدمير لأهداف عسكرية مشروعة لقدرات الطائرات بدون طيار في (7) مرافق عسكرية مساندة تقع في أماكن متفرقة بصنعاء، وقالت إن العملية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، في حين أكدت مصادر متعددة تواجد خبراء أجانب في تلك القواعد يعتقد أنهم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الإرهابي يدعمون الميليشيا الحوثية بتفخيخ الطائرات بدون طيار وكذلك تشغيل وإطلاق هذه الطائرات.

 

استهداف اليمن والجوار

لا توجد إحصائية محددة لعدد الطائرات المسيرة (بدون طيار) التي أسقطتها قوات الجيش الوطني، غير أنها هناك أعدادا كبيرة من الطائرات التي تم إسقاطها، فقد أعلن الجيش منتصف يناير الماضي أنه أسقط 6 طائرات تحمل متفجرات خلال العشرة فقط في محافظة مأرب وحدها، وهذا الرقم يعكس العدد الكبير للطائرات التي تم إسقاطها.

وشهدت عدد من مديريات محافظة صعدة خلال الثلاثة الأشهر الماضية إسقاط حوالي 10 طائرات مسيرة إيرانية الصنع أطلقتها المليشيات الحوثية، وذات الأمر تكرر في مديريات بحجة ومنها حيران، وكذا تم إسقاط عدد من الطائرات الحوثية الإيرانية المسيرة في محافظة تعز، كما تمكنت قوات التحالف من إسقاط أكثر من 4 طائرات في سماء عدن في شهري يوليو وسبتمبر من العام الماضي.

وحاولت المليشيات الحوثية ضرب أهداف في السعودية بينها مطار أبها في جنوب المملكة بطائراتها المسيرة إيرانية الصنع، لكن التحالف أعلن التصدي لها وإسقاطها، وحاولت المليشيات الحوثية استهداف مرافق حيوية في جيزان غير أن القوات السعودية كانت لها بالمرصاد.

وقبل أقل من شهرين تمكن أمن محافظة مأرب من القبض على طائرات بدون طيار كانت في طريقها إلى الحوثيين، وكشف عن حصول الحوثيين على الطائرات الإيرانية كقطع غيار ثمَّ يعاد تركيبها داخل الأراضي اليمنية وأنه يتم تخزينها بشكل جيد في مواد حساسة إلكترونية وغيرها.

وبات واضحاً أن الطائرات بدون طيار ومثلها القوارب المفخخة تهدد الأمن الإقليمي والدولي بالأعمال الإرهابية وتسخرها المليشيات الحوثية لاستهداف دول الجوار والممرات الدولية، فيما يؤكد التحالف العربي أنه لن يسمح بامتلاك الميليشيا الحوثية أو التنظيمات الإرهابية للقدرات النوعية وإن هذا يأتي ضمن إسهامات التحالف مع المجتمع الدولي بمحاربة التنظيمات الإرهابية والقضاء على آفة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

 

صنع في إيران

تؤكد كل التقارير أن جماعة الحوثي الانقلابية لا تمتلك التكنولوجيا والقدرة على تصنيع أي نوع من الطائرات فضلاً عن التقنية المتطورة للطائرات المسيرة، وسبق أن قالت مجلة جاينز البريطانية إن وصول هذا النوع إلى أيدي الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط يثير هلعاً عالمياً، غير أن هذا الهلع لا يبدو واضحاً أمام تساهل المجتمع الدولي مع هذا التطور الخطير.

وكان تقرير الخبراء التابع للأمم المتحدة قد أكد أن "قاصف" أو "المهاجم" متطابق في التصميم والأبعاد والقدرات التي تتمتع بها أبابيل-T، التي تصنعها شركة إيران لصناعة الطائرات، بينما كشفت مراكز بحثية متخصصة أن الأرقام التسلسلية مماثلة للأرقام التي تملكها الميليشيات الإيرانيَّة في العراق.

وهو الأمر ذاته الذي أكدته معاهد أبحاث أحدها "معهد أبحاث التسلح" الذي أكد أن لديه أدلة قاطعة تثبت أن طائرات قاصف وأسلحة حوثية أخرى ليست صناعة محلية، وأنها من إنتاج إيراني، على عكس تصريحات الحوثيين الكاذبة، ومن أجل إخفاء الهوية الإيرانية لهذا السلاح لجأت المليشيات الحوثية إلى إضفاء أسماء عربية عليها.

 

دعم إيراني مبكر

وكان المدير التنفيذي لمجموعة تتبع الأسلحة في الصراعات التابع لمعهد أبحاث التسلح جيمس بيفان، قال إن قطع بعض الصواريخ والطائرات بدون طيار المنطلقة من الحوثيين، أثبتت أنها تحتوي أجزاء متطابقة من مكونات أسلحة عثرت عليها قوات الأمن البحرينية مع جماعات مدعومة من إيران. ويثبت ذلك أن نظام طهران، الذي يقف وراء دعم جماعات معينة في البحرين من أجل تقويض استقرارها، هو ذاته الذي يزود الحوثيين بالسلاح والقطع العسكرية اللازمة لتشغيل الطائرات بدون طيار.

وأوضح بيفان أن أحدث ما عثر عليه المعهد من معلومات مثبتة هو أن تواجد الدعم الإيراني العسكري لا يقتصر على الحوثيين فقط، وإنما على عدد من وكلائها في المنطقة. وأكد التقرير الذي نشره المعهد أن الدعم الإيراني العسكري المباشر للحوثيين بدأ في يناير/كانون ثانٍ 2013.

 

تهديد الأمن الإقليمي

ذكرت دراسة صدرت قبل أشهر عن مركز أبعاد للدراسات والبحوث أن السلاح المسير للحوثيين أصبح سلاحا إستراتيجيا قد يتطور ويصبح أكثر تهديدا للأمن الإقليمي والدولي بعد أن وضع الحوثيون مطارات وموانئ دول الخليج تحت التهديد الجدي من خلال هذه التكنولوجيا.

وأشارت الدراسة -التي أصدرتها وحدة الإستراتيجيات في المركز تحت عنوان "الانتحار المسير.. سلاح الحوثيين الإستراتيجي"- إلى أن الحوثيين مستقبلا قد يهاجمون منابع وشركات النفط والمصانع الحيوية وشركات إنتاج الطاقة وتكرير البترول وتحلية المياه مما سينعكس سلبا على الوضع الأمني والاقتصادي لدول الخليج وبالذات السعودية والإمارات اللتين تقودان تحالفا عسكريا ضد الحوثيين.

 

تشجيع الإرهاب

وحذرت دراسة أبعاد من أن امتلاك جماعة مسلحة يمنية خارج إطار الدولة مثل جماعة الحوثيين لتكنولوجيا الدرونز، قد يشجع جماعات مسلحة أخرى مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على امتلاكها.

وقالت الدراسة إن السلاح المسير للحوثيين قد يستخدم في التصفيات السياسية مستقبلا إذا أشركت حركة الحوثيين في الحكم دون نزع السلاح وقد تستغل مكانتها السلطوية لرعاية ودعم جماعات طائفية في المنطقة كما يفعل حزب الله لصالح إيران التي قد تستفيد من هذه التكنولوجيا في تحقيق توازن سريع في القوة مع الأنظمة المنافسة واستخدامها للضغط في أي مفاوضات مستقبلية.

 

خطورة نقل تقنية الإرهاب المُسير لشركاء الإرهاب

وحيث إن وزارة الداخلية اليمنية كشفت عن أعمال تنسيق تجري على الأرض لمواجهة الجيش اليمني بين قيادات الجماعات الإرهابية في اليمن (القاعدة وداعش) مع مليشيات الحوثي الإرهابية، وهو انعكاس للصورة التي يمكن رؤيتها في العراق، فإنه بات واضحاً أنه يجري نقل تقنية الإرهاب الحوثي المسير إلى القاعدة وداعش في إطار التنسيق وتكامل الأدوار الذي ترعاه طهران، سعياً منها إلى إحكام سيطرتها على اليمن بوجود هذه الجماعات، واستهدافاً لأمن واستقرار الأمن القومي العربي والإقليمي.

وفي حين أكد التحالف العربي مؤخراً أنه لن يسمح بنقل التقنية العسكرية لجماعات إرهابية، إلا أن جماعة الحوثي الممولة من إيران ماضية في هذا الاتجاه، خصوصاً بعد كشف وزير الداخلية اللواء أحمد الميسري الشهر الماضي بالأدلة الدامغة وقوف ميليشيا الحوثي الانقلابية وراء تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية، التي استهدفت قيادات أمنية وعسكرية في العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات المحررة، تحت مسمى تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين لزعزعة الأمن والاستقرار، ولم يتبق إلا نقل التقنية الجديدة المتمثلة في الطيران الإيراني بدون طيار لشركائها في إطار التنسيق التام.