الخميس 28-03-2024 12:45:15 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تعرقل المساعدات وتخلق الأزمات

الثلاثاء 09 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت – خاص/ عبدالله المنيفي




تواصل مليشيات الحوثي الإيرانية ممارساتها في خلق الأزمات في المحافظات التي تخضع لسيطرتها، وتعزز سياستها في إفقار وتجويع اليمنيين، بقيامها بعرقلة المساعدات الإنسانية، ونهب ما وصل منها، من أجل إيجاد الأسواق السوداء، التي تمثل مصدر ايراد لها.


وعمدت المليشيات الحوثية الإيرانية منذ انقلابها على الدولة اليمنية، إلى إنعاش السوق السوداء، التي تمثل مصدر اثراء لمشرفيها، وتنغيص حياة السكان الذين ازدادت الأوضاع المعيشية لديهم سوءاً، بفعل التدمير الممنهج للاقتصاد، ونهب الأموال العامة، لتمويل حروب المليشيات.


ولم تتوقف المليشيات الحوثية عند هذا الحد، بل وصل الأمر إلى عرقلة وصول المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الأممية، للسكان في مناطق سيطرة الحوثيين، والذين تتدهور أوضاعهم المعيشية يوماً إثر آخر.
وقد اتّهم تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس الاثنين، الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بعرقلة المساعدات الإنسانية عبر ممرات آمنة دشنها في الآونة الأخيرة بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وأوضح المتحدث باسم القوات المشتركة للتحالف العقيد الركن تركي المالكي، أنه رغم فتح التحالف بالتنسيق مع الأمم المتحدة ثلاث ممرات آمنة لحركة المواطنين والمساعدات الإنسانية من الحديدة إلى صنعاء، فإن الميليشيات الحوثية لا تزال تعرقل مرورهم عبر هذه الطرق.


وأكد أن الميليشيات تتعمد عدم مرور المشتقات النفطية والمواد الغذائية من الحديدة إلى صنعاء رغم أن الممرات الثلاثة تعمل من السادسة صباحاً حتى السادسة مساء حسب التنسيق مع الأمم المتحدة.
وأوضح المالكي أن المليشيات منعت في ميناء الحديدة سفينة من تفريغ حمولتها من الوقود، وتعطل خروج سفينة تحمل الذرة من ميناء الصليف منذ أكثر من أسبوعين، مشيراً إلى أن المليشيات تقوم بذلك من أجل خلق سوق سوداء ورفع الأسعار وتمويل ما يسمى المجهود الحربي على حساب الشعب اليمني.


وقال المالكي: "أن الحوثيين بعد دخول صنعاء في 2014 همّشوا الشعب اليمني وأضروا بالاقتصاد وتحالف الرئيس السابق معهم في موقف يمر فيه كل الشعب ومن يعارضهم مصيره القتل".

 



أسواق سوداء ومعاناة

ما كشفه العميد المالكي كان قد تحدث به وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، الذي كشف السبت الماضي، أن مليشيات الحوثي الانقلابية تحتجز 10 سفن نفطية وتجارية في ميناء الحديدة، ومنعت من إفراغ حمولتها، وأن بعض السفن محتجزة منذ ما يقارب من 6 أِشهر.
وهذا الإجراء المتعمد من قبل المليشيات -كما يقول فتح- بالتزامن مع خلق أزمة مشتقات نفطية وفرض زيادة على رسوم المشتقات وصلت 60% وتعزيز السوق السوداء لصالح التجار الموالين للمليشيات، إجراءات تثقل كاهل السكان في تلك المناطق وتزيد من الأزمة الإنسانية في تلك المحافظات.

 



لصوصية توقف المساعدات

وقد تسببت مليشيا الحوثي مؤخراً بتعليق برنامج "اليونيسف" لصرف تحويلات نقدية لقرابة 9 ملايين يمني، وذلك بعد أسبوع واحد من عرقلة أخرى مارسها الحوثيون مع منظمة أدفنتست للإغاثة والتنمية، حيث تعرضت الوكالة لضغوط من الميليشيات لاستخدام قوائم المستفيدين من توزيع المساعدات والاستعانة بالموظفين المرتبطين بالحوثيين في المرافق الصحية التابعة لها، وعند اعتراض إدارة الوكالة، أبلغ مديرها أنه لن يسمح له بالعودة إلى البلاد.
حيث لا تكتفي مليشيات الحوثي بعرقلة المساعدات الإنسانية لإغاثة اليمنيين فحسب، لكنها تقوم بنهب ما يصل من هذه المساعدات، وتحولها إلى أسواقها السوداء، وتستخدمها لابتزاز الفقراء والمحتاجين والضغط عليهم بالدفع بأبنائهم إلى جبهات القتال.


وتداولت وسائل إعلامية خلال الأيام القليلة الماضية صوراً لقيام المليشيات الحوثية ببيع المساعدات الإنسانية الدولية في السوق السوداء بصنعاء.
والشهر الماضي كشفت وثيقة رسمية مسربة، عن بيع الحوثيين المساعدات الإنسانية فى الحديدة، ضمن جرائم المليشيات الحوثية بحق اليمنيين.


الوثيقة المسربة التي عرضت فضائية سكاي نيوز تقريرا عنها، تكشف اعترافات من محافظ الحديدة المعين من جانب مليشيات الحوثي، بسطوهم على المساعدات الإنسانية وبيعها مقابل مبالغ مالية كبيرة لمن يفترض أن تصل إليهم مجانا.


وكانت مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران اقتحمت بقوة السلاح مستودعاً تابعاً للمنظمة الدولية للهجرة في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، منتصف أغسطس الماضي، ونهبت نحو 2000 سلة غذائية كانت ستوزع على الفقراء والمحتاجين، كما نهبت قبلها العديد من المساعدات الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي وباعتها في السوق السوداء لدعم ما يسمى المجهود الحربي.


نهب المليشيات الحوثية للمعونات الغذائية لا يقتصر على العاصمة صنعاء أو الحديدة فحسب، بل تقوم المليشيات بنهب المساعدات المخصصة للسكان في كل المحافظات الخاضعة لسيطرتها ومنها محافظتي إب وذمار، اللتان تباع فيهما المساعدات الإنسانية في أسواق سوداء يشرف عليها مشرفو المليشيات، فيما يوزعون جزء منها للموالين لهم، وتخصص نسبة من هذه المساعدات لاستقطاب أبناء الأسر الفقيرة للقتال في صفوف المليشيات.
وكانت الكويت قد اتهمت عبر كلمة مندوب الكويت الدائم السفير منصور العتيبي في جلسة عقدها مجلس الأمن، في 22سبتمبر الماضي، لمناقشة الوضع في اليمن، مليشيات الحوثي الانقلابية بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية الى مستحقيها، من خلال النشر المكثف لنقاط التفتيش المسلحة مايفاقم معاناة الأطفال والنساء وكبار السن الذين يعانون من شبح الجوع وخطر انتشار الأوبئة.


وقبل أكثر من عام اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، مليشيات الحوثي وصالح بمنع وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين، ومصادرتها، وحرمان السكان المحتاجين من الحصول عليها، وتقييد حركة المرضى وموظفي الإغاثة، وأكدت أن المليشيات جمدت أو صادرت المساعدات المخصصة للمدنيين، وفرضت قيودا مشددة وغير ضرورية على العاملين في الإغاثة وعرقلت تقديم المساعدات، وأشارت، إلى توقف منظمات إغاثية أو سحبها لموظفين في بعض المناطق بسبب هذه القيود.