الخميس 25-04-2024 23:30:26 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

هل بات الحسم العسكري خيار الضرورة بعد إفشال الحوثيين للمشاورات؟ (تقرير خاص)

الأربعاء 12 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت – خاص/ وئام اسماعيل
 

 


كغيرها من جولات المشاورات السابقة، تعثرت جهود المبعوث الدولي والأمم المتحدة، الرامية إلى إحلال السلام في اليمن، بعد مرور أربع سنوات على الحرب في البلاد، وفشل معها انعقاد المشاورات في جنيف.

وأفشلت مليشيات الحوثي الانقلابية، جولة المشاورات الجديدة قبل أن تبدأ، وذلك برفضهم الذهاب إلى مشاورات جنيف، قبل نقل جرحى بين صنعاء وسلطنة عُمان، قالت حكومة الشرعية إنهم خبراء من إيران وحزب الله، وحديثهم عن عدم إعطائهم ضمانات بعودتهم إلى صنعاء.

في الأثناء، كان ملاحظا تراخي المجتمع الدولي مع مليشيات الحوثي، وعدم اتخاذه ردة فعل قوية إزاء عدم قدوم الحوثيين إلى جنيف، كما لم يحملوهم مسؤولية إفشال المشاورات.

إلا أن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، حمَّل الحوثيين مسؤولية استمرار الصراع في اليمن، وذلك أثناء لقائه مع وزير الخارجية خالد اليماني الذي أكد أن الحجج التي طرحها الحوثيون للتغيب عن مباحثات جنيف تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنهم لا يرغبون في أي حل سلمي.

وثمة تحذيرات من إمكانية استمرار الحرب لسنوات طويلة في اليمن، وتردي الأوضاع الاقتصادية والصحية، وارتفاع معدلات نسبة البطالة والفقر في البلاد.

 

جبهات ساخنة

 

لجأت الشرعية ومعها التحالف العربي للتصعيد في جبهات القتال المختلفة، أبرزها الساحل الغربي، وصعدة، وحجة، بعد رفض الحوثيين التعاطي مع الحلول السلمية للأزمة في البلاد.

فقد تمكنت قوات الجيش الوطني، مسنودة بقوات التحالف العربي، من إحراز تقدم جديد في جبهة الساحل الغربي محيط مدينة الحديدة غربي البلاد، بعد وصولها إلى مفرق باجل الحديدة، ومناطق المزرعة، ودوار المطاحن، ومصنع "نانا" لمنتجات الألبان، وصولاً إلى الأطراف الشمالية لمنطقة كيلو16، الأكثر تحصيناً بالنسبة لعناصر الميليشيا الانقلابية.

إضافة إلى ذلك، فقد تقدمت قوات الجيش في مناطق تقود مباشرة إلى ميناء الحديدة. بدورها شنت بوارج التحالف العربي قصفا عنيفا على مخازن الأسلحة المحاذية للميناء.

أما في حجة، فسيطرت قوات الجيش على مواقع وقرى جديدة، كانت تتحصن فيها مليشيات الحوثي بمديريتي حيران وعبس، إضافة إلى تحرير عزلة "بني حسن" التابعة لمديرية عبس بالكامل، وكذا التقدم شمالاً باتجاه "مثلث عاهم" وقطع أهم خطوط إمدادات المليشيات في جبهتي حرض وحيران.

كما أعلن الجيش كذلك عن تحريره لسلسة جبال أضياق وجبال محجوبة في جبهة البقع شمال صعدة شمالي البلاد، فيما تجري تحضيرات عسكرية لعملية نوعية ستتم في المحافظة.

في سياق متصل، نفذت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية على تجمع للمسلحين الحوثيين، في منطقة صرواح، آخر معاقل الحوثيين في محافظة مأرب.

 

الحسم عسكريا

 

ويرى المحلل السياسي فؤاد مسعد، أن خيار الحسم العسكري يبقى هو الحل، مالم تثبت المليشيات جديتها في التعامل مع المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة.

وقال إن مليشيات الحوثي خلال جولات المشاورات السابقة، ظلت تستغلها فقط لالتقاط أنفاسها، ومن ثم معاودة واستئناف الحرب.

وانتقد عدم قيام المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين، وإلزامهم بما كان يتم التوافق عليه، في مختلف المفاوضات السابقة.

وأكد أنه بعد إفشال المليشيات الحوثية للجولة الجديدة من المفاوضات، فإن ذلك يلزم التحالف العربي والحكومة الشرعية التركيز على الحسم العسكري، وعدم تضييع الوقت وراء سراب المشاورات.

 

قطع رأس الأفعى

 

وتؤكد الحكومة اليمنية برئاسة أحمد عبيد بن دغر، أن الجيش الوطني لن يتوقف عن ملاحقة فلول ميليشيا الحوثي الانقلابية بمحافظة صعدة، في إطار العملية العسكرية التي أطلقها الجيش لقطع رأس الأفعى في معقلها الرئيسي، واجتثاث مشروع إيران ووأد حلمها في تكوين مليشيات طائفية موالية لها، على غرار ما حدث في دول عربية أخرى.

وقالت الحكومة إن إيران لن تتمكن بعد اليوم من هدم وتخريب اليمن، عبر مليشيات الحوثي الانقلابية، لتنفيذ أوهام سادتهم الإمبراطورية التي عفى عليها الزمن..، مشيرة إلى أنه حان الوقت ليفيقوا من أوهامهم وسرابهم الخادع.

فيما أكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، أن "الحسم العسكري من أوائل الخيارات المتاحة والمشروعة لإنهاء الانقلاب وإيقاف تعنت الحوثيين المدعومين من إيران، بعد أن أخفقت الأمم المتحدة في حل الأزمة وفشل محادثات جنيف وانتهائها قبل بدئها".

وأوضح -في تصريحات صحفية- أن الخيار أمام الحكومة الشرعية مفتوح أمام كل الوسائل المشروعة والمتاحة لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، والحفاظ على هوية الشعب اليمني العربية أمام مشروع الحوثي المدعوم من إيران وملالي طهران.

وطالب بادي المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة وحازمة لردع هذه المليشيات بعد عرقلتها لمشاورات جنيف، والقيام بواجبها بكل وضوح وصرامة، خاصة بعد أن أثبت الحوثيون عدم جديتهم في إحلال السلام في اليمن.

 

الموقف الدولي

 

في قراءته للموقف الدولي من مشاورات جنيف، يقول الكاتب الصحفي مارب الورد إن الفاعلين الإقليميين والدوليين بالأزمة اليمنية، لهم تأثير كبير على الأزمة في البلاد، ويعتمد الأمر في حلها على استعدادهم بشكل جدي لإنجاح عملية السلام، وحجم الجهد الذي يمكن أن يقوموا به غير التصريحات الدبلوماسية والإعلامية.

وأوضح في مقال له: "يدرك المهتمون بما يجري في اليمن أن أي حل قريب أو بعيد مرتبط بدرجة كبيرة بموقف الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة بالصراع بشكل مباشر أو غير مباشر، ثم بدرجة أقل موقف الأطراف اليمنية نفسها التي فقدت الكثير من قرارها لصالح الداعمين الخارجيين".

وأضاف: "عندما يكون التأثير الخارجي بهذا الشكل، يصبح التعويل على مجرد عقد اللقاءات أو مواقف الأطراف المحلية غير مهم كثيرا ما لم تكون مواقف داعميها واضحة وجادة يمكن قياسها بالنسبة للمبعوث من خلال وعود بضغوط معينة أو اتخاذ إجراءات بحق الأطراف المعرقلة للتسوية".

على المستوى الخارجي -يذكر الورد- أن مصلحة الدول الكبرى المؤثرة في الملف اليمني تبدو قائمة باستمرار الصراع وإن دعت علنا للحل السياسي، كونها مستفيدة من خلال صفات الأسلحة التي تجلب لها المليارات، فضلاً عن كونها غير متضررة من الحرب، إذ ليس لديها مصالح اقتصادية أو قواعد عسكرية تخسرها أو تشعر بالخطر عليها وهي بعيدة جغرافيا عن اليمن ولا يصلها لاجئون مع أن هؤلاء قليلون جدا في الخارج مقارنة بالسوريين والعراقيين والليبيين، على حد قوله.

وخلص الورد إلى أن مواقف الأطراف المؤثرة لا يدعم التسوية كما يجب ولا يتوقع تغييره في المدى المنظور.

 

أهمية تفعيل الجبهات

 

وتشكل الجبهات الملتهبة كجبهة صعدة، أهمية بالغة كون تلك المحافظة معقل الحوثيين الرئيسي باليمن، وهي حدودية مع السعودية التي يتم استهدافها بالصواريخ من تلك المدينة.

أما حجة فهي محافظة محاذية لصعدة، واستغلها الحوثيون للحصول على السلاح عن طريق سواحل ميدي، كما يوجد بها الكثير من منصات إطلاق الصواريخ، التي يهدد بها الحوثيون دول الجوار.

كما تُعد الحديدة من أبرز المحافظات اليمنية، نظرا لامتلاكها شريط ساحلي طويل، اتخذ منه الحوثيون مقرا لمهاجمة السفن في خطوط الملاحة الدولية، إضافة إلى وجود ميناء الحديدة ثاني أكبر ميناء في البلاد، والذي يعد آخر منفذ بحري يربط تلك المليشيات بالعالم الخارجي، وعبره يحصلون على كميات كبيرة من السلاح المُهرب.

أما جبهة البيضاء وسط اليمن، فهي تتصل بثماني محافظات هي (مأرب، ذمار، إب، صنعاء، أبين، الضالع، لحج، شبوة).

وسيطير مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، إلى مسقط وصنعاء خلال الأيام المقبلة، لوضع الأسس لإجراء محادثات مستقبلية، ملمحا الى أنه قد يجري في البداية محادثات منفصلة مع الجانبين.

وتوقفت المشاورات في اليمن منذ أغسطس/آب 2016، بعد إفشال الحوثيين لها وعدم التزامهم بالمرجعيات المتعارف عليها، وهي المبادرة الخليجية، ووثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والقرار الأممي 2216 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.