الخميس 25-04-2024 02:56:12 ص : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الإصلاح.. تضحيات جسيمة في معركة التحرير واستعادة الدولة (1) إب ونايف الجماعي

الأربعاء 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت – خاص
 


تحل الذكرى الثالثة لاستشهاد المناضل الجسور والقيادي في التجمع اليمني للإصلاح نايف الجماعي، الذي ترجل في 7 نوفمبر 2015 وهو يخوض معركة تحرير اليمن من سطوة المليشيات الحوثية واستعادة الدولة.


واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الذكرى الثالثة لرحيل الشهيد الجماعي، والتي تتزامن مع العملية العسكرية التي يخوضها الجيش الوطني لتحرر مدينة دمت شمالي محافظة الضالع، وهي المدينة التي استبسل الشهيد الجماعي ورفاقه في الدفاع عنها من مليشيات الانقلاب.
عندما اجتاحت مليشيات الانقلاب الحوثية محافظة إب ومديرية بعدان تحديداً، وقف الجماعي صامدا ومدافعاً عن هذه المديرية والمحافظة، وحين غادرها مضطرا، لم يتمكن الحوثيون من النيل من شموخه وكرامته، ولم يستسلم، بل انتقل إلى معركة أخرى من معارك استعادة الدولة والشرعية ودحر الانقلاب في دمت حتى سقط شهيداً.


كان الجماعي واحداً من قيادات التجمع اليمني للإصلاح، وجسد كغيره من قيادات وكوادر وأعضاء الإصلاح موقف الحزب الوطني، وتضحياته الجسيمة، منذ استنفر لتلبية نداء الوطن في الدفاع عن نظامه الجمهوري، وإسقاط خطر الإمامة وإسقاط الدولة اليمنية التي ارتضاها اليمنيون في مؤتمر الحوار مجسدين تضحيات الجيل الأول الذي أشعل ثورة 26 سبتمبر التي أسقطت الكنوت الإمامي.
وتجلت أدوار حزب الإصلاح الوطنية والنضالية في مختلف جبهات مواجهة المشروع الإمامي الممول من إيران، مؤكداً وقوفه مع المشروع الوطني الجامع، وهو ما أكدت عليه كل أدبياته وبياناته، وقدم من أجل ذلك تضحيات كبيرة في معركة للاستبداد والقمع والكهنوت والظلم الذي جاء به الانقلاب المليشاوي.

  

موكب النضال الوطني
ويوم شيعت الضالع ابن إب "الجماعي" كانت تشيع أيضاً القيادي الإصلاحي العقيد صالح ريشان رجل الضالع وفارسها السبعيني الهمام، عاش مشوار حياته مناضلاً حاضراً في كل البطولات التي تشهدها اليمن في النضال السلمي والكفاح المسلح ضد ميلشيات الحوثي الانقلابية، حيث استشهد ريشان قائد جبهة قعطبة والعود ومعه رفيق دربه القيادي عبد الرزاق السيد، قريباً من مكان استشهاد الجماعي.
عاش الشهيدان ريشان والجماعي معا وترافقا سويا في مراحل ومحطات من عمريهما النضالي والاجتماعي حتى ارتقيا شهيدين معا في يوم واحد، وتبقى تضحياتهم دلالة واضحة على الدور الوطني والريادي للتجمع اليمني للإصلاح في معركة اليمنيين في استعادة الجمهورية وإسقاط الانقلاب.
ومن ذات المحافظة "إب" التي أنجبت الشهيد الجماعي، جاء القيادي الإصلاحي أمين الرجوي، رئيس الدائرة السياسية للحزب بالمحافظة، الذي استشهد في 21 مايو 2015 في مخزن للأسلحة، وضعت فيه المليشيات الحوثية الرافضين لانقلابها على الدولة اليمنية دروعاً بشرية لطيران التحالف، وبرفقته اثنين من الوجوه الشابة في الإصلاح، هما الصحفيان عبدالله قابل ويوسف العيزري، ومختطفين آخرين قضوا في مجرة هران.

  

إصلاح إب.. تضحيات لأجل التحرير
وكما كان الإصلاح هو الأكثر وضوحاً في موقفه الوطني منذ بدء الانقلاب المشؤوم، فقد أدرك عظم المسؤولية وجسامة التضحيات التي عليه أن يوطن نفسه لها، فاستنفر أفراده للدفاع عن الجمهورية والتصدي للمشروع الإيراني الذي يعد الحوثي أداته، وأيد تدخل الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لحماية اليمن والأمن القومي العربي من الخطر الإيراني.
وبذلك فلم يتعرض حزب أو مكون من مكونات الشرعية لما تعرّض له الإصلاح من اعتداءات وقتل وتنكيل وسجن واختطافات، ونهب واحتلال مقراته ومنازل قياداته.


لقد أدركت مليشيات الحوثي أن الإصلاح هو العقبة الكؤود أمام مشروعها الإمامي السلالي، فركزت على استهداف قياداته وأعضائه، ومارست عمليات الإخفاء القسري للكثير من كوادره، حيث تشير إحصائيات غير رسمية صدرت العام الماضي إلى أن أكثر من عشرين ألفاً من الكوادر المنتمية للتجمع اليمني للإصلاح قد تعرّضت للخطف أو السجن والتعذيب، ويوجد عشرات الآلاف من كوادر الإصلاح التي نزحت أو هاجرت إلى المملكة العربية السعودية ولبعض دول الخليج العربي وإلى بقية دول العالم، منذ الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية في اليمن.
وعلى مختلف الجبهات يتوزع شباب الإصلاح القادمين من محافظة إب، مقدمين أرواحهم من أجل تحرير اليمن من ربقة الكهنوت الحوثي واستعادة الدولة، والتصدي للمشروع الإيراني الذي يستهدف المنطقة، فمنهم من استشهد في معركة الكرامة الوطنية، وآخرين أصيبوا، وأعداد كبيرة في سجون المليشيات تحت سياط التعذيب.


وحين نتحدث عن تضحيات الإصلاحيين في إب يحضر القيادي في إصلاح بعدان الشهيد محمد القطوي، الذي قتل في ديسمبر من العام الماضي في مقر الشرطة العسكرية شرقي صنعاء بعد اختطاف دام أكثر من عام في سجون مليشيات الحوثي، والشهيد رشاد البعداني الذي استشهد نهاية العام 2016 في جبهة نهم شرق صنعاء، ومن قبلها كانت له نضالاته في جبهات المقاومة بمحافظتي إب والضالع بمديرية بعدان ومدينة دمت، وغيرهم الكثير من النماذج التي سطرت ملاحم وطنية ونضالية خلال سنوات من مواجهة الإمامة الجديدة.

 

ثمن الانحياز للدولة
ومثلما ضحى إصلاحيو إب وقدموا أرواحهم من أجل استعادة الدولة قدمت كوادر الإصلاح تضحيات متعددة في مختلف المحافظات، في سبيل تحرير اليمن من جرائم الانقلابيين ومشروعهم التدميري.
ويقول رئيس الدائرة الإعلامية للحزب علي الجرادي، في حديثه بمناسبة الذكرى الـ28 لتأسيس الإصلاح، إن الإصلاح يقدم تضحيات جسيمة، ويدفع ثمناً باهضاً لانحيازه للدولة اليمنية بنظامها السياسي التعددي والجمهوري وثقافتها التي تقوم على المساواة.


ويؤكد الجرادي أن الإصلاح اليوم هو الوريد الوطني وهو الرابطة السياسية والثقافية التي تتجاوز الأفكار العنصرية والجغرافية والمذهبية، مقدماً صورة موجزة بقوله "الإصلاح يشبه اليمن"، ويتمثل فيه ابن الشمال والجنوب والشرق والغرب وكل فئات وشرائح المجتمع، هو حزب وطني بالنظر لقدرته على تجاوز أخطار العصبيات القاتلة ونظيراتها الجغرافية وخطاب الكراهية والاستعلاء.