تستعد أجهزة تعز الأمنية لتجفيف منابع الفوضى واستتباب الأمن ونشر الاستقرار داخل مدينة تعز من خلال تفعيل كافة وحدات الشرطة، واستكمال بناء المؤسسة الأمنية، وتوظيف التقنيات العصرية في الكشف عن الجريمة قبل وقوعها وضبطها، حيث دشنت إدارة شرطة محافظة تعز، أمس الأحد، الإستراتيجية الأمنية للعام 2019.

وقال مدير عام شرطة تعز العميد منصور الأكحلي، في كلمة ألقاها في حفل التدشين، بأن ما تحقق من استقرار نسبي خلال الفترة الأخيرة يعود فضله للجهود التي يبذلها ضباط وأفراد الشرطة العسكرية والجيش الوطني وتعاون المجتمع.

واستعرض الأكحلي أهم ملامح الإستراتيجية الأمنية للعام 2019، والتي تتلخص في تجهيز الضباط والأفراد وتدريبهم تدريبًا عاليًا وتسليحهم، واستكمال إعادة تفعيل المنشآت الأمنية المتضررة، وإنشاء قاعدة بيانات للمطلوبين أمنيًا، وتوظيف التقنيات العصرية في كشف الجريمة قبل وقوعها، ووضع خطة لانتشار الحملة الأمنية وتقسيم المحافظة إلى مربعات، وإنشاء غرفة عمليات مشتركة، بالإضافة إلى وضع خطة أمنية متكاملة للمناطق التي سيتم تحريرها وتأمين الجبهة الداخلية.

وكرّم الأكحلي قائد محور تعز السابق، اللواء خالد فاضل، لأدواره العظيمة التي بذلها في مساندة الشرطة في سبيل استتباب الأمن داخل تعز، ومطاردة القتلة والجماعات الخارجة عن القانون.

وفي الحفل، استعرضت الشرطة فلاشات قصيرة تضمنت إحصائيات لأهم الإنجازات التي حققتها المؤسسة الأمنية خلال العام 2018.

فقد بلغ إجمالي القضايا خلال العام الماضي 3037 قضية، ضُبط منها 2552 قضية، في حين أن 485 قضية لم تضبط، ليصبح معدل ضبط الجريمة 84%، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالأعوام السابقة، وبالنظر إلى إمكانياتها المتاحة.

كما بلغ معدل ضبط القضايا المدنية رقمًا كبيرًا، حيث وثقت في العام الماضي 1468 قضية، اتخذت في حقها الإجراءات المناسبة، حيث أحيل منها إلى المحاكم 125 قضية، في حين انتهت 1041 قضية بصلح، و278 قضية موقوفة.

وتتجلّى إنجازات شرطة تعز في كلّ الهيئات والمؤسسات والإدارات التابعة لها، كالجانب المروري الذي بلغت إنجازاته 17362 إنجازا، ومصلحة الأحوال المدنية 44457 إنجازا، كما مثّل مكتب الهجرة والجوازات نموذجًا متميزًا في تقديم خدماته، إذ بلغ عدد الجوازات الصادرة 110000 جواز.

وتحققت نجاحات أمنية كبيرة وملموسة في العام 2018، رغم المعوقات والعراقيل والصعوبات، يتضح ذلك بالنظر إلى نسبة ضبط الجريمة، إضافة إلى فتح الشوارع والأحياء، بعد مطاردة العصابات المسلحة التي كانت تسيطر عليها.

وكانت الأجهزة الأمنية قد عملت على مطاردة العصابات الخارجة عن القانون والمطلوبين أمنيًا الذين أقلقوا السكينة العامة ونشروا الفوضى واغتالوا أكثر من 300 من أفراد مؤسستي الجيش والأمن والمدنيين، بينهم خطباء وقادة في حزب الإصلاح، بالإضافة إلى تنفيذ محاولات فاشلة لاغتيال قيادات عسكرية وأمنية وسياسية.

وداهمت الأجهزة الأمنية خلال العام 2018، لا سيما في نهايته، أوكار العصابات الإرهابية الخارجة عن القانون ونجحت في إلقاء القبض على العشرات من المطلوبين أمنيًا، بينهم المدعو "همام الصنعاني" المشتبه الأول في حادثة اغتيال ممثل الصليب الأحمر في تعز حنّا لحود.

كما عثرت أجهزة الأمن على مقابر جماعية لأفراد من الجيش الوطني في حوش أحد المنازل شرقي مدينة تعز في المناطق التي كانت تسيطر عليها عصابات خارجة عن القانون، بالإضافة إلى أن أجهزة الأمن تمكنت من العثور على عدد من مصانع المتفجرات والعبوات الناسفة، التي كانت تجهّز لنشر الفوضى داخل تعز.

نجاحات كبيرة حققتها الأجهزة الأمنية في العام 2018، لكن ذلك لا يكفي، كما يقول مواطنو تعز، بل يتوجب عليها أن تبذل المزيد من الجهد بما يحقق أمن وسلامة المواطن واستقرار المحافظة.