الجمعة 29-03-2024 12:59:42 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

رئيس اعلامية الاصلاح بتعز في حوار خاص: تعز أصابت المشروع الظلامي في مقتل وتحريرها يحتاج قرارا من الشرعية والتحالف

الخميس 31 يناير-كانون الثاني 2019 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

أنتجت الحرب والحصار الذي تفرضه الجائحة الحوثية على تعز، منذ قرابة أربع سنوات، العديد من التعقيدات السياسية والأمنية والاجتماعية.

وبرز الإصلاح سبّاقًا وفي صدارة المقاومين للعدوان الحوثي على تعز وعلى اليمن ككل، في سبيل استعادة الشرعية ووأد الانقلاب الهمجي، ومع ذلك، ما زال البعض يحاولون شيطنة الإصلاح وتشويهه، ويفسرون الأحداث بعيدًا عن المنطق والواقع، في محاولة منهم لإرباك المشهد وجعله ضبابيًا.

هذه النقاط وغيرها كانت محور حوارنا مع الأستاذ أحمد عثمان، رئيس الدائرة الإعلامية لإصلاح تعز.

عثمان أكد أن "تعز رغم كل ما جرى أقوى بكثير حتى من فترة ما قبل الحصار، وهي اليوم أقرب إلى الفجر".

وأشار إلى أن الجيش الوطني موحد وغير منقسم، رغم محاولات تفكيكه وزرع الانقسام، وأن مشكلة الجيش في تعز هي الإمكانيات، ولا وجود لمشكلة اسمها انقسام.

وفي معرض رده على الاتهامات الموجهة للإصلاح، قال عثمان: "القول بأن الإصلاح مسيطر على الجيش والأمن أكذوبة كبرى لا تخلو من خبث وسوء نية"، مضيفًا أن" الحديث بأن الإصلاح له سجون سرية نكتة سوداء وسخرية غبية".

حاوره: عامر دعكم

 

نص الحوار

* كيف تقرأ واقع تعز بعد أربع سنوات من الحرب والحصار؟

- هناك أكثر من قراءة وأكثر من وجه يبرُز عندما تتأمل تعز بعد أربع سنوات من الحرب والحصار، لكن الوجه الأبرز هو الأمل، فتعز رغم كل ما جرى أقوى بكثير حتى من فترة ما قبل الحصار. لقد استطاعت أن تقف على قدميها وتصيب المشروع الظلامي في مقتل وأفقدته نشوة النصر وكسرت ريشة الغرور لديه، وهي مع كل الألم والخذلان صامدة وتتقدم كل يوم إلى الأمام مع كل الحفر والإعاقات والمؤامرات والدسائس التي ترمى كل يوم من القريب والبعيد في طريقها، هي اليوم أقرب إلى الفجر، وأكثر إيمانا بقضيتها وأعمق ثقة بذاتها، وهي صفة كفيلة بأن تكسب النصر وتتوارث الحرية وصلابة الإرادة إلى الأجيال القادمة، وما الأمة سوى إرادة صلبة ووعي جمعي وحينها تكسب الحاضر والمستقبل.

تعز تثبت كل يوم أنها قاعدة المشروع الجمهوري، وبوابة دولة اليمن الكبير، وبوصلة المستقبل.

 

* مضت قرابة أربع سنوات منذ انطلقت المقاومة ضد الجائحة الحوثية، وما تزال المدينة محاصرة، ما الذي يقف حائلا دون استكمال تحرير تعز؟

- المحافظة حررت من أول يوم حمل شبابها السلاح ضد ١٢ لواءً عسكريا مدججا بمختلف الأسلحة وكتائب موت احترفت القتل، وما تبقى تفاصيل ترتبط بالمعطيات السياسة وظروف تحالف الشرعية وتباين في إستراتيجية التحرير وقراره.

ويكفي أنها جبهة تقاتل بدعم "بحكم العدم"، والزائر الجبهات والمطلع على أحوال المرابطين يعرف كيف تحارب الشعوب القهر المستحيل بإرادتها، وكيف تتحول الأظافر والأسنان مع قليل ذخيرة إلى سلاح مزلزل.

تعز تحتاج إلى قرار سياسي يمنحها ذخيرة كافية وسلاح نوعي ولوازم عبور نحو التحرير الكامل. يكفي أن تعرف أن العدو يحارب اليوم بالأسلحة الصاروخية والثقيلة والألغام التي ظهرت أمام الجيش الوطني ومعظم الضحايا نتيجة الألغام، ولعلك تندهش عندما تعرف أن لا كواسح لهذه الألغام الفتاكة لدى الجيش في تعز، وهذا مجرد مثال فحسب.

 

* هل ثّمة شرخٌ أو انقسام داخل مؤسسة الجيش الوطني أو فيما بين التيارات السياسية في تعز شكّل عائقًا دون المضي في استكمال التحرير؟

- هناك حقيقة يجب أن يعرفها الجميع وهي غائبة نتيجة التشويش الإعلامي لكن أبناء تعز يعرفونها، فالحقيقة أن الجيش في تعز موحد وغير منقسم رغم محاولات فكفكته وزرع الانقسامات التي فشلت وتفشل، لأن هذا الجيش مكوناته مترابطة، فهم من الذين هبوا للدفاع عن تعز بدمائهم باعتبار ذلك بنظرهم دفاعا عن الحرية والكرامة والشعب والجمهورية، وكمواطن ومراقب لا أرى أن هناك أي شرخ في الجيش.

مؤسسة الجيش في تعز مشكلتها الإمكانيات ولا وجود لمشكلة اسمها انقسام، هذا أمر معروف لدى المطلعين على حقيقة الأمور ويلاحظها من في الداخل.

الخلافات السياسية سمتها التباين، وخطأ بعض الأطراف السياسية أنها تحشر الجيش في خلافاتها الصغيرة، وبهذا تسيء لنفسها وللمسار السياسي وتضر تعز وقضية التحرير. وبعيدا عن جرّ الجيش إلى طاولة الخلاف السياسي والمنصات الإعلامية، تبقى الخلافات والتبايانات السياسية طبيعية، خاصة أن هذا التباين يبقى في إطار المعركة، فالجميع متفقون على التحرير واستعادة الدولة واختلفوا على التفاصيل إلى درجة تتجاوز الحد المعقول نتيجة نزق البعض أو رغبتهم في مكاسب الغد، وهذا يتجاوز أخلاق السياسة ويعطي صورة مشوهة لتعز. ويلعب الإعلام المنفلت في وسائل التواصل الاجتماعي دورا سلبيا كما يساهم البعض، يدري أو لايدري، بإعطاء صورة تضر بتعز وسمعتها.

ومع هذا كله ومهما كان لا يصل إلى إعاقة التحرير، لأن التحرير قاسم مشترك، وهي قضية ميدانية وتسليح وإعداد، واستكمال التحرير أو إعاقة التحرير يتعلق بعدة عوامل ميدانية ترتبط بالدعم والقرار. تعز تحتاج إلى قرار من الشرعية والتحالف، يتجاوز خط الدفاع الذي نجح به أبناء تعز بما لديهم من إمكانيات وأسلحة، بفعل الدعم المحدود، والإرادة وبسالة المقاتل المغروس بالجبال كحالة الصخور.

 

* الجيش الوطني في تعز يعاني من شحة الإمكانات وجرحى تعز يعانون إهمال الشرعية ولجنتهم الطبية العسكرية بلا ميزانية، بماذا تفسر هذا الوضع المتردي الذي تعيشه تعز؟

- الجواب في جزء منه في سؤالك والباقي في الإجابات السابقة، وأعتقد أن هناك ارتباكا واضحا في إدارة معسكر الشرعية وغياب وحدة القرار وعدم وضوح في إستراتيجيتها الحربية والسياسية.

تعز جزء من جبهة الشرعية وهي نقطة ضعف في هذه السياسة، وأرجو أن ينتهي هذا الإرباك نحو وحدة الرؤية وصوابية الوسيلة.

 

* ما تأثير تأخر الحسم وتحرير تعز على وضع مدينة تعز واليمن عموما؟

- لتأخر الحسم آثار على كافة المستويات الاقتصادية والصحية والمعيشية للمواطن بصورة مباشرة، كما لها تأثيرات على مستوى المعركة الكبرى للشرعية، فالحسم في تعز سيؤدي إلى تقدم الحسم في بقية الجبهات وخصوصا إب شمالا وصولا إلى صنعاء.

لموقع تعز الجغرافي والكثافة السكانية ومواقفها المعادية للحكم السلالي وانتصارها التاريخي للثورة والنظام الجمهوري كل هذا سيؤدي إلى كسب المعركة، وتأخر الحسم سيؤدي إلى مضاعفات بعضها غير منظورة، ونحن نعيش في هذا العالم المتقارب والمتداخل ونسير تحت رمال متحركة وظروف متقلبة، والوقت يمثل سلاحا جوهريا في هذه المعارك، وكما قيل الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.

 

* في الشهر الماضي، عثرت الأجهزة الأمنية في تعز على جثث مدفونة داخل أحواش بعض المنازل، بالإضافة إلى العثور على عبوات ناسفة ومصانع متفجرات، ما الذي يُراد لتعز تحديداً؟ ومن يقف، برأيك، وراء تلك القنابل الموقوتة التي ربما كانت ستحيل تعز إلى أشلاء؟

- عندما عجزوا عن ضرب تعز من الخارج من خلال القصف والهجوم والحصار حركوا لها معركة من الداخل وهي أخطر، خاصة في ظرف ما زالت فيه أدوات الأمن تتشكل والإمكانيات شحيحة والجهود متجهة إلى المعركة، واتخذت حرب قذرة أبرزها اغتيال الجنود وأبطال الجيش العائدين من الجبهات في الشوارع والحارات، وذهب أكثر من 250 فردا ضحايا لتلك الجرائم، إضافة لاختطاف وقتل ظهر بعضهم في مقابر جماعية اكتشفها الجيش والأمن عندما قاد حملات تطهير المربعات التي كانت تتمركز فيها العصابات الخارجة على القانون، والحقيقة أن الأمن وبوقت وجيز استطاع أن يصل إلى تلك المربعات ويصفّي هذه العناصر التي وقعت في أيدي الأمن وبعضها فر إلى خارج المدينة.

المدينة اليوم أكثر أمنا والأجهزة الأمنية في تطور ملحوظ ومستمر، وهو ما يغيض خصوم الاستقرار ومن يعتاشون على أجواء الانفلات والفوضى، لذا تراهم يشنون حملات تشويه ممنهجة على أجهزة الأمن كلما تقدمت في تحقيق المنجزات.

لتعز -كما اليمن- خصوم كثر وجوههم متعددة وأساليبهم مختلفة، واستهداف تعز قائم من أكثر من طرف لا يريدون اليمن أن تتعافى والدولة أن تعود قوية مستقرة، وتعز هي بوابة مهمة للعبور إلى هذه الدولة وإلى مستقبل اليمن الاتحادي القوي والمتقدم، وهو مستقبل سيأتي وكل ما يجري هو مخاض الميلاد، ولا توجد قوة تعيق إرادة الشعوب عندما تنهض مؤمنة بقضيتها والتضحية من أجلها.

نحن قادمون إلى مستقبل أفضل وأكرم، من تعز ومأرب وصعدة وشبوة وعدن وحضرموت ونهم البيضاء والحديدة وكل مناطق اليمن ستتدفق كأوردة حياة وشلالات نهضة قادمة.

 

* لماذا لا تزال تعز تعاني من عبث الجماعات المسلحة الخارجة على القانون حتى الآن؟

- الأمر ليس كما يُتصور، والجماعات المسلحة الخارجة على القانون هزمت في مشروعها لصالح الدولة والمؤسسات، وما يجري هو استكمال لهذا الانتصار، ويبدو أن عملية تحجيم وتقليم أظافر الجماعات المسلحة ومطاردة عناصرها ستمثل قوة للدولة في تعز وسيكون عاملا دافعا في معركة التحرير، لأن تأمين الجبهة الداخلية ضرورة عند أي عملية تحرير وتقدم، وقد قطعت الأجهزة الأمنية شوطا كبيرا في مكافحة وجود الجماعات الخارجة على القانون.

ويبقى على أبناء تعز واجب دعم الأجهزة الأمنية لتطهيرها من الانفلات الأمني والسلاح المنفلت، وفرض القانون وحضور الدولة واستكمال التحرير ثلاثية واضحة عند أبناء تعز وهو ما يعمل له الجميع ومحل إجماع.

 

* ما تقييمكم لأداء المؤسسة الأمنية؟

- قبل يومين شاهدنا حفلا لإدارة الأمن استعرضت منجزاتها في ظل الإمكانيات الشحيحة وكان عرضًا مذهلًا يكشف الشوط الذي قطعته الأجهزة الأمنية، والمتابع لمسيرة الأمن يعرف أن هناك تقدما في أداء هذه الأجهزة ملموس في الواقع، ومع هذا فالأمر ليس مثاليا، لكنه في ظل هذه الظروف يعد إنجازا يستحق الإشادة، وهذه الإنجازات تحتاج إلى استمرار وتلافي القصور واستكمال كل الملفات الأمنية من أجل الوصول إلى تأمين المحافظة والمواطن وصيانة الحقوق العامة وفرض سيادة القانون، وهو أمر يحتاج إلى تعاون الجميع وتقييم مستمر وإصلاح الأخطاء وتقوية كافة المسارات بشكل دائم.

 

* ثمّة تحليلات هنا وهناك تقول إن الإصلاح مسيطر على الجيش والأمن داخل تعز، ما تعليقكم؟

- هذه هي الأكذوبة الكبرى والتي لا تخلو من خبث وسوء نية، من يردد هذه النغمة لا يؤمن أصلا بمشروع المقاومة وإسقاط الانقلاب، وهو يريد أن يقول إن الجيش الوطني مليشيا. هو يستهدف تعز بواسطة أكثر من لافتة منها هذه اللافتة، لافتة سيطرة الإصلاح، وهؤلاء يعرفون الحقيقة وهي أن الجيش الوطني خرج من رحم المقاومة، والمقاومة تمثل كل أبناء وأطياف تعز وهذا هو الواقع، وقادة الألوية معروفون وقد عينهم الرئيس هادي وتعيينهم جاء استحقاقًا للواقع ومصلحة المعركة، فهم الضباط الذين بقوا في تعز عندما فر الآخرون وقاموا بتدريب المقاومة والتواجد في قيادة الجبهات، وهم جيش تخرجوا من الكليات اليمنية وليسوا سياسيين.

من يرددون تلك النغمة يعبرون عن رغبتهم في إزاحة هؤلاء الضباط وإضعاف الجيش وتعيين من يقف في الطرف المقابل للشرعية أو فر إلى الخارج تحت مبرر الاحتراف والاحترافيون هم هؤلاء.

وهي نغمة تكشف التوجهات الحقيقية المناهضة لمشروع المقاومة، لأن قادة الألوية الموجودين هم أيضا محترفون ومن قادة الجيش القدماء، لكنه نوع من العبث، وهؤلاء العابثون لا يجدون شيئا يعملونه لتحقيق مشاريعهم سوى تكرار الكذب وتسويقه ضد تعز وجيشها، وهم مستمرون في تشويه تعز بأكثر من صورة عبر التقارير الصحفية والمنظماتية التي يرددون فيها وقائع مصنوعة من خيالاتهم لتصوير تعز بصورة سلبية، ويتوجهون بهذا للخارج والمنظمات الدولية لإلحاق الضرر بتعز ومسيرة الجيش الوطني والدولة في تعز، وهم بهذا يطعنون تعز في الظهر والصدر وعلى مدار الساعة. هؤلاء ظاهرة وبائية، وأبناء تعز أدركوا ذلك، وكل يوم تحدد صورة هذا الوباء الذي يحاول المساس بتعز من الداخل، لكنهم مفلسون وفي حالة تدعو إلى الرثاء.

 

* ما هو موقف الإصلاح من التعيينات الجديدة والتي قضت بتعيين محافظ جديد لتعز وقائد لمحورها؟

- التعيينات من حق القيادة السياسية، ونحن ضمن معسكر الشرعية سنعمل بكل ما نستطيع جنبًا إلى جنب مع القوى السياسية لإنجاح قيادة السلطة السياسية والعسكرية التي عُينت من القيادة السياسية، فمشروعنا مشروع دولة ينطلق من مشروع المقاومة التي خرجت من رحم المشروع الوطني وعلى قاعدة النظام الجمهوري، وأرجو أن يوفق الأخ المحافظ الأستاذ نبيل شمسان والأخ اللواء سمير الصبري بمهماتهم، وسنكون من موقعنا كحزب وطني عونا لهم.

 

* ما تفسيرك لتأخر كل من محافظ تعز وقائد محورها الجديدين في العودة إلى تعز؟

- لا يوجد لديّ تفاصيل، لكن هناك معلومات عن تأخرهم لترتيب بعض احتياجات المحافظة وخصوصا التحرير، وهم لن يتأخروا كثيرا وقد يصلون خلال الأيام القليلة القادمة.

 

* من وجهة نظرك، ما الأمور التي يفترض أن يضعها محافظ تعز وقائد محورها على قائمة أولوياتهما خدمةً لتعز؟

استكمال التحرير والأمن وتفعيل مؤسسات الدولة وخاصة الخدمية، وتأهيل وتدريب الأجهزة الأمنية، وعمل سياج واقٍ لمنع عودة الانفلات، وإزالة كل مظاهر الجماعات المسلحة خارج الدولة وخارج المؤسسة الأمنية والجيش، وبناء مؤسسة الأمن والجيش كقاعدة صلبة لعودة الدولة وتأمين المجتمع.

 

* بين الفينة والأخرى، تصلنا أخبار تتحدث أن ثمة سجون سرية داخل تعز يديرها الإصلاح، ما حقيقة ذلك؟

- هذا افتراء مكرر بسوء نية وإشاعات من مطابخ تستهدف تعز ومشروع إسقاط الانقلاب من خلال استهداف الإصلاح كقوة برز دورها المحوري في حشد المجتمع ودعم وإسناد المقاومة والجيش عبر المجتمع مع بقية القوى السياسية.

الحديث بأن الإصلاح له سجون سرية نكتة سوداء وسخرية غبية، الإصلاح حزب وليس دولة ولا عصابة ولا مليشيا، وتلك الأخبار دعوة تفتقر إلى الدليل، بل دعوة بلا أخلاق، وهم يطلقونها للخارج لإثارة الغبار على تعز وتشويه صورتها، أما الداخل فهذه الاتهامات محل سخرية، فالإصلاح حزب، لا يملك سجونًا سرية ولا غير سرية.

هناك شائعات من مطابخ تستهدف تعز، وأهم هذه الشائعات المكررة ضد الجيش والأمن والحديث عن سجون سرية وآلاف المختطفين، تتهم الأحزاب والشرعية والسلطة كنوع من تخفيف الضغط على الحوثيين في هذا الملف، وهي اتهامات عارية من الصحة، ولا تثبت إلا قضية واحدة وهي أن من يردد هذه الأقاويل ويصنعها ويطلقها على هيئة تقارير صحفية هو عدو لتعز ويستهدف الإضرار بتعز ويقدم خدمات مجانية للعدو، فهم أخذوا من الحوثيين الكذب وزادوا عليهم، يكذبون كما يتنفسون وزيادة وبدون خجل، مستفيدين من تهاون الأجهزة القضائية معهم والتي عليها أن تتحرك من واقع صلاحياتها لحماية المصالح العامة وإيقاف الإضرار بتعز عن طريق سيل الشائعات والاتهامات والتقارير الصحفية الممنهجة من أشخاص وهيئات موجودة في السلطة وتعبث من داخلها.

 

* يتعرض الإصلاح لمحاولة شيطنة وحملة تشويه شعواء واستهداف ممنهج، وصل حد تعرض أعضائه للاختطاف والاغتيال، ما الذي اقترفه الإصلاح حتى يتعرض لكلِّ ذلك؟

- الإصلاح قوة شعبية متجذرة ولديه مشروع وطني دافع عنه، وموقعه متقدم في إسقاط مشاريع معادية للجمهورية، هذا الذي اقترفه الإصلاح، وذلك جريمة كبرى لديهم باعتباره سدّا منيعا عائقا أمام مشاريع سوداء تستهدف الجمهورية والدولة وحرية الإنسان، والإصلاح ليس المستهدف، المستهدف هي المقاومة كمشروع والجمهورية كنظام، وهم هنا يطبقون نظرية الشائعة التي يحولونها إلى أخبار وتقارير مكررة عن طريق استهداف القوة الأكثر أثرا في مشروع المواجهة، وهم يرون أن الإصلاح رافعة أساسية لمشروع المقاومة فيتم استهدافه على هذا الأساس.

إضافة إلى أن البعض مصابون بمرض التورم السياسي وهو مرض يصيب الكيانات الصغيرة والملوثة بعقد فشل متراكمة ومزمنة، ولهذا تقف عاجزا عن تفسير ما يقومون به وعن تحالفاتهم التي ليس لها حد، حيث تتقاطع جهودهم ومشاريعهم مع مشاريع العدو الذي يقولون إنهم يحاربونه، لكن أعمالهم المسمومة تتوجه إلى صدر المدينة التي يقولون إنهم يدافعون عنها.

 

* قبل أسبوعين، اقتحمت المليشيا الحوثية منزل القيادي الإصلاحي المناضل محمد قحطان، وهددت أسرته، ما الرسالة التي أرادت المليشيا أن توصلها بفعلتها تلك؟

- الجماعة الحوثية جماعة تؤمن بإخضاع الشعب عن طريق العنف والنهب والإرهاب، وهي قد قتلت ودمرت وفجرت بيوتا بهذا الدافع، لكن الرسالة التي أرادت توجيهها باقتحام منزل القائد قحطان لا تعبر إلا عن إفلاس وشعور بالهزيمة أمام فشل وسائل إرهابها في إخضاع الإصلاح والنيل من روح محمد قحطان وتأثيره المعنوي رغم تغييبه لديهم.

عندما تذهب لتهديد أسرة أسير لديك منذ أربع سنوات لا يعني هذا سوى الشعور بالضعف والهزيمة أمام قوة هذا الأسير وروحه الجبارة.

 

* في الوقت الذي تواصل فيه المليشيات الحوثية قصف مدينة تعز وشن هجمات في مختلف جبهات القتال، ما يزال البعض يعتقدون أن الحل في اليمن هو الجلوس على طاولة الحوار، برأيك، هل تجدي الحوارات مع هكذا مليشيا؟

- المليشيات الحوثية ليست جماعة طبيعية تطلب الحكم بوسائل الحرب كبقية الجماعات والأسر والعائلات والقبائل، هذه جماعة خرافية تؤمن بالتفوق العرقي وخرافة الاصطفاء وأن الحكم دين وحق لا بد من القتال من أجله حتى آخر طلقة، وعندما يجتمع السلاح والخرافة فمن العبث الحديث عن أي سلام، السلام عندهم أن تخضع لدين الله وهم يفهمون دين الله بأنه منشورات حسين، ويؤمنون بضرورة الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وطاعة الرسول عندهم هي طاعة عبد الملك الحوثي، عبثوا بالدنيا والدين.

هم لا يؤمنون بالمواطنة المتساوية، والسلام يقتضي استعادة الدولة وإعادتهم للعيش كمواطنين.

 

* ما تقييمكم لأداء تحالف القوى السياسية، وهل يعد بديلا عن تحالف أحزاب المشترك؟

- التحالف السياسي لدعم الشرعية بتعز مكوّن يعكس وعي ونضوج ورشد العمل السياسي بتعز، وهو كيان أوسع من اللقاء المشترك وليس بديلا عنه، وهدفه محدد بالتحرير ودعم استعادة الشرعية وإسقاط الانقلاب عن طريق حشد وتوحيد الجهود والطاقات في المحافظة لتحقيق التحرير وإسقاط الانقلاب واستعادة الدولة كما هو موضح في وثيقته السياسية.

 

* هل ثمة رسالة تود إيصالها إلى جهة ما؟

- إلى أبناء تعز جميعا، سلطة وأحزاب وأفراد، أنتم في مرحلة تاريخية حساسة ومفترق طرق، وعليكم أن تخرجوا أفضل ما لديكم، وأن تحشدوا طاقاتكم وتشحذوا همتكم لإنجاز الأهداف الجامعة والتي تحدد مستقبل الوطن وكرامة الإنسان، وفاءً للشهداء ومن أجل مستقبل حر وكريم، وإن الوقوف عند الصغائر والمشاريع الصغيرة صورة من صور الخذلان وطمس البصيرة وغياب التوفيق.