الخميس 25-04-2024 03:23:29 ص : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الإصلاح والوطن والخصوم.. من إطلاق الإشاعات الى سلوك الإجرام (الحلقة الثانية)

الإثنين 29 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت- خاص

 



المعاهد العلمية
الإستغلال لقلة المعرفة بالمصطلحات المتصلة بالتعليم
فلسفة التعليم وأصول التربية في أي بلد تكون واحدة، أما السياسة التعليمية فإنها تنظيم التنوع في إطار الوحدة التي تمثلها أصول التربية، هذه البدهية أو المسلمة المتصلة بالتعليم، لا يعلمها كثيرون، حتى من السياسيين الذين يفترض أن لديهم إلماما بها، بل أن يكون من المتخصصين في التربية، ويعمل على طمسها.


أصول التربية اليمنية
القاعدة التي يرتكز عليها: لا إله الا الله. وفي المسيحية القاعدة الفلسفية: دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر منسوبة للمسيح عيسى بن مريم. والقاعدة الفلسفية للتعليم الماركسي: لا إله والحياة مادة. وفي كل بلاد العالم قاعدة فلسفية للتربية.


النظام الجمهوري
 ومن أصول التربية اليمنية النظام الجمهوري، والوحدة الوطنية مصادرها هناك مصادر لتشكيل الثقافة العامة، والوعي الجمعي وهي مصادر التربية والتعليم.
وفي اليمن هناك مصدران؛ الأول الكتاب والسنة، والثاني أهداف الثورة اليمنية، 26 سبتمبر (ايلول) 1962 و 14 أُكتوبر (تشرين الأول) 1963 .
 
تلك قواعد ومصادر التربية والتعليم في الجمهورية اليمنية التي تعتني ببناء التصور للإنسان والكون والحياة، وتخريج شخصية يمنية؛ أي من غايات التعليم الإنسان الذي له هوية واضحة.
في كل بلد في العالم هناك شقان للتعليم؛ تشكيل الهوية، وتعليم مهارات. في الأولى تعني الخصوصية، وفي الثانية تعني العالمية، وتعمل الدول على حماية مواطنيها من الثقافات المتعارضة مع هويتها، وفي الثانية تعمل للحصول على الأحدث، وتستخدم التجسس العلمي.
لقد أُطلقت حملات واسعة ضد المعاهد العلمية، منذ 1992 عند إعداد قانون التعليم، وفي 2001 عند انطلاق حملة لإلغاء المعاهد كان أخطر ما فيها، القول بوجود شرخ في التعليم، وأن التعليم يأتي بمخرجات متناقضة، مع أن أصول التربية والسياسة التعليمية تكذبهم.


لم يكن هناك اي تناقض بين المدارس والمعاهد، بل زيادات في التربية الإسلامية واللغة العربية، وهي زيادات مشروعة، تلبي تطلعات الطلاب والطالبات الذين يسعون للمزيد من المعرفة.
وكانت المعاهد جهة حكومية رسمية، ولم تكن تعليما اهليا، أو تابعة لحزب، صحيح أنه كان لحزب الإصلاح وجود في المعاهد لكنه لم يحتكرها، ثم إن قرار تعيين المسؤولين كان للرئيس والحكومة.
إن أقوال المسؤولين الأميين سياسيا بوجود شرخ والتحريض على أجيال من المواطنين اليمنيين الذين تلقوا تعليمهم في المعاهد يعد جريمة ضد الوطن والمواطن، وتحريض المواطنين ضد بعضهم، والإضرار بالوحدة الوطنية.
أرأيت لو كان الذين تخرجوا من المعاهد كانوا انفعاليين، واصطفوا لمواجهة تلك الدعاية المضللة والضارة كيف سيكون الحال؟!
لم يكن هناك أي تمايز بين المدرسة والمعهد الا لصالح المعاهد، في تنشئة الطلاب والطالبات تنشئة علمية وسلوكية، ولم يكن هناك موقف من الطلاب والطالبات في المعاهد والمدارس، من بعضهم. 
 


بالعقل
 1- لو كان أحدثت شرخا في التعليم، في الأجيال لوجدنا هناك فريقين متقابلين كل منهما نقيض للآخر، ويسعى لاجتثاثه؛ أي خريجي المدارس وخريجي المعاهد، لكن لم يحدث ولن يحدث.
2- لو كانت من مصادر تغذية (الإرهاب) لوجدنا جيوشا في القاعدة لكننا لن نجد، ولو وجد شخص أو أشخاص لكان ذلك عائد لأسباب أُخرى وليس التعليم المعهدي.
3- قالوا عنها إنها حزبية تتبع حزب الإصلاح، ومن ثم فإن ذلك إخلال بمبدأ تكافؤ الفرص بين لأحزاب السياسية، وعند هذه النقطة قد يكون فيها شيء من الوجاهة، لو كانت ضمن الهيكل التنظيمي للإصلاح وتتبع دائرة التعليم، فقد كانت المعاهد رسمية تتبع وزارة التربية التعليم، ويعين المسؤولون فيها من قبل الحكومة، ولو اكتفوا بهذا القول لكان هينا؛ المشكلة الكبرى في حكومة من الأميين.
يكفي الإصلاح، وحفاظا منه على الدولة اليمنية أنه لم يقف في وجه الحكومة حين قررت الغاء المعاهد العلمية على الرغم من ضغوط شعبية، كانت ترى في المعاهد تعليما آمنا لها، وحتى كثير ممن شنوا حملات ضد المعاهد، كانوا يلحقون أولادهم بنين وبنات فيها.