الخميس 25-04-2024 09:47:33 ص : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

مخاوف مشروعة..

 لماذا يعد تجمع الإصلاح أبرز ضحايا الإرهاب في اليمن؟ (الحلقة الأولى)

الأحد 17 فبراير-شباط 2019 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت- خاص

  

تعرض التجمع اليمني للإصلاح، خلال السنوات الأخيرة، لعمليات إرهابية منظمة تقف وراءها عدة جماعات إرهابية، استهدفت عددا كبيرا من قياداته وناشطيه ومنتسبيه من الدعاة والمصلحين الاجتماعيين والتربويين والمتطوعين في عمل الخير، وشملت العمليات الإرهابية التي استهدفت الإصلاح عدة محافظات يمنية، وما زالت الجماعات الإرهابية تلاحق قيادات وأعضاء تجمع الإصلاح وناشطيه بدون توقف، مستهدفة إياهم بالعبوات الناسفة والكمائن وإطلاق الرصاص مباشرة، وغير ذلك من الأساليب الإرهابية في القتل.

وبإحصائية بسيطة لأهم العمليات الإرهابية التي استهدفت قيادات وناشطين ومنتسبين لتجمع الإصلاح، سنجد أن الإصلاح يعد أبرز ضحايا الإرهاب في اليمن والمنطقة بدون مبالغة، ذلك أنه لم يسبق لحكومة أو منظمة سياسية أو حزب مدني أو جماعة دعوية أو تيار سياسي في العالم أن تعرض منتسبوه وقياداته لعمليات إرهابية ممنهجة ومنظمة، اشتركت فيها جماعات إرهابية شيعية وسنية (مليشيات الحوثيين وتنظيمي القاعدة وداعش وجماعات مجهولة)، وشملت مساحة جغرافية كبيرة، واستمرت لمدى زمني بدأ منذ أكثر من أربع سنوات وما زال مستمرا.

 

- إرهاب منظم وممنهج

لعل أبسط توصيف للإرهاب الذي يتعرض له التجمع اليمني للإصلاح بأنه إرهاب منظم وممنهج، تقف وراءه عدة جماعات إرهابية مختلفة ومتناقضة، لكن جمعها العداء للإصلاح، وتقوم هذه الجماعات بالتخطيط لعملياتها الإرهابية وتحديد الأهداف ثم التنفيذ بكل أريحية، مستغلة حالة الفراغ الأمني في البلاد بسبب انقلاب مليشيات الحوثيين وحليفها علي صالح على السلطة الشرعية، وهشاشة الأجهزة الأمنية بسبب ضعفها المتوارث منذ عهد النظام السابق.

كما أن التعاون بين النظام السابق والجماعات الإرهابية، ساعد على انتشارها في البلاد وتواجدها داخل الأجهزة الأمنية ذاتها، مما جعلها تتمكن من تعزيز نفوذها، وفي نفس الوقت فإن النظام السابق (نظام علي صالح) تمكن من اختراق الجماعات الإرهابية من خلال صنع قادة لها يتولون مهمة التدريب والتمويل والإشراف وتحديد الأهداف واختيار المنفذين، وذلك في سياق تلاعبه بملف الإرهاب، واتخاذه ورقة لتخويف خصومه في الداخل وابتزاز الدول الأجنبية ودول الجوار.

ولعل أبرز دليل على التوظيف السياسي للإرهاب من قبل نظام علي صالح، أن المجموعات الإرهابية كانت تنتشر في المناطق الطرفية في البلاد، ليترك لها المجال لحرية الحركة والتدريب واستخدامها فزاعة، غير أنه بعد تسليمه السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي، وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، بعد ثورة 11 فبراير 2011 الشعبية السلمية، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، انتقلت الجماعات الإرهابية إلى العاصمة صنعاء، ونفذت عدة عمليات إرهابية خلال المرحلة الانتقالية، وكان علي صالح يهدف من ذلك إلى إظهار الرئيس عبد ربه هادي وحكومة الوفاق الوطني بمظهر العاجزين عن حفظ الأمن والاستقرار، وأيضا تخويف الشعب اليمني والمجتمع الدولي بمآلات الثورة الشبابية الشعبية السلمية ضده.

لكن بعد الانقلاب، وانتقال السلطة الشرعية إلى العاصمة المؤقتة عدن، توقف نشاط الجماعات الإرهابية في صنعاء فجأة، وانتقل إلى العاصمة المؤقتة عدن، واستهدف عددا كبيرا من القيادات الحكومية وقيادات المقاومة الشعبية التي كان لها دور كبير في تحرير مدينة عدن، ومن أبرز هذه القيادات محافظ عدن الأسبق جعفر محمد سعد، ثم امتد نشاط الجماعات الإرهابية إلى عدة محافظات، وبدأت في الاستهداف المنظم لقيادات وأعضاء وناشطي التجمع اليمني للإصلاح بشكل رئيسي، بالإضافة إلى بعض الدعاة المنتمين للتيار السلفي وبعض قادة الجيش الوطني.

  

- لماذا استهداف الإصلاح؟

هناك عدة أسباب تدفع الجماعات الإرهابية إلى استهداف قيادات وأعضاء الإصلاح بالقتل بمختلف الوسائل، وهذه الأسباب يمكن قياسها بنوعية الشخصيات الأخرى التي طالها إجرام الجماعات الإرهابية، والبحث عن القواسم المشتركة بين تلك الشخصيات وبين تجمع الإصلاح، وهي قيادات في الجيش الوطني وبعض العلماء والدعاة المنتمين للتيار السلفي.

ويمكن إجمال أسباب ودوافع الجماعات الإرهابية لاستهداف تجمع الإصلاح والفئات المذكورة سابقا في سببين رئيسيين:

الأول، أن هذه الجماعات تستهدف الإصلاح بسبب وقوفه إلى جانب السلطة الشرعية والتحالف العربي في الحرب على الانقلاب والعمل على استعادة الدولة ودوره الكبير في ذلك، ولذا فإن الجماعات الإرهابية تتعمد استهداف تجمع الإصلاح وبعض قيادات الجيش الوطني حتى تقضي على كل من يعمل من أجل استعادة الدولة، لأن الدولة هي النقيض للجماعات الإرهابية، ولذلك فإن هذه الجماعات تخشى من قيام دولة قوية تحد من نفوذها ثم تقضي عليها تماما.

والسبب الثاني، أن الجماعات الإرهابية غاضها الفكر المعتدل الذي يتبناه الإصلاحيون، لأن هذا الفكر يعمل على تحجيم ومحاصرة الفكر الإرهابي المتطرف ويسهم في تجفيف منابع الإرهاب، ولذلك فإن الجماعات الإرهابية تسعى إلى القضاء على الفكر الديني المعتدل الذي يحاصرها، وتسعى للقضاء على حاملي هذا الفكر من الدعاة المنتسبين لتجمع الإصلاح ورفاقهم المنتمين للتيار السلفي، خاصة الدعاة المؤثرين من الطرفين والمعروفين بوسطيتهم واعتدالهم وحب الناس لهم.

ولتسليط الضوء على بشاعة الإرهاب الذي يتعرض له التجمع اليمني للإصلاح، ينشر موقع "الإصلاح نت" سلسلة حلقات خلال الأيام المقبلة ترصد أبرز العمليات الإرهابية التي استهدفت عددا كبيرا من الإصلاحيين بينهم قيادات وأعضاء وناشطين ودعاة في عدة محافظات يمنية، منذ ما قبل التحضير للانقلاب على السلطة الشرعية وحتى الآن، ويكشف ذلك بأنه ليس مبالغا القول بأن تجمع الإصلاح يعد أبرز ضحايا الإرهاب العابر للطوائف والدول في المنطقة والعالم.