مديرية جبن العاصمة التاريخية للدولة الطاهرية تعود لأحضان الشرعية بعد تحريرها بالكامل اليوم الاثنين.
حيث حققت قوات الجيش الوطني انتصارات مختلفة في عدد من جبهات محافظة الضالع.
فقد حررت قوات اللواء 83 مدفعية واللواء الرابع احتياط مديرية جبن بالكامل، وفرار عناصر المليشيا باتجاه مديرية دمت.

وذكر مصدر محلي ان الجيش اتبع خطة عسكرية تكتيكية مكنته من مفاجأة عناصر الحوثي في مواقعهم, والتف على جبل الناصية الذي كان يتمركز فيه قناصة للمليشيا , وهو ما مهد الطريق امام القوات للتقدم الى اطراف دمت.
كما تمكنت من السيطرة على عدة مواقع، أبرزها جبل ناصة الاستراتيجي وعلى جبل التهامي ومنطقة نجد القرين وبيت اليزيدي وصولاً إلى منطقة الحقب التي تبعد عن المدخل الجنوبي لمدينة دمت مسافة كيلومتر تقريباً، فضلاً عن إحكامها السيطرة على منطقة العرفاف بجميع مواقعها على بعد 5 كم فقط من مدينة دمت.

وتكمن أهمية جبل العرفاف في أنه يعتبر حصن الحوثيين الوحيد، وسيسهل فتح الطريق أمام الجيش للوصول الى دمت.
وتأتي هذه الانتصارات والتقدمات في إطار العملية العسكرية الواسعة التي أطلقتها قوات الجيش الوطني من ثلاثة محاور لتحرير مديريتي دمت وجبن بمحافظة الضالع، من قبضة مليشيات الحوثي الانقلابية.
وذكرت مصادر محلية أن عملية التحرير مستمرة بوتيرة متسارعة في القطاع الغربي والشمالي للجبهة، وقد تم تحرير قرية رمة وفك الحصار عن قرى سوّن والرحبة والصلول.
وقالت المصادر إن المعارك أسفرت عن تصفية جميع قناصة الميليشيات في تلك المناطق، إضافة إلى مقتل وجرح نحو 50 عنصراً واستعادة آليات عسكرية وأسلحة.

المصادر الميدانية أكدت كذلك أن الجيش الوطني والمقاومة مسنودين بالتحالف العربي باتوا يسيطرون على البوابة الشرقية لمديرية دمت، وبات تحرير المديرية مسألة وقت فقط خلال الأيام القادمة.
وبتحرير مديرية دمت تكون الطريق سالكة نحو محافظة إب لتوجه الجيش الوطني إليها لتحريرها، وكذلك تكون معظم محافظة الضالع قد تحررت من المليشيا الانقلابية.
وتكمن أهمية تحرير هذه المواقع ومدينة جبن في أنها ملتقى في مثلث لثلاث محافظات هي لحج والبيضاء والضالع وبالقرب من محافظة إب، حيث لم يتبق من مديريات الضالع سوى مديرية دمت والتي باتت حالياً في مرمى الجيش الوطني وعلى رأس أولويات التحرير، كما سيسهل على الجيش الوطني تطويق جبهات البيضاء القريبة من تلك المديريات كجبهات رداع المختلفة.

وفي الوقت الذي يواصل الجيش الوطني انتصاراته في عدة جبهات من جبهات الجمهورية فإنه ماض لتقليم مخالب المليشيات والقضاء على الانقلاب وفرض أمر واقع على الأرض في بسط نفوذ الشرعية والدولة على أراضيها قبل انطلاق المشاورات نهاية الشهر الجاري، الأمر الذي يعزز من أرباح الشرعية على طاولة المشاورات.

هذه الانتصارات في الجبهات المختلفة تضاف إلى رصيد الجيش الوطني المعزز لشرعيته على الأرض والمضي نحو إنهاء الإنقلاب، وتنبئ أن المليشيا عبارة عن نمر من ورق يفر أمام عزيمة وصلابة الجيش الوطني، وأن اتخاذ الخطوات الجادة في عملية التحرير لن تبقي تلك المليشيا في انقلابها سوى أيام قلائل لتتطهر الأرض من رجسهم وإلى الأبد.