الخميس 28-03-2024 13:35:42 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

ثورة الـ14 من أكتوبر.. عدن وتعز العناق الطويل

الأحد 14 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت– خاص/ فهد سلطان

 

يصدق عليها القول بوصفها "ثورة الكرامة" بكل ما تعني الكلمة من معنى، انها ثورة 14 أكتوبر 1963م المجيدة، من القرن الماضي.
 ثورةٌ انطلقت شرارتها في الجزء الجنوبي من اليمن، ضمن ما يعرف حالياً بالمناطق الجنوبية من البلاد، ضد الاستعمار البريطاني الغاشم، والذي بقيت البلاد ترزح تحت وطأته 129عاما.
بدأ رص صفوف الثورة من جبال ردفان، بقيادة راجح بن غالب لبوزة، والذي استشهد مع مغيب شمس ذلك اليوم، ومثل استشهاده دافعاً كبيراً لمواصلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار وأعوانه في الداخل والخارج، وهنا، وخلال أيام قلائل فقط، اشتعلت أغلب مناطق الجنوب بوهج الثورة المجيدة، ما دفع السلطات الاستعمارية لإرسال حملات عسكرية غاشمة، استمرت ستة أشهر متواصلة وفشلت فشلاً كبيراً في تحقيق أي احتواء أو نجاح لما خرجت من أجله في محاولة لإخماد الثورة.
فشلت سياسة "الأرض المحروقة"، التي اتبعها الاستعمار في بادئ الأمر، فقد خلفت تلك السياسة الاجرامية كارثة إنسانية كبيرة، في كل مجالات الحياة، إلا أنها لم تحد من نشاط الثوار، والذي زاد حماسهم وأعدادهم في الشمال والجنوب معاً، لمواصلة الكفاح حتى نيل التحرير الكامل للبلاد. 
ولم يكن لثورة الرابع عشر من أكتوبر أن ترى النور بدون امتلاكها الرؤية الوطنية الخالصة لإزالة السلطنات، كأحد مخلفات الاستعمار البغيض، وهي رؤية وتوجه متصل بمنظور وطني أوسع، ينطلق من فكرة اليمن الواحد، فقد تأسست الدولة في الجنوب بمشروعية هذا الخطاب التاريخي للوطنية اليمنية ومشروعها الكبير. 
وأمام محطات وأحداث ثورة 14 أكتوبر مثلت تعز، في منتصف القرن العشرين، وهج الثورة بلا منازع، فقد كانت ميدانا متقدما لتدريب وإعداد أبطال التحرير، بل وشرياناً أساسياً لإمدادهم بالسلاح والمال، ونقطة عبورهم إلى العالم.
فيها: افتتح رسمياً أول معسكر لتدريب وإعداد أبطال أكتوبر في مطلع عام 1963، وكان هناك معسكرات للأحرار من قبل ذلك التاريخ في المدينة ذاتها، وكانت تدار من قبل قيادة الجبهة القومية.
ليس ذلك فحسب، بل وتعاقب نشاط الاحرار في تعز بشكل متسارع، فقد افتتحت الجبهة القومية مكتبها الرئيسي بمدينة تعز في 3 يونيو 1964 بحضور الرئيسين قحطان الشعبي وسالم ربيع علي ورمز الفداء الأكتوبري الشهيد عبود الشرعبي وقيادات أخرى، وساعد وجود قيادات الجبهة القومية وقيادة القوات المصرية في مدينة تعز وتعاون أبطال 26 سبتمبر من إمدادات السلاح إلى ابطال ثورة 14 أكتوبر لمواجهة قوات الاحتلال البريطاني.
تمر هذه الذكرى المجيدة اليوم، واليمن كله يمر في معركة وطنية لاستكمال ثورتيه المجيدتين سبتمبر واكتوبر، ولن ترسو سفن الأحرار حتى يحط اليمن رحله في شاطئ الأمن والاستقرار والدخول في فضاء الدولة المستقبلية الواعدة.