الجمعة 29-03-2024 14:01:05 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

كيف أجهضت مليشيات الحوثي العملية التعليمة في اليمن؟

الإثنين 07 يناير-كانون الثاني 2019 الساعة 10 صباحاً / الإصلاح نت -متابعات

 

بعد نجاحها في تعطيل العملية التعليمية في المراحل الأساسية، اتجهت مليشيات الحوثي الانقلابية لتعطيل التعليم الجامعي في الجامعات والمعاهد والمراكز التعليمية الخاضعة لسيطرتها، وتمكنت خلال السنتين الماضيتين من الهيمنة على جميع هذه الصروح العلمية وممارسة العبث والترهيب كما يحلو لها دون رقيب أو حسيب.
ولا يمكن حصر ما ارتكبته مليشيات الحوثي الانقلابية من انتهاكات بحق التعليم في الجامعات الحكومية والأهلية، وسنتطرق في هذا الموضوع إلى بعض الجرائم التي نفذتها الجماعة الظلامية في جامعة صنعاء كبرى الجامعات اليمنية، حيث حولتها إلى ميداناً مفتوحاً لنشر أفكارها الطائفية والعنصرية بين الشباب ومعسكراً خلفياً لإمداد صفوفها بالمقاتلين.

إقصاء الكوادر الوطنية
كما هي عادتها لإحكام سيطرتها على المؤسسات الحكومية، أقدمت مليشيات الحوثي الانقلابية على اقصاء الكوادر الوطنية في قيادة جامعة صنعاء، وصولاً إلى استبدال عمداء الكليات ورؤساء الأقسام وجميع الموظفين في المواقع المهمة بآخرين من أتباعها.
وكانت آخر مذبحة ارتكبتها المليشيات هي إعلانها فصل نحو 117 أكاديمياً من الجامعة واستبدالهم بآخرين من أتباعها ضمن حملة واسعة لحوثنة مؤسسات الدولة، أقدمت خلالها على استبعاد الآلاف من موظفي الدولة تحت مبررات واهية.
ونهاية العام المنصرم، نشر "العاصمة أونلاين" قرار القيادي الحوثي أحمد محمد دغار الذي عينته المليشيات رئيساً لجامعة صنعاء قراراً بفصل 117 أكاديمياً من أساتذة ودكاترة جامعة صنعاء.
وحينها أكدت مصادر أكاديمية ونقابية في جامعة صنعاء أن مليشيا الحوثي عمدت إلى فصل عشرات الأكاديميين الذين رفضوا السماح للمليشيات بتنفيذ قراراتها العشوائية وكذا رفضهم تحويل الجامعة العريقة إلى صرح لنشر فكرها الطائفي في أوساط الطلاب.

ابتزاز الطلاب
ومثلما تعرض دكاترة جامعة صنعاء وموظفيها لجملة من الاعتداءات والملاحقات والحرمان من المستحقات، نال الطلاب والطالبات نصيباً كبيرًا من الانتهاكات الحوثية، حيث تعرض العشرات منهم إلى الضرب والملاحقات والتحقيقات، والاختطافات لعدد من الطلاب والطالبات على السواء، منتكة بذلك جميع القوانين والأعراف والشرائع.
وفي أكتوبر الماضي، دفعت مليشيات الحوثي الانقلابية بالعشرات من مسلحيها بينهم عناصر نسائية مسلحة برفقة مدرعات وأطقم مسلحة، إلى حرم الجامعة لتفريق تظاهرة نفذها عشرات الطلاب والطالبات احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وانهيار العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية.
واستخدمت مليشيات الحوثي في تلك الهجمة البربرية القوة المفرطة ضد الطلاب العزّل، وقامت باختطاف 15 طالبة من طالبات جامعة صنعاء والتعرض لهن بالضرب والزج بهن في السجون، كما تعرض العديد من الطلاب إلى الضرب المبرح ومصادرة هواتفهم وجميع ما بحوزتهم.

سلاح الزينبيات
وكما هو الحال في المدارس الحكومية والأهلية، جنّدت مليشيا الحوثي عناصر نسائية ومنحتهن أسلحة تحت مسميات طائفية كـ (الزينبيات) واستخدمتهن لاعتقال وضرب الطالبات واستدراجهن لصفوف المليشيات.
وتعرض سكن الطالبات التابع لجامعات صنعاء إلى عدة اقتحامات من قبل (الزينبيات) حيث قمن بتفتيش غرف الطالبات والعبث بأغراضهن الشخصية وممتلكاتهن، وتهديدهن بالسجن والتعذيب والإخفاء في حال انتقدن ممارسات المليشيات في جامعة صنعاء أو التعرض لقيادات الجماعة بالانتقاد في مواقع التواصل أو بين الطلاب في الحرم الجامعي.
وبالإضافة إلى الاعتداءات على الطالبات واعتقالهن، تقوم العناصر النسائية الحوثية باستقطاب الطالبات بشتى الوسائل إلى صفوف الجماعة وتهديد من يرفض منهن بالاعتداء والاختطاف والتشهير، بحسب ما ذكرته عدد من الطالبات.

احتكار المنح
وإلى جانب احتكار الوظائف ونهب المخصصات المالية وتوزيعها بين أتباعها، أقدمت مليشيات الحوثي الانقلابية على تخصيص المنح الدراسية الداخلية وتوزيعها على أبناء وبنات القيادات التابعة لها، وحرمان بقية الطلاب من خارج الدائرة الحوثية.
وتداولت عدد من وسائل الإعلام المحلية وثائق تظهر توجيهات حوثية بتخصيص مقاعد دراسية في الجامعات الحكومية الخاضعة لسيطرتها، لعدد من أبناء وبنات قيادات حوثية، بالرغم من عدم امتلاكهم الكفاءة لحيازة هذه المقاعد غير أن آبائهم يخدمون أجندة المليشيات العنصرية.
ولم تكتف مليشيات الحوثي الانقلابية باحتكار المنح الدراسية في الجامعات الحكومية، بل فرضت على الجامعات والمعاهد الأهلية تخصيص مقاعد دراسية لأبناء قياداتها مجاناً، علاوة على فرض مبالغ مالية كبيرة دعماً لمجهودها الحربي.
*العاصمة اونلاين