الثلاثاء 19-03-2024 10:19:15 ص : 9 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

تعز وآفاق الفجر.. وقفات حول حصار تعز وخطوات التحرير

الثلاثاء 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ أ. عبدالعزيز العسالي
 

مقدمة
من الأمور البدهية المعروفة لدى الخاصة والعامة أن المفسد الأول "عفاش" سلم مقدرات دولة كاملة للمليشيات، وهدفه واضح: ثورة مضادة لثورة الشعب السلمية التي منحت عفاش حصانة هو ومن يريد من حاشيته المفسدة.
بعد انقلاب مليشيا الحرس العائلي بقفازها الحوثي تم إخضاع المحافظات، وفرضت المليشيا مشرفين من عناصرها في كل محافظة ومديرية.

وسائل عفاش في اقتحام تعز
جاء الدور على تعز الوعي، واستطاع عفاش اقتحام تعز والتمكين لمليشيا الانقلاب من خلال أربعة مداخل:
المدخل الأول، في مديرية صبر مشرعة وحدنان، تم الاقتحام والتمكين للمليشيا الانقلابية بواسطة بيت الرميمة، وهي بيت كبيرة سلالية بامتياز.
المدخل الثاني، تم اقتحام مديرية صبر الموادم بواسطة بيت الجنيد (سلالية أيضا).
المدخل الثالث، تم اقتحام مديرية صبر المسراخ بواسطة البرلماني المؤتمري عبدالولي الجابري، المتعصب جدا لأصوله القبلية البكيلية إلى حد القرف.
المدخل الرابع، أجهزة المخابرات الأمنية (أمن سياسي، أمن قومي، استخبارات عسكرية، ومخابراته المركزية).
نظرا لاتساع وأبعاد حصار تعز والمقاومة، فإننا سنقدم ما يمكن تقديمه، مسلطين الضوء على أهم الجوانب التي عايشناها، وذلك من الوقفات التالية:

الوقفة الأولى: المليشيا ومحاولة السيطرة
- وصل مشرفو مليشيا الانقلاب، والتقوا بالمسؤولين والوجاهات وقيادات المؤتمر، فقدمت خطاب الثورة على الفساد في أجهزة الدولة عازفة على وتر المطلوبين أمنيا الفارين من وجه العدالة، منددين بحزب الحاكم الذي ملأ أجواء اليمن عفونة.
- "تعز الوعي"، هذا الخطاب لم ينطلِ على أغلب أبناء تعز، رجالا ونساء، بل هذا الخطاب لاقى رفضا بكل عزة وأنفة، فكانت الاعتصامات والمسيرات الرافضة للمليشيا مطالبة الدولة أن تبسط يدها جيشا وامنا وإدارة.
- تواصلت الفعاليات حتى توصل قادة الأحزاب بما فيهم الموتمر وممثلي المليشيا إلى فتح باب الحوار.
- تكررت اللقاءات بين الأطراف بما فيهم قيادة السلطة المحلية.
- توصل الأطراف إلى قضية محورية تفرع عنها نقاط، هذه النقطة المحورية هي:
- "تجنيب تعز أي مشاكل"، والكل يتعايش في إطار اتفاق السلم والشراكة المبرم في صنعاء.
- تعللت المليشيات بالخوف من داعش والقاعدة والتدخل الدولي، الأمر الذي يعني أنه لا بد من مواجهة العناصر المتطرفة بحزم وتفويت الفرصة على الغرب المتربص.
- تجدد الحوار حول هذا وأشياء أخرى فتوصل الاتفاق إلى أن الجيش والأمن المركزي والشرطة يقومون بدورهم كدولة في حفظ الأمن... إلخ.
- غير أن المليشيا كانت تكلف ممثلا لها بالحوار ويتم الاتفاق، وفجأة يأتي شخص من قبل المشرف فيرفض الاتفاق، ويتعلل بأشياء يستميل بها بعض قيادات المؤتمر والسلطة المحلية.
- إضافة إلى ذلك أن المليشيات كانت تقدم خطابا ساخرا من أبناء تعز بأنهم "حق بنطلونات"، يعني أنهم عاجزون عن حماية تعز، وأن تعز بحاجة إلى "رجال شحطة" يحمونها ويحمون العدل.
- هذا الخطاب مثّل استفزازا لأبناء تعز، فكانت النتيجة أن أعلن أبناء تعز مزيدا من الرفض، ووصل الأمر إلى إنشاء مجلس تضامن أعيان تعز، وفيهم قيادات مؤتمرية ذات نفوذ، فدعت السلطة المحلية للوقوف جنبا إلى جنب مع المجتمع لأجل تعز الوعي، تعز الفكر والثقافة، وتعز الاقتصاد، تعزالسلم. هذا الخطاب السلمي لاقى ترحيبا واسعا في أوساط مجتمع تعز، وأغلب شرائح مجتمع تعز، فأدركت مليشيا الانقلاب أنها خسرت أكبر ورقة وهي قيادات الموتمر.
- عفاش اتخذ قرار إدارة الموقف عبر المخابرات تاركا قيادة المؤتمر والسلطة المحلية.
- حاولت المليشيا التوصل عبر إدارة المخابرات إلى إيجاد مشرف مليشاوي يداوم في مبنى المحافظة، ييعني هو فوق المحافظ ورئاسة الدولة.
- قيادة المؤتمر وكل ممثلي تعز استغربوا هذ ا الاختراق للمخابرات فرفض الجميع هذا الطلب، على أن يستمر الحوار.

دور الإصلاح خلال فترة ثلاثة أشهر تقريبا أو تزيد
استطاع الإصلاح أن يكون له حضورا فاعلا في جمع الكلمة بين أبناء تعز وذلك على النحو التالي:
1- الحضور الفاعل من خلال ممثليه في كل لقاءات الحوار.
2- استطاع الإصلاح كسب كل الأطراف لصالح السلم في تعز.
3- تمكن من خلال اللقاءات والحوار من بلورة خطاب يحمل شعار تعز السلام والسلام لتعز.
4- هذا الخطاب كان قاسما مشتركا بين الجميع، فتمخض عنه اصطفاف جماهيري له زخمٌ غير عادي.
5- هذا الحوار والطّْرقُ المستمر على الخطاب الرامي إلى سلام تعز وكذا الاصطفاف الجماهيري، تولد عنه تحييد أغلب القوى وشرائح مجتمع تعز على مستوى السلطة المحلية والأحزاب والمجتمع المدني... إلخ.
بعد هذا كان أي شخص يحاول الاقترب من المليشيا يجد نفسه معزولا منبوذا عن مجتمع تعز تماما.

الضريبة
قدم الإصلاح ضريبة فادحة تمثلت في اغتيال رجل السلام بتعز الأستاذ الشهيد صادق منصور الحيدري الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح بتعز.
رحم الله الأستاذ الشهيد، فقد كان باعتراف الجميع صاحب الدور البارز في إيجاد هذ االاصطفاف وهذا الخطاب الذي لا يحمل سوى السلام لتعز.
6- الإصلاح لم يتوقف رغم الضريبة الفادحة التي دفعها، فقد تحامل على جراحه واستمر في متابعة الحوار واللقاءات التشاورية، والتي تنتهي بالاتفاق على بيانات، محاولا امتصاص المواقف المتعنتة والمستفزة الصادرة عن نزق واستعلاء المليشيات.
7- أسند مسيراتٍ بخطاب السلم، غير أن مسيرة سلمية يوم 11 فبر اير 2015، فقد كانت أعظم المسيرات طيلة سنوات ثورة 11 فبراير.
- مسيرةٌ قادها شباب مستقلون تحت شعار "مــد"، الميم: مواطن، والدال: دولة.
وكانت اللافتات "تعز سلم، سلام، مواطن، دولة، مواطنة متساوية".
- امتدت المسيرة أولها في رأس عقبة شارع جمال، وآخرها لم يتحرك بعد أمام مبنى النفط، جوار قبة المعصور، غير أن المؤسف حقا أنها لم توثّق إعلاميا لسبب مادي بحت، ونشب خلاف بين البعض مع مراسلي القنوات، لكن دون جدوى.
ــ تلقت السلطة المحلية والإعلام واللجنة الأمنية توجيهات من وزارة الدفاع (ناصر) وأركانه أن تعاونوا مع الحوثيين، غير أن الجميع كان منحازا للاصطفاف مع سلام تعز.
- تحرك الحرس العائلي بلباس مليشيا ليستولي على مقر القوات الخاصة جولة القصر الجمهوري، ناشرا النقاط والتفتيش والتضييق على الجماهير.
8- لجنة الحوار قامت بدورها ومعها اللقاء المشترك وقيادات المؤتمر ومنظمات مجتمع مدني، وتمخض هذا الحراك عن إعلان مجلس أعيان تعز مكون من عشرين شخصية عكست ألوان الطيف، والهدف لم يتغير عن السلام لتعز.
كان الهدف من هذا المكوّن الجديد: تخفيف الحركة الإدارية لدى مجلس اصطفاف أعيان تعز، نظرا لاتساع هذا المكون وصعوبة حركته.
9- تلى ذلك مكون آخر تحت اسم "مجلس إسناد الدولة" كان الهدف منه دعم وتأييد السلطة المحلية بأن تقوم بإلزام اللجنة الأمنية بالمحافظة بمهمة الحفاظ على السلم والأمن بالمحافظة.
- ظل الحوار متواصلا إلى الحد أنه كان إذا لم يتمكن جميع الأطراف من اللقاء كان ممثلو الإصلاح يتابعون كلا إلى مكانه ويتم التواصل مع البقية ثم ينتقل ممثلو الإصلاح إلى مجلس آخر، ويتم التواصل بماتم الاتفاق عليه، وإذا اقترح البعض جلوس الجميع فلا يتردد ممثلو الإصلاح عن الموافقة.
- إذا اقترح البعض تعديل بعض بنود الاتفاقات بهدف تقديم لغة مرنة تجاه المليشيا يوافق ممثلو الإصلاح: "افعلوا.. المهم السلام لتعز".

عاصفة الحزم
بعد عاصفة الحزم، طبعا كانت الفرصة للمليشيا أن تنقلب على كل الاتفاقات، رافضة توقيعها على أي اتفاق صغيرا أو كبيرا إلا بشرط واحد هو أن يصدر الإصلاح بيانا يدين ما أسمته "العدوان"، الإصلاح فقط تاركين بقية الأطراف.
- الإصلاح كان رده ببساطة نحن نتحدث عن تعز ولا علاقة بين سلام تعز و"العدوان".
- كانت هذه هي الجلسة الأخيرة بين ممثلي الإصلاح وقيادات مؤتمرية وقيادات المليشيا والتي لم يتكلم فيها سوى واحد من قيادات المليشيا والآخرون صامتون.
- كان مجلس إسناد الدولة الآنف الذكر قد تمخض عنه تحركا من اللواء 35 بقيادة الشراجي فأرسل مجاميع عسكرية سبقت إلى المجمع القضائي جبل جرة شمال تعز، ومجموعة أخرى اتجهت فندق الأخوة، وثالثة إلى غرب المدينة جوار مبنى المرور، فكانت خطوة موفقة بامتياز.

نلتقي مع الوقفة الثانية "بداية التحرير"