الخميس 25-04-2024 10:39:52 ص : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

حتى لا تعود عبادة الاصنام! سبتمبر ..الحدث والهدف

الثلاثاء 25 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت- خاص / عبدالعزيز العسالي


        


{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات الى النور وذكرهم بأيام الله ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور} ابراهيم: الآية5.

{وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على اصنام لهم قالوا ياموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال انكم قوم تجهلون} الاعراف:الآية138.


الإهداء الى:

كل الشهداء في طريق الحرية والعدل والمساواة.. من عام 1948 وحتى آخر شهيد في الربيع اليمني.
الى كل المناضلين الشرفاء أحياء او من هم في رحاب الله؛ شيوخا وشبابا؛ رجالا ونساءً وكافة شرائح المجتمع.
انا على درب الحرية والمساواة سائرون، وفي سبيل ترسيخها سنضحي ونضحي حتى يصبح مفهوم الحرية في الثقافة العامة جزءاً من عبادة الله وتوحيده!

سبتمبر 1962م حدث تاريخي في حياة كل اليمنيين; كيف لا والهدف الاول من اهداف سبتمبر 1962 هو التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، وازالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات!

اذن حدث ال26 من سبتمبر كان انعتاقا من آسار التخلف والسلالية والتسيد الإبليسي والذي جثم على صدور اليمنيين قرونا طويلة، متذرعا بالزور والقمع وإراقة دماء انبل واشرف رجالات اليمن في سبيل ارضاء نزوته الشيطانية!
ــ حدث ال26 من سبتمبر هو صيحة الحق المقدس التي انتزعت كرامة الانسان اليمني من بين براثن الظلم والطغيان, ساعية الى تحطيم الصنمية الفاجرة التي تألهت منازعة لله في سلطانه!
ــ حدث ال26 من سبتمبر اشعل فجر الحرية من لهيب الجراح اليمني!
ــ حدث ال26 من سبتمبر غسل وجه اليمن من الشوائب السلالية العنصرية وقذرها المتخلف!
ــ حدث ال26 من سبتمبر دفن العقلية الظلامية ونفخ في الامة اليمنية روحا جديدة متطلعة نحو غد افضل!
ــ حدث ال26 من سبتمبر حدث له غاية نبيلة هي إعلاء شأن كرامة الانسان
 فكرا وثقافة وقانونا.
تلكم هي اشارة خاطفة حول ال26 من سبتمبر حدثا وهدفا، فماذا عن حدث21 سبتمبر2014؟

سبتمبر هو سبتمبر لكن الحدث سلبي الهدف: انه إجرامي النزعة, عنصري الدعوة, ابليسي الهوى، طغياني التصرف, متنكبا طريق الحق, عدوا للحريات, عابثا بكرامة الانسان, مستحلا دماء الشعب, منتهكا كل الحرمات, فلم يترك مقدسا الا وانتهكه؛ حربا تدميرية, نهب للممتلكات الخاصة والعامة, قتل, اختطاف, تهجير وتشريد جماعي, معتقلات, حصار, نفي، عمل اجرامي تتري مغولي طال آلا ف اليمنيين; لانهم قالوا يوم ال26 من سبتمبر1962 م لا للكهنوتية السلالية المقيتة!

(اجعل لنا إلها كما لهم آلهة)

غير أن السؤال الأخطر يفاجئنا صارخا في ذاكرة شعب ال26 من سبتمبر: يامثقفي اليمن: كيف هوى ال26 من سبتمبر الى هذا الدرك المظلم؟! ما هذا السقوط ؟
من لديه تفسير لهذه الارتكاسة الفكرية الثقافية؟!
كيف حصلت ولم نريد تفسيرا يضع النقاط على الحروف, شهادة للتاريخ تستلهمها الاجيال عبر العصور!
نريد تفسيرا موضوعيا يعري انتكاسة حدث ال21 من سبتمبر2014 والتي أعادت الامة الى مربع صنمية بني إسرائيل الذين نسوا الحدث والهدف ظانين ان الممنوع عليهم هو عبادة الصنم الفرعوني فقط! {وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على اصنام لهم فقالوا ياموسى اجعل لنا إلهاً كمالهم آلهة قال انكم قوم تجهلون}.
 لقد كان الجهل هو المسيطر على نفوس يهود الخارجة من كابوس الطغيان الفرعوني, وما إن تجاوزوا البحر واقدامهم لم تجف من بلل البحر, وتلك هي طبيعة النفوس المحطمة المهترئة تحت نير الاستبداد ــ الإيدز الاسود ــ حسب تعبير احد المفكرين! فنسيت يهود الحدث والهدف ولم تتذكر ايام الله, ونسيت حظا مما ذكروا به!
 فهل دبت علل يهود الينا شعب ال26 من سبتمبر فنسينا الحدث والهدف؟!

  {بل مكر الليل والنهار}

الجواب: علة شعب ال26 من سبتمبر هي مكر الليل والنهار..! هدهدته دورة فلكية كاملة, فرضخ تحت طائلة حكم فردي جمع بين (القوة والجهل)!
غير أن القوة الجاهلة لم تكن هي كل شيء, والصواب أن القوة الجاهلة لم تصطدم بسنة من سنن الله التي بثها في النفس الاجتماع والكون , فاستنسر البغاث!
ان القوة الجاهلة المتفردة من لحظاتها الاولى التي تسلمت فيها مبكر لزمام السلطة اتجهت الى تحويل النور السبتمبري اغساقا ونيرانا، وكانت اولى خطواتها:
ــ إغفال التذكير بالحدث والهدف السبتمبري ــ في سلوكها العملي جاعلة مساحة خاصة للبقبقة الاعلامية ذرا للرماد في العيون!
ــ اما ثاني خطواتها الارتكاسية فقد سعت بخطى اجرامية الى حرف مسار الهدف الثاني لحدث ال26 من سبتمبر1962م المتمثل في بناء جيش وطني قوي لحماية اهداف الثورة ومكاسبها!
نعم رأى الشعب اليمني الوية بالعشرات وانفاقا حد البذخ لخزينة الدولة في اعداد جيش, نعم تم اعداد جيش، ولكن بلا عقيدة؛ عقيدته فقط حماية التوريث في ظل نظام جمهوري ديمقراطي; وسيكون نظام شعب ال26 من سبتمبر نظام
 (جملكي) أي الشكل جمهوري والمضمون ملكي!
هكذا وبصفاقة وقُحَةٍ لامثيل لها يعلن بلسان احد المماسح
 ــ خلع العداد!
كيف? اين المثقفون؟
المثقفون .. بعضهم التزم البيت البردوني:

لنا بطون لديكم بنوك
      هذي المآسي صيرتكم ملوكا!
وهنا برز عدد من المثقفين معشقين ريوس دون ادنى خجل!; كونها بعيدة عن تذكر الحدث والهدف ناهيك عن تذكرهم ايام الله! انها طبيعة التعشيق ريوس!

غير ان اخزى المخازي هو ان هذ الجيش الذي انبطح للسلالية بتوجيه القوة الجاهلة والذي اكتال انواع اللطائم الحسية والمعنوية بدء من تغيير الميري بقميص بردقاني نوعا ومنظرا وانتهاء بملاطيم حسية لأعلى الرتب!
ها هو اللطيم ــ وبفضل تدوير النفايات ــ يريد ان يقتطف ثمار تضحيات الجيش الوطني ويتسلم اللواء، فهل نسينا الحدث والهدف؟
وهل نسينا التذكير بأيام الله?
هل نسينا حظا..? أم لازالت الرغبة نحو العودة للعكوف حول الآلهة البشرية
 وليس الحجرية؟
اللهم اني بلغت..اللهم فاشهد

كلمات دالّة

#صناعة_الاصنام