الخميس 18-04-2024 07:03:33 ص : 9 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تصاعد وتيرة الانقسام بين قيادات الحوثي.. الصراع الدامي داخل الانقلاب الآيل للسقوط

الإثنين 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت – خاص

 

تتصاعد حدة الصراع بين قيادات مليشيات الانقلاب الحوثية، يوماً إثر آخر ، بسبب خلافات على المناصب والهيمنة والأموال التي تجنيها ووصلت هذه الصراعات إلى القيادات العليا للانقلابيين الحوثيين، وزادت وتيرتها في الأشهر الأخيرة، لكنها تصاعدت في الأيام القليلة الماضية بشكل غير مسبوق في صراع دامٍ.


آخر مشاهد الصراع الدامي داخل الجماعة الحوثية حدث اليوم(الاثنين ) في مديرية نهم شرقي صنعاء، أسفر عن مقتل عدد من عناصر المليشيات بينهم قيادي من صعدة يدعى أبو يوسف الصعدي وآخر من صنعاء يدعى أبو حرب، إثر قيام الأول باعتقال الثاني والتحقيق معه وضربه بتهمة الخيانة التي أصبحت تهمة متبادلة بين اجنحة الصراع، وأعقب ذلك حملة اعتقالات نفذتها قيادات حوثية من صعدة، بحق قياديين من نهم وصنعاء.


وتقول مصادر في العاصمة صنعاء المحتلة من قبل المليشيا، أن الصراعات بين قيادات المليشيات الحوثية بلغت ذروتها، ووصلت إلى القيادات العليا، التي تدير الجماعة الممولة من إيران، حيث تؤكد المصادر ان صراعاً محموماً يحتدم اليوم بين رئيس مايسمى المجلس السياسي للانقلاب الحوثي مهدي المشاط، وهو صهر زعيم الجماعة، وبين رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا للانقلاب محمد علي الحوثي.


وتشير المصادر إلى قيام المشاط بتكبيل محمد علي الحوثي وتحجيمه والحد من نفوذه وهو ما اشعل فتيل الصراع بين الطرفين، خصوصاً بعد تشكيل المشاط ما يشبه حكومة الظل، بعد الإطاحة بحكومة بن حبتور التي لا تحظى بأي قبول أو اعتراف دولي أو محلي، وهو ما دفع بمحمد علي الحوثي إلى القيام بنفس الإجراء وتشكيل حكومة ظل من اتباعه.


وتتحدث المصادر عن سخط محمد الحوثي بسبب قيام المشاط بإقالة حكومة بن حبتور التي كان يرى ضرورة بقائها صورياً ولو دون منحها أي صلاحيات لتحسين صورة الجماعة الحوثية، التي تخلصت من آخر حلفائها في 4 ديسمبر من العام الماضي.
وقالت مصادر مطلعة إن الخلاف بين طرفي الجماعة الحوثية يعكس نفسه على عملية تعيين ممثلين عن الجماعة وتشكيل وفد الانقلابيين في مشاورات ستوكهولم المزمع اجرائها مطلع ديسمبر القادم بالسويد، خصوصاً مع انحسار دور المؤتمريين المتحالفين مع الحوثي، والذين باتوا تحت رحمة الحوثيين.

  

صراع متجدد

الصراع على النفوذ والسيطرة داخل جماعة الحوثي وقيادات مليشياتها ليس بجديد، فقد وصل الصراع بين أطرافها قبل عدة أشهر إلى مراحل التصفيات الجسدية بعد تبادل الاتهامات بالفساد وهو ما دفع بالعديد من تلك القيادات إلى الهروب من صنعاء.
وتتحدث مصادر عن أن الصراع الذي زادت وتيرته بعد أحداث ديسمبر 2017 بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بات ينذر بحتمية انهيار مليشيا الحوثي الانقلابية، التي انقسم مشرفوها بين طرفي الصراع الذي تتزعمه قيادات كبيرة في الجماعة، حيث يسعى كل طرف وبشكل محموم للحصول على النفوذ واحكام السيطرة على الجماعة ومفاصلها ومواردها والحصول على المزيد من التمويلات القادمة من الداعمين الخارجيين.


وفي مطلع العام الجاري أكدت مصادر في صنعاء قيام القيادي الحوثي أبو علي الحاكم بتشكيل فرق اغتيالات لتصفية خصومه ومنافسيه والموالين لهم وإضعافهم بعمليات اغتيالات حتى يتسنى له توسيع نفوذه، وهو ما يفسر عمليات الاغتيالات الغامضة التي طالبت قيادات في الجماعة ومشرفين أمنيين وعسكريين، كان أبرزهم القيادي علي الغراسي، نائب الأمن المركزي، الذي قُتل داخل منزله بعد يوم واحد فقط من مقتل القيادي الحوثي محمد الغيلي مشرف منطقة سعوان برصاص مسلحين مجهولين، وجرى حينها الحديث عن صراع أجنحة داخل ميليشيات الحوثي، لكنها اليوم زادت من حدتها، وتوشك أن تتحول إلى مواجهات مفتوحة، بعد أن وصلت إلى حد التصفيات الجسدية.

  

هزائم وانتكاسات

ومع تطورات الأوضاع الميدانية وخسارة المليشيات الحوثية على مختلف الجبهات العسكرية، تطورت النزاعات بين اجنحتها الأمر الذي دفع كل طرف للسيطرة على أكبر قدر ممكن من المناطق الخاضعة للميليشيا، والحصول على الحصة الأكبر من الموارد المالية الناتجة من الأسواق السوداء وفرض الاتاوات والاستحواذ على المقدرات العامة والهيمنة على القرار داخل الجماعة، وهو ما يعني المزيد من التفكك على طريق انهيار الجماعة المرفوضة شعبياً.
وزادت الهزائم المتتالية للمليشيات الانقلابية في مختلف الجبهات، من حدة الصراع والانقسامات داخل جماعة الحوثي، وظهرت صورة أخرى من الصراع تمثلت في تذمر قيادات حوثية من مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثي، من سيطرة الحوثيين القادمين من محافظة صعدة وهيمنتهم، واستئثارهم بالغنائم والمكاسب، مشيرين إلى تعيين المشاط خلفاً للصماد في رئاسة المجلس السياسي الانقلابي، وكلاهما من محافظة صعدة، وهو ما يجري على كافة المستويات القيادية في الجماعة.

  

القفز من السفينة

بدأت الانشقاقات والصراعات داخل جماعة الحوثيين منذ وقت مبكر، وتجلت في غياب رئيس مجلسها السياسي السابق صالح هبرة عن المشهد وبقائه تحت الإقامة الجبرية في إحدى مديريات صعدة، واليوم تعود الانشقاقات مرة أخرى لتعصف بالمليشيات الانقلابية، لكن هذه المرة على مستوى القيادات العليا، مع ازدياد هزائمها الميدانية واقتراب سقوط المشروع الانقلابي، ما جعلها تعيش حالة من الرعب والضغط، الذي تواجهه بالمزيد من القمع وفرض الرقابة على الموالين لها خوفاً من هروبهم.


وخلال الأيام الماضية حدثت تطورات متسارعة بتزايد الانشقاقات داخل صفوف ميليشيات الحوثى الانقلابية، حيث هرب عدد كبير من القايدات الحوثية والتي كانت تعمل ضمن مشروع الحوثي من صنعاء، كان ابروهم وزير اعلام الحوثيين عبدالسلام جابر، ووزير التعليم الفني محسن النقيب، وقيادات عسكرية أخرى، ففي أغسطس الماضي أعلن العميد عبده مجلي، المتحدث باسم الجيش اليمني، فى تصريحات صحفية هروب 30 من القيادات الحوثية خلال يومين فقط، من داخل مناطق الحوثيين، بينهم نواب برلمانيون وقيادات عسكرية.


وجاء ذلك متزامناً مع التقدم الكبير الذي تحرزه قوات الجيش الوطني، في عدة محاور، والذي أصاب المليشيات الانقلابية بالارتباك، ودفع قيادات مؤتمرية متحالفة مع الانقلابيين إلى اعلان الانشقاق، وأحدث انقساماً في صفوفها واجنحتها العسكرية والسياسية والقبلية، فيما توارت قيادات أخرى عن المشهد، في الوقت الذي بدا زعيم الجماعة الممولة من إيران عبدالملك الحوثي فاقداً للسيطرة، وعاجزاً عن ردم الهوة بين القيادات التابعة له التي تتنافس بشكل محموم على نهب الأموال والحصول على الثروة.


ولم تستثن الصراعات الحوثية العديد من الأسر الهاشمية الداعمة للانقلاب، فقد وصلت حدة الصراعات إلى داخل الأسر الأكثر قرباً من عبدالملك الحوثي، وقبلها شهدت صعدة مواجهات دامية بين مليشيات عبدالملك الحوثي، ومليشيات عمه عبدالعظيم الحوثي، وهو ما اعتبره مراقبون عن عمق الخلافات داخل المشروع الحوثي وحدة الصراع بين قياداته في ظل الانهيارات التي يشهدها الانقلاب.