الجمعة 29-03-2024 16:55:18 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

في ظل تخاذل الأجهزة الأمنية وصمت المنظمات الحقوقية..

الاغتيالات اليومية في عدن امتداد للمشروع الحوثي الانقلابي ونسف للسلم الاجتماعي

الأربعاء 03 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت – خاص/ عبدالله المنيفي
 




تزايدت مسلسلات الاغتيالات اليومية في العاصمة المؤقتة عدن بشكل مرعب، كان آخرها اغتيال مدير جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية في المدينة الأستاذ محمد عبدالله شجينة، الذي اختطفته مجموعة مسلحة في مديرية خور مكسر صباحاً، ولم يأت المساء حتى تم العثور على جثته داخل سيارة وهو معصوب العينين، وعلى جسده آثار تعذيب وحشي.
ليس الشهيد "شجينة" أول المغدور بهم في هذه المدينة النازفة، وبالطبع فلن يكون الأخير، فقد سبقه أعداد كبيرة تعرضوا لاغتيالات مشابهة، وجلهم من قيادات وكوادر وناشطي التجمع اليمني للإصلاح، في جرائم ممنهجة، بات جلياً أنها تستهدف رجال المقاومة الشعبية الذين تصدوا لمليشيات الحوثي الانقلابية منذ عدوانها على العاصمة المؤقتة لليمن، وحتى تحريرها بدعم وإسناد التحالف العربي في يوليو 2015.


وفي إحصائية غير رسمية، فإن 12 من قيادات الإصلاح في محافظة عدن وعشرات الخطباء أيضاً، تم اغتيالهم منذ تحرير المدينة، تم اغتيالهم على أيدي مسلحين في عمليات اغتيالات مستمرة، فيما هناك عدد أكبر تعرضوا للاغتيال، بينهم شخصيات تربوية، ودعاة وأئمة مساجد، علاوة على تعرض قيادات وكوادر ونشطاء الحزب لانتهاكات تمثلت في الاختطاف والإخفاء القسري، ومداهمة منازلهم واقتحامها، واحراق مقرات للحزب واستهدافها بسيارات مفخخة.


وتشير كل الوقائع أن جرائم الاغتيالات والغدر اليومي لقيادات سياسية وواجهات العمل الخيري، وخطباء وأئمة المساجد، أظهر بجلاء أن هناك من لا يريد لهذه المدينة أن تستقر وأن تعكس النموذج الجيد للدولة اليمنية الاتحادية التي يضحي اليمنيون لاستعادتها، بينما عدن اليوم تصحو كل يوم على جريمة جديدة
ويرى مراقبون أن الانفلات الأمني في العاصمة المؤقتة عدن يأتي في إطار مشروع اللادولة الذي تشكّل في هذه المدينة منذ تحريرها قبل أكثر من ثلاثة أعوام، وأن هذا المشروع المتسلح بالقوة والعنف، لا يقل خطورة عن الانقلاب الذي قامت به مليشيات الحوثي، أو انه لا يختلف عنه كثيراً في الهدف والغاية.


انعكاسات سلبية وتشويه لعدن
عن دلالات ما يجري وانعكاس ذلك على الوضع في عدن وبقية المحافظات المحررة، يقول الصحفي والناشط الحقوقي همدان العليي إن انعكاسات مثل هذه العمليات سلبية جداً على مختلف المستويات، حيث إنها جرائم تشوه المحافظة.
ويضيف العليي لـ"الإصلاح نت": "يتابع الناس في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي ما يحدث في عدن بتوجس، حيث إن الجميع يتمنى أن تكون عدن هي النموذج الأبرز للدولة التي تحافظ على حقوق الجميع ويقوم الناس فيها بواجباتهم على أكمل وجه، غير أن ما حدث لا يساعد على تشجيع الناس في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي على أن يقوموا بدورهم في مواجهة المليشيات من أجل عودة الدولة".
ويؤكد العليي أن عملية الاغتيالات أسهمت بشكل كبير في تشويه عدن وجعلها مدينة طاردة للاستثمار، ولليمنيين والمنظمات والسفارات وكل شيء جميل في هذه المدينة التي "كنا نرى أن تكون العاصمة لكل اليمنيين، ولا زلنا نتمنى أن تكون هي العاصمة التي تستوعب كل اليمنيين".
ويردف العليي بالقول: "عندما نتخاطب مع المنظمات الدولية لماذا لا تنقلوا مكاتبكم إلى العاصمة السياسية عدن يقولوا كيف نذهب إلى هذه المدينة والوضع الأمني فيها صعب للغاية، وهو مبرر جعلنا نصمت لأنه حقيقة وواقع للأسف".


فيما يعتبر الصحفي والمحلل السياسي حسين الصوفي أن استهداف قادة المقاومة في عدن وتصفيتهم جريمة خطيرة وامتداد لمشروع الانقلاب الحوثي في صنعاء، وانتقام من التضحيات التي لا تزال فيها دماء الابطال طرية.
ويتابع الصوفي، وهو ناشط حقوقي أيضاً، بالقول: "لكن أن يصل الأمر الى السعي لقتل المصلحين ونشطاء العمل الاجتماعي فهي حرب تشنها الأطراف المعروفة والمدعومة من قبل جهات واضحة تسعى لتنفيذ أجندة إيران بسياسة حرث الارض وتغيير هوية الشعب وتجويعه والصاق مصطلح الارهاب على الساعي على الايتام ومن يطعم المساكين".



صمت حكومي كارثي
وعن صمت الحكومة ووقوفها عاجزة رغم كونها المسؤولة قانوناً عن ضبط الأمن في عدن، يؤكد حسين الصوفي أن الحكومة مطالبة اليوم بالدفاع عن الضحايا كمواطنين.
ويرى أن هناك تراخياً واضحاً باعتبار انتماء الضحايا السياسي، معتبراً ذلك كارثة وجريمة مع ان واجب الحكومة مركب ومضاعف في حق استهداف الحزب السياسي، "حقهم كحزب وحقهم كمواطنين أيضاً".
فيما يرفض الصحفي همدان العليي التعليق على الدور الحكومي السلبي وأسباب العجز إزاء هذه الجرائم، ويرى أن الحكومة وأجهزتها الأمنية هي من يجب أن ترد على ذلك.
لكنه أكد أن استهداف قيادات حزبية بعينها يسهم بشكل كبير في نسف قيمة التعايش التي تميزت بها عدن لفترة طويلة، باستهداف شخصيات إصلاحية، بينما الإصلاح هو الحزب الذي شارك بشكل كبير في تحرير مدينة عدن من مليشيات الحوثي الانقلابية. وأشار إلى أن هذا يوصل رسالة للإصلاحيين في بقية المحافظات مفادها أن من سيقوم بدوره في تحرير المحافظات سيلاقي نفس المصير!



انتهاكات مسكوت عنها
وأمام تصمت المنظمات الدولية إزاء ما يجري في عدن من قتل شبه يومي ولا تتطرق إليه في تقاريرها حول الوضع الإنساني في اليمن، يوضح همدان العليي، أنه يفترض بمنظمات المجتمع المدني في محافظة عدن القيام بواجبها في رصد هذه الانتهاكات والجرائم ذات الدوافع السياسية في هذه المحافظة، وليس بهدف الإساءة لأبناء عدن، وانما بهدف معالجة هذه الظاهرة الشاذة التي يشكو منه الجميع
ويعتقد العليي أن كل المكونات السياسية في عدن ترفض هذه الجرائم، وأن هناك جماعة تحرص على الإيقاع بين أبناء عدن والمكونات السياسية والإساءة إلى قيمة التعايش التي عُرف بها أبناء عدن منذ فترة طويلة.
في حين يؤكد الصوفي أن صمت المنظمات الدولية والمبعوث الأممي يضع علامة استفهام كبيرة وكأنه رضى وقبول حسب القاعدة المعروفة "السكوت علامة الرضا".


وشدد الصوفي أنه يجب أن يتحرك المجتمع لحماية نفسه من المخططات الاجرامية التي تهدف إلى نسف السلم الاجتماعي، وإعاقة الأمن والاستقرار وبالتالي استعادة الدولة لهيبتها ومهامها.

كلمات دالّة

#اغتيالات_عدن