الخميس 28-03-2024 15:20:45 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

استهداف كوادر الإصلاح الجريمة المنظمة المسكوت عنها!

السبت 06 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت – خاص



مسلسل الاغتيالات تتواصل في عدن وعدد من محافظات ومناطق الجنوب بشكل منظم، دون أن يكون هناك تدخل حقيقي من قبل أجهزة الأمن أو السلطة المحلية، فيما ينظر كثير من المتابعين لما يحدث أقرب الى التواطؤ منه الى العجز، كون الاستهداف ينال حزبا سياسيا كان له موقف مؤيد لثورة 11 فبراير.


عصر امس الجمعة أطلق مجهلون النار على سيارة الصحفي زكي السقلدي بمحافظة الضالع جنوب البلاد، كانوا يستقلون دراجة نارية، وامطروه بوابل من الرصاص، وفارق الحياة على الفور.
على إثر ذلك دان حزب الإصلاح بمحافظة الضالع الحادثة ووصفها بالجريمة البشعة والنكراء، والتي تستهدف أبرياء ومدنيين، وطالب البيان السلطات المحلية وأجهزة الامن سرعة ملاحقة الجناة وتقديمهم الى العدالة.
ثلاث جرائم في أقل من أسبوع ضد نشطاء وقيادات الإصلاح، وعلى مدى السنوات الماضية ارتفعت عدد التصفيات الى ما فوق ثلاثين حادثة اغتيال.


المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى) استنكرت الحادثة بأشد العبارات، ووصفت عملية الاغتيال بالجبانة التي طالت الصحفي السقلدي، وأشارت الى أن من تم قتلهم خلال العام ٢٠١٨ إلى 12 صحفيا يمنيا، يمثل دليلا واضحا على أن جماعات العنف والإرهاب قررت مواصلة عملياتها الإجرامية بحق الأسرة الصحفية اليمنية في ظل غياب دور الحكومة والشرعية عن ملاحقة المجرمين والمحرضين على ارتكاب الجرائم المتعمدة بحق الصحفيين.
منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة الضالع دانت هي الأخرى اغتيال الصحفي زكي السقلدي وقالت في بيانها: "ان مواجهة الراي بالبندقية عمل مدان بكل الشرائع والقوانين، وعلى الجميع الوقوف صفا واحدا لرفضه ومحاربته، وعلى الاجهزة الامنية والسلطة المحلية بالضالع القيام بواجبها في الكشف عن الجناة ومطاردتهم او تقديمهم الى المحاكمة".


الشبكة اليمنية للحقوق والحريات قالت إن استهداف السلقلدي هو اغتيال لكل الناشطين والحقوقيين الذين يعملون بشكل مستمر في مختلف الظروف على رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وأبارزها للمجتمع المحلي والدولي.


ودعت الشبكة الأجهزة الأمنية بمحافظة الضالع إلى سرعة ملاحقة وضبط الجناة وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم الرادع وفق القانون. كما دعت كافة المنظمات المحلية والدولية لإدانة هذا العمل الإجرامي الجبان الذي لا يمت للإنسانية بصلة.


قبل أيام قلائل وفي الـ2 من أكتوبر الجاري اختطف مجهولون بمدينة عدن رئيس جمعية الإصلاح الخيرية محمد الشجينة (50 عاماً)، ووجد بعد ساعات مقتولاً ومعصوب العينين وعليه اثار تعذيب في ساحل ابين داخل سيارته.
مسلسل الاستهداف لكوادر الإصلاح مستمرة منذ ثلاث سنوات، دون أن تكشف الأجهزة الأمنية في عدن أو في غيرها من المحافظات الجنوبية هوية الجناة أو تقدمهم الى العدالة، فيما يذهب البعض الى الاعتقاد أن الأجهزة الأمنية متواطئة بصورة مباشرة في عمليات الاغتيالات والتصفية، فقد كان لها بعض التصريحات ضد العمل الحزبي ومنه الإصلاح ومقراته، الى جانب التهديدات التي يطلقها باستمرار رجل الدين المثير للجدل وزير الدولة السابق والمقال هاني بن بريك.


وكيل وزارة الشباب والرياضة نادية عبدالله استهجنت هذه التصفيات بحق كوادر وقيادات الحزب في مناطق جنوب البلاد، دون أن يكون هناك تحرك حقيقي من قبل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية تجاه ما يحدث، واستغربت لماذا كوادر الإصلاح فقط؟


في أغلب التقارير الحقوقية التي ترفعها عدد من المنظمات الدولية لمجلس الامن حول أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، يتم تجاهل عمليات الاغتيالات والتصفية لكوادر حزب الإصلاح، باستثناءات محدودة وبإشارات عابرة، وهو ما ينظر لها على أنها ضوء اخضر للجناة في مواصلة الاستهداف.


يطرح عدد من المراقبين موضوع التحالف العربي وممارسة ضغوط للأجهزة الأمنية بعدن بما يحد من موجات الاغتيالات المنظمة التي تطال علماء دين ونشطاء وقيادات حزبية، وقدمت صورة سيئة عن المناطق المحررة وخاصة العاصمة المؤقتة عدن، فيما جعلها منطقة غير آمنة.


إبقاء ملف الاغتيالات قائماً دون عمل موقف حقيقي في إيقافه وتقديم الجناة الى العدالة، سوف يطيل امد الصراع ويشوه من كل عمليات التحرير امام الشارع اليمني، الذي يتطلع الى حسم عاجل للمليشيات واستعادة الدولة واحلال السلام في كل ربوع البلاد.

كلمات دالّة

#استهداف_الاصلاح