الجمعة 29-03-2024 17:30:17 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

الركائز الدينية والمنطلقات السياسية عند الإمامة..

الإرهاب والتنكيل لدى الإمامة الحديثة (الحلقة الثامنة)

السبت 15 ديسمبر-كانون الأول 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

في سلسلة حلقات عن الأيديولوجيا الحوثية الإمامية نستعرض أهم الركائز التي قامت عليها هذه الأيديولوجيا من لدن بذرتها وحتى اليوم وأثرها على وحدة المجتمع وكيف نخرت المجتمع اليمني أو المجتمعات الأخرى التي وجدت فيها، وأثر ذلك مستقبلاً.

مضت الإمامة الحديثة منذ يحيى حميد الدين وما قبل تكوين الجمهورية، وحتى الحوثية اليوم، على خطى أسلافهم التاريخية، مستقصية كل تاريخهم ثقافة وعقيدة وأيديولوجيا وأسلوباً في التعامل وحتى الإرهاب العسكري والفكري، تمضي بتلك الخطوات حذو القذة بالقذة، حتى إن المتتبع لأسلوبهم اليوم الباحث في تاريخهم يكاد يتنبأ بكل خطوة تخطوها الحوثية اليوم، ويمكن أن يشير إلى خطوتهم التالية بناءً على الاستقصاء التاريخي للإمامة بكل أفعالها.

ولنأخذ على ذلك مثلاً حياً وبسيطاً؛ فنكاد نجزم أن الحوثيين اليوم لا يمكنهم المضي في مشروع سلام مع اليمنيين وقبولهم الشراكة في الحكم مع أية جهة خارج مشروعهم وأيديولوجيتهم وفكرهم، وقد رأينا كيف تحالف الحوثيون مع أحزاب ومكونات في الساحة اليمنية للانقلاب على السلطة الشرعية ولما تمكنوا على الأرض استفردوا وقتلوا حليفهم الرئيسي والكبير الرئيس السابق صالح، وكيف استخدموا كل وسائل الإرهاب والتنكيل ولا يثقون إلا بحليفهم العقائدي داعمهم الأول خارجيا وهو إيران وحزب الله اللبناني.

- الإمام يحيى حميد الدين:
على الرغم من أن الإمام يحيى حميد الدين كان البعض يطلق عليه صفة الفقيه العالم إلا أنه كان لا يخلو من الإجرام والبطش والإرهاب الذي اتخذه أسلافه الأئمة، فكان لهذا الإمام أسلوبه الخاص في الاغتيالات وإرهاب المناوئين، فقد كانت لديه عادة التخلص الهادئ ممن يريد قتلهم وهو عبر دس السم في الطعام وتحميل جرائمه لغيره، وقد نصح ابنه أحمد يحيى حميد الدين بالتخلص الهادئ من الخصوم بهذه الطريقة، وهو ما سنسمع به فيما بعد عن أسرى الزرانيق في قلعة حجة حيث تخلص الإمام أحمد حميد الدين مما يزيد عن ألف وخمسمئة أسير من الزرانيق عبر تسميمهم في فترات مختلفة داخل قلعة القاهرة بحجة ولم ينج منهم سوى شخص شاء الله له الحياة ليروي جرائم الإمامين يحيى وابنه أحمد.

عمل الإمام يحيى على التخلص من كبراء ومشايخ تعز وإب لأنهم طالبوا بحكم ذاتي بحكم أنهم سنة والإمام شيعي وهو ما يدعمه لهم اتفاق صلح دعان بين الأتراك والإمام يحيى وهي الثغرة الكبرى التي كانت في الصلح حينما سلم الأتراك اليمن للإمام يحيى واليمن غالبية سنية تحكمها أقلية شيعية إمامية.

فحين اجتمع مشايخ تعز وإب وبعض تهامة لرفض حكم الإمام أو على الأقل الإبقاء على سلطته الإسمية على اليمن ولكن هذه المناطق تحكم بالشافعية رفض الإمام ذلك فجرد ضدهم الحملات المختلفة (رغم أنهم كانوا مفككين) وقبض على مشايخ تعز منهم سلطان عبدالله يحيى الصبري وأبوه سلطان وأخواه إبراهيم وعلي، وزيد بن عثمان المساوي من إب، وعبدالوهاب نعمان (الحجرية)، وحميد بن علي الجماعي (إب)، وغيرهم من مشايخ بلاد إب وتعز.

فتم اقتيادهم مكبلين بالحديد من تعز إلى صنعاء راجلين حفاة ومنهم من سقط ميتا في الطريق دون رحمة، والبقية قتلوا أو ماتوا في سجون يحيى بصنعاء على الرغم من اعتذارهم وذهاب الوفود المتوسطة لدى الإمام حتى إن هناك قصصا يشيب لها الرأس في هذا الموقف حدثت ليعفو عنهم فرفض ومنهم من يقول إن بعضهم ضرب عنقه بعد الاعتذار والتوسط.

- الإمامان يحيى وأحمد والإرهاب بحق الزرانيق:
واصل الإمامان يحيى حميد الدين وابنه أحمد قصة أسلافهما في سياسة البطش والإرهاب بحق مناوئيهم ومحاربتهم والتنكيل بهم دون رحمة، وهذه المرة ضد قبائل الزرانيق التهامية. إذ اتهم الإمام يحيى قبائل الزرانيق بالعمالة للطليان والإنجليز.

ويروي بعض المؤرخين والباحثين أن سبب تمرد الزرانيق على سلطة الإمام يحيى "واحدة من معارضات كثيرة لقبائل مختلفة في اليمن وخاصة في المناطق الشافعية بسبب جور وظلم الإمام وتعصبه وحرمانهم من أبسط الحقوق، ومن أسباب معارضتهم وتمردهم عليه أنه قام بإغلاق المدارس الشافعية في زبيد وحرمان الشوافع من تدريس مذهبهم هناك وحرمان علمائها من أراضي الوقف هناك كما كان سائداً من قبل".

وفي 8 مارس 1928م قام الإمام يحيى حميد الدين بتجهيز جيش جبار لاجتياح تهامة وإخضاع قبيلة الزرانيق، بعد أن أعلن زعيمها الشيخ أحمد فتيني جنيد أنه لا سلطان للأئمة عليه، وأن الإمام عميل بريطاني؛ لأنه وقع على صلح دعان عام 1911م، وانتهك سيادة اليمن الطبيعية وسلمها للمحتلين، لكن الإمام رد عليه بأنه عميل لإيطاليا التي كانت تحتل الجانب الغربي من مياه البحر الأحمر في إريتريا، وأنها تمده بالسلاح والمال.

وصل جيش الإمام إلى تهامة وعاث فيها فسادًا، ونهب أكثر من 100 قرية كان أهلها مسالمين، لكن وبمجرد وصول قوات الإمام بقيادة علي بن الوزير نائب الإمام حينها والطامح إلى وراثة العرش إلى ضواحي مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة -حاليًّا- انقض عليه مقاتلو قبيلة الزرانيق وأذاقوه هزيمة منكرة دفعته للعودة إلى صنعاء ليجهز الإمام جيشاً آخر بقيادة قائد من صعدة ومن قبائل بني قيس يسمى علي بن يحيى القيسي.

ثم تحرك الإمام أحمد، كولي عهد لأبيه، في جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل ضد قبائل الزرانيق، وبعد حصار القبيلة من كل اتجاه بعد عام ونصف من القتال والحصار تمكن من إخضاع الزرانيق، وكان قد اتهمهم بالعمالة للإنجليز وأن الإنجليز يساعدونهم على التمرد على الإمامة.

وإمعاناً في تضليل الأئمة للشعب والناس، أطلق الإمام أحمد العديد من الشائعات والأساطير المغرضة المضللة.
ومن ذلك مثلاً ما أورده الباحث اليمني الدكتور عبدالودود مقشر -أحد أبناء تهامة- الذي قام بإعادة كتابة التاريخ التهامي المتمثل في أطروحته الأكاديمية لنيل شهادة الدكتوراه والمعنونة بـ"حركات المقاومة والمعارضة في تهامة 1918-1962م"، قال: "استطاع أحمد "يا جناه" آخر الأمر أن يُجند عدداً من أبناء المنطقة كعملاء وطابور خامس، وهم من مشايخ وتجار الزرانيق، وبعد معركة شرسة وانتحارية دخل السيف أحمد بيت الفقيه في 26 سبتمبر 1929م وعاث وجيشه بالمدينة قتلاً ونهباً، وقام بهدم قبة ولي الله الصالح أحمد بن موسى عجيل، ودُكت المنازل والقلاع، وأطلق السيف أحمد الأساطير على أنه لا يُهزم، وصاحب الكرامات وأن الجن تحميه حتى أُطلق عليه "أحمد ياجناه"، وقام بأسر معظم مقاتلي الزرانيق بعد فرار زعميهم الشيخ أحمد فتيني جنيد عبر البحر وهو جريح، وأسر زعيمهم الميداني الشيخ محمد سعيد مقبول وترحيله مع 721 من مقاتليه إلى سجن نافع بحجة، حيث تم تصفيته هناك.

بعد انتصار السيف أحمد "ياجناه" ذاع صيته كقاهر الزرانيق في كل أرجاء اليمن ليُصبح ولي العهد المنتظر، وهو ما عجل بغضب الأسر الهاشمية التي توارثت حكم اليمن عبر شروط الإمامة الزيدية التي تقضي بأن يكون الحاكم من العلماء حسب 14 شرطًا لم تتوفر في السيف أحمد".

لما رأيت الجيش قد فلّ حده
وقد نكص الأعقاب بعد تقدمِ
ونادى باسم المستجير من الردى
لإدراكه والشر في الناس ينتمِ
كررت وطرفي يسبق الريح إن عدا
جواد كريم الأصل غير مذممِ
وقد تركوا ذاك (السريع* ) بمهمة
وحيداً عن الجيش الخميس العرمرمِ
فجالدت أعداء الإله بجمعهم
وكانوا أحاطوا كالسوار بمعصمِ
ودافعت عن ذاك (السريع) فحزته
وقد كان للأعداء أكبر مغنمِ
فكم أسد شاكي السلاح مجرب
يصول بسيف صارم لم يثلمِ
فنازعني أخذ السريع وما درى
بأن السريع الطوب في كف ضيغمِ
تلقيته (بالجرمل) الحتف فعلها
فخر صريعاً لليدين وللفمِ
وكم جاهل في الناس لا يعرف الهدى
ولا الدين الا بالقنا المتحكمِ
ولم يبلغ الأعداء بعض مرادهم
وقد وصلت فيهم [...] المخدّمِ
ولما رأوا بأسي تراموا الى الورى
وفروا حيارى من سناني وأسهمِ
إلى حيث يأوي الذئب من شدة الظمأ
ومن حيث ألقت رحلها أم قشعمِ
وفي (القوقر) المعروف قد كان كل ذا
ألا فاسألوا عني أهل المخيمِ
يرون الذي قد كان كالشمس أشرقت
لمن هو في ليل من الشك مظلمِ

- حسين وعبد الملك بدر الدين الحوثي:
لم تخف جرائم حسين الحوثي وأخيه عبد الملك بحق اليمنيين عموما منذ صعدة وحتى عدن، وقد شاهد العالم كله جرائم عبد الملك الحوثي في قصف اللاجئين بشواطئ عدن ومجازر تعز بحق الأطفال والنساء وتفجير البيوت والمدارس والمساجد والمؤسسات ونهب الممتلكات وقطع الطرقات وتفخيخ المنشآت والمسالك والطرقات ومحاصرة تعز وتجويع أهلها وجرائم الاختطافات والتعذيب حتى الموت والتغييب القسري وتهجير المواطنين وتشريدهم واغتصاب بعض النساء وخطفهن وقمع حرية الرأي وغيرها من شتى الجرائم، وما هؤلاء إلا نموذجا مصغرا لجرائم الإمامة عبر التاريخ.

الأئمة يقتلون الأسرى

عمل كثير من الأئمة على قتل الأسرى من اليمنيين سواء الذين يأسرونهم في مواجهات أم من الذين يغيرون عليهم في قراهم ومنازلهم، وبسبب تلك المعاملة كانت تقام الثورات عليهم بين فترة وأخرى.

فمن ذلك مثلاً عمل المهدي/الناصر صاحب منصورة الدملوة على قتل "بعض المشايخ [من الحجرية] الذين قبض عليهم أحمد بن المؤيد وأرسل بهم إلى صاحب المنصورة، فلما وصلوا إليه قتل بعضهم، وقتل الأسير حرام لا يجوز، مع أنه روى أنه قد كان أمَّنهم أحمد بن المؤيد".

وأغار صاحب المنصورة بنفسه على "بلاد ابن أنعم طمع أصحابه منها طماعات كثيرة وقبضوا عشرة أنفار أسروا وقتل خمسة منهم".

وكانت ثورات الحجرية ضد المهدي والمؤيد مطالب حق ولا تريد كثيراً من الاعتساف، فقد كان الناس يريدون رفع الظلم عنهم من الجبايات المفروضة وزيادة المطالب ولا يريدون حتى تغيير دولة أو والٍ من الولاة إلا إن جار عليهم وبلغت منهم القلوب الحناجر ومع ذلك يتم التعذر عن قبول مطالبهم، ومن ذلك ما أوضحته رسالة من الإمام المؤيد محمد بن المتوكل إلى الفقيه عبدالعزيز بن محمد عبدالعزيز المفتي (صاحب تعز) يسأله عن سبب ثورة الحجرية ضد صاحب المنصورة، وماذا يريدون، ويسعى للصلح بينهم، فأجاب: "إنهم ينقمون في هذا الخلاف على صاحب المنصورة الجور في المطالب وقد طال بهم الصبر على ذلك حتى بلغت بهم القلوب الحناجر، وأشرفوا على الهلاك، وأنهم يريدون الإنصاف وترك الاعتساف، وأنهم لما عرفوا عدم اجتماع الكلمة بينه وبين المؤيد أيسوا عن التأثير في الشكوى، وأنه لا يمكن المؤيد أن ينصف منه أو يعزله، فهو دولة قائمة مستقلة بنفسها، فدافعوا عن أنفسهم وأموالهم فمرادهم إزالة دولة صاحب المنصورة عنهم"، وكانوا يعلمون أن لا قدرة للمؤيد من إنصافهم وعدم قدرته على نفاذ أمره في صاحب المنصورة فثاروا.

تعامل الولاة الآخرين معهم

على الرغم من كل الجرائم بحق اليمنيين إلا أن الولاة الآخرين المحسوبون على السنة لم يكونوا انتقاميين ولا حاقدين يعاملون بالمثل، ويتناسون كل جرائم الإمامة عبر التاريخ ولا يذهبون إلى التنكيل بهم إن دانت لهم البلاد وصارت لهم الولاية، بل كانوا يعفون عنهم وكان ولاة الدول السنية يحسنون إلى الإماميين ويقبلون بهم شركاء في الحكم وتوليتهم البلدان والعفو عن تمرداتهم، إلا أن الأئمة كانوا لا يقبلون شراكة مع أحد إذا تمكنوا في الأرض، وفيهم يصدق قول الله: {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} (التوبة: 8)، فمن ذلك مثلاً: تصالح الملك المظفر مع الإمام أحمد بن الحسين الذي غدر به أكثر من مرة وأقطعه الولايات المختلفة شمال صنعاء.

وأيضاً لما استولى الملك المجاهد عامر بن طاهر على صنعاء سنة 966هـ على أيام الإمام شرف الدين وابنه المطهر، "ودخلها أحد الأمراء من قبلهما، ورتب فيها رتبة جيدة، ثم دخلها مولانا عبدالوهاب بن داود متولياً أمرها من قبل عمه، وأقطع بنو طاهر ابن الإمام قرى ومعاقل كثيرة وجعلوه مقدماً فيها".

لقد كان العفو عن خصومهم الأئمة وولاتهم سجية الملوك من بني رسول وبني طاهر، ولم يأخذوهم بجريرة ولم يبطشوا بهم عن حقد أو انتقام رغم أن بعض ولاة الأئمة كانوا قد غدروا بالملوك وقتلوا خيرة ملوكهم وأمرائهم. ومن ذلك مثلاً أن محمد بن عيسى شارب والي صنعاء للإمام أحمد بن الناصر كان رجلاً غداراً وقتل الملك الظافر الأول عبدالملك بن داود على أبواب صنعاء، ولما دخل الملك الظافر الثاني عامر بن عبدالوهاب الطاهري عفا عنه وأذمه، "ولما تحقق أهل صنعاء قبض إمامهم الوشلي وهزيمة البهال وما اتفق لجنده من الخذلان الذي لا يحصر عن الوصف، أرسلوا إلى الملك الظافر عامر يطلبون الذمة ويسلمون إليه المدينة، فأذم عليهم وأكرمهم، وخرج إليه الإمام أحمد بن الناصر وعبد الله بن مطهر ثاني يوم الوقعة فأكرمهم، ثم سألاه الذمة لمحمد بن عيسى شارب فأذم عليه فخرج عليه، ثم تسلم السلطان الظافر صنعاء بالسمع والطاعة وسلموا أنفسهم لأهل السنة والجماعة، ثم دخلها الملك الظافر في اليوم السابع من شهر شوال وقرر أحوالها ونال غرضه منها".

أهداف هذه الإستراتيجيا:
لقد كان أهم أهداف هذه الإستراتيجيا لدى الإمامة هي ثقافة الإخضاع والهيمنة حتى يسودون ويستجيب الناس لهم دون التطلع للولاية أو معارضتهم، وهذا لم يخفه الأئمة في كل عهد ويقولون بها علنا، وعلى رأسهم ابن حمزة في قوله:
ما رأيكم في مؤمنٍ قوامِ
موحدٍ مجتهدٍ صوامِ
حبر بكل غامضٍ علامِ
وذكره قد شاع في الأنامِ

إلى أن قال:
أما الذي عند جدودي فيهِ
فينزعون لسنه من فيهِ
ويؤتمون جهرة بنيهِ
إذ صار حق الغير يدعيهِ

ولذلك قامت قيامته عند مراجعة المطرفية لأهم مداخل ومرتكزات الأيديولوجيا الإمامية في قضية البطنين وقالت إنه يجوز تولي الإمامة من غير البطنين.

كذلك بقاء الناس ذليلين خاضعين يجبون إلى الإمامة ثمرات كل شيء وتكوين الطبقات (سادة ومسود) وغيرها من الأهداف الكبيرة والصغيرة.

كلمات دالّة

#مليشيا_الحوثي