السبت 20-04-2024 08:08:48 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تعز وآفاق الفجر.. فك حصار تعز (الأخيرة)

الإثنين 03 ديسمبر-كانون الأول 2018 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت- خاص / أ. عبد العزيز العسالي

 

تهتدي إذا هي اتعزت..
وإن جانبتها تخبط العشوى
البرودني رحمه الله

بدون مقدمة:
- قلنا اشتد الحصار تماما على المدينة من كل اتجاه، عدا تلك الطريق الشاقة حدنان طالوق.
- تحركت السلطة المحلية وبدعم الخيرين تم تحسين نسبي لطريق طالوق وإزالة الوعورة والخراب المتقادم، وتحسنت الخدمات نسبيا.
- قناصة المليشيا محيطون بالمدينة وأخطر مكان قلعة القاهرة ومبنى الأمن السياسي.
- تم اقتحام هذين الموقعين رغم تحصينهما، لكن إذا حضر الإخلاص هانت المعوقات أيا كانت.
- استمر التقدم ببطء باتجاه وادي الدحي وجامعة تعز، فاقتحم الجيش الوطني والمقاومة مبنى الجامعة وأسهم الطيران في تدمير دبابتين كانتا في فناء الجامعة مهيمنتين على وادي الدحي.
- تناسقت الخطة من جهة بئر باشا وخط وادي الدحي والجامعة، ودارت معارك ضارية، غير أن الألغام حصدت العديد من الجيش والمقاومة.
- اتخذ القرار ثلاثة من قيادة المقاومة باقتحام المطار القديم، كونه محصن وفيه إمكانات ضخمة وضرباته موجعة تجاه الجامعة وغيرها.

صدق أو لا تصدق، لقد جيء بالمبروكة (دبابة المقاومة) وكانت قد أصابتها أعطال مختلفة فتم إصلاحها، وفي إحدى الليالي السابقة كانت تتحرك وتقصف بين جهة وأخرى فانشرخت أنبوبة المدفع، وفوق ذلك لا كوابح (فرامل) لها، فتقدمت الدبابة بلا قذائف مهرولة من بوابة المعسكر ولم يستطع قائدها التحكم بها، فولت المليشيا على وجوهها هروبا لا تلوي على شيء، علا تكبير طاقم الدبابة فانطلق الجيش والمقاومة خلف فلول المليشيا صوب الدفاع الجوي.

ــ استمرت المعارك بضراوة فضيعة، نظرا لامتداد موقع الدفاع الجوي مسافات طويلة وتلال ووديان وسكان.

- بعد ذلك قررت قيادة الجيش والمقاومة فك الحصار عن المدينة المتمثل في الشريان الحي وهو خط الحجرية.

- كان الشيخ حمود قادما من عدن ولديه دبابة اشتراها من هناك وظل في الحجرية يرتب، فاتسقت الفكرة، وانطلق الجيش والمقاومة من تعز وجاء الشيخ حمود من الحجرية بدبابته فداست لغما فعطلها، فخرج طاقمها صوب الأهداف، وبعد ساعات فرت المليشيا وتم فتح الخط.

جبل هان:
- يقع جبل هان غرب بئر باشا لكن له امتداد طويل جدا يصل إلى الربيعي بل ومتاخم لجبل حبشي.
- عادت المليشيا من جبل هان مهاجمة الخط، قاصدة العودة لقطع الخط ولكن هيهات، لقد قدم الجيش تضحيات كثيرة في جبل هان، كون تحرير الجبل أخذ أياما كثيرة، لكن الخط ظل مفتوحا حتى اللحظة.
- قلنا في وقفة سابقة أن محاولة المليشيا الاستيلاء على مديرية التربة - المعافر لعدة أهداف، ومنها قطع الشريان بين تعز والعاصمة المؤقتة. وقد تمكنت المليشيا من قطع خط هيجة العبد، كونها موجودة في الأعبوس وحيفان.
- بفضل الله ثم الجهود المخلصة انتصر الجيش الوطني في تأمين الخط.

باختصار:
- عودة التحرير داخل المدينة في الأحياء الشرقية ابتداء من المدينة القديمة والحوض وحي المشفى الجمهوري والجحملية وحي المشفى العسكري وحي المحافظة وحي القصر الجمهوري، تم تحرير هذه الأحياء بعد عراك طال شهورا وانهزمت المليشيا وتمكن أبطال الجيش حتى اللحظة من بسط اليد في هذه الأحياء.

 

الوقفة السادسة:
العناصر المسلحة

- اشتهر مصطلح "المفصِّعين"، والمقصود به ذوي النفوس الضعيفة الذين حملوا أسلحة للاستعراض أمام المواطنين، نظرا لضعف الدولة.
- يمكنني أن أقدم رأيي الشخصي في هذا الصدد فأقول: هذه الشريحة تواجدت داخل المقاومة التي تتبع الشيخ حمود، وفي وسط الجيش، وتحت قيادة شخصيات تدعي صلتها بأبي العباس.
- تنفس سكان المدينة قليلا بعد فك الحصار وتحرير الأحياء الآنفة الذكر، حتى فوجئ المواطنون بظهور قوي للعناصر المسلحة "المفصِّعة" تمارس السطو على البيوت غير المسكونة ونهب محتوياتها وعلى المحال والمخازن التجارية والاغتيالات.

يمكنني تقسيم دوافع هذه التصرفات من خلال متابعتي إلى الدوافع التالية:
1- دافع شخصي بحت، ثأرات من الريف تم توظيفها داخل المدينة، نعم هذه حوادث قليلة لكنها مؤثرة.
2- دافع الحصول على السلاح والمال، وهذا دافع واضح وملموس.
3- دافع مادي تم توظيفه سياسيا في اغتيال عناصر الجيش والمقاومة، لغرض غنيمة السلاح وخدمة للخلايا النائمة العفاشية.
4- سياسي بحت (أمن قومي عفاشي)، وهذا الفصيل انضوى تحته أسماء مصطنعة: قاعدة، داعش، دولة إسلامية، وكلها صناعة دجاج الحرس والأمن القومي... إلخ، حسب عبارة ضابط ذماري في الحرس قال: نحن دجاج في الحرس يطبخ مسلوق ومندي ومضبي وبروست ومجمّر.

- أعمال السطو والاغتيالات السياسية والثأرات... إلخ، وجهت طعنة نجلاء للوطن عموما وللجيش فظهر تذمر المواطن وفقدان الثقة، سيما بعدما كثرت الاغتيالات ضد عناصر الجيش الوطني.
- كان التحدي الأبرز في المدينة القديمة وسوق الصميل وحي الجمهوري وأحياء أخرى أقل.
- دخل الجميع في حوار مع اللجنة الأمنية وكثر الأخذ والرد والانقلاب على الاتفاقيات، فقررت السلطة المحلية اقتحام أوكار المخربين المفسدين.
- تلى ذلك قرار هادي بتشكيل لجنة رئاسية مهمتها متابعة الحوار، وما لم فالقوة وتسليم المنازل والمكاتب
لذويها.
- نجحت اللجنة الرئاسية في الخطين (الحوار والاقتحام)، بحمد الله استتب الوضع في المدينة إلى درجة تقترب من نسبة جيد جدا.

دور الإصلاح:
أولا: لا يعني إغفال إسهام وأدوار الآخرين، حاشا فهناك أحزاب وهناك رجال من المؤتمر وهناك مستقلون من الجنسين أسهموا كثيرا.

ثانيا: لست هنا مادحا للإصلاح أو مبالغا بقدر ما سأقدم تلخيصا لما هو ملموس، كون الإصلاح أكبر حزب في الساحة وله حضوره الضارب في العمق المجتمعي، الأمر الذي جعل إسهام الإصلاح أكثرمن غيره، ولا ينكر هذا إلا مكابر أو حاقد.

فما هي إسهامات الإصلاح في فك الحصار عن مدينة تعز؟
1- النشاط التوعوي دينيا وثقافيا وإعلاميا.
2- بث الروح المعنوية في كل اتجاه وتثبيت المجتمع من خلال مشاركة المجتمع في معاناته دون صراخ وإنما بالتثبيت والصبر والدعاء.
3- حشد التبرعات من أنصاره في الريف والمدينة والخارج والداخل.
4- أسهم في شراء السلاح والعتاد والمؤن والتغذية للمقاتلين طوال الحرب.
5- التغذية النوعية للجيش والمقاومة عبر النساء وتشكيل اللجان النسوية لتصنيع الكعك وغيرها من الأغذية.
6- مبادرات نساء الإصلاح بإنشاء المزاد العلني لبيع القطع الذهبية وغيرها.
7- جمع التبرعات للثياب الشتوية للمقاتلين عينية ومالية.
8- أسهم في معالجة الكثير من الجرحى سيما في فترات مكابدة لأجل المال، فحرم كثير من الجرحى من العلاج فاسهم الإصلاح بعلاجهم بقدر الإمكان.
9- الاتصال عبر منظمات المجتمع المدني بالخيرين، وتقديم الغذاء والماء النقي وغير النقي وتوزيعه في الأحياء.
10- تقديم أكبر عدد من الشهداء والجرحى والمعتقلين، نظرا لكثرة حضور أنصاره في الوسط المجتمعي.
11- يمكننا القول جازمين إن الإصلاح يحمل هم وطن والدليل ما سبق وكذا قلة وجوده في مقاعد الحكومة، بل إنه سحب قيادات ميدانية ضربت أروع ملاحم البطولة في كل ما سبق، ومع ذلك سحبها وسلم المواقع للجيش.

وقبل وبعد وفوق ذلك، فإن الإصلاح يعرب عن عظيم امتنانه للشعب الصابر المتحمل والذي مثل الحاضنة القوية للمقاومة والجيش والأمن، مشيرا أنه لولا هذا الموقف الشعبي البطولي النادر ما كانت هذه الانتصارات.
حفظ الله يمننا وأخرجها من أزمتها وألهم شعبنا مزيدا من الوعي والتلاحم، ومن نصر إلى نصر، حتى دحر الانقلاب وعودة الإرادة الشعبية أفضل مما كانت. آميين.