الخميس 28-03-2024 20:09:01 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

إب تحت سطوة المليشيا.. هل باتت الإنتفاضة وشيكه !

السبت 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ وئام إسماعيل

 

اختار معظم أبناء محافظة إب السلام وتجنب الحرب عقب انقلاب الحوثيين في سبتمبر 2014، بعد أن شهدت بعض مديريات المحافظة مواجهات مسلحة بين الأهالي والمليشيات الانقلابية، قبيل اندلاع "عاصفة الحزم"، فتراجعت المقاومة الشعبية هناك بسبب انعدام الدعم، وعدم وجود ألوية عسكرية في المحافظة موالية للشرعية لتكون نواة لجيش وطني في المحافظة.

أحكمت المليشيا الانقلابية سيطرتها على معظم مديريات محافظة إب في أكتوبر 2014، بتسهيل وتنسيق من قِبَل قيادات حزب المؤتمر الموالية للرئيس الراحل علي صالح ومعسكرات الأمن هناك، وسط دعوات للتعايش من قِبَل بعض أبناء المحافظة، رغم وجود عدد من قبائل المحافظة أعلنت تأييدها للشرعية وعملية "عاصفة الحزم" وشاركت بالمعارك في كثير من الجبهات أبرزها جبهة تعز.

  

انتهاكات بالجملة

رغم عدم وجود معارك في محافظة إب، بعد أن سيطرت عليها المليشيا الانقلابية لعدة أسباب، إلا أن المليشيا مارست بحق أبناء المحافظة مختلف أنواع التنكيل والانتهاكات.

وكشف آخر تقرير صادر عن وحدة الرصد في المركز الإعلامي للمقاومة بإب عن جملة من الجرائم والانتهاكات التي شهدتها المحافظة خلال أربع سنوات من الانقلاب.

وأفاد التقرير الذي حمل عنوان "إب.. مدينة الرعب" بارتكاب مليشيات الحوثيين أو عصابات منفلتة على علاقة بقيادات عليا في المليشيات (9238) جريمة وانتهاكا أمنيا، في الفترة من 15 أكتوبر 2014م إلى 15 أكتوبر 2018م.

بخصوص الجرائم التي مارستها الجماعة ضد الأفراد، فتم رصد (1454) حالة قتل وإصابة متعددة الأسباب، إضافة إلى اختطاف (3042) مواطنا ضمن حملات مكثفة طالت معارضين للانقلاب وناشطين وإعلاميين ومسافرين، وكذا توثيق قيام المليشيات بـ(340) جريمة ابتزاز مالي وفرض إتاوات على تجار وباعة وملاك مؤسسات.

أما جرائم حرب ضد الإنسانية، فقد وثق المركز المئات منها والتي ترقى إلى جرائم الحرب والإبادة وفق تصنيفات المحاكم والقوانين الدولية، بينها تصفية (19) مختطفا تحت التعذيب في سجون الحوثيين، إضافة إلى تعذيب (187) مختطفا آخرين، وكشف التقرير عن تورط المليشيات بإعدام (9) مواطنين، واغتيال (13) آخرين، وتشريد (1709) أسرة ضمن تهجير قسري، والهاربين من بطش تلك الجماعة، وكذلك قيامها بتجنيد (423) طفلا.

وبشأن الانتهاكات ضد المنازل والمؤسسات والأملاك فقد طالت المساكن والمؤسسات والأملاك العامة والخاصة في المحافظة (1613)، وداهمت المليشيات (846) منزلا ومتجرا ومؤسسة، وتم توثيق نهب (688) منزلا ومتجرا ومؤسسة من تلك المداهمة، من بينها نهب مساعدات إنسانية تتبع منظمات دولية، فضلا عن تفجير (79) منزلا لمعارضين ووجاهات قبلية وقيادات سياسية وقيادات في الجيش والمقاومة في عدد من مديريات المحافظة.

وأورد التقرير كذلك إحصاء بحالات الاعتداء على الأفراد والأملاك العامة والخاصة والسطو المسلح على الأملاك الخاصة، وأغلبها حالات سطو واعتداء على أراضٍ ومقابر ومؤسسات حكومية، بلغت وفق التقرير (334) حالة اعتداء، إضافة إلى قيامهم بوقف نشاط 7 منظمات.

  

دعوات للانتفاضة

أدت تلك الممارسات إلى تنامي الغضب تجاه المليشيات الحوثية، والدعوة للتحرك العسكري ضدها بالتزامن مع معارك جرت بمحافظة الضالع القريبة جغرافيا من إب.
فقد دعا قبل أيام مجلس مقاومة إب أبناء المحافظة وكافة أبناء الشعب اليمني، إلى هبة شعبية مساندة للجيش الوطني في معركة الحسم خلف القيادة السياسة ممثلة برئيس الجمهورية، وطالبوا بسرعة التحرك عسكريا وتفويت الفرصة على الحوثيين الذين يسعون لإطالة أمد الحرب وزيادة معاناة المواطنين.

كما حمل مجلس مقاومة إب الأمم المتحدة مسؤوليتها في تنفيذ قراراتها التي صدرت بإجماع دولي ضد مليشيا الانقلاب والتي أثبتت للعالم رفضها للسلام وتهديدها للأمن والسلم الإقليمي والدولي، وعدم الالتفاف على المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليا وإقليميا ودوليا.
وثمن المجلس الانتصارات والبطولات التي يحققها أبطال محافظة إب في ملاحم البطولة مع إخوانهم أبطال الجيش الوطني وبدعم أخوي وصادق من الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

  

فاعلية وتضحيات

وبخصوص تحرك جبهات إب في هذا التوقيت، فيؤكد مدير المركز الإعلامي لمقاومة إب بالمحافظة وليد الجعور، أن الأمر مرتبط بالقرار العسكري والسياسي لقيادة الشرعية، ومسرح العمليات العسكرية الحالي، ووصول الجبهات إلى نقاط تماس مع جغرافيا اللواء الأخضر.

وأشار إلى أن دور إب لم ينتهِ عند هذا الوضع، بل اتجه أبطال المحافظة نحو مختلف جبهات الشرف في كل المدن والمناطق، وقدموا أكثر من 1700 شهيد حتى اللحظة في جبهات تعز ومأرب والجوف وصنعاء والضالع التي يشارك فيها ألوية عسكرية من ألوية محور إب وغيرها.

وذكر الجعور أن إب وكل أبناء اليمن أكثر شوقا لتحرير اليمن من مليشيات الحوثي الانقلابية المتمردة السلالية الطائفية، مشيرا إلى أنها كانت من أوائل المحافظات التي واجهت الانقلاب بعد سقوط صنعاء بل حتى قبل اندلاع "عاصفة الحزم".

واستطرد "الكل يتذكر أن أول انتفاضة شعبية يمنية ضد الانقلاب الحوثي كانت أغسطس 2016، حيث طرد أبناء إب المليشيات من أكثر من نصف مديريات المحافظة خلال يوم واحد من انتفاضة أحرار وأبطال إب".

وبحسب الجعور فلعل جغرافيا القتال مع المليشيات الحوثية آنذاك، لم تمكن أبطال إب من استمرار مقاومتهم الباسلة في المحافظة.

  

أهمية إب

تتصل إب (المعروفة باللواء الأخضر) بمحافظة ذمار من الشمال وتعز من الجنوب والضالع والبيضاء من الشرق والحديدة من الغرب، وهو ما يوضح موقعها الإستراتيجي الذي يساعد في فتح جبهات قتال كثيرة ضد الحوثيين، فضلا عن تأمين جبهات أخرى، وقطع الإمدادات عن الحوثيين في المحافظات المحاذية لها التي تشهد معارك.

وبحسب مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، فهي إلى جانب تعز تشكلان إقليم الجند، وأدى قربها الجغرافي من الأخيرة، إلى نزوح آلاف السكان إليها بسبب الحرب هناك منذ أواخر مارس 2015.

وهي محافظة متنوعة التضاريس، ويعمل الكثير من سكانها بالزراعة، وتبعد عن صنعاء مسافة 193 كم، فيما تبلغ مساحتها حوالي 5,552 كم2 تتوزع في عشرين مديرية متباينة المساحة، وتعتبر مديرية القفر أكبر مديريات المحافظة من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحتها 676 كم2، كما تعد مديرية الشعر أصغر المديريات من حيث المساحة 154 كم2.

ويؤكد نشطاء من إب على ضرورة أن يتم تحرير المحافظة، لا أن يتم فتح جبهات فيها كما حدث سابقا بمديرية الشعاور التي توقفت فيها المعارك بعد اندلاعها.

كلمات دالّة

#اب