صدر كتاب بعنوان (أعلام من شهداء اليمن المعاصر)، من إعداد الكاتب مطيع الرحمن، وتقديم الأستاذ القدير والشاعر الكبير مفضل اسماعيل غالب، الذي قدم للكتاب تقديما مميزاً.

 وجاء في التقديم: لم أكن أعرف الأستاذ مطيع الرحمن قبل أن يتواصل معي طالباً مني تقديم هذا الكتاب. في البداية شدني العنوان فقررت أن أقرأه حرفاً حرفاً وهذا ما كان، فوجدتني أمام كاتبٍ فذٍ وباحثٍ مجتهد متميز، استطاع أن يخرج لنا هذا السفر العظيم الذي اختار شخصياته وكلماته بعناية فائقة, وضمن تسلسل تاريخي تراتبي لكل الشخصيات بحسب تاريخ الاستشهاد لكل بطل من أبطال هذا المؤلف الهام.

وقد استطاع الكاتب الكريم أن يتحفنا بمائة مقدمة أدبية رائعة نحتها من قلبه، وسكب فيها عُصارة روحه، وكتبها بماء عينيه، والأجمل أنه برغم هذا العدد الكبير من المقدمات لا تكاد تجد فيها تكراراً مخلاً, ولا رتابة مملة, وهذا يعكس ثراءً لغوياً ومعرفياً, وقدرة فائقة لدى المؤلف, لا يتمتع بها كثير من الكُتّاب.

لقد ذيل الكاتب كل مقدمة بأبيات شعرية منتقاة, تحمل من الحماسة ومعاني الاستبسال ما يدفع القارئ لسبر أغوار الشخصية التي يتحدث عنها بكل الشوق واللهفة، ثم عرض علينا مائة سيرة ذاتية, بذل فيها جهداً مشهوداً, ووقف فيها على أهم محطات حياة الشهداء, التي تعطي القارئ الكريم صورة واضحة عن عظمتهم وعطاءاتهم وأدوارهم في الحياة, قبل أن تبدأ رحلة ارتقائهم الخالدة إلى الفراديس العلى...إلخ وبعد استطراد الأستاذ مفضل للدروس التي استلهمها من الكتاب بصفحات مطولة لا يتسع المقام لسردها هنا .. وختم تقديمه بقوله:

هذا الكتاب قصة شعبٍ استرخص في سبيل انعتاقه الثمن, ومَهَرَ حريته بدماء خيرة الخيرة من قياداته وأبطاله.

يجب أن يعمم هذا الكتاب على أوسع نطاق ممكن، بل يجب أن يدرس لهذا الجيل، والأجيال التالية، ليدركوا سمو الأهداف والغايات التي استشهد من أجلها آباؤهم، وليعلموا ضخامة التضحيات التي قدموها وهم يواجهون أعتى وأقدم استبداد كهنوتي في الدنيا.

الجدير بالذكر أن الكتاب يتواجد حاليا في مدينة مارب وسيتم توزيعه لاحقاً على بعض المحافظات المحررة - بإذن الله.