الخميس 28-03-2024 16:03:22 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

حولها الحوثيون لساحة حرب جديدة وثكنة مسلحة..

"عبس" .. ثالث مدينة في حجة تتهيأ للدمار من المليشيات

الإثنين 03 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 03 مساءً / الإصلاح نت/ متابعات

       

مع وصول قوات الشرعية والتحالف العربي إلى مديرية حيران شمال محافظة حجة شمال غربي البلاد، وتحريرها بالكامل مطلع أغسطس الجاري من الميليشيات الحوثية الانقلابية، أصيبت الميليشيات بحالة من الإرباك والتخبط والهستيريات، إثر الضربة القاسية التي تلقتها في عملية نوعية نفذها أبطال الجيش الوطني .

هذه الأحداث الميدانية المتسارعة كان لها تداعيات أخرى انعكست على سكان مديرية عبس، كونها تقع بعد حيران مباشرة على امتداد الخط الدولي المؤدي إلى الحديدة جنوباً، أبرز تلك التداعيات تحول المديرية إلى ثكنة مسلحة للحوثيين الذين تم جلبهم من عدة جبهات و محافظات لمواجهة تقدم قوات الشرعية واستعادة ما خسرته ميدانيا، إلى جانب نزوح المئات من الأسر وما ستؤول إليه المديرية من دمار إذا ما طالت الحرب فيها وغيرها من الأحداث التي نسلط الضوء عليها عبر هذا التقرير ... إلى التفاصيل:

 
  • حالة إرباك
 

فمنذ الوهلة الأولى لسقوط حيران بيد قوات الشرعية الواقعة على الخط الدولي الواصل إلى منفذ حرض الدولي مع المملكة العربية السعودية شمالا، سارعت الميليشيات الانقلابية إلى تكثيف تحركاتها المسلحة في مدينة ومديرية عبس جنوب حيران.

وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ"أخبار اليوم" فقد صدرت توجيهات صارمة من زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي بإلزام قيادات عناصره في محافظتي حجة والمحويت بالنزول الميداني إلى عبس، والحيلولة دون أي تقدم لقوات الشرعية والتحالف العربي إليها، وسرعة استعادة حيران منهم، وكشفت المصادر بأن محافظي الانقلابين في المحويت وحجة ومعهم مشرفي الحوثيين والقيادات البارزة تتواجد حاليا في عبس وشكلت غرفة عمليات مكثفة لعناصرها .

 
  • تخبط واستجداء
 

ومع تناقص أعداد مقاتليها شكلت الميليشيات الانقلابية لجان عديدة للنزول الميداني لمختلف المديريات في المحافظتين وعدة جبهات خاصة من الساحل الغربي، بغرض تحشيد مقاتلين جدد في صفوفها، بإشراف قيادات بارزة من الحوثيين أبرزهم رئيس ما يسمى ب اللجنة الثورية محمد علي الحوثي، ووزير الصحة في حكومة الانقلابيين اللذين قاما بالنزول الميداني الى المديرية لترتيب أعمالهم المسلحة، بعد أن فقدت الجماعة ثقتها في قيادات المحافظتين .

إلا أن تلك اللجان لم تؤت ثمارها بالشكل المأمول لدى الميليشيات،مع عزوف المواطنين عن الدفع بمزيد من المقاتلين خاصة وأنهم لم يلمسوا من المتمردين اي سياسات عملية لتحسين وضعهم المعيشي وإغراقهم في أتون الفقر والأمراض وغيرها من السياسات الهمجية التي بدأت تتكشف أهدافها الخبيثة للمواطنين .

 
  • تساقط قيادات التمرد
 

دخول قوات الجيش الوطني الى مركز حيران كبد الميليشيات خسائر باهظة بشرية ومادية، أبرزها خسارة المئات من مقاتليها وعشرات القيادات الميدانية وفي مقدمتهم مشرف عام جبهات حرض وميدي المدعو صلاح خموسي، إلى جانب ما تعرض له عشرين قياديا آخرين من ضربة جوية لقوات التحالف، لم تكشف عنهم الميليشيات حتى الان كل ذلك زاد من حدة الإرباك والتخبط الذي تعيشه الميليشيات في حجة.

 
  • المليشيات تدمر المدن
  

تحولت مدينة ومديرية عبس في غضون أيام إلى ثكنة مسلحة للميليشيات، التي جلبت إليها آلاف المسلحين من مقاتليها، والذين تم توزيعهم في الأحياء السكنية والمنشئات العامة والخاصة، ما يعني تحويلها لساحة حرب جديدة، لتعيد إلى ذاكرة المواطنين ما خلفه الحوثيون من دمار لمدينتي حرض وميدي بداية انقلابها وحروبها العبثية.

في توجه واضح للحوثيين نحو تدمير الحياة في مختلف مناطق المحافظة، وهو ما يعني ان مدينة عبس قادمة لا محالة للدمار، والنزوح الجماعي للسكان الذين بدؤوا في مغادرتها، في جريمة تتجدد وتضاف إلى سجل المتمردين الإجرامي بحق أبناء الشعب.

 
  • ضحايا جدد
 

وشهدت مديرية عبس منذ حوالي أسبوعين موجة نزوح جماعية لمئات الأسر إثر تكثيف ميليشيات الحوثي تواجدها المسلح بالمديرية وتحويلها لثكنة مسلحة وساحة حرب مفتوحة مع تقدم قوات الشرعية المسنودة بالتحالف العربي .

ونقل شهود عيان لـ"أخبار اليوم" مغادرة مئات الأسر من أبناء عبس إلى مديريات مجاورة وبعضها خارج المحافظة حفاظا على أرواحهم بعد أن أدركوا توجه الميليشيات لاستخدامهم دروعا بشرية في حروبها العبثية ليتضاعف بذلك عدد النازحين من أبناء حجة لأكثر من نصف مليون نسمة، وسط معاناة لا حدود لها بمختلف المجالات خاصة في ظل سيطرة الحوثيين وتحكمهم في المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية.

 
  • تجنيد إجباري
 

وبحسب مصادر مطلعة بالمديرية فإن الميليشيات نشرت عدة لجان مسلحة لها بمختلف مناطق عبس لفرض التجنيد الإجباري على السكان لدعم جبهاتهم اثر التناقص الحاد الذي تشهده نتيجة سقوط المئات من مقاتليهم بين قتيل وجريح، وسط رفض جماعي للأهالي الذين فضلوا الهرب من تسلطهم رغم المعاناة التي سيلاقونها جراء النزوح والتشرد .

 
  • جرائم سابقة
 

وسبق ان تسببت ميليشيات التمرد الحوثية في نزوح جماعي لأكثر من ٩٠ ٪ من سكان مديريتي حرض وميدي مع بداية الحرب العبثية التي فرضتها، و اتخذوا من الأحياء والمحلات السكنية منطلقا لمسلحيها لتتحول مدينتي حرض وميدي إلى ركام.

بعد أن كانت حرض وميدي في أوج نشاطها التجاري والاقتصادي سواء في القطاع العام أو الخاص ليتحول أبنائها إلى أدنى مستويات الفقر وتزيد بذلك قائمة البطالة بصورة مخيفة جدا، وهو ما يهدد عبس كمدينة تجارية مهمة بمصير سابقاتها.

 
  • الحسم .. إنقاذ
 

ووسط هذه المخاوف وجه أبناء عبس مناشداتهم لقوات الشرعية والتحالف العربي سرعة حسم معركة تحرير المديرية من الحوثيين، لافتين إلى أن إطالة أمد دحر المليشيات منها سيضاعف من حجم الدمار والخسائر البشرية التي ستلحق بهم، كما حصل في حرض وميدي.

وأشاروا إلى أن تجربة تحرير حيران خير دليل على ذلك، والتي كانت الكلفة البشرية والمادية فيها قليلة جدا نتيجة مباغتة المتمردين وحسم تحريرها في وقت قياسي .

 

 أخبار اليوم