السبت 20-04-2024 01:14:45 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

ازدهار تجارة المخدرات لتمويل حروب المليشيات وتدمير المجتمعات

السبت 20 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت - خاص



كشف الصراع الأخير والمواجهات التي اندلعت مطلع الشهر الجاري بين عناصر مليشيات الحوثي المدعومة من إيران والتي يتزعمها عبدالملك الحوثي، وعناصر موالية لمحمد عبدالعظيم الحوثي في مديرية مجز بمحافظة صعدة عن حجم تجارة المخدرات الذي باتت تعتمد عليها المليشيات الحوثية، لتمويل حربها ضد الشعب اليمني.


وأشارت المصادر حينها أن العناصر التابعة لزعيم التمرد هاجمت "آل القمادي"، بمختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك الدبابات والمدفعية، وفجرت عدد من المنازل التابعة للموالين لزعيم المليشيات المنافسة محمد عبد العظيم الحوثي، أن الاشتباكات اسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين، على خلفية نزاع على ملكية شحنة ضخمة من المخدرات.


وأكدت مصادر في محافظة صعدة أن زعيم الميليشيا الانقلابية كان وجه بإرسال حملة من مسلحيه بعد أن استولى مسلحون موالون لعبدالعظيم على شحنة ضخمة من المخدرات كانت الجماعة سمحت بمرورها بغرض تهريبها إلى دول الجوار.


ويعتمد عدد من كبار قيادة ميليشيا الحوثي الانقلابية على تجارة المخدرات وتهريبها، لتوفير ملايين الدولارات سنوياً، وهي التجربة المستنسخة من حزب الله في لبنان، حيث استفاد الحوثيون من الخبرات التي تقدمها عناصر الحزب التابع لإيران، والتي تتواجد في اليمن كخبراء تدريب وصناعة متفجرات، كما يوجد خبراء تجارة مخدرات.


وهذا ما أكده المتحدث باسم التحالف العربي في اليمن العقيد ركن تركي المالكي، الشهر الماضي، الذي قال إن المليشيات الحوثية تتعاون مع مسلحي حزب الله في تجارة المخدرات، فيما كشفت مجلة المنبر اليمني أن تجارة الحشيش باتت مزدهرة في المناطق والمحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون.

 


خبرات متراكمة
لم يكن الصراع الأخير في صعدة كشفاً جديداً في اعتماد مليشيا الحوثي على تجارة المخدرات لتمويل حربها واستمرار انقلابها على الدولة في اليمن، فقد سبق أن احبطت قوات الجيش اليمني خلال الأعوام الماضية كميات كبيرة من المخدرات والحشيش في عدة محافظة، وخصوصاً مأرب والجوف وحجة، وكشفت عن مخطط لمليشيات الحوثي الايرانية لتهريب تلك الكميات المخدرة إلى مناطق سيطرتها ومن ثم عبر شبكات التهريب إلى دول الجوار.


وفضلاً عن عمليات التهريب التي تم احباطها، فقد عثرت قوات الجيش في فبراير الماضي على كميات كبيرة من مادة "الحشيش" داخل أحد الأبنية في مدينة ميدي التابعة لمحافظة حجة في شمال غرب اليمن، بعد تحريرها من المليشيات، وهو ما يؤكد اعتماد قيادات هذه المليشيات على إعطاء المخدرات لمقاتليها ايضاً، وقد اتلفت قوات الجيش كمية الحشيش تلك من خلال إحراقها، بحضور ممثلين عن استخبارات المنطقة العسكرية الخامسة، وعضو نيابة المنطقة، ومندوبين عن مركز العمليات المشتركة.


وفي 2016 ضبط أمن محافظة مارب شحنة مخدرات (332كجم) للحوثيين كانت قادمة من محافظة حضرموت. حيث قال نائب مدير أمن محافظة مارب، العميد الركن عبده السياغي حينها إن الكمية كانت مخبأة في قاطرة تحمل اسمنت، قادمة من محافظة حضرموت، وتتجه إلى صعدة.


كما احبطت قوات الجيش والأمن خلال الأعوام من 2015 إلى 2018 الجاري عدة عمليات تهريب للحشيش والمواد المخدرة، لمليشيات الحوثي الانقلابية، كشفتها للرأي العام، وتداولتها وسائل الإعلام ووثقتها.
على أن كل هذه العمليات لم تكن جديدة على هذه الجماعة التي بدأ قادتها نشاطهم التجاري في تجارة المخدرات، فقد تم اكتشاف عشرات العمليات خلال حروب صعدة الماضية بين أعوام 2004 و2010، حيث تسعى الجماعة المدعومة من إيران للإضرار بالمجتمعات اليمنية والخليجية عبر تشغيلها خطوط الحدود المختلفة بين اليمن والمملكة العربية السعودية عبر محافظات حجة وصعدة والجوف.

 


ازدهار تجارة الموت
ولم يعد خافياً سعي المليشيات الحوثية منذ حروبها الأولى في محافظة صعدة لتدمير البلاد في سبيل تنفيذ مخططات إيران الإقليمية، وصولاً إلى قيامها بالانقلاب على الدولة وتدمير مؤسساتها العسكرية والمدنية، ونهب الثروات، في ممارسات ممنهجة لتدمير الوطني، إلا أن وصولها إلى أعمال تدميرية تلحق الضرر البالغ بالمجتمع دق ناقوس الخطر في اليمن، وفي الدول المجاورة التي تستهدفها هذه التجارة المحظورة، فبعد احتكار الأغذية والوقود في السوق السوداء لتدر دخلاً لمليشيات التمرد، أصبحت المتاجرة بالمخدرات والحشيش مصدر إيراد آخر، ووسيلة لتدمير المجتمع اليمني.


ويقول مراقبون أن المخدرات التي تهربها إيران تحتل المقدمة في ترتيب مصادر تمويل ميليشيا الحوثي التي تجني ملايين الدولارات من التهريب والتجارة بها في اليمن، وأوصلت قادة الميليشيات الحوثية، إلى الثراء الفاحش والسريع على حساب اقتصاد اليمن، الذي دمرته، وأوصلت أبناء الشعب اليمني إلى المجاعة المحققة.


وتحدثت تقارير صحفية كثيرة عن تجارة الحشيش والمواد المخدرة التي ازدهرت في عهد الانقلاب الحوثي، والتي أخذت تتدفق بإشراف مباشر من قيادات حوثية كبيرة، وزاد في المقابل نشاط التهريب والتسويق، وزاد تبعاً لذلك عدد المتعاطين.


وكشف معتقلون محررون من سجون مليشيات الحوثي، عن قيام قيادات كبيرة في الجماعة بسجن إحدى الخلايا الخاصة بها والمتخصصة في تهريب وتجارة المخدرات لصالح المليشيات، وذلك بعد خلاف على تقاسم أرباح كبيرة جداً، استأثر بها أفراد هذه الخلية لأنفسهم، فيما أصرت قيادة الجماعة على تسليم كافة العائدات من هذه التجارة.


وأكد المعتقلون المحررون أنهم شاهدوا أعضاء خلية تجارة المخدرات الحوثية في احتياطي الثورة بصنعاء محتجزون، ولديهم كميات من المواد المخدرة التي كانت بحوزتهم ومبالغ نقدية كبيرة، وكانوا ينفقون ببذخ، وانه تم اطلاقهم بعد أيام قليلة بعد التوصل إلى حل مع قيادة الحوثي، وعادوا إلى مناطقهم في صعدة.