الخميس 25-04-2024 17:10:31 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

انهيارات عسكرية وسياسية للمليشيا الحوثية.. الإنقلاب يؤذن بالأفول

الأحد 11 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

عمليات عسكرية واسعة ضد المليشيا الانقلابية الحوثية في الحديدة والبيضاء والضالع لا تتوقف إلا لتبدأ مرة أخرى، واصطياد طيران التحالف لكثير من القيادات الميدانية الحوثية على الأرض من كافة المستويات العليا والوسطى والدنيا بينها سياسيون وعسكريون كثر، أصابت المليشيا في مقتل.
تلك العمليات شتت جهودها وإمكانياتها على الأرض غير أنها لا تزال مكابرة في عدم الإقرار بالهزيمة وتقامر بما تبقى لديها من عناصر مغرر بها.
لم تكن العمليات العسكرية سوى فاتحة طريق للانهيارات السياسية وإعلان الكثير من منتسبيها الانشقاقات والهروب من أحضان المليشيا الانقلابية إلى أحضان الشرعية بعد أن أدركت تلك القيادات فشل المشروع الحوثي الإيراني الانقلابي وفقدانه أجزاء كبيرة من الأرض.
وبحسب مراقبين لم تمثل تلك الانشقاقات صحوة ضمير للقيادات المنشقة أو تكشف لها زيف المشروع الانقلابي؛ فالمشروع الحوثي واضح وضوح الشمس في أهدافه، فهو مشروع تدميري تخريبي ضربت بواسطته الدولة اليمنية ومؤسساتها لحساب أجندة دولية وإقليمية، وعطفا عليه تمثل تلك الانشقاقات-- من وجهة نظر البعض-- لعبة مصالح ومحاولة للقفز من قارب يوشك على الغرق لإعادة ترميم مصالح جديدة.
ربما عجلت العمليات المتسارعة في محافظة الحديدة من هذا التقافز من القارب الغارق، فالمحافظة الأهم التي تبقي على الضرع المالي للمليشيا الانقلابية على وشك التحرر ولم يبق للمليشيا من مصادر دعم أخرى في الوقت الذي يعاني عرابهم –إيران- من أزمة اقتصادية خانقة يبدو أنها في الطريق للتخلي عنهم بفعل الضغوطات الدولية.

مؤشرات انهيار الانقلاب الحوثي
ثمة مؤشرات وعوامل متعددة تستقرئ انهيار المليشيا الانقلابية منها المحلية –عسكرية وسياسية واقتصادية- ومنها خارجية ودولية، وذاتية في المشروع نفسه.
على صعيد الجبهات العسكرية كانت المليشيا قوية بدعم عسكريي صالح قبل مقتله على أيدي تلك العصابة المليشاوية التي ارتكبت بمقتله خطأ استراتيجيا فادحاً في حق نفسها أولاً وحق حليفها ثانياً؛ إذ كان صالح يمثل لهم اليد الطولى عسكرياً بألويته المتعددة وأسلحته المتنوعة التي رفد بها جبهاتهم المختلفة فضلاً عن أنه كان يوفر الغطاء السياسي لمليشيا غير مقبولة محلياً ولا معترف بها إقليميا أو دولياً، وبانفضاض التحالف بين الطرفين انسحبت كثير من تلك الأذرع العسكرية والسياسية وباتت في مواجهة شاملة مع تلك المليشيا.
ناهيك عن ضعف الجبهات وقلة الأسلحة التي اصطادها طيران التحالف وضرب كل طرق إمداد تلك المليشيا التي خسرت الكثير من عناصرها المدربة والاحتياطية التي ظلت تبنيها على مدى عقود من الزمن، الأمر الذي أفقد الجماعة الانقلابية القدرة على مزيد من الحشد للجبهات، ما أظهر القيادي الحوثي محمد البخيتي في الحديدة مستجدياً مزيد من الحشد للحديدة بمصطلحات وألفاظ أقرب إلى اليأس منها إلى الاستقطاب.
أما المؤشرات الخارجية فيبدو أن الفيتو الأمريكي المعرقل عادة لحسم المعارك ضد المليشيا في نهم والحديدة وتعز والضالع قد خف كثيراً عن سابق عهده، إذ ظهرت تصريحات إعلامية وسياسية مؤخراً تؤكد إن إدارة ترامب تدرس تصنيف المليشيا الحوثية كجماعة إرهابية، وهو الأمر الذي ظلت الولايات المتحدة الأمريكية تتهرب منه وتناور من خلاله وتعده أحد أوراقها.
أما المؤشر الآخر فهو إعلان المبعوث الدولي مارتن غريفث عن تأجيل المشاورات التي كانت مقررة أواخر الشهر الجاري إلى بداية العام المقبل 2019، ما يفهم على أنه إعطاء فرصة للتحالف العربي والشرعية حسم جبهة الحديدة للضغط على المليشيا الحوثية كي تذعن للمشاورات المقبلة دون تلكؤ، ويبدو أنه معاقبة لها على تغيبها عن مشاورات "جنيف3".
هناك مؤشرات أخرى غير معلنة، حيث ذهب بعض المحللين إلى أن إيران جراء أزماتها الداخلية بدت مؤخراً مضطرة لتقديم تنازلات في ملف المليشيا الحوثية وربما تقدمها كبش فداء لمشروعها النووي للتخفيف من حدة الضغوط الدولية وتفادي العقوبات والانهيار الاقتصادي الذي بات خطرا حقيقيا يهدد وجودها، ما قد يدفعها جديا لدعوة الحوثيين إلى الاعتماد على النفس، على الأقل في مثل الظروف التي تمر بها حاليا.
كل تلك المؤشرات، والانهيار الاقتصادي المتسارع في البلد، تجعل الموالين للمليشيا ينتهزون أقرب فرصة للنجاة والالتحاق بركب الشرعية وحجز مقاعد لهم في صفها.

انشقاقات وصراعات
لم تكن الشخصيات المنشقة عن المليشيا الانقلابية هي كل ما حدث في صفوف المليشيا الانقلابية، بل كانت هناك صراعات أجنحة خفية بين مكونات جماعة الحوثي، والتي كان من أبرزها وما زالت لغزاً حتى اليوم تلك الصراعات بين صالح الصماد الذي قتل في قصف لطيران التحالف العربي في الحديدة أواخر أبريل 2018 وبين محمد علي الحوثي، إذ قيل أنه تم تسريب إحداثيات تحرك الصماد لطيران التحالف من قبل محمد علي الحوثي، وكان عبدالملك الحوثي ينوي التخلص منه لشكوك بموالاته الرئيس السابق علي صالح وقطع كل شبهة بمن كان مقربا من صالح.
كما كانت هناك صراعات بين عبدالكريم الحوثي عم زعيم المليشيا وأبو علي الحاكم، فضلاً عن الصراعات بين جناحي صعدة وصنعاء في إطار صراع العائلات القديمة.
حيث تسود حالة من التذمر بين أوساط القيادات المنتمية إلى محافظتي صنعاء وذمار من جراء هيمنة وسيطرة القيادات المنتمية لمحافظة صعدة، التي يثق بها عبدالملك الحوثي.

أبرز الشخصيات المنشقة
- في 25 ديسمبر 2016 أعلن محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي عن انشقاق مقاتلين من جماعة الحوثي وانضمامهم إلى صفوف الشرعية بينهم محافظ الانقلابيين في الجوف.
- وفي 12 مارس 2017 أعلن القيادي العسكري في جماعة الحوثي محسن حسن محسن طالب النوفي انشقاقه عن المليشيات وانضم بطقمه ومرافقيه إلى الشرعية.
- وفي 10 ديسمبر 2017 أعلن نائب رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي للإنقلابيين وعضو اللجنة العامة في حزب المؤتمر جناح صالح الشيخ "قاسم محمد الكسادي" أعلن انضمامه للقوات الشرعية بعد ما وصل إلى المناطق التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء.
- في 12 ديسمبر 2017 وصل إلى مارب من يسمى وزير النفط في حكومة الانقلاب الحوثي محسن معيلي بعد قتل المليشيا الحوثية للرئيس السابق صالح.
- وفي 10 يناير 2018 أعلنت مصادر عسكرية عن انشقاق قائد المدفعية بلواء الدفاع الساحلي في الحديدة العقيد الركن هاني قيوع التحاقه بقوات الشرعية اليمنية.
- في 18 يناير 2018 أعلن عن انشقاق القياديين مبخوت الحصان (قبائل بني نوف) والقيادي محمد محسن جريم و10 من أفراده، في محافظة الجوف، تمردهم على الحوثيين، مؤكدين استعدادهم للقتال في صفوف الجيش اليمني.
- وفي 22 يناير 2018 أعلن القيادي الحوثي في منطقة عفى بمحافظة الجوف علي صالح لفتس المظفري انضمامه ومعه عشرات المسلحين إلى صفوف الشرعية.
- وفي 30 يناير 2018 أعلن مدير أمن مديرية برط العنان بمحافظة الجوف العميد هادي دعقان انضمامه للشرعية ومعه العشرات من منتسبي أمن المديرية.
- في 10 فبراير 2018 أعلن العميد جميل المعمري انشقاقه عن المليشيا الحوثية وهو الناطق باسم القوات الجوية.
- في 28 أبريل 2018 مجاميع مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي في جبهة قانية بمحافظة البيضاء، انشقت مع قائدها وانضمت إلى الجيش الوطني.
- في 28 سبتمبر 2018 أعلن أربعة من قيادات الجناح القبلي في جماعة الحوثي انسحابهم من جبهات القتال مع أعداد من المقاتلين الموالين لهم احتجاجاً على قيام الميليشيات باقتحام منزل الشيخ عزيز بن صغير.
- في 24 يونيو 2018 أعلن عن انشقاق قائد المنطقة الخامسة في الحديدة اللواء سعيد أبو بكر الحريري، عن الانقلابيين بعد أن وصل إلى قناعة بدنو نهايتها في الحديدة والساحل الغربي، معلناً انضمامه إلى صفوف قوات الشرعية.
- في 20 أكتوبر 2018 أعلن نائب وزير التعليم في حكومة الانقلاب الحوثي غير المعترف بها عبدالله الحامدي انشقاقه عن حكومة الحوثيين وانضمامه للشرعية.
- في 24 أكتوبر 2018 أعلن الشيخ مجاهد بن حيدر، أحد مشايخ المحويت عن انشقاق 4 محافظين عينتهم المليشيا الحوثية محافظين لمحافظات صنعاء والمحويت وعمران والحديدة وهم فيصل بن حيدر محافظ المحويت، وكذلك حنين قطينة، محافظ صنعاء، وفارس الحباري، محافظ ريمة، وفيصل جعمان، محافظ عمران.
- وفي 10 نوفمبر 2018 أعلن وزير الإعلام في حكومة الانقلابيين الحوثيين غير المعترف بها عبدالسلام جابر انشقاقه عن الحوثيين وانضمامه للشرعية ووصل الرياض معلنا انشقاقه.
وما زالت الانشقاقات تتوالى والأبواب مشرعة لخروج الكثير من الشخصيات الموالية للحوثيين وانضمامها إلى الشرعية لطي صفحة الإنقلاب.