الجمعة 29-03-2024 13:31:51 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

خطف الأجانب.. دجاجة الحوثيين التي تبيض دولارات

الثلاثاء 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 11 صباحاً / الإصلاح نت - المصدر أونلاين

 

 

خلال عمله للمرة الثانية مستشاراً إعلامياً ضمن البعثة الدبلوماسية الأمريكية في اليمن خلال العام الماضي 2017 ضحك الدبلوماسي الأمريكي "هاينس ماهوني" حين أخبره محرر (المصدر أونلاين) أن "مبارك المشن الزايدي" صار قيادياً في جماعة المتمردين الحوثيين، وعلق بلغة عربية ركيكة "هذا مكانه الطبيعي" حضر الحديث عن الرجل كون الزايدي أول من نفذ عملية اختطاف ضد الأجانب في اليمن عام 1992 وكان الضحية هو الدبلوماسي الأمريكي ذاته. 

الزايدي زعيم قبلي وشخصية عسكرية سابقة وقد اختطف الدبلوماسي الأمريكي ليلفت نظر الرئيس السابق صالح لمطالب يريد منه تلبيتها، وكانت تلك الحادثة هي مفتتح عمليات اختطاف الأجانب التي صارت فيما بعد تتكرر بشكل اعتيادي وصارت عنواناً لليمن في وسائل الإعلام الغربية، لم يغطي عليه سوى عنوان (الإرهاب) الذي ارتبط باليمن بعد أقل من عشر سنوات من ارتباطها باختطاف الأجانب.

توالت عمليات اختطاف الأجانب بعد ذلك، وتقول تقارير إعلامية تتبعها المصدر أونلاين إن عدد الأجانب المختطفين في اليمن خلال الفترة (1992-2001) بلغ 200 أجنبياً، ومعظم العمليات قام بها مسلحون قبليون للضغط على الحكومة لتنفيذ مطالب محددة، وبعضها قام بها تنظيم القاعدة، وكلها كانت نتيجة ضعف الدولة.

أسقطت جماعة الحوثي، حكومة اليمن الشرعية عبر انقلاب مسلح في سبتمبر/أيلول 2014، وشهدت عمليات اختطاف الأجانب منعطفاً جديداً وملفتاً، فقد احتكرت الجماعة كل شيء في مناطق سيطرتها بما في ذلك عمليات الاختطاف.

وأصبحت الاختطافات عملية منظمة ومدروسة لأهداف متعددة، وهذا ما أكدته الخارجية الأمريكية، في بيان لها، في مايو/آيار 2017، بالقول إن الجماعة المتمردة بصنعاء -الحوثيين- "اعتقلت مواطنين أمريكيين بشكل منهجي"، ورغم ذلك لم تصنف أمريكا الحوثي كجماعة إرهابية حتى اللحظة!

 

 التدشين الرسمي

وحسب تتبع المصدر أونلاين لعمليات الإختطاف التي قامت بها الجماعة فقد بدأت جماعة الحوثيين بتنفيذ عمليات اختطاف لأجانب في وقت مبكر من تمردها المسلح على نظام الحكم السابق، وتحديدا في يونيو/حزيران 2009، حيث اختطفت تسعة أجانب يعملون في مستشفى بمحافظة صعدة اليمنية.

وضحايا هذه العملية كانوا سبعة ألمان (مهندس وزوجته وأبنائهما الثلاثة وممرضتين)، ومهندس بريطاني كان في زيارة إلى المستشفى، ومدرسة كورية جنوبية عملها تدريب أبناء الموظفين الأجانب العاملين بالمستشفى.

اتهمت الأجهزة الأمنية يومها المتمردين الحوثيين بالوقوف وراء العملية لكن الجماعة نفت ذلك، بينما أكدت مصادر قبلية أن الرهائن المخطوفين بعهدة قيادي حوثي، وجاءت المؤشرات لاحقاً لتؤكد مسؤولية الجماعة عن الحادثة.

ولأن الجماعة حينها كانت لا تزال حديثة عهد بالاختطافات، لم تتمكن من الحفاظ على سلامتهم والمفاوضة بهم، حيث عثر على سبع جثث من المخطوفين التسعة بعد أيام من الحادثة، في منطقة "نشور" بصعدة، وهي من معاقل الحوثي، ومعروف أن الحوثيين يديرون مناطق سيطرتهم بقبضة حديدية.

وانتهت هذه الحادثة المأساوية بدراما غريبة، حيث أعلنت القوات السعودية في مايو/آيار 2010، عن استعادة الطفلتين الألمانيتين، ولم يعلن عن كيفية استعادتهما، وممن، والمقابل؟

ولم تعلن عن عملية اختطاف جرت بعد هذا التاريخ في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، والسبب أن الجماعة أحكمت سوراً أمنياً على مناطق سيطرتها، وتطور الوضع بعدها ليصبح المواطن اليمني عاجزاً عن زيارة صعدة بدون إذن مسبق من الجهاز الأمني الخاص بالجماعة.

بالإضافة إلى أن السفارات الأجنبية حذرت رعاياها من زيارة صعدة بعد هذه الحادثة كونها أصبحت خارج سيطرة الدولة باستثناء مناطق محدودة، ولأسباب أمنية كان يصعب على جماعة الحوثي اختطاف أجانب خارج مناطق سيطرتها.

 

 اتهامات خاطئة

جاءت ثورة 11 فبراير/شباط 2011، ودخل الحوثيون صنعاء لأول مرة بعدد محدود من أتباعهم بدعوى الانضمام إلى ثورة الشباب السلمية، وشهدت هذه الفترة اختلالات أمنية لأسباب مختلفة.

استغل الحوثيون هذا الفراغ الأمني، وقاموا بعملية اختطاف أجانب من وسط العاصمة صنعاء، وكانت الاتهامات توجه إلى تنظيم القاعدة، لأن جماعة الحوثي أجادت التمثيل في تلك الفترة بالظهور بمظهر الجماعة المدنية المظلومة.

والتزمت حكومة الوفاق الوطني الصمت بناء على توجيهات عليا، وذلك حرصا من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على احتواء هذه الجماعة المسلحة واستيعابها، وجرها إلى مائدة الحوار.

ففي ديسمبر/كانون أول 2012، اختطف مسلحون مواطنين فنلنديين هما (آتي كاليفا - 27 عاما)، وزوجته (ليلى كاليفا)، إضافة إلى نمساوي ثالث يدعى (دومينيك نيوفاير) من وسط صنعاء.

لم تتبن قبيلة يمنية الحادثة، ومعروف عن القبائل اليمنية إعلان مسؤولياتها عن أي حادثة اختطاف تقوم بها وإعلان مطالبها، ولم يتبن تنظيم القاعدة العملية أيضا، ومعروف عن التنظيم عداوته للسلطات الحاكمة وتفاخره بمثل هذه المهمات، وعدم خوفه من التداعيات، وسرعان ما يظهر الضحية في فيديو مسجل يناشد دولته دفع الفدية لإطلاق سراحه.

كانت جماعة الحوثي هي من تقف وراء العملية، بحسب إفادة مسئول أمني خاص، وهذا ما أكدته الأيام، فقد أعلنت سلطنة عمان في مايو/آيار 2013 عن نجاح جهودها في إطلاق سراحهم، ولم تعلن عن الجهة الخاطفة، وتربط السلطنة علاقة جيدة مع جماعة الحوثيين، وتقوم حاليا بالتوسط لإطلاق سراح مختطفين أجانب لديها، وتمكنت من إطلاق العشرات.

وجاءت الحادثة الثانية في مارس/آذار 2014، حيث أعلنت الداخلية اليمنية الإفراج عن موظف إيطالي في الأمم المتحدة بعد خطفه لساعات في العاصمة صنعاء، لكنها لم تكشف عن هوية الخاطفين، أو دوافعهم، كما أنها لم تقدم الجناة للمحاكمة.

 

 عهد جديد

سيطرت جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، وأصبحت سلطة الأمر الواقع، وخلا لها الجو لممارسة المهمة القذرة والمربحة في آن، وفي كل مرة كانت وسائل الإعلام تطالع قراءها بأخبار عن اختطاف أو إطلاق سراح أجنبي معتقل لدى الحوثي.

ولا توجد إحصائية دقيقة عن عدد الأجانب المختطفين في سجون الحوثيين، ولا إحصائية دقيقة عن عدد الأجانب الذين تم إطلاق سراحهم، فهناك تكتيم إعلامي في بعض الحالات ربما لإتاحة الفرصة للقنوات الدبلوماسية.

لكن المؤكد هو أن ظاهرة اختطاف الأجانب تزايدت بشكل ملحوظ، وأصبح الحوثيون يتاجرون بهؤلاء الرهائن، دون أن تدرك الجماعة المسلحة أنها تحولت إلى سلطة أمر واقع وأن مهمتها باتت تقتضي الحفاظ على الأجانب الموجودين داخل البلد أو ترحيل من لا ترغب في وجودهم. بينما ظل المتكرر في كل عمليات الإختطاف التي مارستها الجماعة بحق الأجانب هو أنه يتم الإفراج عنهم بوساطة عمانية.

ومن خلال متابعة محرر المصدر أونلاين لعمليات الإفراج فإن المرجح أن الدافع الرئيس لجماعة الحوثيين لممارسة الخطف هو مادي، فهناك ملايين من الدولارات تجنيها الجماعة من عملية اختطاف وإطلاق سراح هؤلاء الأجانب، وهذا يسري أيضاً على كثير من المواطنين اليمنيين الذين تختطفهم الجماعة وتحتجزهم في سجونها لفترات متفاوتة ثم يتم إطلاق سراحهم بعد عمليات تفاوض ومتابعة مضنية من قبل أهاليهم مقابل دفعهم مبالغ مالية وأحياناً يتم مبادلتهم بأسرى من عناصر الجماعة وقعوا في قبضة القوات التابعة أو المقاومة الشعبية المؤيدة للحكومة الشرعية.

كما تتخذ جماعة الحوثيين من المختطفين وسيلة للضغط على حكومات بلدانهم لاتخاذ مواقف معينة خصوصاً وأن غالبية المختطفين الأجانب ينتمون إلى دول تربطها علاقات جيدة مع السعودية التي تقود حرباً ضد المتمردين الحوثيين منذ سنوات.

ويحضر عامل الإابتزاز تجاه المنظمات الأجنبية حيث أن بعض المختطفين يعملون في منظمات إنسانية وإغاثية، ففي حال لم تستجب المنظمة لمطالب الحوثيين يتم اعتقال أحد موظفيها للضغط عليها، وأصبحت المنظمات الدولية العاملة في صنعاء تدار عبر الحوثيين، وأجبرت على توظيف العشرات من أتباع الجماعة في إدارات حساسة.

 

 كشف حساب

في إحصائية بسيطة لعدد الأجانب الذين اختطفتهم جماعة الحوثي حتى الآن رصد المصدر أونلاين عدداً يقترب من 80 مواطنا أجنبيا، وكثير منهم يحملون الجنسية الأمريكية، إذا استثنينا المختطفين المصريين الذين جرى خطفهم دفعة واحدة.

وإذا كان تنظيم القاعدة وهو المصنف عالميا في قائمة الإرهاب قد حصل من الحكومات الغربية على 66 مليون دولار مقابل إطلاق سراح عدد محدود من الأجانب خلال عام واحد وهو 2013، بحسب تقارير دولية، فكم المبالغ المالية التي يمكن أن يكون قد حصلت عليها جماعة الحوثيين جراء كل هذه العمليات؟

ففي فبراير/شباط 2015، ااحتجزت جماعة الحوثيين المواطنة الفرنسية (ايزابيل بريم)، وأطلقت سراحها في أغسطس/آب 2015م بواسطة عمانية، والملفت أن الخارجية العمانية قالت إن "الجهات المعنية في السلطنة وبالتنسيق مع بعض الأطراف اليمنية تمكنت من العثور على الرهينة الفرنسية في اليمن ونقلها إلى السلطنة تمهيداً لعودتها إلى بلادها"، وكلمة عثور توحي وكأنها تاهت في الطريق وفقدت الوجهة التي كانت تقصدها!

بينما كانت الضحية الفرنسية اختطفت من صنعاء على يد رجال يلبسون زي الشرطة، وخطف معها مترجمة يمنية اسمها شيرين مكاوي، وأطلق سراحها بعد أسبوعين، والتي أشارت في تصريح صحفي لاحقاً إلى دفع فرنسا أكثر من 3 ملايين دولار مقابل إطلاق سراح بريم، لكن باريس نفت دفع فدية، واكتفت بشكر السلطان قابوس بن سعيد.

وفي يناير/كانون الثاني 2015، أعلنت عمان عن وصول مواطنين إلى العاصمة مسقط، جرى نقلهما من صنعاء، أحدهما أمريكي والآخر سنغافوري كانا مختطفين في اليمن، وأفرج عنهما بوساطة عمانية تلبية لطلب أمريكا وسنغافورة، وفقاً لبيان مسقط، ولم يكشف عن أسمائهما، ولا متى تم اختطافهما، ولا من أطلق سراحهما؟

وفي يونيو/حزيران 2015م، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن دبلوماسيين أمريكيين التقوا ممثلين عن جماعة الحوثيين في العاصمة العمانية مسقط بهدف الضغط عليهم للإفراج عن رهائن أمريكيين. وقالت الوزارة إن الصحفي الأمريكي كيسي كومبز الذي كان يحتجزه الحوثيون وصل إلى مسقط وهو في حالة مستقرة.

وفي سبتمبر/أيلول 2015، أكدت سلطنة عمان قيامها بوساطة أسفرت عن الإفراج عن ستة أجانب كانوا محتجزين في صنعاء منذ ستة أشهر، وهم أميركيان وثلاثة سعوديين وبريطاني واحد. والأمريكيان بحسب وسائل إعلام أمريكية هما سام فران، وسكوت داردن في الخامسة والأربعين من عمره، وخطف في مارس/آذار 2015 من صنعاء.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015، أوقفت مليشيا الحوثي الأمريكيين "مارك ماكاليستر"، و"جون هامين"، قبيل مغادرتهما مطار صنعاء، بتهمة الاشتباه بنشاط "تجسسي" للرجلين اللذين كانا يعملان لصالح الأمم المتحدة. والملفت أن هذا الاشتباه التجسسي اكتشف في المطار قبيل مغادرتهما!

وتهمة التجسس هي التهمة التي تلصقها مليشيات الحوثي لكل الأجانب المختطفين، وتلصق تهمة العمالة والإرهاب للمختطفين اليمنيين، بدون أدلة ولا محاكمة للمتهمين الذين مضى على بعضهم 4 سنوات في السجون، ولم يسمح لهم حتى بالتواصل مع أقربائهم أو علاجهم، وبعضهم ماتوا تحت التعذيب وبينهم أجانب.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أعلنت الخارجية الأمريكية عن وفاة المواطن الأمريكي "جون هامين" والذي كان محتجزاً لدى مليشيا الحوثي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015. وقال سجناء يمنيون وأجانب أفرج عنهم لاحقاً، إنه مات تحت التعذيب، بينما قال الحوثي إنه انتحر!

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015، قالت سلطنة عمان إنها استقبلت ثلاثة أمريكيين كانوا محتجزين لدى جماعة الحوثيين. وفي ديسمبر/كانون الأول 2015، اعتقل مسلحون في صنعاء الفرنسية التونسية الموظفة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر "نوران حواس"، وبعد مرور حوالي عام أطلقت سراحها في أكتوبر/تشرين الأول 2016 بوساطة عمانية.

ومحاكاة لتجارب القاعدة وداعش، ظهرت نوران في شريط فيديو في مايو/آيار 2016 وهي ترتدي لباساً برتقالياً ووراءها مسلح ملثم، وتناشد الحكومة الفرنسية بدفع الفدية ما لم سيتم قتلها. مع التأكيد على أن الجماعة لم تعلن رسمياً تبنيها لمعظم عمليات الإختطاف. وإلى جانب أنها في مرات عديدة تجعل قيادات تابعة لها تتفاوض لتسهيل عملية الإفراج وتحديد الفدية المطلوبة فإنها في كثير من الحالات تقف في الظل وتترك مسلحين يحظون برعاية رسمية من الجماعة لإدارة العملية وعند جهود الإفراج تلعب الجماعة، شكلياً، دور الوسيط.

 

 كيري يرحب

في أبريل/نيسان 2016، أكدت عمان أنها ساعدت في الإفراج عن مواطن أمريكي كان مختطفاً لدى جماعة الحوثيين، بناءً على توجيهات من السلطان قابوس بن سعيد، وتلبية لطلب الحكومة الأمريكية.

وفي يونيو/حزيران 2016، أعلنت عمان الإفراج عن مواطن ألماني، وجرى نقله من صنعاء إلى مسقط بطائرة تابعة لسلاح الجو العماني، من دون ذكر أي تفاصيل عن الألماني أو الأطراف التي كانت تحتجزه أو أسباب ومدة احتجازه، واكتفت السلطنة بالقول إنها تفاوضت للإفراج عنه بطلب من ألمانيا لـ " دواعٍ إنسانية".

وفي سبتمبر/أيلول 2016م، اختطف مسلحون حوثيون مواطناً استرالياً يدعى (كريغ ماكليستر) من صنعاء، وهو مدرب كرة قدم، وظهر المواطن الاسترالي المخطوف في يناير/كانون الثاني 2017 في شريط فيديو وهو يقرأ بياناً والسلاح موجه إلى رأسه، وطلب من حكومة بلاده قبول طلبات خاطفيه بدفع المال.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016، حسب تتبع محرر المصدر أونلاين لأخبار الإختطافات وعمليات الإفراج أعلنت عمان عن نجاح وساطة قادتها في الإفراج عن أمريكيين كانا محتجزين في صنعاء، وتم نقلهما على متن طائرة عمانية إلى مسقط. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أطلقت جماعة الحوثيين سراح المواطن الأمريكي وليد يوسف بيتس لقمان، بوساطة عمانية.

وقالت الخارجية العمانية إن الوساطة جاءت "لتلبية التماس الحكومة الأميركية الاستمرار في مساعدتها حول مواطنيها المتحفظ عليهم في اليمن"، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري: "نرحب بهذه البادرة الإيجابية من جانب الحوثيين، وما زلنا نطالب بالإفراج عن الأشخاص المحتجزين ظلماً في اليمن".

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2016، أكدت الخارجية المصرية اختطاف 49 مواطناً مصرياً على يد الحوثيين في محافظة الحديدة اليمنية، والمختطفون كانوا يعملون في عدة مهن حرة في المدينة منذ عدة سنوات، ولم يقف المصدر أونلاين على خبر عن مصيرهم بعد ذلك إلا أن المرجح أنه تم الإفراج عنهم بعد فترة وجيزة وتمكنوا من العودة إلى بلادهم.

 

 اختطاف ظريف

لا تخلو الاختطافات من طرائف، ففي سبتمبر/أيلول 2017، اتهمت وزارة الداخلية التابعة للحوثيين، في بيان لها، عصابة مسلحة باختطاف المواطن الأمريكي "داني لايون برش" (63 عاما) من أحد شوارع صنعاء، بينما أكد زملاء المختطف لوسائل إعلام خارجية أن مسلحين تابعين لجماعة الحوثيين ويتجولون على عربات مسلحة اختطفوه في وضح النهار.

ومعروف أن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي يدير مناطق سيطرته بالحديد والنار، ولهذا لم تسجل حتى اليوم أي حادثة اختطاف لأجنبي قامت بها قبيلة أو عصابة أو تنظيم متطرف في مناطق سيطرة الحوثيين الجماعة التي باتت تمسك بكل مفاصل القوة الحكومية والمجتمعية بما فيها عصابات الإختطاف وتهريب الممنوعات.

وفي يوليو/تموز 2018، أفرجت ميليشيات الحوثي، عن المواطن الفرنسي "ماروك عبدالقادر"، الذي اختطفته في يناير/كانون الثاني 2016، من مطار صنعاء، وسلبته كل ما كان بحوزته ومارست ضده مختلف أنواع التعذيب والتي بدت آثارها على جسده.

وأكد ماروك أن ميليشيات الحوثي كانت تعذبه وتحضر كاميرا وتطلب منه الاعتراف بأنه يعمل في الاستخبارات، وبعد قرابة عامين من اختطافه وسجنه وتعذيبه وتدخل فرنسا، أفرجت المليشيات عنه وأبقته تحت الإقامة الجبرية بصنعاء، وبعد التواصل مع الخارجية الفرنسية ودفع مبالغ مالية كبيرة للحوثيين منحته سلطات الجماعة تصريحاً للمغادرة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول ٢٠١٨، أفرجت ميليشيا الحوثيين بوساطة عمانية، عن مواطن فرنسي، بعد 4 أشهر ونصف من اعتقاله، والفرنسي يدعى "آلان جوما" (54 عاماً) تم اعتقاله في ميناء الحديدة، إثر تعرض قاربه لمشاكل فنية. وتجنبت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية "أنييس فون" الرد على سؤال عما إذا كانت باريس تعتقد أن الحوثيين احتجزوه رهينة، لكنها أكدت وجود مواطنين آخرين يحتجزهم الحوثي.

وفي كل عملية إفراج تحاول الجماعة المسلحة إظهار تصرفها كهدية تقدمها للخارج ويحتفي نشطاء يعملون لصالحها بعمليات الإفراج محاولين تقديم صورة جيدة عن الجماعة في أوساط النشطاء والمنظمات المدنية في اغرب الذي يتسامح مع ما تقوم به جماعة الحوثيين انطلاقاً من كونها تواجه المملكة السعودية التي يكنون مشاعر سلبية تجاهها.