الجمعة 29-03-2024 11:15:00 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

11 فبراير.. جماليات الثورة والسقوط السياسي.. هل 11 فبراير سبقت زمنها؟

الأربعاء 06 فبراير-شباط 2019 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت- خاص/ أ. عبد العزيز العسالي

  

(الحلقة الاولى)

تنويه

ستكون هذه الحلقة بمثابة مدخل أو معالم لتفاصيل ومعلومات في الحلقات التالية.

تقرير

يحلو للبعض -تقليدا- واصفا كتب الموروث الفقهي بالكتب الصفراء، ولو أنصفوا لأعطوا دقائق قليلة لمطالعة فهارس كتب الفقه فقط لوجدوا فيها: "على الدولة أن تفتح منجما ولو وهميا ويتم تشغيل الأيدي العاطلة فيه ومنحهم إيجاراً ولو لم ينتجوا، حتى لا يتعود المجتمع على الكسل".

الأماكن السياحية في اليمن كثيرة جدا، من بينها سقطرى وشلال وادي بنا، كنموذجين لعشرات الأماكن السياحية.

ماذا لو أن عصابة الحكم كانت وجهت الاستثمار سياحيا في سقطرى؟ أليس الاستثمار هنا مقدم على بناء مسجد(فاره) في السبعين؟ لقد نشرت وسائل إعلام عصابة الحكم-آنذاك- أن تكلفة البناء بلغت 120 مليار ريال.

التزم عثمان بن عفان توسيع مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له الفاروق: "وسِّعْ المساحة واصلح ما يكنّنْ المصلين ويظللهم".

باختصار، الاعتناء بالبشر قبل الحجر، تلكم هي رؤية الحكم الرشيد حول أوليات وأهداف وظائف الدولة.

هنا يأتي السؤال: لماذا ثورة11 فبراير؟ هل تلك الحمّى المتصاعدة شعبيا جاءت من فراغ؟ سنستعرض الحال ونترك الحكم للقارئ يختار الإجابة التي يراها.

هل كان ثمة دولة في اليمن؟ هل كان في اليمن نظام؟ هل كانت هناك أجهزة حكومة؟ سنحاول تقريب الرؤية حول الوضع الذي عاشته اليمن طيلة دورة فلكية كاملة، وذلك من خلال استعراض بعض النقاط على النحو التالي:

أولا: من أين ابتدئُ الحكاية؟ وكيف الوصول إلى النهاية؟ فصول مأساة اليمن طويلة وعديدة، كيف لا ونحن أمام أربعة عقود متتالية من التدمير الممنهج، اجتمع في هذه العقود الأربعة مراحل سيرورة الدول نشأةً وكهولةً وشيخوخةً وسقوطا.

إنها مراحل سيرورة الدول التي استنتجها ابن خلدون رحمه الله. الفلسفة الخلدونية تكمن عظمتها في أنها نقلت مفهوم الفلسفة المتعارف عليه قديما من كونها مجرد تأمل إلى مفهوم آخر حيث يصبح الفيلسوف مصلحا اجتماعيا.

وقد سبق لكاتب هذه السطور أن كتب عبر صحيفة "الناس" عدداً من الحلقات عام 2007 حول عوامل وأسباب سقوط الدول، وذلك بعد استقراء مظاهر الاستعلاء التي مارستها عصابة الحكم تجاه الشعب اليمني تلك الأيام، استعلاءً تولّد عنه في تلك الفترة احتقان شعبي غير عادي. استعلاء إن دل فإنما يدل على عدم المبالاة بأنين الوطن، على أن أبرز مظاهر الاستعلاء، هو تمكين الصبية كخطوة إجرائية للتوريث.

وحسب علماء الاجتماع السياسي، فإن هذه التصرفات تعتبر من أكبر الدلالات على السقوط السياسي. وكم كان المتنبي حكيما في بيته الشعري القائل:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الغباوة ينعمُ

ثانيا: السقوط الآمن والسقوط المتشظي

عصابة الإفساد لم تتوقع سقوطها، علما بأن القراء للمشهد اليمني بعد عام 2006 تنبؤوا بسقوط الزعيم وعصابته. كان المشهد مقلقا جدا، فبادر الكُتّاب محذرين من حدوث سقوط متشظٍّ، وسيكون الوطن هو الضحية.

سَبْقٌ بردونيٌ

الأديب الراحل الأستاذ عبد الله البردوني، رحمه الله، تنبأ مبكرا في قصيدته "محشر المقتضين"، الصادرة في منتصف عقد تسعينيات القرن الماضي، والتي قال فيها:
هذي الخمس عشرة من
عمري اشبْنَ غرابيبا وأعكانا
أخشى على الشعب منهم
إذ أخاف على سنحان من نفسه من بعض سنحانا؟

هذا التنبؤ بسقوط عصابة الحكم التي شاخت، كونها ستتآكل فيما بينها، وهذا نذير شؤم على الشعب، حيث لا دولة هناك وإنما عصابة يتزعمها شخص مستعد يضحي بملاييين البشر بكل صفاقة ولامبالاة في سبيل نزواته الساقطة في أوحال التخلف البعيدة القاع، والمغرورة بقوة السلطة (القوة الجاهلة).

ثالثا: عقلية التخلف

عقلية التخلف شعارها وديدنها الإقصاء ورفض المشاركة في ظل "بقبقة" إعلامية صخت مسامع الشعب بأنه يعيش في نعيم الديمقراطية، والشعار: اكذب ثم اكذب ثم اكذب... إلخ.

لعل الكثير يتذكرون موقف حزب المفسد في عام 1996، والذي تحرك في الأوساط مخاطبا ومحرضا ومعمِّماً بأنه لا بد من الانفراد بالقرار لحزب الحاكم حتى تتمكن عصابة الحكم من خدمة الوطن. تم التعميم داخل حزب المفسد وأجهزة استخباراته، وكان الهدف البحث عن أغلبية مريحة في انتخابات برلمان 1997، ثم وصولا إلى أغلبية كسيحة عام 2003.

البردوني في قصيدته "توابيت الهزيع الثالث" يقول متحدثا عن رأس العصابة:
يرى سوق التعدد بدء شوطٍ
فهل سوق التفرد غيرمربِح؟
أليس هو المُثلِّث والمُثنِّي
وملعبه المفشِّل والمنجِّح؟
لهذا ينثني الأنقى هزيما
ومتسخ اليدين عليه ينجح
وأنت عليك أن ترضاه حرا
وإلا لست حرا أن تصيّح
أعنٍّي أو أشح عني فيأبي
كسيح النفس إلَّا أن يكسِّحْ

إنه تصوير إبداعي بردوني كشف مبكرا عبث العصابة الكسيحة. إذن، سقوط منظومة الفساد كان وشيكا، لأن التخلف معشش في ذهنية الزعيم، وحوله جوقة مطبلين، وهنا حلت على الشعب اليمني لعنات دهورٍ من التخلف المقرف والمتكئ على القوة الجاهلة. لعنات الكوارث اللامتناهية، والتي لم تسعها اللغات، حسب البردوني:
وآثامها لم تسعها اللغات
ولم يحوِ تصويرها ملهَمُ
أنا لم أقل كل أوزارها
تنزه قولي وعف الفمُ

صحيح أن هذا البيت قيل في الإمامة، ولكن أليس زعيم عصابة الإفساد قد أعاد الإمامة وبصورة أخزى وأفضع؟ ها هو حقده المتخلف يحدثنا عمليا أنه أشد حقدا من الإمامة.

جديد الجمهورية

البردوني يصور التخلف في العهد الجمهوري قائلا:
نفس ذاك الطبل أضحى ستةً
إنما أخوى وأعلى طنطنة

المحصلة النهائية أن زعيم الإفساد كان قد هيأ كل العوامل المؤدية إلى سقوط البلد في هوة سحيقة، بل قطع كل طرق الحوار والتفاهم، كما سنوضح في الحلقات القادمة.

رابعا: فضائع سمعها الشعب

ليسمح القارئ بذكر فضائع سمعها الشعب وطال الأخذ والعطاء حولها، بل وبعضها وردت عبر شهادات أعضاء حزب المفسد.

حكومة فرج بن غانم، رحمه الله، هذا الرجل الوطني وجد نفسه وسط مستنقع من التخلف القذر والمنحط، وكان عمر الجاوي قد تنبأ أن ابن غانم لن يبقى عاما كاملا، مؤكدا أن زعيم الفساد غير جاد في تقديم 1% من الإصلاحات، وأن ابن غانم هو بمثابة محلل لا غير، والهدف من تنصيبه إلقاء التهم على الغير، وإن الفساد ضارب الأطناب، والزعيم عاجز، والصواب هو صانع الفساد وحاميه، بل هو المنتِج له.

أما الغاية التي يسعى إليها زعيم الفساد فهي مزيد من صناعة الأزمات، لكي يخلو له الجو لنهب مقدرات الأمة، متجاهلا أنه يحث خطاه نحو السقوط، تلك هي طبيعة التخلف والجهل، سكرتان عششتا في مخيلة زعيم الإفساد.

كانت استقالة ابن غانم، رحمه الله، واضحة السبب المتصل بالموازنة العامة، كون الحكومة ذاتها لا تعلم ما هي الموازنة ولا كيف تعتمد ولا أين تذهب، فضلا عن شيء اسمه إيرادت النفط والضرائب... إلخ.

مفهوم الموازنة هو شيء اسمه مزاج الزعيم يقرر ما يراه من موازنات للأجهزة، ثم يهجم عليها ويسرقها أو يعبث بها في شراء الولاءات.

توقع مراقبون أن استقالة ابن غانم ستحدث حراكا ثقافيا وسياسيا رافضا للفساد والإفساد، غير أن الأمور مرت، حسب البردوني، "صنعاء لا فرحى ولا آسفة"، وهكذا يتدحرج الوضع نحو الأسوأ في كل اتجاه.

خامسا: عصر باجمال والموازنات الإضافية

"نحن أطهر من الطهارة"، من الذي لا يتذكر هذه المقولة الصادرة عن باجمال، الذي قالها وبتبجح مقرف. يقولها وهو ممتلئ زهوا واستعلاءً يعكس السقوط المدوي في مهاوي التخلف، الذي يدل أن عصابة الحكم فقدت آخر ذرات الحياء، بل أصبح الخزيُ والعارُ عندها عرسا، كيف لا والعصابة أطهر من الطهارة.

يقول هذا وهو متعالٍ على الشعب، مستحضرا مقولة أحد مفسدي أوروبا: "اعطوني شيئا اسمه الشعب أعطيكم عيني اليمنى"، يقول ذلك لأنه لم يسمع صرخة شعبية مدوِّيةً. أيّ احتقار للشعب بعد قول زعيم الإفساد: "أنا الشعب.. أنا الوطن.. أنا الدستور.. أنا القانون"، بل قال: "أنا قتلت فلانا".

فضائع ومخازٍ يسمعها الشعب، من بينها إضافة موازنة بأرقام تتجاوز نصف الموازنة للعام، يتم إعلانها بصورة هزلية قبيل نهاية العام المالي.

هل سيصدقنا أحد في بلدان العالم المتخلف؟ هل سيصدقوننا أن الموازنة قادمة من رأس زعيم عصابة الحكم؟ وأن إنتاج التخلف وحراسته مصدره الشخص الأول؟

سادسا: مسرحية صعدة

توقفت كل الفرص، وارتفع حجم البطالة، وأُغلِق باب الدرجات الوظيفية قرابة عقد ونصف إلّا الشيء الذي لا يكاد يُذكر. بالمقابل هناك وظائف من 20 ألف ريال، أعني تجنيد في الأمن المركزي وبأعداد محددة ومناطق محددة.

تجلى الهدف من هذا التجنيد فيما بعد أنه تدريب وتنمية مليشيات ستخدم السلالية الملكية، والتي سيستخدمها زعيم الفساد بعبعاً وقفازا للفساد والإفساد، إن لم تسكت يا شعب فإن النظام الجمهوري مهدد بالزوال، والبترول سينضب عما قريب، والسلالية قادمة، كل ذلك خطوات نحو التوريث.

سابعا: القاعدة والإرهاب

ما يسمى بمكتب رئاسة الجمهورية، كذبا وزورا، انكشف حينها أنه كان مطبخا لصناعة القاعدة وتفريخ الإرهاب، والهدف هو تشويه صورة الشعب البائس المتشبع حرمانا، المشتت بأنحاء العالم والمرفوض في آن كونه إرهابي.

ثامنا: المنطقة الحرة وصفقة الغاز

يقول البردوني رحمه الله:
ويْلي أحْكي عن ماذا؟
زمني كالكهف المردوم
وأنا مبيوع بيدي
بياع مثلي مقصوم

شركة المقاولات في المنطقة الحرة من تاريخ إعلانها حتى منتصف عهد باجمال، فوجئ الشعب أن الشركة استحكمت على اليمن وحصلت على 283 مليون دولار فقط دون زيادة، كون الشركة أضاعت عقدا من الزمن دون وصول إلى حل مع عصابة الحكم.

وتكشفت الأيام أن الحكم ورَقِيٌ لا غير، والشركة ورَقِيّةٌ. باختصار، أوهام على ورق، والصحيح هو أن المبلغ اتجه إلى جيب زعيم الفساد.

من جهة ثانية، تم بيع صفقة الغاز بأبخس الأثمان ولعشرين عاما قادمة، نابذا للشعب وراء الجدار، ضاربا وبكل وقاحة الأعراف الدولية المتصلة بجانب العقود التجارية عرض الحائط.

وفي حقيقة الأمر هي صفقات وهمية لا غير، هدفها بيع من زعيم الفساد لزعيم الفساد لا غير، والذي سيبيع الغاز على الشعب باسم الشركة الأجنبية ولكن بسعر أغلى.

تاسعا: مجال النفط والديزل ومناقصات القوات المسلحة

الحقيقة أجد نفسي عاجزا عن الإلمام بأطراف جبال الفساد، فضلا عن تفاصيلها، لكنني أحيل القارئ على كتاب موثق بعنوان "خارطة الفساد في اليمن"، صادر عن مركز الرصد لحقوق الإنسان في اليمن.

صدق أولا تصدق، حاجة الشعب اليمني كله خلال العام ملياري لتر من الديزل. الفساد يعتمد متعهدا من "الشلة" للقيام بشراء الكمية وبيعها على الشعب.

ولإسعاد المواطن، يوجه الفساد يدعم الديزل بـ50% من الثمن، والفساد في ذات الوقت يوجه بإضافة شراء مليار ونصف مليار لتر من الديزل، وبنفس الدعم الحكومي.

النتيجة الأولى، يتجه الفساد فورا ليبيع مليار ونصف مليار لتر، وهي الكمية الزائدة، يبيعها هناك في أعالي البحار، يصل منها إلى جيب زعيم العصابة نسبة 70% فقط.

النتيجة الثانية، ولإسعاد المواطن، يتم استقبال بقية الملياري لتر من الديزل، وتصدر التوجيهات: "اصرفوا 5 طن من الديزل لفلان، و8 طن لعلَّان، وقريب منها لزعطان".

يمر الربع الأول من العام ويكون قد نفد نصف الكمية لذوي النفوذ، والبقية مخزونة بيد "الشلة" التي لم تعط إلا بمقابل للأقل نفوذا، ثم الإعلان عن أزمة ديزل، وهنا تنزل بقية الكمية للبيع في السوق السوداء.

أعتذر مرة أخرى أن لا داعي للحديث عن صفقات القوات المسلحة، محيلا القارىء على الكتاب الآنف، قس على ما سبق تكن بصيرا.

عاشرا: رسوم قضائية

كالعادة فوجئ الشعب بتصعيد رئيس لمصلحة الضرائب يحمل مؤهل ثانوية عامة، بل ربما هذا الشخص لم يخطر بباله أن يمتطي ظهر حمار، وبخبطة قلم صرف من الوارد 27 مليار ريال دفعة واحدة، طبعا بتوجيه عال.

مهتمون ومحامون تحدثوا أنهم سيرفعون دعوى قضائية ضد رئاسة مصلحة الضرائب، وفي خلال ساعة ليلية فوجئ رؤساء المحاكم بتعميم يتضمن فرض رسوم قضائية بنسبة 20% من المبلغ المدعى به.

بعض رجالات الفكر القانوني استغلوا مدخلا قانونيا مفاده تقديم ضمان تجاري بالرسوم، على أن يتم الدفع إذا اتضح أن الدعوى كاذبة.

هذا التفكير القانوني دفع بزعيم الإفساد لإصدار قرار لصالح حامل الثانوية السارق الآنف الذكر قضى بتعيينه وزيرا للمالية. هذا التصعيد السريع نابع من القانون الذي ينص على عدم محاكمة الوزير إلا بإذن زعيم الفساد الأعلى.

الحادي عشر: الإفساد الأمني

المجرمون وأصحاب السوابق المنسوب إليهم أنواع الجرائم، والذين وقع بعضهم سجينا، تم إيقاف محاكمتهم، وإن حوكموا فلا تنفيذ.

فوجئ المواطنون يوم الانتخابات أن المجرمين هم اللجنة الأمنية الحامية للانتخابات. ها هم على صهوات الأطقم الفارهة، وأيديهم على زناد الكلاشينكوف ومقابض الـ12/7.

وإمعانا في استعلاء التخلف، يسمع المواطن أشرطة الكاسيت في الأطقم بصوت رأس الفساد يقول: "مزيد من الديمقراطية لترسيخ الديمقراطية".

الثاني عشر: شواهد من أهلها

قليلة تلكم الشخصيات الجادة داخل حزب المفسد، وقد أدلت بما لديها كما يلي:

صرح زعيم العصابة مرارا للحكومة أن تتعامل مع المقاولين المعتمدين، وبعد أيام انكشف الستار عن أمر عال بسجن مقاول من حزب المفسد فاعترض أعضاء الحزب وتوسط البعض، فطلب الزعيم مقابلة المقاول، وتجلى الموقف عن طلب يدفِّع المقاول نصف تكلفة المشروع.

الثالث عشر: شبكة تحلية مياه مدينتي تعز وإب

صدقة من أمير خليجي للمشروع بلغت 220 مليون دولار لشبكة تحلية مياه تعز وإب، لكن المفسد ذا النعمة الحادثة "قليل الإلف" يرفض رفضا قاطعا تنفيذ المشروع، إلا أن يكون نجله أحمد مشرفا على المشروع، ليأخذ 30% مسبقا من المبلغ فقط ليس كثيرا، والباقي سيتوزع بين بقية "الشلة" والمشروع الذي سيتعثر عند خطواته الأولى.

الرابع عشر: المعارضة عملاء

إضافة إلى ماسبق، يظهر رأس التخلف مستعليا بمفردات وقحة في وجه قادة المعارضة الذين استدعاهام للحوار. يحضر رموز المعارضة يحدوهم أمل عسى ولعل شيئا من الحياء قد خامر زعامة الإفساد، ربما نصل مع العصابة إلى أنصاف حلول لإنقاذ الشعب من كوارث لن ترحم، لكن هيهات، وأنصح القارئ بالعودة إلى منشور للدكتور ياسين سعيد نعمان بعنوان "في مثل هذه الأيام".

لا أقول إن القارئ سيجد كل شيء، وإنما سيجد عقلية التخلف تستعرض لتغطي فشلها وعجزها بإلقاء التهم للمعارضة بالعمالة لأمريكا، بل وبتخريب الوطن. ولم ينس د. ياسين عبارة علي صالح وهي "أنا سأتفق مع أصحاب صعدة". ستتفق؟ ولم الحرب إذن؟

أكتفي بهذا القدر على أمل اللقاء بالقراء في الحلقة الثانية بعونه سبحانه، والتي محورها "عصابة الحكم وإرهاصات الثورة".