الخميس 25-04-2024 12:33:22 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

نموذج حارث العزي.. الحوثيون وفن صناعة الإرهاب وتصديره

الأربعاء 30 يناير-كانون الثاني 2019 الساعة 10 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

بعد تعيين جماعة الحوثي لأمير تنظيم القاعدة في تعز، المدعو حارث العزي، مديرا لأمن محافظة إب، وظهوره مع قيادات في الجماعة في العاصمة صنعاء، تكون قد اتضحت بعض ملامح علاقة جماعة الحوثي بالجماعات الإرهابية التي ظهرت في تعز وأثارت فيها الفوضى والاغتيالات والمقابر السرية.

وجاء تعيين جماعة الحوثي لحارث العزي مديرا لأمن محافظة إب، بعد أن تمكن من الفرار من تعز جراء الحملة الأمنية لملاحقة الخلايا المسؤولة عن الاغتيالات ودفن بعض الضحايا في مقابر سرية اكتشفت الأجهزة الأمنية بعضا منها خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقالت مصادر إعلامية إن حارث العزي يجهز لواءً عسكريا من مليشيات الحوثيين يسمى "لواء العز"، هدفه مهاجمة تعز.

- الانقلابيون وتوظيف الإرهاب

ظهر اسم حارث العزي في أواخر العام 2014 كأحد المتهمين في جرائم الاغتيالات التي حدثت خلال ذلك العام في محافظة تعز، من بينها جريمة اغتيال القيادي في حزب الإصلاح صادق منصور الحيدري.

وقال مدير أمن تعز حينها -في حوار مع صحيفة "حديث المدينة" الصادرة من تعز في ديسمبر 2014- إن المتهمين الرئيسيين في جرائم الاغتيالات في تعز خلال العام 2014 أربعة، هم: أحمد الآنسي، والثاني يطلق عليه المشمشة، والثالث حارث العزي، والرابع طلال العقاب، وأضاف أن هؤلاء هم الذين يعبثون بأمن واستقرار تعز وقد تم ضبط المخططين معهم والمراقبين.

ما سبق يعني أن خلايا الاغتيالات في تعز، والتي كان يديرها حارث العزي وآخرون على شاكلته، بدأت منذ العام 2014، أي بالتزامن مع الاستعدادات لتحالف علي صالح والحوثيين للانقلاب على السلطة الشرعية، حيث ظهر العزي كأحد المتهمين بنشر الفوضى الأمنية في تعز.

واتخذ طرفا الانقلاب في اليمن (تحالف علي صالح والحوثيين) من مزاعم محاربة الإرهاب إحدى الأدوات لشرعنة انقلابهم على السلطة الشرعية، ولتبرير الانقلاب أمام المجتمع الدولي، ولذا، كان لا بد من صناعة جماعات إرهابية تديرها الأجهزة الأمنية والمخابراتية التابعة لهم، وإرسالها إلى المناطق التي يرفض أبناؤها الانقلاب، ليبرروا غزوها والسيطرة عليها بذريعة محاربة الإرهاب الذي صنعوه هم وأوعزوا لعناصره إحداث الفوضى الأمنية والاغتيالات التي تطال خصومهم وغير ذلك من الأعمال الإرهابية.

واللافت هو أن تحالف الحوثيين وعلي صالح الانقلابي ظل يعمل جاهدا على وصف أبناء المحافظات الأكثر رفضا للانقلاب بالإرهابيين، وهي محافظات تعز والبيضاء ومأرب، والزعم بأن هجومهم العسكري عليها بذريعة مكافحة الإرهاب.

- لماذا تعز؟

ركز الحوثيون منذ بداية الانقلاب على الادعاء بأن محاولتهم السيطرة على محافظة تعز بغرض محاربة الإرهاب، وعملوا جاهدين على إلصاق تهمة الإرهاب بأبرز القوى السياسية التي اندفعت للدفاع عن تعز وحاربت الانقلاب، واتخذوا من بعض الأعمال الإرهابية التي كان يرتكبها حارث العزي ومن هم على شاكلته كأدلة على صحة ادعاءاتهم.

تمكن حارث العزي في البداية من تسويق نفسه بأنه مدافع عن تعز ضد الغزو الحوثي، لكن ذلك لم يشفع له، لأن جرائمه وأعماله الإرهابية ضد أبناء تعز وأفراد المقاومة الشعبية وجنود الجيش الوطني كشفت سوء نواياه، وبدأ الحوثيون يروجون له في إعلامهم باعتباره أمير تنظيم القاعدة في تعز، للتدليل على ادعاءاتهم بوجود جماعات إرهابية هناك.

لكن بشاعة الجرائم التي ارتكبها حارث العزي دفعت تنظيم القاعدة إلى إعلانه التبرؤ منه ومن أعماله، وهو ما أثار الشكوك حول أهداف العزي والجهة التي يعمل لصالحها، خاصة بعد أن قاد مجاميع مسلحة لمساعدة عناصر خارجة عن القانون أثناء شنها هجوما عنيفا على مبنى البحث الجنائي وإدارة الأمن بالمحافظة في أواخر نوفمبر 2017.

وبعد الحملة الأمنية التي دشنتها السلطات الرسمية في محافظة تعز، خلال الأشهر القليلة الماضية، ضد العناصر الخارجة عن القانون، واكتشافها لمقابر سرية دفن فيها جنود من الجيش الوطني، وبروز اسم حارث العزي كأحد أبرز المتهمين بتزعم خلايا الاغتيالات في تعز، تمكن العزي من الفرار، وظهر بجانب قيادات حوثية في العاصمة صنعاء، وعينته المليشيات نائبا لمدير أمن محافظة إب التي تسيطر عليها.

الجدير بالذكر أن والد حارث العزي، المدعو لطف العزي، الذي يوصف بأنه القاضي الشرعي لتنظيم القاعدة، يتواجد في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، بحسب مصادر إعلامية. أما أخوه المدعو عادل العزي، القيادي في تنظيم القاعدة، فهو يقيم في مناطق سيطرة الحوثيين بمحافظة البيضاء.

- تصدير الإرهاب

وهكذا يتضح مما سبق العلاقة الوثيقة بين تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي، وكيف أن الحوثيين يصدرون الإرهاب ويزرعونه في أوساط المناوئين لهم لإيجاد الذرائع والمبررات لارتكابهم جرائم حرب ضدهم بذريعة محاربة الإرهاب، وأيضا تحريض المجتمع الدولي ضدهم وجعله يتغاضى عن جرائم الحرب التي ترتكبها ضدهم المليشيات الحوثية الإرهابية.

ومن المعلوم أن محافظة تعز لم يكن يوجد فيها إرهابي واحد قبل الانقلاب، إلا أن جماعة الحوثي صدرت إليها الإرهابيين الذين استقطبهم حارث العزي إلى تعز، وظل هناك يعمل لصالح الحوثيين منذ بدء الانقلاب وحتى فراره قبل أيام من المدينة بعد ملاحقته هو وآخرين كونه أحد المطلوبين أمنيا في قضايا الاغتيالات ونشر الفوضى الأمنية في تعز.

كلمات دالّة

#الإرهاب