السبت 20-04-2024 16:24:33 م : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الصحافة والصحفيون تحت همجية المليشيات الحوثية

الأربعاء 29 أغسطس-آب 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

لا يزال 13 صحفياً يمنياً يرزحون في سجون مليشيات الحوثي الإنقلابية منذ اختطافهم قبل أكثر من 3 أعوام، وفي هذا الوقت يكون الصحفي اليمني بقناة سهيل صلاح القاعدي –وهو أحدهم- قد أكمل ثلاثة أعوام على اختطافه في 28 أغسطس 2015، ليلحق بزملائه الذين اختطفتهم المليشيات في 9 يونيو من نفس العام.


وتعرض القاعدي، الذي يعمل في إدارة الأخبار في قناة سهيل، منذ الأيام الأولى لاختطافه، لإخفاء قسري وتعذيب وحشي، كما حدث لبقية زملائه، الأمر الذي أدى لحدوث مضاعفات، حيث فقد صلاح بعض سمعه نتيجة التعذيب.


ولم تثن الإدانات المحلية والدولية، ومطالبات نقابة الصحفيين اليمنيين واتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين وبقية المنظمات الحقوقية، المليشيات الحوثية عن ممارساتها المروعة بحق الصحفيين اليمنيين، كما لم تستجب لأي من المطالب بوقف ما يتعرضون له من انتهاكات صارخة وتعذيب وحشي، وسرعة إطلاق سراحهم، فهي تنظر إلى الصحفيين وقادة الرأي بريبة وتراهم خطراً على مشروعها الكهنوتي الانقلابي.


وبمرور ثلاثة أعوام على اختطاف الصحفي القاعدي دانت قناة سهيل الفضائية استمرار مليشيا الحوثي مصادرة حرية الزميل صلاح القاعدي الذي يعمل لديها، وطالبت بالإفراج الفوري عنه دون قيد أو شرط, كما طالبت بالإفراج عن كافة الزملاء الصحفيين المختطفين.


وقالت القناة في بيان لها: "ثلاثة أعوام مرت والزميل صلاح القاعدي يقاوم سجن جلاديه بكل صبر وثبات، فيما تعاني أسرته الصحفية وعائلته آلام الانتظار الموحش، على أمل أن يكسر القيد عنه ويمتلك حريته التي صادرتها مليشيا الحوثي وتمكينه من حريته التي صادرتها مليشيا الحوثي".
ودعت "سهيل" الانقلابيين إلى الكف عن انتهاكاتهم بحق الوسط الصحفي, مؤكدة أن كل هذه الممارسات لن تثني طاقم قناة "سهيل" من الاستمرار في نقل الحقيقة وفضح الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية بحق أبناء الشعب اليمني الحر والأبي.


فيما تحدث عبدالباسط القاعدي -وكيل وزارة الإعلام وشقيق الصحفي صلاح، في حديث للقناة- عن المعاناة التي يتلقها صلاح في سجون الانقلاب، وقال إن صلاح فقد بعض سمعه، فيما ظهرت علامات أمراض جلدية في عدد من أجزاء جسمه.
وبينما لا يزال 13 صحفياً في سجن الأمن السياسي الذي تسيطر عليه مليشيات الحوثي في العاصمة المحتلة صنعاء، منذ أكثر من ثلاثة أعوام في ظروف بالغة السوء، فإن آخرين تم إطلاقهم بعد فترات من اختطافهم، حيث تم إطلاق الصحفي عبدالله المنيفي ورفيقه حسين العيسي بعد اختطاف دام أكثر من سنتين منها 5 أشهر مخفيين قسراً تحت التعذيب الجسدي والنفسي، وذلك بوساطة قبلية استمرت عاماً كاملاً، وقبلها أطلق الحوثيون الصحفي يوسف عجلان بعد عام ونصف من اختطافه تعرض فيها للتعذيب والمعاملة القاسية، كما أطلقت صحفيين آخرين تم سجنهم لفترات متفاوتة.


ورغم المطالبات المحلية والدولية المستمرة لمليشيات الحوثي بتحرير المختطفين والمخفيين في سجونها ووقف ممارسات التعذيب وأساليب الإجرام التي تنتهجها بحق عشرات الصحفيين الذين يتعرضون لشتى أنواع الانتهاكات، فإن مليشيات الحوثي لا تكترث لهذه الدعوات، وتصر على استمرارها في حربها الممنهجة ضد الصحافة والصحفيين.

 

قتل مستمر وجرائم مروعة
ومنذ انقلاب مليشيات الحوثي على الدولة وإسقاطها العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 عمدت إلى إجراءات القمع والتهديد بحق الصحفيين، غير أن انطلاق عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي لدعم استعادة الشرعية وإسقاط الانقلاب، زاد من توحشها، وأطلق العنان لحملاتها المسعورة ضد الصحفيين قتلاً واختطافاً وتعذيباً وملاحقات مستمرة، لم تتوقف حتى اليوم.


وأظهرت التقارير التي أصدرتها نقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين الواقع المرير لحرية الصحافة في اليمن، حيث يتعرض الصحفيون والإعلاميون لإرهاب ممنهج تمارسه مليشيات الحوثي، مستهدفة كل من يتعرض لها بالنقد أو لا يقف معها.


لقد كانت آخر الصور بشاعة للإرهاب الحوثي بحق الصحفيين والناشطين الإعلاميين في اليمن، هي تلك الصورة التي عكست بشاعة هذه المليشيات، للصحفي أنور الركن الذي عمل في عدة صحف يمنية منها صحيفة الجمهورية، فقد بداية يونيو الماضي من سجون المليشيات الحوثية في تعز في صورة مرعبة ليتحول بعدها بساعات إلى جثة هامدة عليها آثار التعذيب التي مارسها الحوثيون في المعتقل، وصادف أن كان ذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحافة.


وعقب مقتل الصحفي الركن، كشفت نقابة الصحفيين اليمنيين، عن مقتل 27 صحافيا، منذ انقلاب ميليشيات الحوثي على السلطة الشرعية وإشعالها للحرب نهاية العام 2014.


وقالت النقابة في بيان لها، بمناسبة يوم الصحافة اليمنية 9 يونيو، إن الصحافة في اليمن تعيش في ظل ظروف غاية في الصعوبة، وتعرضت لحرب ممنهجة، وأكدت "إن أصحاب الأقلام وحملة الرسالة الإعلامية، دفعوا ثمنا باهظاً عمد بالدم منذ نهاية العام 2014 حتى اليوم".
وأشارت إلى الحالة العدائية ضد وسائل الإعلام والصحفيين لم تشهدها الصحافة اليمنية منذ أكثر من ربع قرن.


ورغم هذه الأعداد من الصحفيين الذين فقدوا حياتهم، إلا أن جريمة وضع الصحفيين عبدالله قابل مراسل يمن شباب في ذمار، ويوسف العيزري مراسل "سهيل" في المحافظة نفسها، ومعهم عشرات المختطفين، كدروع بشرية في أماكن مستهدفة لطيران التحالف في مدينة ذمار والشهيرة بـ"مذبحة هران" كانت الجريمة الأشد ترويعاً والتي هزت اليمن، وعكست الوحشية والاستهداف الممنهج للصحافة والصحفيين من قبل مليشيات الحوثي الإيرانية.

 

أرقام صادمة
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين قالت في وقت سابق، إن حربا ممنهجة مستمرة على وسائل الإعلام وحرية الصحافة بشكل عدائي وعنيف من قبل كافة أطراف الصراع في البلاد، في مسعى لتغييب الحقيقة.


وذكرت نقابة الصحفيين، في تقرير لها في يوليو الماضي، أنها رصدت 100 حالة انتهاك طالت الحريات الصحفية والإعلامية في اليمن، خلال النصف الأول من العام الجاري "2018"، استهدفت مئات الصحفيين ومؤسسات إعلامية كانوا ضحايا للانتهاكات المختلفة.


وتنوعت الانتهاكات بين 38 حالة اختطاف واعتقال، و18 حالة اعتداء، بالإضافة إلى 9 حالات منع من التغطية، و8 حالات تهديد، وسجلت النقابة 5 حالات محاكمة واستدعاء طالت ستة صحفيين، ارتكبت الحكومة 3 حالات منها، فيما حمّل التقرير الحوثيين المسؤولية عن حالتين.


ووثقت النقابة 5 حالات قتل خلال النصف الأول من العام الجاري، استهدفت خمسة صحفيين ومصورين وعاملين في وسائل الإعلام، هم "محمد القدسي مصور قناة بلقيس بمدينة تعز (جنوب غرب)، ومدير إدارة الديكور بقناة اليمن عبدالله النجار، ومحمد ناصر الوشلي متابع الإنتاج لمسلسل في قناة اليمن، ومصور قناة بلقيس في مدينة مأرب (شمال شرق)، وعبدالله القادري، والصحفي أنور الركن.


ووفقا للنقابة، فإن عدد الشهداء من الصحفيين منذ عام 2014م، حتى منتصف العام 2018م، 27 صحفيا ومصورا وعاملا في مجال الإعلام ضحوا بأرواحهم رخيصة من أجل حق المجتمع في الحصول على المعلومات.


وأشارت النقابة إلى أنه لا يزال هناك 13 صحفيا مختطفا لدى جماعة الحوثي، أغلبهم منذ العام 2015، ويعيشون ظروف اختطاف قاسية ولا إنسانية، بينهم صحفي مخفي قسرا، هو الصحفي وحيد الصوفي، في وقت ما يزال الصحفي محمد المقري لدى تنظيم القاعدة بحضرموت في ظروف اختطاف غامضة.